مجلة السنونو (
العدد الرابع ) -
ملحق العدد الرابع
|
|||
نوافذ
|
|||
لا
ينظرونَ وراءهمْ ليودِّعوا منفى ,
فان
أمامهم منفى , لقد ألِفُوا الطريق
الدائريَّ
, فلا أمامَ ولا وراء , ولا
شمالَ ولا جنوبَ . " يهاجرون " من
السياج إلى الحديقة . يتركون وصيَّة
في
كل ِمْترٍ من ِفناء البيت :
"
لا تتذكَّروا من بعدنا إلا الحياة "
محمود درويش
================================
لنا من
آرائك.. وآرائه.. وآرائنا ـ أيها القارئ العزيز مقيماً ومغترباً ـ نوافذ قد تؤول
إلى ضياء التحليل والتحقيق.. والتعبئة.. والتبشير.. ومناقشة ما لا يجوز السكوت عن
مناقشته.. والكشف عن خلفيات معتمة.. واستشراف ما قد يكون حلاً وقراراً في شؤون
اغتراب يأكل من لحمنا ويشرب من دمنا..!!
وكي لا
يأخذَك الحياد المريح ـ لكنه البليد ـ إلى الانعزال فالاستقالة من دورك الإنساني
مشاركاً في البناء والرسالة.. يفتح لك "السنونو" "نوافذ" منها تعتق أنوارك
وانسامك ورحيق قلبك في فضاء شعورٍ بأنك واحد خلاّق في خلية الحياة والبناء للغد
المنقذ..!!
السنونـو
-
حديث
مغترب...
سفر مصحوب
بالدموع, سفر حزين,غياب وهجرة,إرادة الظروف,إرادة متغيرات الحياة, إرادة
التغيير...
ركبنا طائرة
الأمل نحمل في طيات قلوبنا الذكرى مع الدموع والوداع وكلما كنا نحلق حلمنا بالأمل
تاركين خيطاً بين جوانحنا يربطنا بأرض ولادتنا..
إنها لقمة
العيش. وهبطنا جنة المادية وانشغلنا بمفردات العيش والبقاء علة مصيرنا الجديد
والبحث في حياة جديدة ذات وجه مادي... كبيرنا وصغيرنا، ويمر الزمن, تغيب وتظهر
شموس لكنها باهتة كالعيش هنا.
غرسنا نفوسنا في وحول العمل، منا من نجح ومنا من بقي على حاله، كما جاء إلى هذه
المسافات البعيدة.
وإن نجحنا بأخلاقنا وبحفاظنا على تراثنا الإنساني في أغلب الأحيان فقد غاب عنا
أحياناً أخرى الكثير من الفكر والقيم والأخلاق وبقينا تحت ضغط الحياة الاقتصادية
, ومر الوقت وكلنا أمل أن تكون التجربة قد علمتنا مبادئ جديدة، شيئاً من
ديمقراطية الغرب، فقط القبول بالآخرين وإن اختلفنا مادياً وفكرياً، على أمل، أن
يكون العلم والمنطق واحترام الرأي أساساً للقائنا حاضراً ومستقبلاً، والبحث
للوصول إلى ذلك بعيداً عن عواطفنا الشخصية , بعيداً عن كل حوار عقيم.
إلى ذلك الوقت يحق لنا العودة إلى الأرض الوطن وبناء وطن الأبناء...
الياس لازار
-
أين
حمص القديمة...
في فصل
الصيف يتأهب الناس للانطلاق من أجل التنزه والراحة، والخروج من الروتين اليومي
الممل.
لهذا نلاحظ كثرة المغتربين، والسائحين والزوار الذين يؤمون بلادنا
الجميلة، والتي وهبها الله طبيعة خلابة، يجدون فيها الراحة والمتعة والصفاء.
وقد أسعدني في الصيف الماضي زيارة بعض الأصدقاء، وقد جاؤوا من مدن
بعيدة متحملين أعباء السفر ومتاعبه.
وكان لديهم رغبة شديدة بالتعرف على حمص العدية، ومعالمها التاريخية
والأثرية.
فكان لنا جولة في أزقتها وحواريها العتيقة، العابقة برائحة الياسمين
والورد والريحان والتاريخ.
وقد عبر الأصدقاء عن إعجابهم بحمص القديمة وطيب معشر أهلها وأبدوا
أسفهم إلى تآكل جزء كبير من المدينة بسبب الهدم وامتداد أخطبوط الأبنية الأسمنتية
الصماء.
ظلت حمص حتى أوائل القرن العشرين، مدينة صغيرة حالمة، تعيش باطمئنان
ضمن السور، ونحن اليوم في أوائل القرن الحادي والعشرين، وقد توسعت المدينة
عمرانياً لاستيعاب التزايد السكاني العارم وأصبح الاهتمام موجهاً للأحياء الحديثة
من حيث التنظيم وتأمين الخدمات الضرورية.
بينما أهملت حمص القديمة، وراح العبث والتخريب العشوائي وجشع التجار،
وعدم الاكتراث يفتك بها دون اعتبار لأي أثر تاريخي مما أدى إلى تشويه النسيج
المعماري للمدينة القديمة وضياعها.
ومن يتجول في أزقة وحارات حمص القديمة يرى الحالة المؤسفة فجزء لا
يستهان من بيوتها قد هجرت، وهي مهددة بالانهيار أو تنتظر الهدم، وثمة خرائب هنا
وهناك بمنظرها السيء ورائحتها المزعجة كما أن تداخل القديم مع الحديث أوجد
تنافراً مؤذياً بين روعة القديم المعماري وفراغ الحديث من أي معايير معمارية
وجمالية.. مما أفقد المدينة شخصيتها التاريخية وملامحها العمرانية الأصيلة.
ما زلت أذكر في أواخر السبعينات، وذات صيف جميل، حطَّ سرب من المغتربين
السوريين، وقد أضناهم الشوق والحنين إلى الوطن، وراح بعضهم وبلهفة شديدة، يجول في
الحارات والأزقة، لاسترجاع ذكريات الطفولة وأيام من العمر.
وقد لفت نظري وأنا أعبر الزقاق الضيق، رجل مسن، غريب في هيئته كان يمشي
الهوينى، مشدوهاً، كمن أضاع شيئاً عزيزاً.. مما دفعني لسؤاله أن كان ثمة شيء يبحث
عنه.
فأجابني مبتسماً: إنني أبحث عن هذه الأماكن العزيزة على قلبي، والتي
افتقدتها منذ سنوات طويلة تربو على الأربعين قضيتها مغترباً في البرازيل، واستطرد
الرجل حديثه الشيق يتذكر حمص حبه القديم الذي هجره صبياً، وهو اليوم يلتقيه بشوق
كبير، وفرحة عارمة.
.. أعود إليها وقد تغيرت، أماكن عديدة اندثرت بفعل الهدم العشوائي
وموجة الإسمنت المسلح لم تبق أثراً جميلاً.
فذكرني هذا الحديث القديم مع المغترب الحمصي بما آلت إليه حمص العدية،
والتي لم تعد عدية، وبأشبيلية الأندلس التي لم تعد كذلك أيضاً.
فواز سبسبي
|
|||
|
WEBMASTER : AA-ALSAAD
|
This Web Site Programmed and
Written By ABD ALMASSIH JAMIL ALSAAD
..... Copyright 2003 (C) SCOPNET All
Rights Reserved
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق