لا تريد شجرة التوت أن تتعرى
غير أن العاصفة مزقت ثوبها.
لا ينفع الصراخ أمام الطغاة
قد تنفع البندقية.
***
حين أطلق الرصاص
لم يصب الذئب القابع وراء الشجرة
وحين حزّ بالمنشار شجرة السنديان
فوجىء أن الدم يسيل.
لقد أصاب أفكاره فسار بلا جهات ولا أمكنة.
***
أيها المطر أعد لنا رائحة الطفولة لنحب أمهاتنا
أكثر.
أعد إلينا رائحة المكان لنحب أوطاننا أكثر.
أيها المطر أنت تتسرب إلى الأعماق والزمن يهرب من
الأصابع.
أيها المطر
هل رأيت رجالاً يخرجون من الرعد
أم رأيت نساء مثل: هنادي جرادات = تدخل البرق وتصير
بلاداً شاسعة.
***
لا أقوى أن أقول بماذا يتسلى زماننا.
ولا أجرؤ أن أفتح قلبي أمام النافذة.
لنسدل الوقت قليلاً..
الضوء المبهر يغير زوايا الحقيقة.
***
دعني أخبرك: كل الذي تراه جثث قادمة.
وكل الذي تسمعه طحالب تنمو على الجراح.
دعني أخبرك: غسق ينفتق في آخر الطريق
وأطفال معاقون يسوقون النبوءات.
وأخبرك: هذا المقيد من رقبته هو التاريخ. وذاك
المربوط من قدميه هو الحلم وأنا وأنت توزعنا الأسماء على أمكنة لا نحبها.
***
لماذا لا يكون لنا شجرة نكتب عليها أسماءنا؟ ولم لا
يكون لنا جهة نحبها لأنها تضم رائحة الطفولة.
والطريق النازل من بيتك إلى آخر البحر لماذا لا
يصعد باتجاه قلبي.
لن أقول قطفت لك الشروق
ولن أقول مات الغروب على سريري
وراء نافذتي قبور تموج
وراء باب بيتي عكازة أبي تضرب الوقت.
ما هذا الوقت؟
ما هذا الصمت؟
أهو الموت أو ولادة عاصفة؟
***
دعني أخبرك: الورد تعلم الكذب.
حتى المطر تعلم أيضاً أن يغير قناعاته..
أما نهرنا فقد ضربوه بالعصا حتى انحنى وقال ما لا
يقال.
ما قيمة أن تشعل شمعة في ليل العاصفة؟
تأخر الصباح
لا شيء أوسع من الغربة.
لا شيء أضيق من الغربة
تعال أيها الفجر وغن لنا عن البلدان النائية.
حدثنا عن الأبجدية الأولى وأجلب لنا عشتار لا تفنى.
قل لنا كيف نقتل الذئب الذي يعوي وراء الباب
كيف نزرع أشجاراً لا تكون توابيت لنا.
قل لنا كيف إلينا تعيدنا؟!
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق