الثلاثاء، 3 نوفمبر 2015

مجلة السنونو ( العدد الرابع ) - كبار أنجبتهم حمص - العلامة والأديب والشاعر المهجري المعلم داود قسطنطين الخوري

مجلة السنونو ( العدد الرابع ) -      كبار أنجبتهم حمص   

العلامة والأديب والشاعر المهجري المعلم داود قسطنطين الخوري 1860-1939( يوسف عبد الأحد)

  
    ولد داوود قسطنطين الخوري في الثاني من شباط سنة 1860 في مدينة حمص. والدته السيدة الزهراء من عائلة لوقا الحمصية. تلقى دراسته الأولى ومبادئ القراءَة والكتابة والحساب في المدرسة الوطنية في حمص، ثم درس اللغة العربية وآدابها واللغة التركية على يد والده قسطنطين الخوري وكان مولعاً بالمطالعة وأخذ ينهل من أُمهات الكتب التي في مكتبة أبيه فكانت هذه المطالعات الشخصية هي مدرسته الكبرى فأكسبته ثقافة واسعة ونبغ في التأليف المسرحي والأدب والشعر والفن والتمثيل.
       وفي عام 1888 عمل في تدريس اللغة العربية والتاريخ والرياضيات في المدارس الأرثوذكسية، وكان يراسل عدة جرائد ومجلات في الوطن منها جريدة "المنار" وجريدة "المحبة" وجريدة "المسيحية" وهي لسان حال السينودس الروسي وكانت تصدر في بطرس برج ونشر في هذه الجرائد مجموعة من المقالات الأدبية والانتقادية والتمثيلية.
         عيّنته الجمعية الإمبراطورية الفلسطينية التي كانت تشرف على المدارس الأرثوذكسية عضواً عاملاً في إدارتها تقديراً منها لأدبه وخدماته الجلى، ومنحته الحكومة الروسية وسام القديس فلاديميير سنة 1907.
          وتولى رئاسة تحرير جريدة حمص قبل الحرب العالمية ونشر فيها عشرات المقالات القيمة وأستمر في خدمة الأدب والفن والمؤسسات والجمعيات الخيرية والاجتماعية والوطنية إلى أن وقعت الحرب العالمية سنة 1914 أنقطع عن التدريس بسبب إغلاق المدارس وتوقفت أيضاً جريدة حمص عن الصدور.
          كان المعلم داوود يتمتع بذكاءٍ خارق وخيال واسع وسخّر قلمه لخدمة بلده ومجتمعه وكان ضليعاً في العلوم الرياضية والطبيعية والموسيقية وبالحان الفن وأوزانه وبالتمثيل ، ومن أشهر رواياته "الأميرة جنفياف" و "اليتيمة المسكوبية" ، "الصدف المدهشة"، "عمر بن الخطاب والعجوز"، "الابن الضال"، "جابر عثرات الكرام"، "السامري الشفيق" و "العشر العذارى".
      وله مع المعلم يوسف شاهين روايتان هما "يهوديت" و "سمير أميس"  فرواية "جنفياف" مثلت في حمص سنة 1890 ومثلت أيضاً في سان باولو من قبل تلامذته سنة 1900.
   زواجه :
في شهر تموز سنة 1892 تزوج من الآنسة كرياكي ابنة الخوري إبراهيم السمان الحمصية وأنجبت ثلاث بنات وثلاثة صبيان وهم
          مفيدة ولدت في 5 تموز 1893
          توفيق ولد في 30 كانون الأول 1896
          البيرتو أو عبد المسيح ولد في 6 كانون الثاني 1900
          أديل ولدت في 5 آذار 1907
          عفيفة ولدت في 7 كانون الأول 1910
          عفيف ولد في 18 حزيران 1912.
   هجرته إلى البرازيل :
      هاجر داوود مع عائلته إلى سان باولو البرازيل سنة 1926 بناءً على إلحاح ولديه توفيق والبرتو، وقبل سفره أقامت له جمعية (نور العفاف) النسائية حفلة وداعية وأهدته عمدتها وساماً ذهبياً تقديراً  لخدماته المبرورة، كما احتفلت الجالية السورية بقدومه إلى سان باولو، ثم ترأس النادي الحمصي وأزدهر على أيامه ازدهاراً كبيراً.
   وفاته :
   في السادس عشر من شهر شباط سنة 1939 وافته المنية في سان باولو البرازيل بعد أن قضى فيها ما يقارب أربعة عشر عاماً فأقامت له الجاليات العربية حفلات تأبينية كبرى ورثاه كبار الشعراء منهم الشاعر نسيب عريضة وندره حداد وبدري فركوح وهم من تلامذته.
          نقش على قبره الرخامي هذان البيتان من نظمه:
          "تفنى الجسوم ورسمها       يفنى على مرّ الزمن
           فابرر فليس يدوم إلا        الله والذكر الحسـن"
           وكرّمت حمص ابنها البار بتسمية الشارع الكائن في حي باب السباع المبتدىء من شارع "محمد عبده" والمنتهي بشارع "امية" باسم داوود قسطنطين الخوري وذلك بموجب قرار لجنة بلدية حمص رقم 216 تاريخ 29/10/1953.
   كيف جمع تراث داوود الخوري :
     بعد وفاته فكّر أولاده بجمع تراثه لأنه كان زاهداً ومتواضعاً في حياته ولم يكن يكترث في جمع أعماله الأدبية، وبتشجيع مُلّح من قبل الأديب الكبير الدكتور (شاكر مصطفى) والذي كان آنذاك سفيراً لسورية في سان باولو البرازيل أهتم أولاده (مفيده وأديل وعفيفه وعفيف) بتراثه وبدؤوا بالتفتيش والتنقيب في مخلفاته وأوراقه لجمع ما يتيسر لهم جمعه من روايات تمثيلية ومقالات وقصائد وأناشيد وطنية وأدبية إضافة إلى ما كتبه ونشره في البرازيل ليكون العمل متكاملاً ما أمكن، وذلك تخليداً لذكرى والدهم والقيام بواجبهم تجاههه كأديب كبير ومخلص لبلاده وقدّم خدمات جلّى للمدارس في حمص ودور البر والإحسان.
          استمر هذا العمل الدؤوب مدة طويلة، وقامت وزارة الثقافة بطباعة أعماله في كتاب ضخم عام 1964 وبلغت عدد صفحاته من الحجم الكبير خمسمائة صفحة.
          وجاء في كلمة الأديب شاكر مصطفى في صدر الكتاب بعنوان : " الوثائق الأدبية" :
          "ثم وجدتني صدفة في سان باولو أقع من حيث لا أحتسب وحيث لا أنتظر على بعض حلمي القديم، لقد عثرت هناك على تراث المعلم داوود قسطنطين الخوري وأني لأنحني ها هنا احتراماً وشكراً لذلك التجاوب الطيب الذي قابلتني به أسرة هذا المعلم في ذلك المهجر البعيد حين رغبت إليها في نشر تراثه".   (  ويعد هذا الكتاب القيّم مرجعاً هاماً للباحثين والدارسين والمهتمين.   )
   المصادر والمراجع :  
1-    إعلام الأدب والفن ـ أدهم الجندي ـ الجزء الأول
2-    معجم المؤلفين السوريين ـ عبد القادر عياش
3-    جريدة حمص تموز 1960 عدد 439
4-    كتاب المعلم داوود الخوري تراثه الكامل 1964 ـ وزارة الثقافة.

     
 
WEBMASTER : AA-ALSAAD
This Web Site Programmed and Written By ABD ALMASSIH JAMIL ALSAAD ..... Copyright 2003 (C) SCOPNET  All Rights Reserved 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق