الثلاثاء، 3 نوفمبر 2015

مجلة السنونو ( العدد الرابع ) - ما علينا وما عليهم - هجــــرة حتــــى الجـــــذور ( د. فاضــــــــل فضَّــــــــهْ )

مجلة السنونو ( العدد الرابع ) -  ما علينا وما عليهم
هجــــرة حتــــى الجـــــذور ( د. فاضــــــــل فضَّــــــــهْ )
    
قال ولماذا أعلم أولادي اللغة العربية ؟ قلت له:  تخيل أنك ستعود يوما ما إلى وطنك . قال: لن أعود، ولذا عليّ أن أحرر أولادي من كل ما هو شرقي , بعدها سيعيشون بدون مشكلة في هذا البلد .
عبرت السيارة قرب تل السحرية كما هو مكتوب على اللافتة , وقلت : أنت مخطئ ,ستنزع أولادك من جذورهم ,هذا النزع هو نسبي , إذ أن الجذور أقوى من الاكتساب الذي ستعلّمهم إياه : أعتقد بأن الجذور قضية طبيعية تولد معنا , وإذا لم تكن علمية بالمعنى المطلق ,فإنها تاريخ أطول من تاريخ أميركا وكندا سويّة.
قال : المهم النجاح هنا وهذا سيساعدهم على أخذ دورهم جيداً هنا . النجاح في العقلية الأمير كية هو نجاح الممثل في إتقان دوره السينمائي مهما كانت أهمية الدور . حتى تكون فاعلاً يجب أن يكون لك دور في الفيلم وحتى ينجح الفيلم يجب أن تؤدّي دورك جيداً ,هكذا يكون الفيلم كالحياة.
قلت: تريد الحياة فيلماً سينمائياً بدون شعور. تريد الحياة مظاهر للشعور والأحاسيس ؟ قال نعم , في أي مكان عليك أن تؤدي دورك بنجاح , في البيت وفي العمل , كل ماهو غير ذلك هو أوهام، انظر الحقيقة , مازلنا نعادي أمريكا والغرب ,فكّر قليلاً هل يمكن بشكل علمي أن ننتصر على الاقتصاد والتكنولوجيا الأمريكية بإعلامنا .نحن الدول المتخلفة. هذا مستحيل على المدى غير المنظور. الحل الوحيد هو أن نصاحب أمريكا لعلنا نتعلم منها شيئاً.
قلت : ومن أجل ذلك ستأخذ دورك السينمائي جيداً في الحياة , وستعلّم أولادك طريقة التمثيل الأمير كية , ومن أجل النجاح المجرد في الحياة ؟ أجاب :نعم , إنه حلي العلمي الوحيد الذي وصلت إليه بعد التجارب والتفكير.
فكرّت في كلام صديقي ، الذي لم يعجبني , صديقي الباحث الكبير جيداً على مستوى كندا والعالم.ودخلت في دائرة أحلامي حزيناً, حزيناً وقلقاً على مصير الكثيرين من هؤلاء العلماء ، الذين غادروا بلادهم بإرادتهم أو قسراً إلى هذه البلاد للبحث عن أمن ما ، سياسي أو اقتصادي. لم يستطع أي واحد منّا ومنهم أن يجد في وطنه أرضية للانطلاق نحو التقدم ونحو الخلق والإبداع .لم يجد الأسباب التي تشده إلى هناك , إنه الهروب , الهروب من المكان , ومن طريقة التفكير ومن الأطر السياسية, هروب من عقم الأحلام في زمن الأرقام والعقلانية والحاسبات , ومن أجل ذلك سنعلم أولادنا الصمت وقتل الأحاسيس , وحتى التخاطب بلغة الأجداد .
لعنة الله على هذه الأسباب , مهما كان نوعها.
       
 
WEBMASTER : AA-ALSAAD
This Web Site Programmed and Written By ABD ALMASSIH JAMIL ALSAAD ..... Copyright 2003 (C) SCOPNET  All Rights Reserved 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق