رابطة اصدقاء المغتربين تأسست عام 1973 وكانت رأيستها الاديبة الراحلة نهاد شبوع وتم اصدار 12 عدد فقط في بيت المغترب في حمص .
الجمعة، 30 أكتوبر 2015
مجلة السنونو ( العدد الأول ) - الفهرس
الفهرس
افتتاحية
نهاد شبوع السنوسنو
......................................................... Tra.
2
افتتاحية
نهاد شبوع السنونوـ ترجمة : د. نديم قندلفت
................................ Tra.
4
افتتاحية
نهاد شبوع السنونوـ ترجمة : زياد خاشوق..................................
Tra.
6
افتتاحية
نهاد شبوع السنونوـ ترجمة : أنيتا حسين
.................................... Tra.
9
بلاد الجدود
د. صباح قباني سوريا الحضارات
............................................... Tra.
12
بلاد الجدود
د. صباح قباني سوريا الحضارات ـ ترجمة إنكليزي
........................... Tra.
13
بلاد الجدود
د. صباح قباني سوريا الحضارات ـ ترجمة فرنسي
............................ Tra.
14
بلادالجدود
منير الخوري حمص (لمحات وجيزة من تاريخها المضيء)
................... Tra.
15
بلاد الجدود
منير الخوري حمص ـ ترجمة : رغد بيطار
.................................. Tra.
20
بلاد الجدود
عبد المعين الملوحي ما أعطتني حمص
.............................................. Tra.
25
بلاد الجدود
عبد المعين الملوحي ما أعطتني حمص ـ ترجمة: أنيتا حسين
....................... Tra.
29
بلادالجدود
خالد عواد الأحمد أسواق حمص . . منتديات سياسية
.............................. Tra.
32
الوطن في عيونهم جبران خليل جبران رسالة جبران إلى الشباب الأميركي
المتحدر من أصل سوري
....................................... Tra.
35
الوطن في عيونهم جبران
خليل جبران ترجمة : د. نجوى ناصر
............................................... 36
أبحاث محلية
د. فيليب سالم لماذا فشل المثقفون العرب ؟
........................................... 37
أبحاث مهجرية
مازن البندك النزيف العقلي العربي ، لماذا ؟
........................................ 40
أبحاث مهجرية د.
فيليب حتي الوطن الغائب الحاضر
................................................ 44
عبر
الإنترنيت ضيوف السنونو الأمين العام لوزارة الخارجية البرازيلية
الأستاذ أوزمار ميشيل شحفة
.......................................... 50
عبر
مجلة الشمس ضيوف السنونو سفير البرازيل في سورية
غيليرمي فاوستوداكونيا باستوس
....................................... 53
وجهاً لوجه ضيوف السنونو حوار : وفاء خرما اتحاد المترجمين العرب
خطوة مهمة في طريق التقدم العلمي والثقافي في الوطن العربي
................................... 55
خاطرة
قصي أتاسي المعري في الحديقة
..................................................... 58
خاطرة
قصي أتاسي المعري في الحديقة ـ ترجمة : أنيتا حسين
............................ 59
خاطرة
ريما صيرفي إرهابية في قبرص !
................................................... 60
خاطرة
فادية الخشن كي لا يخسر الوطن طاقة ولا يخسر المغترب وطناً
................... 61
حمصيات عتيقة معتصم
دالاتي لكن الغسيل
............................................................ 62
قصص قصيرة من
المهجر نسيب عريضه أمثال بمغزى وبلا مغزى
............................................... 64
قصص قصيرة من الأدب
المقيم سامر أنورالشمالي تصفيق حتى الموت
................................................. 66
قصص قصيرة من الأدب
المقيم وفاء خرما شجرة الميلاد
................................................................ 67
أدب ونقد
فواز السبسبي عبد الحميد النيفاوي شاعر يذوب عشقاً في الوطن
..................... 68
قراءة في كتاب
برنارد إيفسلن ميثولوجيا الأبطال والآلهة والوحوش
.................................. 71
ترجمة : حنا عبود
فن
ونقد بسام جبيلي الفنان جوزيف طرابلسي
الفارس النبيل صانع الفخار في
عصر الحديد .......................... 75
جسر الرسائل والذكريات
نهاد شبوع حوار عبر البحار
...................................................... 78
شعر مترجم
شعر قداسة البابا "يوحنا بولس الثاني "
Tra.
عامل في مصنع أسلحة
................................................ 81
شعر
مترجم شعر قداسة البابا "يوحنا بولس الثاني "
عامل في مصنع أسلحة إنكليزي
ترجمة نويل عبد الأحد ............... 82
شعر مترجم
شعر : خوانا ديب عندما أعود من أميركا ـ ترجمة زكي قنصل
.................. Tra.
83
شعر مترجم
شعر : خوانا ديب بطاقة
........................................................... Tra.
85
شرع مترجم
شعر : خوانا ديب بطاقة ـ ترجمة د. ميشيل نعمان
.............................. Tra.
86
شعر مترجم
عبد الكريم السبعاوي أنشودة إلى استراليا
............................................ Tra.
87
شعر مترجم
حسن الحسن العيون السوداء
................................................. Tra.
88
شعر مترجم
حسن الحسن العيون السوداء ـ ترجمة إلهام نسيم
........................... Tra.
89
شعرمن الوطن المقيم
يوسف الحاج تحولات راعوث
...................................................... 90
شعر من الوطن المقيم
عبد الخالق حموي ارتحال
....................................................................... 93
شعر من الوطن المقيم
عيسى فرج أغنية الحب الآتي
...................................................... 94
شعر من الوطن المقيم
روفائيل جورج خماسمية شموع الروح
.......................................................... 96
شعر من الأدب المقيم
شجاع الفهد رجوم
................................................................. 97
شعر مهجري سامي
جبرين أدنت يداً
................................................................ 98
ضيوف بيت المغترب يوسف
الحاج مع الدكتور رغيد نحاس رئيس تحرير مجلة كلمات
.................... 99
ضيوف بيت المغترب ناجي
درويش بصمات زيارة
........................................................ 100
ضيوف البيت
أوزمار شحفة كلمة السيد أوزمار شحفة
..................................... Tra.
107
ضيوف البيت
أوزمار شحفة كلمة السيد أوزمار شحفة بالبرتغالية
.......................... Tra.
108
ضيوف البيت السفير غيليرمي داكونيا باستوس
كلمة السيد السفير غيليرمي سفير
البرازيل ..................... Tra.
110
ضيوف البيت السفير غيليرمي داكونيا باستوس
كلمة السيد السفير غيليرمي سفير
البرازيل بالبرتغالي ................ 111
ضيوف البيت
...........................................................................................................
112
السنونو بالفرنسي
.......................................................................................................
113
السنونو بالإسباني
.......................................................................................................
114
الفهرس
.................................................................................................................
115
|
|||
WEBMASTER : AA-ALSAAD
|
|||
This Web Site Programmed and
Written By ABD ALMASSIH JAMIL ALSAAD
..... Copyright 2003 (C) SCOPNET All
Rights Reserved
|
مجلة السنونو ( العدد الأول ) - شعر مهجري - سامي جبرين ( شاعر مهاجر في البرازيل )
مجلة السنونو (
العدد الأول ) -
شعر مهجري
|
|||||||||||||||||||||||||||
سامي جبرين ( شاعر مهاجر في البرازيل )
Poésie de l'emigration
|
|||||||||||||||||||||||||||
أَدْنَــتْ يَــداً
|
|||||||||||||||||||||||||||
WEBMASTER : AA-ALSAAD
|
|||||||||||||||||||||||||||
This Web Site Programmed and
Written By ABD ALMASSIH JAMIL ALSAAD
..... Copyright 2003 (C) SCOPNET All
Rights Reserved
|
مجلة السنونو ( العدد الأول ) - شعر من الأدب المقيم - شجاع الفهد Poésie de résidence
مجلة السنونو (
العدد الأول ) -
شعر من الأدب المقيم
|
||||||
شجاع الفهد
Poésie de résidence
|
||||||
رجــــــــــوم
|
||||||
|
||||||
WEBMASTER : AA-ALSAAD
|
||||||
This Web Site Programmed and
Written By ABD ALMASSIH JAMIL ALSAAD
..... Copyright 2003 (C) SCOPNET All
Rights Reserved
|
مجلة السنونو ( العدد الأول ) - شعر من الوطن المقيم - عبد الخالق حموي
مجلة السنونو (
العدد الأول ) -
شعر من الوطن المقيم
|
|||
عبد الخالق حموي
Poésie
du pays de résidence
|
|||
ارتحــــال
عقدة ربط الأشرعة حلت
أصابعها فعلت
انطلق الشراع على مداه
تصفعه الريح
ينحني قسراً باتجاه البعد
خجلى احتجاجات البوح
أمام جبروت " الأنا "
مقلق اندثار الكم الصادق
بمواجهة التفرد الصلب
لا تلتقي " الأنا "
مع الأخرى في مركب التوق
ليت للشراع رأياً !
هلا أطلت الرنو ؟
أخشاب تحودبـت
وقماش تأمره الريح
و" ملاب " غادر مسكنه الحبقي
ورهام تفجر ذات عشق
ومركب يئن أنْ :
هو الاختيار
مازالت تسكن القارب
نسيت في غمرة المغامرة
كل الألوان الحبيبة
وقف حافياً
بقايا من تعب الأمواج
يخرمش قدميه العاريتين
تمدد على الرمل
أيقظته من غفوته عازفة
أرسلت بوحها للأوتار
للحظة اضطرب الفؤاد
قالت :
لا ترسل إيمانك عبثاً
دع أنثاك تفعل
وحين تعود ذات " غروب "
أصدقها القول :
أعياني الانتظار
ومللت الوحـدة
ولأنك بعيدة
أصافح سراباً
وفي داخلي
بقايا من ذاكرة امرأة
أبحرت يوماً نحو النأي !
|
|||
WEBMASTER : AA-ALSAAD
|
|||
This Web Site Programmed and
Written By ABD ALMASSIH JAMIL ALSAAD
..... Copyright 2003 (C) SCOPNET All
Rights Reserved
|
مجلة السنونو ( العدد الأول ) - شعر مترجم poesie tradite - العيون السود ( حسن الحسن ) - ( ترجمة : إلهام نسيم )
مجلة السنونو (
العدد الأول ) -
شعر مترجم
poesie tradite
|
|||
العيون السود ( حسن الحسن ) (1)
- ( ترجمة : إلهام نسيم )
|
|||
العيون السوداء
لون
أصلي ، جميل ، عميق وأخّاذ ( أو مؤثر ، يخترق القلب)
الأسود هو لون عيون حوريات الجنة .
آدم
وحواء ليس فقط لديهما عيون سوداء وإنما ارتديا اللون الأسود
عندما طردا من وطنهما الأصلي : "الفردوس"
"
يشير الرمزيون إلى أن نقيض اللون الأبيض هو الأسود وأنه معادله في
القيمة المطلقة فهو كالأبيض يمكنه أن يقع عند طرفي السلّم اللوني المعروف
كما
يمكنه أن يحدّد البرودة القصوى أو الحرارة القصوى حسب شحوبه
أو
بريقه ، أي يمكنه والحالة ذه أن يعدّ غياب الألوان أو قمتها ..
عدميتها أو مركّبها .
لون
الليل ، الصمت ، العيون السود غالباً تشبّه بالنقاط اللامعة
المنبعثة أو المتدفقة من الظلمات .
جميلة ، ساحرة أو فاتنة ، عميقة ، مخيفة مثل الليل ، نظرة العيون السود
رويتها تغنّى بها الشعراء بإسراف، مثل آرام : " عيونك
السود تضيء لياليّ وتزور نومي ، وعندما تبتسمين كل شيء يصبح
ضياء " .
(2)
(1)
شاعر
وروائي من حمص ـ القصير ـ البرهانية ـ سورية ، يقيم في فرنسا ،
وهو عضو اتحاد أدباء فرنسا ـ وعضو الشعراء الدوليين / تونس .
(2)
ترجمتها
إلى العربية : المدرّسة إلهام نسيم .
|
|||
Les yeux noirs
Couleur
originelle, belle, profonde et penetrante, le noir est la couleur des
Yeux des
houris du paradis. Adam et Eve non seulement ont les yeux noirs,
mais ils
se sont habilles en noir lorsqu’ils ont ete chasses de leur patrie
d’origine, le paradis.
“Contre-couleur du Blanc, notent les symbolistes, le Noir est son egal en
valeur
absolue. Comme le blanc il peut se situer aux deux extremites de la
gamme
chromatique, en tant que limite des couleurs chaudes comme des
couleurs
froides ; selon sa matite ou sa brillance, il devient alors l’absence
ou la
somme des couleurs, leur negation ou leurs synthese.”
Couleur
de la nuit, du silence, les yeux noirs sont souvent compares aux
points
lumineux jaillissant des tenebres. Beaux, fascinants, profonds, redou-
tables
comme la nuit, le regard des yeux noirs et leur acuite visuelle ont
profusement ete chante par les poetes ; tels que Aram : “ Tes yeux noirs
eclairent
mes nuits, visitent mon sommeil, et lorsque tu souris tout alors
devient lumiere.”
(2)
| |||
WEBMASTER : AA-ALSAAD
|
|||
This Web Site Programmed and
Written By ABD ALMASSIH JAMIL ALSAAD
..... Copyright 2003 (C) SCOPNET All
Rights Reserved
|
مجلة السنونو ( العدد الأول ) - فن ونقد Art et critique - الفنان جوزيف طرابلسي ( الفارس النبيل صانع الفخار في عصر الحديد ) - بسام جبيلي
مجلة السنونو (
العدد الأول ) -
فن ونقد
Art et critique
|
|||
الفنان جوزيف طرابلسي
( الفارس النبيل صانع الفخار في عصر الحديد )
- بسام جبيلي
|
|||
الفنان جوزيف
طرابلسي
الفارس
النبيل صانع الفخار في عصر الحديد
إن
أية دراسة نقدية معمقة وجادة لأعمال فنان عـاش أحـداث القرن العشرين على امتــداد
ما يقـارب تسعين عاما. كالفنان جوزيف طرابلسي (1912-2002) تصـبح مسـتحيلة وغير
مكتمــلة خاصة أن الأعمال المتوفـرة لدينا للدراسـة محدودة لا تتجاوز الخمس
والعشرين لوحة المهـداة إلى بلديـة حمص عام 1997 والمعروضة في متحف المدينة , وبعـض
الأعمال المتفرقة المقتنـاة ,أو التي بحوزة الأهـل والأصدقاء, وهذا لا يكفي ولا
يغطي حياة حافلة ومتنوعة وكثيرة الإنتـاج كحياة جوزيف طرابلسي الذي عاش طفولته
الأولى في حمص, وشبابه في مصر , وكهولتـه وشيخوخته في البرازيل . إنـها حيـاة تفيض
بمخزون هائل لذاكرة بصرية اسـتوعبت بيئات مختلفة , فبيئة الوطن الأم كونت إحسـاسه
بالطبيعــة الحمصية بنهرها و بساتينها و أشجارها, لتتحول إلى مصـدر حنـين لا ينضب .
وبيئـة مصر حققــت له الصقل والنضج, والاحتكاك بطبقة مثقفة مضطلعة ومتماهية مع
الغرب . وبيئـة البرازيل أوصلته إلى أسلوبه المميز ووسعـت قاموس مواضيعه , لتشمـل
تصميم وتنفيـذ سقـف وجدران الكاتدرائيـــة الاورثوذوكسية في سان باولو البرازيل .
إنها حياة واسعة ممتدة , عاصرت الأحداث الأساسية الكبرى في القرن الماضي , وشهدت
مولد مدارس فنيــة وموت مدارس أخرى , انـه شـاهد على قرن يعتبر الأكثر تناقضا ,
والأكثر تحولا , شاهد على حربين عالميتين غيــرتا النظــرة إلى العالم والإنسان ,
وأظهرتا مدى هشاشة المدنية الزائفة , وعجز حضارتنا بآدابـــها و فنونها و علومـها
وأديانها أمام وحشية طاغية اثبت التاريخ تأصلها , و بيّن مدى اتسـاع المسـافة التي
يتوجب على الجنس البشـري أن يقطعـها في سبيل الوصول إلى مرتبة الإنسـان كما تصوره
الإغريق القدماء, إنسان الحـق و الخير و الجمال , ليصبح السؤال الكبير عن جوهر
الكائن البشري هو : هل الإنسان كومبيوتر هائل مركب على معمل للقاذورات , أم هو
ببساطة اله صغير يلهو على جبل الاولمب ؟ وعلى ضوء الإجابة عـن هـذا السؤال تتجه
حضارتنا إلى السمو أو نحو الهاوية .
ويبدو أن
جوزيف طرابلسي حسم إجابته ليجعل هاجسه الأساسي , البحث عن الجمال و اعتباره أساساً
لتربية الجنس البشري , فلكل فنان منظومته المختلفة من الميكانيزمات الشعورية
والنفسـية التي تضبط ردود أفعاله تجاه الواقع , والفنان الحقيقي هو من يستطيع كشف
عمـل هذه الآليـات دون أن يختـارها , لأنـها في الواقع هي التي تختاره , وما على
الفنان هنا إلا الانسياق إلى ما يرتاح إليـه بمحبة وإخلاص . وقد عمل طرابلسي ضمن
منظومات متعددة تمتد من العقلانية إلى الذاتية , وجميعها تصب في قالب واقعي واحد
أساسه محبته المطلقة للجمال , وغيرتـه وسعيه لإيصال وتقريب هــذا الجمال إلى
الذائقــة العامة , فالطريق إلى قلوب الناس لا بد أن يمر عبر عيونهم , واحترام
العمل الفني جماليا يجب أن يبدأ بالفنان نفسه لينتشر ويشكل حالة عامة تحكم اللوحة و
تخاطب ضمير المتلقي ووجدانه فيتوصل من خلالها إلى إدراك مكنونات العمل الخفية ويعي
الرسالة التي يريـد الفنــان أن يوصلها إليه . ولكن عن أي جمال كان جوزيف طرابلسي
يبحث ؟ في البداية نحن أمام فنـان يتراوح التشكيل لديه بيـن أسلوبيـن متمايزيـن
واسعي الانتشار , هما الكلاسيكية و الانطباعية , و كلاهمـا أساسي بالنسبة له , فهما
يحققان له حاجة داخلية عميقة تتراوح بيــن الصلابة والليونة , بيــن العقل والعاطفة
, فالكلاسيكية بصرامتها الشكـلية الخطيـة تحقق له الالتزام بالعقـل كـما في لوحــات
البورتريه والعاري . أما الانطباعية بانطلاقها وحيويتها اللونية فإنها تحقـق له
عفويتـه وحريتـه أمام اللوحة , كما في لوحات المنظر الطبيعي و الطبيعة الصامتة ,
ومـن هنـا يصـبح أسلـوب جوزيف طرابلسي ملتبسا , فنظرته الكلاسيكية جعلت مـن الزمـان
والمكان عاملين حياديين بالتركـيز عـلى مثالية شكلية لا تاريخية . وهو ما يتعارض
بشكل مطلق مع نظرتـه الانطباعيـة التي تحتفل بالضوء وتحولاته الآنية كزمان إلى جانب
احتفاظها بواقعية محوّرة تستلهم المكان لا كما يراه بل كمـا يعرفه. انه يعمل في
التخوم الأخيرة للكلاسيكية والتخوم الأخيرة للانطباعية في نفس الوقت , لقـد تعامل
مع كلاسيكية محدثة خرجت عن الصياغة التقليدية للواقع المرئي , و رغم احتفاظه
بالقالب الصارم لبـناء الشكل فانه أضاف الكثير من ذاته وشعوره . و قد تعامل مع
انطباعية تنحو إلى التعبيرية
المتفائلة التي لا
تكتفي بما تراه من أعاجيب الضوء و اللون وما توحي به الطبيعة الخلوية , ليعود
الفنان الى مرسمه ويضيف للوحته أعاجيب العقل والذاكرة .
ولكن كيف استطاع الفنان أن يوفق بين هاتـين النظرتـين المتناقضتيـن ؟ وما هو
العامـل المشترك الذي استطاع أن يحتفظ من خلاله بحيوية و جمال لوحتـه ؟ لقد توصل
طرابلسي إلى هـذا العامل المشترك بعد تجربة طويلة , حين استطاع التقـاط درامية
اللحظـة العابـرة على المستوييـن الكلاسيكي والانطباعي معا , بمعنى انه تمكن مـن
اكتشاف عناصر الصراع الموجودة في الموضوع الذي يود رسمه , وتقديمها بأقل ما يمكن
مـن الوصف أو العاطفيـة المفرطـة , فتوصل ببساطة إلى الجلال الكلاسيكي , الذي يسعى
للتلميح دون التصريح , وفي نفس الوقت كان يكتشف عناصر صراع الزمن الهارب مع تحولات
اللون وتبدلات إحساسنا تجـاه الأشـياء , فتوصل إلى الاحتفال الانطباعي باليومي و
العابر , وبذلك تخلت عناصر اللوحة عن مدرسيتها و جمودها لتكتسـب مزيدا من الحـس
الإنساني الدافيء , و هذا يتضح بلوحة
ديك
الجن الحمصي كمثال حيث استغنى الفنان عن دراما قصة ديك الجن الوصفية والمليئة
بالأحداث التي تغري بالرسم , ليلخص الموقف بلوحة اقرب إلى البورتريه تمثل ديك الجن
في لحظات ندمه الأليم , فهو يلغي الحدث الأدبي ليجسد أثره , انه يحول الواقع المرئي
إلى ذكرى ومن ثم يتعامل مع هذه الذكرى بإعادة إنتاجها بسرعة وانفعالية عالية وفهم
تلقـائي عجيب لتجاورات الألوان , إنها حالة من النشوة وانعدام الوزن هي التي يعمل
فيها جوزيف طرابلسي فلوحته مشغولة بفرح وحب كبيرين يستطيع ببساطة ايصالهما للمشاهد
المهتم .
وقد
يكون هذا هو سر نجاحه في تصوير لوحات البورتريه , هذا الفن الذي لا تنحصر صعوبته
برصد ملامح الشخص المرسوم (وهو ما يستطيعه أي رسام متوسط الموهبة ) لكن الصعوبة
تكمن في الوصول إلى مفاتيح الشخصية المراد رسمها ومحاولة النفاذ إلى خفاياها . فلكل
شخص ثلاثة أقنعـة , قناع ما يعتقده عن نفسه , وقناع يحب أن يظهر به للآخرين , وقناع
ما يعتقده الآخرون عنـه فعلا . ومهمة فنان الصور الشخصية هي محاولة الوصول إلى
توازن بين هذه الأقنعة والخروج بقناع إضافي يرضي به الشخص كزبون , ويرضي المشاهد
العادي المحايد كناقد , ويرضي نفسه في قول كلمتـه دون تزلف أو مراءاة . ومن خلال
هذه التوازنات الصعبة ,كانت لوحات الوجوه الشخصية للفنــان , مرغوبة وناجحة , فقد
تمكن بحكمته ومراسه أن يرسم شخصيات كبيرة كالملك فاروق والملك فيصل ورئيس الجمهورية
السورية شكري القوتلي والعديد من الشخصيات التاريخية المهمة . وهو برسم هذه
الشخصيات اقرب ما يكون إلى الدبلوماسي الناجح لأنه يملك موهبة أن يقول ما يريـد
قوله ضمــن شروط لعبة حقل ألغام هذه الشخصيات الاستثنائية , حيـن استطاع كشف نظرتها
إلى نفسها وما تريد من الآخرين أن يروه فيها . وبقي فنه عند رسم هذه الوجوه متعاليا
, نخبويا ,مثقفا
إن جوزيف طرابلسي من الفنانين القلائل الذين اختاروا الفن مهنة وحيدة لهم في وقت
مبكر وفي زمن كان الاحتراف يعتبر مغامرة غير مضمونة للعيش , ولكنه بإصراره وعشقه
لعمله وباختيار وإتقان مواضيع محددة , خرج بلوحة راقية محترمة بغض النظر عن أهمية
أو مصيرية موضوعها وعن تبدل ملابسات السوق . قد يكون من الظلم الحكم على جيل الرواد بمفاهيم الفـن المعاصر في زمـن تشابكت فيـها المدارس الفنية و اختلطت أساليبها , في زمن طغى فيه حب التفـرد و دافـع الخروج عـن السرب , وتشكلت ظاهرة جديدة طاغية , ونظرة مختلفة عمت الفن الحديث باجمعه . فالفنان الحديث مستعد أن يبدل أسلوبه بأسرع مما يبدل ثيابه و مهيأ لان يحرق المراحل دون أي قلق مصيري في أن يكون مفهوما, فالفن الحديث أعطى هامشا كبيرا للتجريب والابتكار والغموض وتجاوز المألوف. والسؤال هنا : لماذا لم يفكر فنان مثل جوزيف طرابلسي في تغيير المدرسـة التي عمل فيها طوال حياته , فلا محاولات للتجريب ولا مغامرات شكلية بشطحـات خارجة عــن السياق , رغـم استيعابه للفن الحديث ورغم زياراته المتكررة لأكثر من عاصمة أوروبية ؟ يبدو أن جيل الرواد (الذي يعتبر طرابلسي واحدا منهم ) كان أمام تحديات حقيقية , وهذا ينطبق على مختـلف فناني بلدان العالم الثالث , فالفنان كان مضطرا أن يؤسس لفن جديـد غير مسبوق و أن يعمـل ضمن أمـية بصـرية مستحكمة , وهو محكوم بأسلوب واقعي لا بد منه , ومضطر لان يكون مبدعا ومعلمـا وشارحا في نفس الوقت , انه مستعد أن ينزل إلى الجمهور درجة ليرفعـه درجات . لقــد اختار اغـلب الرواد مواضيع اجتماعية أو قومية تهتم بالأحداث الكبرى للأمة
.
لكـن جوزيف طرابلسي اختــار الطريق الأصعب , اختار أن يؤثر عن طريق الفن وحده ,
ورفض أن يكون واعظا أو عرافا , وحاول الحفر في العمق وتجويد فنه ضمن موضوعات قليلة
ومركزة .
وأخيراً إن جوزيف طرابلسي هو فنان حسي بجدارة , فنان فانتــازيا وليس فنان رؤيـا ,
فالموضوع لم يكن يعنيه بقدر ما تعنيه الطريقة التي سيتناول بها هذا الموضوع , إن
همه الأساسي هو اختيار موضوع بسيط , يحوله مع تقدم العمل إلى مضمون فيصبح الاثنان
شيئـا واحـدا حيث ينقلب الموضوع إلى شكل , من خلال التفاعل اللانهائي لعناصر
اللوحة . وهـذا يؤكد حالـة تكرار وإعادة رسم بعض الأعمال لأكثر من مرة لدى الفنان ,
حيث يتحول الموضوع إلى فكـرة ثابتة ينطلق منـها للوصول إلى اشتقاقات أشبه
بالتنويعات التي يجريها المؤلف الموسيقي على لحن واحد , فيؤكد في كل تنويع على حالة
ذهنية و شعورية مختلفة , رغم ثبات الموضوع . ومـن خلال تركيزه علـى التقنية وصل
طرابلسي إلى جوهر وسحر اللون وعن طريق ضربات فرشاته الانفعاليـة النزقـة توصل إلى
تعبيرية مشرقة , وظل على الدوام حاضنا لجمالية أسلوبية متميزة وبراعة لونية لافتة,
حدودها العـقل والحس والعاطفة . |
|||
WEBMASTER : AA-ALSAAD
|
|||
This Web Site Programmed and
Written By ABD ALMASSIH JAMIL ALSAAD
..... Copyright 2003 (C) SCOPNET All
Rights Reserved
|
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)