مجلة السنونو (
العدد السابع ) -
نجوم مهجرية
|
الشاعر
المهجري جورج صيدح 1893-1978 ( يوسف عبد الأحد )
|
الشاعر المهجري جورج صيدح
1893-1978
يوسف عبد الأحد
(علم من أعلام العرب في القومية والوطنية ومن عمالقة الشعر المهجري، ناضل بقلمه
وفكره بجرأة وشدّة لإعلان راية الحق، وهو أحد مؤسسي "الرابطة الأدبية" في عاصمة
الأرجنتين).
ولد
في حارة (زقاق الصواف) قرب مكتب عنبر بدمشق سنة 1893. كان والده قاضياً في محكمة
استئناف الحقوق مدة ثلاثين عاماً.
تلقى دراسته الأولى في حارة الكنيسة المريمية عام 1899 مدة سنة واحدة ثم أنتقل إلى
مدرسة الآسية وأنهى المرحلة الابتدائية فيها عام 1909، ثم تابع دراسته في مدرسة
عيِنطورة للآباء اللعازريين في لبنان ليتعلم اللغة الفرنسية فدرس فيها مدة عامين
ونال شهادتها الممتازة عام 1911.
ثم
أنتقل إلى القاهرة عام 1912 ليعمل في ميدان التجارة مع أخوته وبقي فيها ثلاث عشرة
سنة حتى عام 1925 وجمع ثروة طائلة وأصبح من الأغنياء، وبعد سنتين لم يحالفه الحظ إذ
أصابه الإفلاس، فغادر مصر إلى أوروبا عام 1925 طلباً للرزق ومارس الكتابة بالفرنسية
وتعرّف على فتاة فرنسية في باريس وتزوجها في آذار 1927 وفي العام نفسه قصد (كراكاس)
عاصمة فنزويلا وأنشأ مجلة (الأرزة) شهرية باللغة الأسبانية وكان هدفه من إصدارها
نشر الأدب العربي ولغة الضاد لخدمة الجالية العربية وكان يطبعها ويوزعها بدون
مقابل.
أقام في فنزويلا مدة عشرين عاماً يعمل بالتجارة ولما بلغ الخمسين من عمره توقف عن
العمل وأنصرف إلى المطالعة والسياحة في أنحاء العالم. وفي عام 1947 أنتقل إلى
الأرجنتين وطبع ديوانه الأول (النوافل) ورصد ريعه للجان الدفاع عن فلسطين، ثم أسس
جمعية "الرابطة الأدبية" وكان يجتمع في بيته مساء الأربعاء من كل أسبوع أعضاؤها هم:
يوسف الصارمي صاحب مجلة المواهب والياس وزكي قنصل وحسين عبد الملك وسيف الدين
الرحال وعبد اللطيف الخشن (صاحب جريدة العالم العربي) ويوسف الغريب وجورج عساف
وجبران مسوح وجورج صوايا وتوفيق شماس وجواد نادر وملاتيوس خوري، إلا أنها لم تعش
سوى ثلاثة أعوام بين (1949-1951) فقد أنفرط عقدها بعد عودة صيدح إلى الوطن.
عاد
إلى بيروت في شهر تشرين الثاني عام 1952 وفي العام التالي تزوجت أبنته الوحيدة
جاكلين من الصحفي اللبناني حنا غصن.
لمع
أسم صيدح في ميدان الشعر والأدب فكان ينشر قصائده الوطنية في صحف الوطن والمهجر
وأخذت دور النشر تتسابق لنشر قصائده في ديوان وأتفق مع الفنان العراقي جميل حمودي
صاحب دار الفكر الحديث في بغداد لطبع ديوانه الثاني (النبضات) عام 1953.
في
عام 1956 كلفه ساطع الحصري مدير معهد الدراسات العربية العالية في القاهرة لإلقاء
محاضرات عن أدب المهجر فألقى عدة محاضرات جمعت في كتاب باسم "أدبنا وأدباؤنا في
المهاجر الأميركية" وطُبع في عام 1956 ثم صدرت الطبعة الثانية عام 1957 والثالثة
عام 1965 في بيروت والرابعة طبعت في دمشق عام 1999 ويعد من أهم المراجع بل موسوعة
عن الأدب المهجري.
ويصف جورج صيدح الأدب المهجري فيقول:
"هو
أدب عربيّ البذار، عربيّ الأرومة. فرعٌ عريق من دوحة العروبة، حملته الرياح إلى
مشاتل العالم الجديد، فزكا في كل تربة، وأينع تحت كل سماء. طبعت شمس الغرب ألوانها
على أوراقه، أما لبّه فيحيا على إشعاع الشرق، وقلبه يختلج بنسمات الصحراء".
بقي
جورج في عاصمة لبنان سبع سنوات حتى عام 1959 وطبع ديوانه الثالث "حكاية مغترب" في
دار مجلة شعر في بيروت في شهر كانون الثاني 1960 وهو أكبر دواوينه وجاء في تسعة
فصول وهي: آفاق وأشواق وحكاية مغترب وأصداء وأهواء وتراويح وتباريح وأكباد وأزباد.
كان
دائم التغني بأهله وخلانه وشوقه الشديد وحنينه إليهم وإلى وطنه فيقول:
"
حلمت أني قريب منك يا بردى أبلّ قلبي كما بلّ الهشيمَ نــدى
وملء عيني من البلدان أحسنهـا لله ما أطيب السكان والبــلدا
تغوص في لجك الثرثار ذاكرتي على الأغاني التي أسمعتني ولدا
فأنثني وربيع العمـر عاودنـي كأنني لم أضعها في البعاد سدىً "
وفي
مهجره أخذ يناجي وطنه من أعماق روحه قائلاً:
"وطني ما زلت أدعوك أبـي وجراح اليتم فــي قلبي الـولدْ
هل
درى البين الذي فرّقـنا أنه فرّق روحــاً عـن جسـدْ
وطني طوّحت بي في مهجرٍ يرهق الحرَّ بأنــواع النكــدْ
شاعر يرجى ولا يرجو وفي معبد الأصنام يومـاً ما سجـدْ
عاف وِرْدَ الماءِ فيه ولغـتْ حشرات الأرض فاستسقى البرَدْ "
قال
عنه الشاعر نزار قباني:
"سعى صيدح إلى المهاجر على سفينة مجذافها يحن إلى ورائه، وفي المهاجر لم يتحول
الموال إلى نغمة من نغمات الجاز، بل ظلّ مواراً بخصائصه العربية العميقة، وظل يذكر
جذوع الشوح، وهفيف التنانير التي تعلم منها الرقة الأولى، ودموع الياسمينة الباكية
فوق البحيرة الشادية في داره الأولى.. في دمشق".
وقال الأديب عبدالله يوركي حلاق:
"تتجلى في شاعرية الأستاذ جورج صيدح ناحيتان مهمتان هما: الإنسانية بأرفع معانيها،
والقومية بأبرز مقوماتها. فهو إنسان يسري النبل في دمه وتتألق الوطنية في قصائده
ويتدفق الخير من قلبه والصدق من عاطفته ولسانه وبيانه".
وقال الأديب عيسى فتوح:
"صيدح
هو الشاعر المتعدد الجوانب الذي ملأ دنيا العروبة بقصائده القومية الرنانة، ووضع كل
مواهبه وطاقاته المبدعة في خدمة وطنه وأمته التي حمل همومها صليباً وجلجلة، ومات
وهو يحمل هذا الصليب لاهثاً، فلا هو أستطاع أن يصل إلى الجلجلة، ولا هو شاء أن يلقي
الصليب ويستريح".
"حسب الأديب وقد مشى بصليبه أن لا يخر على الصليب ذليلا
لا
بد من يومٍ أغــر محجـل يلقى المنية فيــه والتبجيلا".
وافته المنية في باريس في العاشر من شهر تشرين الأول 1978 ودفن فيها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر والمراجع
1-
الموسوعة الموجزة ـ حسان بدر الدين الكاتب ـ دمشق 1973
2-
من أعلام العرب في القومية والأدب ـ عبدالله يوركي حلاق ـ حلب 1978
3-
معجم المؤلفين السوريين في القرن العشرين ـ عبد القادر عياش ـ دار الفكر 1985
4-
شموع في الضباب من أعلام الأدب الحديث ـ عيسى فتوح ـ دار المنار دمشق 1992.
|
WEBMASTER : AA-ALSAAD
|
This Web Site Programmed and
Written By ABD ALMASSIH JAMIL ALSAAD
..... Copyright 2003 (C) SCOPNET All
Rights Reserved
|