مجلة السنونو (
العدد الرابع ) -
رسائل
|
|||
اثنتا عشــرة رسالــة حـــــب
(
ليـــــــلى مقدســــــــي
)
|
|||
. الرسالة الأولى:
تتمطى
وحدتي على تجنحات الأمل الشريد، أدخل في ممرات الذهول السري، خفق قلب عشتار سيدة
الأرض الأولى وربة التربة الأزلية، يزرع للشفق وروداً.
نرجسة
ناعمة تفتق أكمامها على هياكل العبادة..
تصلي . . لنضرة السر السرمدي، للحقول المائتة، للسنابل الصفراء الملتوية للجسد
الرخامي في الكون.
تتناثر
بذور المحبة، نطف الفرح تتراشق ثغر المرج والشجر، أصابع النسيان تمحي أكوام الغيوم
الكالحة، والتي ما تزال تمطر رمادها المغبر على قلوب البشر.
خرجت من
آخر ممر . . جمال وجهك يا ـ رواء ـ خطر لي بين تلافيف رقة النرجسة ومن يديك، زرعت
بهجة العمر.
غفوت بين
أبراج الأحلام . . أنتظرك . . .
. الرسالة
الثانية:
طال الليل،
طير لجم ألسنة غنائه، إنه ينتظر مثلي، ليغب من مزامير الفرح، زهرة حبق وحيدة، أطبقت
أجفانها على حزني
طال ليل
آخر، التف بعتمته على صدري
الفرح يغب
ضحك الأطفال . . الفرح في ذاكرة الأشجار . . الفرح في ليلة ميلاد طفل، أطل على ثرى
الهديل . .
طال الليل
. . قلبي وحده حافٍ، أنشد منادمتي بتعب تأرج السحاب بين رموش الفجر
طال ليل
آخر . . سحب الحزن رموشه من أحلام نعاسي . . غفوت مع بعض الفرح، على وسادة ترسم وهم
قدومك . .
. الرسالة
الثالثة:
غنى طائر
غريد أغانيه السرية لعينيك، سحبت جفني من غلائل نعاس التعب، لأغني معه . . لأغنيك
زهرة ديمومة لفرح عتمتي، العالم يختنق، الظلمة تنخر الليل، والبشر بين قباب الشر
تتراخى أذرعهم على حبال الصراع، رغم أن الحياة ومضة عابرة.
أسألك . .
لِم يندر الفرح في هذا العالم بعد أن رحلت ؟ . .
. الرسالة الرابعة:
تتيه رؤاك
على تقلبات جنبات الموج ما بين اللهفة والصمت بينما زبد الشوق يؤلق ورق الحور،
وشكواه تدمع حفيف الصفصاف، نسي الهدهد المسافر أن يسرب ألحاني إليك مع النجمة
السارحة، وغيوم المسافات تتقوس في مسافات الزمن الوهن، يترذذ لهف القلب على شاطئ
عمري المهجور . .
. الرسالة الخامسة:
تتدلى الأحلام بين أضلع الصنوبر العتيق، جسد أحزاني يتعرج على ردهات الشحوب، يتابع
طقس هجرتك، حين ترقص ستائر نافذتك يتلون وجهك الشفاف، يتوهج الدمع على وسادة جفت
فوقها أحلام صفاها الألم.
. الرسالة السادسة:
أراك بلون البحر، ألون لهفتي من جسد صخرة لفحتها الشمس . .
أراك رعشة
فجر، وإغفاءة مساء، ألمس دبيب أصابعك على جراحي.
يتغلغل
الدفء إلى وسائد صدري الخافق والأفكار البيضاء والسوداء، تتسرب من ثقوب الأيام.
وجهك
أتخيله كراقصات معبد إغريقي . .
أكاد ألمسه
يتلاشى عبر فوضوية الضباب . .
. الرسالة السابعة:
في الحديقة التي عرش على خطواتنا منها الرماد، بعض قرقعة
خطواتـك
سافر البجع
الحائر في بحيرات اللازورد والتي تتناهى كبراعم الشوق عبر فضاءلت تنبض بالبوح الخفي
لك . . أغيبك بين داليات الحنان . . من قبلاتك تتشرب دموع الغمام .
ما أنت إلا
وعد دالية هجرها النعاس . .
ما أنت إلا
عناقيد خصب في كروم الخمر.
. الرسالة الثامنة:
أعبر
ممراتنا، أتلكأ في الشوارع، ألامس خطواتك التي تتخبط على أرصفة خططها عنفوانك . .
الشمس
الهاربة تطبق أجفانها لأن دمعي يرقص بين هدير ضياع نظراتي الهائمة، يذوبني الحزن .
.
وجهك
مرفرفاً بين أبراج الغيوم . . أتبعه . . يبتسم . . تهل حروف اسمك الأربع . .
وتترغرغ "الراء"
على ظلال
الغيابات . .
. الرسالة التاسعة:
أنتزع من
مسامير القسوة صدأ الأيام، يلتمع وهج الحنان على يديك . . خافق قلبك في معابر
النسيان، منفي في مروج المدينة الغريبة /تولوز/ يترذذ على شبابيكها بعض دمعي الهارب
من عتمة الليالي..
ينز قهراً على جبين الزمان.
. الرسالة العاشرة:
أقف قرب
نافذتك، تلفحني الورود الجافة، أسألها عنك . .
يهدر
السكون، مجامر الصمت تحترق، دخان الغربة يعتم الرؤيا . . يتمرغ كلبك الصغير على
مقعدك ينظر إلي بشجون . .
ـ أين ـ
رواء ـ تكون ؟ . .
لم أكن أظن
أن الحياة تذوي بعدك، وأني سأتلاشى حباً بين فيالق خضرة الزيتون . .
. الرسالة الحادية عشرة:
تتكسر محار
الصمت . . صوتك على الهاتف يأتيني مسربلاً بموشح الغياب . . ألمح نشيج خفي على وجهك
المرسوم بالابتسامات . . ملل الغربة غصة حنينك، أغضبت ثرى الوطن . . أضم وجهك
المرصع بندف البياض . . انكسار القلب يؤججه جنون الفقدان . .من فيض القبل أغسل جرن
المدامع . . لهب آخر
جمر ينداح .
هاتف من
رورو /14/ شباط 977 "عيد الحب"
. الرسالة الثانية عشرة:
اغرفي من
دمع محبتي قبل أن يجف، لأن عشبة الملح كبرت وجفت على شواطئ محترقة بوهج الوجد. عبرت
رؤياك بين شغب الذاكرة . . باب غرفتك المحبوب موصد . . مطر العاصفة قابع في ركنه .
.
قيل: "حين
لا تستطيع الانتهاء تكون عظيماً".
فأنت ما
زلت رمز البداية .
|
|||
|
WEBMASTER : AA-ALSAAD
|
This Web Site Programmed and
Written By ABD ALMASSIH JAMIL ALSAAD
..... Copyright 2003 (C) SCOPNET All
Rights Reserved
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق