رابطة اصدقاء المغتربين تأسست عام 1973 وكانت رأيستها الاديبة الراحلة نهاد شبوع وتم اصدار 12 عدد فقط في بيت المغترب في حمص .
الثلاثاء، 3 نوفمبر 2015
مجلة السنونو ( العدد الرابع ) - غلاف + فهرس
مجلة السنونو (
العدد الرابع )
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
الغلاف + الفهرس
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
السنونو
AL - SUNUNU
تهدف " السنونو" إلى مد جسور التواصل المبدع
ثقافيا وحضاريا بين الوطن المقيم والوطن المغترب, وتحاول تجديد نطاق الخطاب
وتوسيعه ليشمل المغتربين بأجيالهم المتعاقبة, وتسعى لإزالة حاجز اللغة بالترجمة
من العربية إلى اللغات الأخرى كوسيط مشترك يخاطب عقول الجيل الفتي من أبنائنا
المتحدرين وقلوبهم, الباحثين دوما عن جذورهم الضاربة في عمق الزمن.
إن "رابطة أصدقاء المغتربين" إذ تقدم ( السنونو ) نشرة غير دورية ذات نفع عام,
فإنها لا تسعى إلى الربح أو استجداء عاطفة مستهلكة, بل تؤسس لفضاء قوامه الفكر
والأدب والفنون وأخبار الاغتراب, بما يحقق أهداف الرابطة في ( شد المهاجر إلى
وطنه واعتبار المهجر امتدادا للوطن الأم ) وهي تصدر باللغة العربية مع بعض
المترجمات إلى الإنكليزية أو الفرنسية أو الإسبانية حسب مقتضى الحال. تعتز "السنونو"
برأي قرائها الأعزاء وتعدّهم مصدر إشعاعها, وسر وجودها, وترحب بمساهماتهم
الكريمة, بعد إرفاقها بالعناوين الضرورية ونسخة عن سيرة الكاتب الذاتية.
الأفضلية في النشر للأعمال الجديدة وغير المنشورة سابقا, وفي حال إرسال أعمال
نشرت سابقا, يرجى تزويدنا بالمرجع الذي تم النشر فيه ورقمه وتاريخه.
انتقاء المواد المقدمة للنشر والدراسات الأكاديمية المرسلة, تخضع إلى محكمين
مختصين بما يتوافق مع أهداف الرابطة . تعتذر السنونو عن صرف أي تعويضات مالية
في الوقت الحاضر لقاء المواد المنشورة لديها, وتلتزم بتزويد المساهمين بالنشر
بعددين اثنين مكافأة عينية متواضعة عن جهودهم الخلاقة .
{ يسرّنا
جدا أن ننشر أخباركم الاجتماعية ونشاطاتكم التجارية والثقافية في المهجر, مع
الصور, في محاولة لمدّ جسور التواصل بين حمص وأبنائها المغتربين .
}
توجه جميع المراسلات إلى رئيس
التحرير :
حمص / بستان الديوان / شارع غسان /
رابطة أصدقاء المغتربين /
بيت المغترب / ص ب ( 2642 ) فاكس :
460910/228310
|
الهيئة الاستشارية :
الأستاذ قصي أتاسي (حمص)- السيدة دعد
طويل ( حمص ) - الأستاذ يوسف عبد الأحد (
دمشق ) - الآنسة ريما
صيرفي ( بيروت ) - الأستاذ منير خوري
( كندا ) - الأستاذ
عيسى بندقي
( البرازيل ) -
الأستاذ شاكر حارس ( تشيلي ) -
د. رغيد نحاس
(
أستراليا ) - د. فواز مسوح ( فرنسا ) -
الأستاذ نويل عبد الأحد
( الولايات
المتحدة ) .
هيئة التحرير :
الأستاذ عبد المعين الملوحي - الأستاذ قصي أتاسي -
السيدة وفاء خرما - الأستاذ بسام جبيلي - السيدة
سميرة رباحية طرابلسي - الأستاذ روفائيل خماسمية - الأستاذ ناجي درويش
هيئة الترجمة :
الأستاذ رفعت عطفة (إسباني) -
الآب ميشيل نعمان (إسباني) -
الآنسة أنيتا حسين (إسباني) -
د. نديم قندلفت (إنكليزي) - السيدة دعد
طويل قنواتي (إنكليزي) - السيدة سوزان
إبراهيم (إنكليزي) - الآنسة رغد بيطار
(إنكليزي) - الأستاذ زياد خاشوق (فرنسي) -
الآنسة إلهام نسيم (فرنسي) -
الأستاذ حسن الحسن (فرنسي) - السيد نواف
خزام (برتغالي) .
العلاقات العامة :
الآنسة سميرة خماسمية (حمص) -
الأستاذ بسام كبا (نيجيريا) -
الأستاذ سميح كرامة (أستراليا سيدني) -
الأستاذ أدمون كرم (أستراليا
ديبو) - الأستاذ منير خوري (كندا) -
الأستاذ نقولا زيات
(بيروت) - الأستاذ يوسف عبد الأحد (دمشق)
.
الأشراف الفني :
الأستاذ بسام جبيلي - الآنسة بان عباوي - الأستاذ
ناجي درويش .
=================
او توجه المراسلات عبر موقع
السنونو على عنوان المجلة
او بريد المجلة على الجمعية
السورية للمعلوماتية
الفهرس
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مصمم الموقع : عبد المسيح جميل السعد - دبلوم برمجة كمبيوتر من فرنسا ( 1986 )
-
WEBMASTER : AA-ALSAAD
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
حمص - كرم شمشم - اول الدرج -
TEL: 031-314543 - CELL: 093-384596 - حب نمرة -
الحارة الغربية - تلفون :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
This Web Site Programmed By ABD ALMASSIH JAMIL ALSAAD - HABNIMRA
..... Copyright 2003 (C) ScopNet All
Rights Reserved
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مجلة السنونو ( العدد الرابع ) - الافتتاحية ( نهاد شبوع )
مجلة السنونو (
العدد الرابع ) - الافتتاحية ( نهاد شبوع )
|
|||
وماذا لو رافقنا السنونو قليلا في مشاويره؟ وماذا لو رحنا نطير معه متتبعين مساربه
وتهويماته؟ وما وراء أبوابٍ عليها ينّقر منقاره، لتنفتح أمام مراميه وأهدافه
مرحّبة ملبيّة ؟ وماذا لو رتعنا معه في بعض محطات استراحته في طريق سفره إلى بيت
قصيده... إليهم أحبابه المنتشرين في تعددية أوطانهم ؟ ومطافا تهم ؟
تلك المحطات التي يظنها البعض للوهلة الأولى منعرجاتٍ تشطح عنهم .... وترفَ طريق ٍ
يطيل الوصول إليهم .. وعبثَ أوتارٍ في قيثارة قضاياهم وموضوع اغترابهم , يمارسه
الحادي تطريباً مهدهداً ..لا بحثاً ممحّصاً , في حين يؤكد الزاجل متيقناً أن في هذا
وذاك حمولةََََ الأجنحة لهم وهدايا السفر إليهم... وزخماً مشبوباً في الأرض الأم
الطيبة مرآة السماء !!
هذا ناهيك عن أريج أهل .. ومخزون ذاكرة وزغردة روح .. ورؤى باصرة.. لبانات قلبٍ
وطريف خاطرةٍ ..همس خبر من هنا وصدى آخر من هناك .. مراهنةِ عاطفة ٍ على إيقاظ هاجع
شوق ٍ في قلب بات شبه مجمّد .. وعلى إحياء تفاعل بات شبه مهدّد بين الـ (هنا) والـ
(هناك) في نشيد منسجم, يرجّع أصداء التلاقي وآمال العودة وتواصل أيام زمان...وبهذا لايتماهى المهاجر بالمقيم فحسب.. بل البعيد الغريب بالقريب القريب, والآخر بالذات أيضا ... فلا تنكسر لنا إرادة في ألاّ يؤول (غرب ) الهجرة إلى مجرد سوق فوقية، تحتدم فيها السلع وتتصارع في خضمها المصالح و(شرقُ ) الإقامة إلى مجرد متسوّق متصاغر متسوِّلٍ لها..!! وفي ألا تصير الثقافة الإنسانية في الاثنين مزدراة مهملة .. والمهاجر غصناً رخواً حائراُ بين معيار مقلوب وواقع مفروض.. إنساناً مهزوماً من جذوره .. مغرَّبا ًبامتياز .. لاسمح الله..!!
ثلاثة
أشواط سنونوّية .. وهوذا رابعها.. والزاجل دائب واثق بما قرع من أبواب , وبما
انفسح أمامه من محاور وفضاءات... وبما انفرش فوق موائده من أصناف الآراء ... وزاد
العرفان والفن.. في أطباق من كلمات تهز وتشعل ....تذكّر وتؤثّر..تدلّ وتشدّ إلى
خيام منسيّة في قلبِ وطنٍ متروكٍ ..رسّختْها في صلب أرضه أزمنةٌ ٌ وردية ٌ بحبال
الذهب والنور ..وبأوتاد المعرفة والألوهة ... خيام ٌ هي بإفاءة المهاجر المتحد ر
إلى ظلها جديرة... ولحجّه إلى رحاب صدرها مستحقّة ... ولإرواء عطش عيون آبائه
الظامئة المنطفئة قبل ريّها مُستعدة مُسعدة ...
(بلاد الجدود) (الوطن في عيونهم) (لك يا منازل) ( رسائل الحنين) (ما علينا وما
عليهم)..الخ كلها فضاءات تنفتح عن جهود "السنونو" في استحضار تاريخ الأرض الأم
فتيّاً نقيّاً ...وربطه بحاضر الوطن بنيويّاً.. وتلمّس حبكته الأولى التأسيسية في
نسيج الحضارة الروحية الإنسانية جدياً ...
عساهم يتحسسون روعة بنياننا العتيق.. وخيوطنا اللامعة في لحمة النسيج ..فتعود
الثقة بنا إلى غيرنا ..وإلينا نحن المطرودين رغم أنف الحق والحقيقة من التاريخ
...عسانا نعود إلى مواقعنا في خارطة الحضارة بلا حروب كـلام أو سـلاح تطوّر مهلك ,
بل بأنوار حقيقة موثقة هادئة كاشـفة, يصوّبها "السنونو" بأمانة في محاولة انتشال
الوطن من تهميش ٍ وتهويش ٍ يؤسّس لهما عنجهيّة الآخر المعرفي وسوء التعامل مع
التقنيات المكتشَفة المتمرِّدة على مكتشفها ( الإنسان ) والمتنافرة اليوم مع حاجته
إليها، كما يؤسّس لها أكثر فأكثر رواسب عفونة لا ننكرها فينا تعمل تجريحاً وتقزيما
ًفي قامته وتغالطه الدرب ... عازلة حضوره وقراره عن ساحة العالم ، مقيماً أو مغتربا
ً ...
أنوار نستقطرها من عيون أخرى غير عيوننا , يتدفق منها الوطن
حقيقياً بريئا ً .. صادق الأحدوثة .. جلي الصورة ..
وقد
يكون تدفّقه من عين جدّ مفارق هام بالمكان, فزرعه ما بين ضلوعه..ثم نقله ولاءً إلى
ما بين ضلوع أبنائه أيقونةً ويقينا ً .. أشواقا ًمورّثة ًمؤتمنةً .. أو قد يكون
تدفّقُه من عين محايد ٍ غريب, اجتذبه المكان, فراح بكلِّ تجرد "يسمي الخبز خبزاً
والنبيذ نبيــذاً " على حد تعبير نيرودا ـ ليغبطنا عليه أخيراً.. وليدلي "
السنونو " متباهيا في النهاية بشهادتهم الناهلة من معين التراث الباقي وذمة
الذاكرة الإنسانية المعتّقة.
أو قد ينبثق من عيونهم سرير طفولة.. وأرجوحة ذكريات ..ودفق رؤى: داراً سماوية فسيحة
يرفل فيها العزُّ والعافية.. الحب والأمل، والدالية ...زيتونة الدار بأذرعها
الحاضنة.. والياسمينة الغنوج المتباهية التي سافر فوحها إلى ابعد من أزقة االحارة
..رفوف الحساسين الرائحة الغادية الواثقة بأن لها ملكية أغصان الدار جميعها مع
أرضها و سـمائها .. تغلُّ في عب الياسمينة.. لتنسلَّ إلى قلب شـتول ( ورد الجنّة )
.. لتنام بين أذرع السروة الدهرية وادعة أمنة ..
منازلٌ .. لها في القلوب منازل .. وذواكر .. لها في البال .. هواتف وخواطر ...
وعلى بساط أحمدي يمده " السنونو " على طول الضفتين وعرضهما ينبسط وبلا أقنعة كل"ما
علينا ..وما عليهم.. "الرأي والرأي الآخر".. وكل ما هو كائن وما يجب أن يكون..ليظلّ
الوطن كما يريده أبناؤه المسافرون.. والمهاجر كما يريده وطنه , ولتبقى همزة الوصل
بين الطرفين معزّزة رابطة.. وجسر الثقة وطيداً عامراً..بحوارٍ صريح ٍ هادئ ٍ.. بغير
ادّعاء أو
استعلاء.. وبغير تعصّب لرأي أو لرؤية وبغير طغيان الفكر التبشيري على الفكر النقدي
ليكون جاداً في الوصول إلى حقيقة-ولو نسبية- يقرّها الجميع في حياة الفترة التي
فيها هذا الجميع...
آنئذ يتلاقى وطن ( شرقي ) مع مهجر (غربي) في مشروع انتساب إنساني سلمي أرحب وأشمل
..وفي مشروع إصلاحي متبادل أشدّ نفعاً وجذباً ...يرد نصف القلب إلى نصفه... والعطر
إلى ورده ... والذراع، إلى كتفه ... فلا فراق أو تباعد أو بعاد ... وعلى هذا البساط
السندسي يلتقي السنونو بأحبائه المنتشرين: أحياءً يملؤون الحياة..أمواتاً يعصون
الموت بالحياة.. أجل أحياءً حاضرين, مثلوا أمامه وجهاُ لوجه, بومضة حظٍ بعودة ...
بعيدين مسافرين استحضرهم " السنونو " قلباً لقلب بحركة زر في آلة مهادنة ٍقهرت
مسافة .. ومدت جسوراً لعودة ...
أمواتاً ... راهن السنونو على استحالة غيابهم بإنطاق صمتهم ... وإيقاظ نبض
كلماتهم... الملتحمة بالهواء الذي نتنشق ... العالقة بالزمان الذي به نتألق .
ورق وآلة يتفاعلان ويتناغمان متصالحين متكاملين متساقيين كؤوس الرفد الإنساني
الأكمل يأخذ بأود الإنسان المنهك المحاصر,يردّ إليه الروح والأمل والكتاب ...
أبواب وأبواب وراءها تخزّن الحبُّ والفكرُ والقلبُ والروحُ والحنينُ والميراث.
لن يعدم "السنونو"الأيدي المضرّجة بالأشواق وحب المعرفة لِقَرْعها وفتحها .. أجل لن
نُصدم بهذا الفراغ المخيف من أمثال هذه الأيدي التي تقرع..وتلك العيون التي تقرأ في
هذا الزمن المكفهر الطائش .. لن نفقد القراءة وسطوتها ... لن نفقد الأجيال التي
تدمج المكتوب بحيواتها لتعيد تأليف كتابة المكتوب لحاضرها ومستقبلها بقراءته قراءة
جديدة ..
" وحدها الكتب من بين جميع الأشياء في الطبيعة لا تفنى " مهما أُتلف جسدها ..
وأُُهين ورقها ... سائلوا كتب أبي حيان وأبي عمر وعمر بن العلاء وأبي عمر الداراني
وداود الطائي وكتب بغداد الملقاة في نهر دجلة..الواصلة إلينا .. رغم كل شيء .. من
قلب الرماد .. والغرق من قلب النار والماء.. أجل وحدها الكتب من بين جميع الأشياء
لا تفنى لأنها تسلّم نفسها للزمن القارئ الذي يكرر كتابتها عقب كل قراءة جديدة ..
هنيئاً للسنونو كتاباً سلّم نفسه للزمن القارئ...
وشكراً لكم - يا داعميه المقيمين والمغتربين – زمناً قارئاً متسلّماً، يكتبه
ويكتبه.. ويكتبه رونقَ حبٍ .. وقطرة ذكرٍ .. وصلاة رجوع تتكرّر..!!
|
|||
WEBMASTER : AA-ALSAAD
|
This Web Site Programmed and
Written By ABD ALMASSIH JAMIL ALSAAD
..... Copyright 2003 (C) SCOPNET All
Rights Reserved
|
مجلة السنونو ( العدد الرابع ) - بلاد الجدود - قصـة نهـر منسـي ( زيـــــاد ديـــــاب )
مجلة السنونو (
العدد الرابع ) -
بلاد الجدود
La patrie des aieux
|
|||
قصـة نهـر منسـي
(
زيـــــاد ديـــــاب
)
|
|||
إشارة
لما كتبه الأستاذ رجب السيد في العربي عدد (531) فبراير 2003 صفحة 152 وأسوة بنهر
النيل كان لابد أن يتعرف العربي على نهر منسي له فصل من فصول الحضارة. " أن نهر
النيل هو الوحيد في العالم الذي يتجه في مساره من الجنوب إلى الشمال" والحقيقة أن
المبالغة في تفرّد مصر في حضارتها وأهرامها ومسلاتها ونقوشها وما كتبه الإخوة
المصريون قد تعدوا فيه التاريخ ووصلوا إلى نتيجة تقضي بتفرد مصر حتى في جغرافيتها؟
وقلما يذكرون أن الحضارات المعاصرة لمصر والتي سبقتها والتي لحقتها لها فضل على
الإنسانية جمعاء، وكأن الله لم يخلق سوى مصر ونيلها؟ وما الحكمة من الصدفة الطبيعية
لجريان نهر الجنوب إلى الشمال؟! هل تستحق هذه الظاهرة دراسة تاريخية وجغرافية
وطبيعية وبشرية وحضارية أم الاحتكار الحضاري خاص بمصر وشعبها؟ يا سيدي هناك أنهار
كثيرة تجري من الجنوب إلى الشمال، ولا نبتعد كثيراً، فإن نهر العاصي في سوريا يجري
من الجنوب إلى الشمال، وهو أيضاً نهر عالمي وحضاري وإنساني لا يقل قيمة عن نهر
النيل، فهو ينبع من جنوب بلاد الشام (لبنان) ويتجه شمالاً مخترقاً سهول (حمص)
ومشكلاً بحيرة (قطينة) التي قامت عليها حضارات ومدن كبيرة أهمها مدينة (قادش) وفيها
قامت أعظم معارك التاريخ القديم بين الفرعون رمسيس الثاني في القرن الثالث عشر ق.م
والحيثيين بقيادة (شابيلو ليوما) وإثر المعركة تمّت أول معاهدة في التاريخ قامت
بالقرب من بحيرة قطينة وعلى ضفاف العاصي. وتمّت أول مصاهرة بعد هزيمة الفراعنة في
قادش وذلك بين الفرعون وإحدى الفتيات السوريات. وفي مدينة طيبة بمصر نقش يدل على
لوحات تذكارية عن معركة قادش وأهميتها، وأيضاً في معبد أبي سمبل. ويتابع العاصي
مسيرته الشمالية ليخلق لنا مدينة حمص وحضارتها القديمة ويتابع شمالاً ويشكّل سدّاً
في الرستن ويصنع حضارة "الرستن" منذ الألف الثانية ق.م. ويفجّر العاصي إلهام
الفنانين
.
ويرسمون لنا لوحات فسيفسائية رائعة تدل على مدى الغنى والترف والنعيم الذي عاشته
المنطقة بفضل العاصي وخاصة في العصر الروماني والبيزنطي والإسلامي، ويستمر اختراقه
شمالاً ليصل سهول أفاميا حيث قامت مدينة تضاهي روما في جمالها وعظمتها وذلك كله
بفضل العاصي المتجه شمالاً ليخلق خطاً جغرافيّاً حضاريّاً قلّما يتكرر في التاريخ
بسعته وتنوّعه وكثافة الحضارات المنتشرة حوله وخاصة الآرامية والعمورية والسريانية.
ولا يزال العاصي متجهاً شمالاً ليصل إلى "شيزر" حيث المدينة التي قاومت الصليبيين
وخرج منها أعظم أبطال المسلمين وأنبغ مؤرخيهم آنذاك "أسامة بن منقذ" صاحب صلاح
الدين الأيوبي ومؤرخه الخاص. عدا عن القلاع العسكرية المنتشرة حول العاصي لحماية
بلاد الشام الداخلية من التوغل الصليبي أهمها قلعة "أسامة بن منقذ" في حمص وقلعة
شيزر، وكان الفضل في إقامة هذه المدن العسكرية والقلاع والسدود والقناطر لنهر
العاصي؟ هذا النهر الهرم هو نهر الحضارة السورية بلا منازع. وما إن يدخل مدينة حماة
العتيقة العريقة حتى يفجر ينابيع الهندسة الميكانيكية وأساليب الري الحديثة المذهلة
والتي لا تزال موجودة حتى يومنا هذا، وهي فكرة الري عن طريق النواعير لأن العاصي
يدخل حماة وهي في منخفض وواد كبير، وليتمكن النهر من سقاية الأراضي المرتفعة، تمكن
المهندسون من اختراع نظام مائي فريد من نوعه في العالم. وأعجب من الذين قيّموا
وأسموا أعاجيب الدنيا السبعة كيف لم يضعوا النواعير من أعاجيب الدنيا، علماً أنها
لا تزال موجودة إلى اليوم تؤدي المهمة نفسها التي كانت لها منذ ثلاثة آلاف سنة. فهي
أعاجيب مستمرة تنبض بالحياة وما زال صداحها وأنينها وعنينها يملأ وادي العاصي،
وتبكي على عز ماض. ويستمر النهر متجهاً شمالاً حتى يدخل الاسكندرونة شقيقة
الإسكندرية لأن الاسكندر المقدوني بنى كلتا المدينتين الرائعتين. انبهر الاسكندر
بالعاصي فعمّر مدينته وأعطاها اسمه
.
ليضيف إلى تاريخ التمدن مدينة جديدة لا تزال موجودة حتى الآن، وتستمر رحلة العاصي
المضنية الطويلة، فقد أنهكته الحروب، وإنشاء السدود، وبناء القلاع والأسوار، وينعطف
على كتفه الأيسر ليستريح استراحة المحارب، ويصب في البحر الأبيض المتوسط بكل هدوء
تاركاً وراءه هموم التاريخ لأن قاع النهر الهادئ مليء بالوثائق والأحجار والأثريات
وبقايا الحضارات، فقد رفض أن يجلبها معه ليرميها في البحر كما تفعل بقية الأنهار
التي ترمي كنوز حضاراتها في البحر، إنه نهر يحب التاريخ لأن أقدم إنسان عاش في
الأرض كان على ضفتيه، وهذا ليس ببعيد، لأن "هرقل" عظيم الروم أقام في حمص وبنى
قصراً له على ضفة العاصي، ولهذا يقول أهل "روما" مثلاً لا يزال يُتداول حتى اليوم
"إن نهر التيبر يصب في العاصي" وألهم العاصي المخترعين والمهندسين لاختراع طاحونة
تدار على المياه لطحن الحبوب وهي كثيرة على ضفة النهر. ويستوقفنا العشاق وعلى طول
النهر حيث القرى الكثيرة المنتشرة على سهل واسع فسيح دون أي تضاريس طبيعية أو
معوقات تعترض خط النهر.
محنة العاصيحكايا الحب والعشق كثيرة، وأكثرها مندثرة وكان مسرحها العاصي، ولا تغيب عنّا قصة حب خالدة لا تقل قيمة وأهمية وإثارة عن قصص الحب العالمي التي قامت بين شاعر حمص والعصر العباسي كله "ديك الجن" عبد السلام بن رغبان، حيث أحب معشوقته من قرية "الدوير" ومن شدة حبه لها وهيامه بها لم يستطع فراقها، وبعد سفرة قصيرة إلى بلده "سلمية" رجع إلى حمص فقتلها ورمى جثتها في نهر العاصي فداء للنهر الذي كان سبب حبه لها وتعرّفه بها، كما كان يلقي فراعنة مصر أجمل فتياتها في النيل اتقاءً لشره. نهر له قصص غريبة وعجيبة وتدخل في سجله أساطير نرى إحداها في معابد مصر الفرعونية في القرن الثالث عشر ق.م حيث تقول الأسطورة إن رمسيس الثاني عندما وصل "قادش" على ضفاف العاصي كان يحمل معه من مصر قارورة مليئة بمياه النيل فكسرت القارورة وجرت مياهها متجهة شمالاً و اخترقت الأراضي، فكان نهر العاصي لأنه عصى أنهار سورية وأتخذ نهج أبيه النيل متجهاً من الجنوب إلى الشمال؟!.
أحبّ أهل العاصي نهرهم وأسموه "الميماس"
وتغنّوا به كثيراً، وكانت أجمل لياليهم على ضفتيه، وما "السيران" إلا ميزة لا
يعرفها إلا سكان بلاد الشام، ولها نكهة خاصة ومراسم ومواسم وطقوس يتفنن بها أهل
العاصي، وهو نزهة جماعية مليئة بالمرح والسرور والغناء الأصيل، وهو تقليد قديم منذ
العهد الروماني، فقد عُرف عن عائلة آل دومنة الحمصية التي حكمت روما مئات السنين
وعائلة كركلا التي تربّعت على عرش روما مدة طويلة، ونقلوا عاداتهم ولباسهم وطعامهم
وأسلوب حياتهم الحمصية إلى روما وجعلوا من نهر التيبر متنزهاً كما كان العاصي
متنزهاً ؟.
لم يخطئ الفيلسوف الروماني "لونجين"
عندما استقر في حمص ليكون على مقربة من العاصي، لتأتي إليه تلميذته الرائعة
"زنوبيا" لتعلم الفلسفة واللغة على يديه حتى تخرجت من مدرسته لتحكم "تدمر" التي
نافست روما وكادت أن تقضي عليها... ووقعت أسيرة في حمص وكبّلت بسلاسل من ذهب، وتدخل
روما بكرامتها وعزة نفسها وتُسجن في قصر يليق بها ويكون لها ذرية، ومن ذريتها يخرج
ضابط أصبح في يوم ما حاكم روما يقال إن أسمه "سيفيروس سبتيموس" وكان وقتها قائداً
لحامية ليبيا...
ومع المحن التي أصابت العاصي والفواجع
التي ابتُلي بها وإجباره على الخنوع والخضوع، فقد أصيب بداء الهرم وأصبح يسير
بطيئاً متكئاً على أشجار الصفصاف والسرو العتيقة الهرمة، وتساعده في المضي نحو
الشمال حافراً أخدوداً عميقاً كما تحفر الأيام أخاديد على وجه الرجل المحارب الذي
يصنع الحضارات. وأبى النهر بكل كبريائه وعنفوانه مذكّراً شبابه وفتوته إلا أن يظل
بطلاً واقفاً شامخاً ليقدم أجمل بساتين وأخصب أراضي بلاد الشام قاطبة. وأحياناً
ينتفض رافضاً الحواجز الكثيرة التي أقيمت حوله في محاولة لكبح جماحه ويطغى، ولكن
بلطف، ليتذكر أنين نواعير حماة ويطرب على أجمل سيمفونية في العالم، بل العازف
الوحيد في العالم الذي يقدّم لنا مقطوعات قلّما نجدها في أي نهر في العالم ؟!.
حمص ـ سوريا ، عن مجلة العربي عدد 544 مارس2004
. |
|||
WEBMASTER : AA-ALSAAD
|
This Web Site Programmed and
Written By ABD ALMASSIH JAMIL ALSAAD
..... Copyright 2003 (C) SCOPNET All
Rights Reserved
|
مجلة السنونو ( العدد الرابع ) - بلاد الجدود - من دمشق إلى صيدنايا ومعلـولا زيـــارة إلى موطــن لغــة المسيح ( ماريــــــا معلــــــــوف )
مجلة السنونو (
العدد الرابع ) -
بلاد الجدود
La patrie des aieux
|
|||
من
دمشق إلى صيدنايا ومعلـولا
زيـــارة
إلى موطــن لغــة المسيح
(
ماريــــــا معلــــــــوف
)
|
|||
زائر سوريا الباحث عن الجذور الأولى للمسيحية لا
يملك سوى استعادة معجزة القديس بولس الشهيرة على طريق دمشق.الرسول الذي كلّف قبل
اهتدائه بأن يصفّي المسيحيين ويضطهدهم وذهب إلى دمشق باحثاً عنهم،شاهد في طريقه
السيد المسيح فقدس الله سره ليقول له كلمته الشهيرة: تضطهدني ؟
وكان ذلك منعطفاً في حياة الرسول الذي نقل رسالة المسيحية إلى
العالم. وما أن سمع كلام السيد المسيح، عمّ الظلام في عينه ووقع على الأرض ثم وصل
إلى دمشق ليلتقي حنانيا الذي عالج بصره وأدخل قلبه سر المسيح في الهداية فأنقلب من
معاد للمسيحية إلى مناصر مناضل من أجلها ومن أجل المسيح في كل أرجاء الأرض.
ويكفي أرتباط مسيرة بولس الرسول بسوريا ودمشق بالذات حتى يفخر هذا
البلد العربي المشرقي بارتباطه الوثيق بالمسيحية الأولى، ويكفي أيضاً قول بولس
الرسول مخاطباً المسيحيين برسالته: ومن انطاكيا (السورية) سموكم المسيحيين لأول مرة
وقـد كان اسمهم من قبل "الأخوة" و "المؤمنين". وكان شعارهم الحمامة وسعف النخيل قبل
أن يصبح شعارهم الصليب في زمان الملك البيزنطي قسطنطين الأول.
وعندما حطت قدماي في المناطق المسيحية
التاريخية في سوريا من صيدنايا إلى معلولا، استعدت في البال كيف أن سوريا كانت وما
تزال تضم أكبر تنوع ربما في العالم من المذاهب المسيحية المتنوعة. ففيها السريان
اليعاقبة الأوائل وفيها الروم الأرثوذكس والملكيون الكاثوليك وأيضاً الموارنة الذين
عرفوا على أرضها نشأتهم الأولى في دير مار مارون على العاصي قبل أن تتجه جموعهم إلى
قنوبين في شمال لبنان. وفي زمن الخليفة الأموي معاوية، عرف المسيحيون حوارات في ما
بينهم قادها الخليفة الأموي وكان منهم من تولى مناصب عليا من المالية إلى الإدارة
إلى الحربية وتعزّز الأسطول الأموي بهم في معركة أم السواري.
وفي عهد الرئيس حافظ الأسد والرئيس بشار الأسد ،
تعيش المسيحية جواً وطنياً قومياً يعزز مكانتها التاريخية في منطقة
يفاخر البطاركة عنها بأنهم بطاركة انطاكيا وسائر
المشرق.
في صيدنايا، سمعت لغة المسيح الآرامية التي نطق
بها في الأنجيل وتعرفت إلى كنيسة السيدة التي عرفت منذ الزمن القديم بكنيسة "الشاغورة"
أو "الشاهورة" التي يعرفها الزوار منذ القرن الثاني عشر في صيدنايا. فظهرت في تلك
الكنيسة صورة السيدة التي أطلّت فيها الآيات والمعجزات مقصد الزوار من العالم
لينالوا منها البركة والنعمة، وكانت مسكناً للراهبات وأشهرهم الراهبة مارينا، وحضر
إليها الراهب أنبا ثاودورس في طريقه إلى بيت المقدس. وعندما تعرض له اللصوص في
الطريق وأرادوا قتله مع رفاقه، أذا بصوت أيقونة نصحت الراهبة بأن يشتريها يقول: "
اعبروا ولا تخافوا منهم، فعبروا آمنين" وعندها قال الراهب: إني آخذ هذه الأيقونة
لتكون لي سنداً بقوة وأمانة مباركة من الست السيدة.
تلك معجزة الإيمان التي احتضنتها سوريا في
تاريخها العريق الذي شمل أيضاً مناطق ومواقع ومؤمنين وقديسين أخذت البحث عن آثارهم
ومعالمهم، فأخذتني الطريق إلى معلولا في الشمال الشرقي من دمشق وعلى مسافة 50
كيلومتراً منها وهي التي يعني أسمها بالآرامية المدخل، بسكانها الذين لا يتجاوز
عددهم الخمسة آلاف وبمغاورها وكهوفها وأشهرها كهف الخوري يوسف الذي
تزينه نعوش صخرية منها شماس ونسران ومقاعد منحوتة
في الصخر.
وأذا ذكرت معلولا، يقفز إلى البال ممر الفج
ودير مار تقلا الذي ارتبطت به قصة الشهيدة القديسة تقلا التي آمنت بالمسيح على يد
بولس الرسول وفرّت بعدها من اضطهاد والديها الوثنيين والجنود الذين كانوا يلاحقونها
لقتلها. ولما بلغت هذا المكان ورأت الجبل يسد عليها طريق النجاة ابتهلت إلى الله
لينقذها فأنشق الجبل أمامها وتوارت في الفج فنجت من يد المضطهدين. وشيد دير تابع
للروم الأرثوذكس تكريماً لهذه الشهيدة العظيمة.
ولا يملك زائر معلولا الاّ أن يمر إلى دير مار سركيس الذي بني في القرن الرابع
الميلادي تكريماً للقديسين السوريين الشهيدين سيرجيوس وباخوس اللذين كانا قائدين في
الجيش الروماني واستشهدا لرفضهما الجحود بإيمانهما بالمسيح وعبادة الأوثان.
ويتوافد على الدير عدد كبير من الزوار سنوياً ليروا جدران الكنيسة التي أرسلت عينات
من خشبها إلى المختبرات العلمية الحديثة في ألمانيا الاتحادية، وتبين أن عمر هذا
الخشب أكثر من 2000 سنة.
ويضاف إلى هذا المعلم التاريخي مقام مار الياس الأثري التابع لبلدة المعرة القرية
التي أعطت اسمها للشاعر العربي الكبير أبو العلاء المعري الذي عرّف شعره
.
الوحدة الوطنية بقوله "هذا بناقوس يدق وذاك بماذنة
يصيح، "يا ليت عمري ما الصحيح".
والحديث يطول عن معالم الإيمان في سوريا التي
جمعت على أرضها العربية وحدة الإسلام والمسيحية، ويشعر زائرها أنه أمام بلد وحدته
مشاعرة القومية ومواقفه الوطنية ما جعل شعبه يستحق عن جدارة لقب "قلب العروبة
النابض" وهو الذي قال عنه فيليب حتي في كتابه الشهير "تاريخ سوريا ولبنان وفلسطين"
: أنها الأرض التي صدّرت النوابغ والعباقرة والمبدعين إلى أرجاء العالم.
|
|||
WEBMASTER : AA-ALSAAD
|
This Web Site Programmed and
Written By ABD ALMASSIH JAMIL ALSAAD
..... Copyright 2003 (C) SCOPNET All
Rights Reserved
|
مجلة السنونو ( العدد الرابع ) - لك يا منازل - بَيْتـــــــــي ( نزار قباني )
مجلة السنونو (
العدد الرابع ) -
لك يا منازل
|
|||
بَيْتـــــــــي
( نزار قباني )
|
|||
في حُرْجنا المدروزِ شوحاً
سقفُ منزلنـا اختفــى
حَرَستهُ خمسُ صنوبراتٍ
فانـزوى.. وتصوّفــا
نَسَـجَ الثلـوجَ عبـاءَةً
لبِسَ الزوابعَ معطفــا
وبدخْنةٍ من غَزْل مغزلهِ
اكتســى وتلَفْلَفــا ..
الطيـبُ بعـضُ حدودهِ
أتريـدُ أن لا يُعْرفــا..
وحدودُ بيتي.. غيمــةٌ
عَبَرتْ، وجُنْحٌ رفرفـا..
حَمَلْتـهُ ألفُ فراشــةٍ
بيتي، فلا ماتَ الوفــا
قرميدُهُ، حضَنَ المواويلَ
الجريحـةَ واكتــفى..
|
قِطَعُ الحصى في أرضه
ضـوءٌ تجمَّد أحرُفـا..
كم مرةٍ، مرَّ الصبـاحُ
ببابـه.. وتوقّفــا...
يا مجدَهُ! ملكَ المفارقَ
والمطلَّ المُشرِفــا ..
سقفــاً، ومدخنــةً
وباباً، ضارعاً، متفلسفا
يرقـى إليـه الـدربُ
سكرانَ الخُطى متعطّفا
حاذى الطريقَ.. وعندمـا
انتهتِ الطريقُ.. تخلّفـا
كم نجمـةٍ دخـلتْ عليَّ
تظنُّ عنـدي مُتْحفــَا..
تركتْ بسورِ حديقتــي
شالَ الحريـر مُنتَّفـا...
|
||
WEBMASTER : AA-ALSAAD
|
This Web Site Programmed and
Written By ABD ALMASSIH JAMIL ALSAAD
..... Copyright 2003 (C) SCOPNET All
Rights Reserved
|
مجلة السنونو ( العدد الرابع ) - الوطن في عيونهم - حمص مدرج الطفولة وملعب الصبـا ( رشيد شكور )
مجلة السنونو (
العدد الرابع ) -
الوطن في عيونهمLa patrie dans
leurs regards
|
|||
(من الذاكرة ما يظل يحيا ويُحيي..!!)
حمص
مدرج الطفولة وملعب الصبـا
( رشيد شكور )
|
|||
أحييكم بني وطني باسم حمص العدية،
الرابضة على أطراف البادية منذ ستة آلاف سنة، إنني ابن من أبنائها، وُلد، كما وُلد
أكثركم، ودرج وترعرع في أحضانها، جُبل من طينتها، وغذته تربتها، شرب من ماء عاصيها،
واستنشق هواء سهولها ونسيم وعرها.
ابن من أبنائها، كم تسمَّع لخرير المياه في
دُوَيرها، وأنصت لأنين ناعورتها، وأصغى إلى زقزقة العصافير وتغريد العنادل وغِناء
البلابل في مرج بين الطاحونين في ميماسها. كم فرك سنابل القمح في حقولها، وتنشق
رائحة الزيزفون في بساتينها، وأستنشق عبير الزنبق وشذا البنفسج ونشر الياسمين في
رياضها، وتشمم الأزهار المختلفة الألوان الساطعة الأريج في حدائقها وجنانها، وكم
قطف من شقائق النعمان باقات يدغدغها بين أصابعه ويلاعبها بشفتيه. كم جلس في الجديدة
على ضفاف النهر الخالد يتأمل في مائه المنساب بكل تؤدة وهدوء ويقرأ في صفحاته
سطوراً خطتها أنامل القدر بحروف من لجين حاملة أخبار أسلافه، وبالطبع أسلافكم،
الذين مدّنوا العالم. وكم تمدد فوق العشب في ظل الصفصاف الباكي يغني: "صفصاف يا
مستحي شرشك على الميَّه"، وكم شرب من مياه نبع الصفا، وعبر الجسور الثلاثة في طريقه
إلى المزرعة ـ طريق القوافل والجحافل ما بين شرق سورية وغربها داخلها وساحلها، منذ
فجر التاريخ.
كم سار في البساتين يقلِّب الحجارة في ماء
الجداول والسواقي يلتقط ما بينها من السراطين وكم جلس على ضفاتها وبيده صنارة يصطاد
بها صغار الأسماك. كم سار بين الكروم يرتل ويرنم ويغني أهازيج اللهو والمرح والصبا،
وبين شجرات الحور ينقش أسمه على إحداها، وفي أيام الشتاء، فوق الثلوج، هازئاً
بالبرد والزمهرير، وفي أيام الربيع وراء الخراف يستاقها العربان، وفي أيام الحصاد
وراء الجمال حاملة الأغمار، بل كم جلس في أيام الدراس فوق النورج دائراً حول البيدر.
ابن من أبنائها، يتلو الليلة عليكم قصة حامات
صوبا، فحماة صوبا، فحميصوبا الكنعانيين والحثيين والآراميين وميزوبا المصريين،
وصوبة التوراة والعبرانيين، وايميسا اليونان والرومان والبيزنطيين. بل قصة حمص
العربية، بانية بابل ومؤسسة الدولة الحمورابية، عاصمة المملكة اللبنانية الأمورية،
وحاضرة فينيقية اللبنانية(1)
شقيقة حماة وبعلبك، هذا أن لم تكن أمهما، ومنشئة "ماري" على الفرات، "وقطنة وقادس
ومريمون ثم قلعة الحصن" حولها في السهل، "وأوغاريت وجبلة وجبيل" على شاطئ البحر
السوري، كلها حصون بنتها حمص لترد عنها الغزاة الفاتحين.
ابن من أبنائها يقص الليلة عليكم حكاية مدينة
الخالدَين: ابن الوليد وابن عطاء الله(2).
ضريح الأول في شمالها وضريح الثاني في وسطها، مثوى الأول في رأسها ومثوى الثاني في
قلبها. يمثل الواحد قوة السيف والآخر قوة المحبة والسلام. وما أحوجنا اليوم إلى
القوتين: قوة السيف نرد بها عنا مطامع لمستعمرين، وقوة المحبة والوئام والاتحاد
نقضي بها على اختلافاتنا الدينية ونعراتنا الإقليمية، لنقف صفاً واحداً وكتلة واحدة
في معترك هذا الوجود.
(1)
لا
أزال أذكر منذ صغري، وذلك لما كانت الكنيسة كل شيء لدي وكان لا يفوتني فيها
قداس أو صلاة، دعاءً يتلى في اثناء القداس وهو: أحفظ يارب سيدنا مطرانا على
فينيقية اللبنانية. وهذا يعني بكل وضوح أن مطران حمص كان منذ بدء التاريخ
المسيحي مطران فينيقية اللبنانية. وما زال هذا الدعاء في ذاكرتي حتى وجدت في
التاريخ أثناء دروسي ومطالعاتي أن سورية كانت تقسم في زمن اليونان والرومان إلى
فينيقية البحرية، وتتضمن مدن سورية الساحلية، وإلى فينيقية اللبنانية وتمتد من
دمشق إلى بعلبك وتدمر وتتضمن مدن سورية الداخلية ومن أمهاتها مدينة حمص. وهذا
الدعاء الكنسي أعظم برهان أثري على ذلك لأنه تقليد قديم وصل إلينا من السلف دون
تغيير أو تبديل ويدعى بمنطوق القيمي الكنيسة. (راجع تاريخ حمص للخوري عيسى أسعد
ص 119).
|
|||
WEBMASTER : AA-ALSAAD
|
This Web Site Programmed and
Written By ABD ALMASSIH JAMIL ALSAAD
..... Copyright 2003 (C) SCOPNET All
Rights Reserved
|
مجلة السنونو ( العدد الرابع ) - الوطن في عيونهمLa patrie dans leurs regards - قريـــــة مــــن وطنــــــــي
مجلة السنونو (
العدد الرابع ) -
الوطن في عيونهمLa patrie dans
leurs regards
|
|||
قريـــــة مــــن وطنــــــــي
(
جرجـــــــــس ناصيـــــــف
)
|
|||
"من هنا من قريتي يبدأ وطني، وأنا مدين بهذه
القصيدة لوطني الصغير هذا"
|
|||
لنا قرية تحتلّ في ظـلّ شاهــق بطاحاً
على سفحين بالخصب ترفل
يدبّ إليها الماء مـا إن يشوقهـا،
وفي كلّ حنو للصبابــة منهـل
جداول فيها تستقيم وتنـحنــي ملاعـب
أطيـار عليـها ترتّـل
إذا طرّب الشّحرور يشكو لواعجاً
تنهّد يسقيه السّلافــة جــدول
وإن غرّد الحسّون وَسط خميلــة أصاخ
إليـه ثـمّ نغّــم بلبــل
وحفّت غصون في الرّياض مُدلّـة كأنّ
نسيم الرّوض بالغصن يغزل
ينّبهها قبـلَ الصّبــاح مــؤذِّن
ويشدو لها بعد التّنبّـه جلجــل
* * *
وللدوح في بعض الدروب مجالس يفيء
إليها كـلّ عـان ويقبــل
وكلّ هموم تتعب النفس تنجلــي هناك
بأطراف الحديث وتُغسَــل
وما عاش دجّال هناك منافــق، وكلّ
ودود بالبساطـة يعمـــل
كذلك هم في أســرة وتناغــم، إذا
فرحوا بشّ الجميع وهلّلــوا
وإن حزنوا صار الجميـع بشـدّة
تعاونهم أشهى وأحلـى وأنبــل
* * *
ويجتازها واد يشـقّ تلالهـــا وفيه
من الأمـواه خمـر معلـّل
إذا جزت فيه أدهشتـك مغـاور، وراعتك
أغوار تظـلّ تغلغــل
يغور سحيقاً، لن تنـال مغــاره كأنْ
في خفايـاه دياجيـر حلـّل
يظلّله الصفّصاف والدّلـب مثلما على
الطّفل تحنو أمّهات فيهـدل
* * *
أجاراتنا، يا قمّتانِ ودوحـة !
إليكنّ أشكو ما أعاني وأحمــل
ويذهلني فيكنّ درب معـوّج تسير
عليه غانيـات وتحجــل
وتمضي وأمضي والفؤاد مولّهٌ وكلّ
إلى مـا يبتغيـه معجّــل
|
|||
WEBMASTER : AA-ALSAAD
|
This Web Site Programmed and
Written By ABD ALMASSIH JAMIL ALSAAD
..... Copyright 2003 (C) SCOPNET All
Rights Reserved
|
مجلة السنونو ( العدد الرابع ) - ما علينا وما عليهم - هجــــرة حتــــى الجـــــذور ( د. فاضــــــــل فضَّــــــــهْ )
مجلة السنونو (
العدد الرابع ) -
ما
علينا وما عليهم
|
|||
هجــــرة حتــــى الجـــــذور (
د. فاضــــــــل فضَّــــــــهْ )
|
|||
قال ولماذا أعلم أولادي اللغة العربية ؟ قلت له:
تخيل أنك ستعود يوما ما إلى وطنك . قال: لن أعود، ولذا عليّ أن أحرر أولادي من كل
ما هو شرقي , بعدها سيعيشون بدون مشكلة في هذا البلد .
عبرت السيارة قرب تل السحرية كما هو مكتوب على
اللافتة , وقلت : أنت مخطئ ,ستنزع أولادك من جذورهم ,هذا النزع هو نسبي , إذ أن
الجذور أقوى من الاكتساب الذي ستعلّمهم إياه : أعتقد بأن الجذور قضية طبيعية تولد
معنا , وإذا لم تكن علمية بالمعنى المطلق ,فإنها تاريخ أطول من تاريخ أميركا وكندا
سويّة.
قال : المهم النجاح هنا وهذا سيساعدهم على أخذ
دورهم جيداً هنا . النجاح في العقلية الأمير كية هو نجاح الممثل في إتقان دوره
السينمائي مهما كانت أهمية الدور . حتى تكون فاعلاً يجب أن يكون لك دور في الفيلم
وحتى ينجح الفيلم يجب أن تؤدّي دورك جيداً ,هكذا يكون الفيلم كالحياة.
قلت: تريد الحياة فيلماً سينمائياً بدون شعور. تريد
الحياة مظاهر للشعور والأحاسيس ؟ قال نعم , في أي مكان عليك أن تؤدي دورك بنجاح ,
في البيت وفي العمل , كل ماهو غير ذلك هو أوهام، انظر الحقيقة , مازلنا نعادي
أمريكا والغرب ,فكّر قليلاً هل يمكن بشكل علمي أن ننتصر على الاقتصاد والتكنولوجيا
الأمريكية بإعلامنا .نحن الدول المتخلفة. هذا مستحيل على المدى غير المنظور. الحل
الوحيد هو أن نصاحب أمريكا لعلنا نتعلم منها شيئاً.
قلت : ومن أجل ذلك ستأخذ دورك السينمائي جيداً في
الحياة , وستعلّم أولادك طريقة التمثيل الأمير كية , ومن أجل النجاح المجرد في
الحياة ؟ أجاب :نعم , إنه حلي العلمي الوحيد الذي وصلت إليه بعد التجارب والتفكير.
فكرّت في كلام صديقي ، الذي لم يعجبني , صديقي
الباحث الكبير جيداً على مستوى كندا والعالم.ودخلت في دائرة أحلامي حزيناً, حزيناً
وقلقاً على مصير الكثيرين من هؤلاء العلماء ، الذين غادروا بلادهم بإرادتهم أو
قسراً إلى هذه البلاد للبحث عن أمن ما ، سياسي أو اقتصادي. لم يستطع أي واحد منّا
ومنهم أن يجد في وطنه أرضية للانطلاق نحو التقدم ونحو الخلق والإبداع .لم يجد
الأسباب التي تشده إلى هناك , إنه الهروب , الهروب من المكان , ومن طريقة التفكير
ومن الأطر السياسية, هروب من عقم الأحلام في زمن الأرقام والعقلانية والحاسبات ,
ومن أجل ذلك سنعلم أولادنا الصمت وقتل الأحاسيس , وحتى التخاطب بلغة الأجداد .
لعنة الله على هذه الأسباب , مهما كان نوعها.
|
|||
WEBMASTER : AA-ALSAAD
|
This Web Site Programmed and
Written By ABD ALMASSIH JAMIL ALSAAD
..... Copyright 2003 (C) SCOPNET All
Rights Reserved
|
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)