مجلة السنونو (
العدد الرابع ) -
ملحق العدد الرابع
|
|||
رسائل
|
|||
لا
ينظرونَ وراءهمْ ليودِّعوا منفى ,
فان
أمامهم منفى , لقد ألِفُوا الطريق
الدائريَّ
, فلا أمامَ ولا وراء , ولا
شمالَ ولا جنوبَ . " يهاجرون " من
السياج إلى الحديقة . يتركون وصيَّة
في
كل ِمْترٍ من ِفناء البيت :
"
لا تتذكَّروا من بعدنا إلا الحياة "
محمود درويش
================================
* رسالة وجــواب...
السيدة
الموقرة نهاد شبوع،
السادة أعضاء هيئة تحرير السنونو المحترمين..
طالما حلمت حين كنت في الوطن بالعمل في مجلة تصدر باسم المغتربين العرب، ولكن لم
يخطر ببالي هذا الاسم الرائع لمجلة أهداني العدد السابق منها مشكوراً صديقي الأستاذ
شاكر حارس. وهنا أود أن أكتب لكم ما كتبته "للسنونو" في دفتر مذكراتي. ولعل أهم
وأول ما يجب أن أبدأ به هو أن أتوجه إليكم بعظيم الشكر وفائق التقدير لجهودكم
المبذولة متمنياً لكم دوام النجاح.
رسالة حب
لم يعد في القلب مكان يدعى الشرق.... والبنات السمر هجروا قلبي حاملات أشعارهن الغزلية.... فهنا يا سادة أصبح نبض القلب طفرة وكتابة الشعر عندي طفرة والاستماع لفيروز صباحا طفرة واحتساء شاي الصباح مع زيت وزعتر طفرة لم يعد في هذه الغربة شيء اسمه الحب العذري ولا نتمتع بثورية مرسيل خليفة ولا رومانسية نزار قباني ولا عناقيد الفرح ولا عيد السيدة والخضر سؤالي إليكم يا أحبائي كم أصبح عمر الفرح لديكم؟ ونافورة الياسمين أما تزال حية تغني في باحة الدار؟ سؤالي إليكم أين يمكن أن أجد شعباً طيباً كأهالي حمص العدية بروحهم المرحة؟ ومتى يهوى القلب باتجاه وادي النضارة حالماً بروعة تلك الظلال الوارفة وبسهرة في مرابع الكفرون وأحضان ضيعة الكرم كفربو العزيزة وبندوة حوار ثقافي مع جحافل المثقفين في مصياف والسلمية؟
وهل
نحدث الأعاجم هنا عن بلدة ما تزال تتكلم لغة المسيح وأخرى إعجوبة من أعاجيب الأرض
(معلولا وصيدنايا)؟ ونفاخر بأن في بلدنا درة اسمها مرمريتا أم الـ دكتوراه؟ وعندما
يسألنا أحدهم هل تعرفون جنة عدن؟ هل أقول له لدينا قطعة 500 منها في كسب وصلنفة.
وماذا عن طرطوس مروحة قلوبنا الصيفية التي كان يستقبلنا أهلها بالترحاب في ذهابنا
وإيابنا إلى البحر الدافئ؟ ولاذقية العرب أما تزال تلك العروس التي تنتظر فارسها
العتيد الذي وعدها بتاج مرجان من بحار الأرض السبعة؟ وكيف هي حلب الشهباء أم الفن
والطرب؟ ودمشق الصخرة المحمية بالعيون؟ ومشاوير في قرى صافيتا وبانياس ودريكيش؟.
سؤالي إليكم على أي مقام موسيقي أصبح أنين الناعورة الحموية الخالدة؟ والدبكة
الشرقية أما تزال تجمع الأهل والخلان؟
وأخيراً هل لي بينكم مكانٌ ـ إن عدت ـ أشعر فيه بدفء القلوب.لأنه ما يزال هنا بين
الضلوع قلب ينبض باسم الوطن الغالي ذاك القلب الذي يرافق أسراب السنونو في حلها
وترحالها من وإلى تلك الأرض السعيدة. تحية القلوب إلى القلوب..
فادي الياس نصار/
سنتياغو دي تشيلي.
(جواب
الرابطة)...
مهاجرنا العزيز فادي
الياس نصار،
نطير بأعلى مما يطير سنونونا..
ونفرح بأكثر من الالتقاء بسعادتنا.. كلما أرتد إلينا صوت من صوب أحبتنا وراء البحار
جواباً ساقياً وصدىً..شافياًً..
والآن وبين أيدينا وأعيننا رسالة مستجيبة كرسالتك الشجية فإلى أي تحليق
نصير؟ وعلى أي بساط دعة تحط نفوسنا التعبى وتستريح؟؟ وبأي دموع فرح نجهش؟ وبأي
مقدار من الشكر نكافئ الأخ شاكر حارس الذي أطلق سنونوّنا صوب شبابيكك، يطوّف حولها
وينقِّر على أشواقك لتنفتح ـ له ـ بهذا الزخم من الطيب والعبير؟
رسالتك القصيدة كانت خيوط حنين وبخور رجاء وصلت إلى وطنك المنشود الذي
تبحث عنه والذي ـ بدورنا ـ نبحث نحن عنه.. وأطمئنك الآن بأننا قد عثرنا عليه
معاً..
أين؟ وكيف؟... بكل بساطة فقد وجدناه فيك..وقد نجده في أمثالك من
المشوقين الذيـن ـ علــى ندرتهم ـ يبحثون بدأب عنه.. أجل إننا سنجده ولو في واحد
من مليون..!
هل في عرفِك يا عزيزنا فادي ـ كما في عرف (رابطة أصدقاء المغتربين) ـ بأن
"الشوق وطن.. والبحث عن الوطن هو صك رفض الاندماج بضياع"؟ إن يكنْ.. فهنيئاً لنا
الخلاص من خيبات الفراق الصفراء.. هنيئاً لنا التلاقي في منطقة قلب خضراء..
ستطوي ريشاتُ سنونونا الرابع ـ بشغفٍ كبيرٍ ـ رسالتك القصيدة..
وستُنفِّضها زهواً ونشيداً في فضاء وطنك وفضاء الإنسان، مقتنعة بأن عاشق الوطن لا
يتغير.. وشارب مياه الغربة لا يقسو، ولا يخبو فيه أُوار ولاء.. مهما حلت مياهها..!
وبعد هل لك أن تزوّدنا بعنوانك البريدي لنطلق إليك سنونوّنا في شوطه
الثالث المنجز؟ وقد استمرأ وليمة اللوز والسكر والشعر التي أعددتها له بسخاء.! بل
هل لك أن تطرق باب بيتك في حمص يوماً (بيت المغترب) المسكون بكل ما تبحث عنه من
أطياف حبيبة وصور حميمة لينفتح لك قلبه بألف (نافورة ياسمين) وبألف جوقة عصافير
تعطش أوتارها إلى دغدغة أنامل كأنامل روحك وحبك؟
شكراً لك.. شكراً ليوم إلينا أرجعك..!!
شكراً لشوق إلينا أرجع وطناً، إليه ندلف بعد شتات..!!
نهاد شبوع
|
|||
|
WEBMASTER : AA-ALSAAD
|
This Web Site Programmed and
Written By ABD ALMASSIH JAMIL ALSAAD
..... Copyright 2003 (C) SCOPNET All
Rights Reserved
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق