رابطة اصدقاء المغتربين تأسست عام 1973 وكانت رأيستها الاديبة الراحلة نهاد شبوع وتم اصدار 12 عدد فقط في بيت المغترب في حمص .
الأحد، 29 نوفمبر 2015
مجلة السنونو ( العدد التاسع ) - غلاف عربي وأجنبي
مجلة السنونو (
العدد التاسع ) -
غلاف عربي وأجنبي
|
السنونو
نشرة غير دورية تصدرها
رابطة
أصدقاء المغتربين
إصدار
شباط عام 2008
الهيئة الاستشارية
العلاقات العامة
الأستاذ قصي أتاسي
....... (حمص)
الآنسة سميرة خماسمية ...........
(حمص)
الأستاذ حسان
السقا ....... (حمص) الأستاذ بسام كبا ...........
(نيجيريا)
السيدة دعـد
طويل ...... (حمص) الأستاذ
سميح كرامة ...... (أستراليا-سيدني)
الأستاذ يوسف عبد
الأحد...... ( دمشق) الأستاذ أدمون
كرم ....... (أستراليا- ديبو)
الآنسة ريما صيرفي
...... ( بيروت) الأستاذ منير
خوري ........ (كنـــــــدا)
الأستاذ منير
خوري ....... (كنــــدا)
الأستاذ نقولا زيات .............. (بيروت)
الأستاذ عيسى
بندقي ....... (البرازيل)
الأستاذ يوسف عبد الأحد........... (دمشق)
الأستاذ شاكر
حارس ...... (تشيلــــي)
الاستاذ هشام خليل ............... (سلمية)
د.
رغيد نحاس ...... ( أستراليا)
د. فوّاز
مسوح ...... ( فرنســا)
الأستاذ نويل عبد
الأحد ...... (الولايات المتحدة)
هيئة
التحرير
الأشراف الفني
الأستاذ قصي أتاسي الأستاذ بسام
جبيلي
السيدة وفاء خرما الآنسة
زين الحكيم
الأستاذ بسام جبيلي
برمجة وتحرير الانترنت
السيدة سميرة رباحية
طرابلسي
المبرمج عبد المسيح جميل السعد
الأستاذ روفائيل
خماسمية
السيدة جانيت مطانيوس عيد
الآنسة ريما فتوح
الأستاذ يوسف الحاج
هيئة
الترجمة
الأستاذ رفعت
عطفة ......... (إسباني)
الآنسة إلهام نسيم ...... (فرنسي)
الآب ميشيل
نعمان .........(إسباني)
الأستاذ حسن الحسن ...... (فرنسي)
د. عبود طحان ........ (إسباني)
الآنسة ريم كبا ...... (فرنسي)
السيد نواف خزام ..... (برتغالي)
السيدة دعد طويل
قنواتي ........ (إنكليزي)
السيدة سوزان
إبراهيم ........ (إنكليزي)
الآنسة رغد بيطار
.........(إنكليزي)
الأستاذ زياد خاشوق
.........(فرنسي)
|
مجلة السنونو ( العدد التاسع ) - الافتتاحية نهاد شبوع
مجلة السنونو (
العدد التاسع ) -
الافتتاحية
|
|
نهاد شبوع
|
|
عندما تصبح الرابطة محطة
رئيسة التحرير: نهاد شبوع
من دفتر
الذكريات.... تلك
الرسالة..!!
من قلب أوراق عتيقات
غاليات... تنسلُّ رسالةٌ لم ينطفئ لها أرجٌ, ولم يهمد لها نبض... رسالة سائلة
حائرة, عَبَرت ــ يومها ــ بحاراً, ومخرت زماناً, ووصلت إليهم.. تعاش اليوم على
شواطئ حاضرٍ واقعاً راهناً, بجواب أخضر غير حائر.. لم يعبر بحاراً... ولم يمخر
زماناً... جواب من أطلعوا على الرسالة من الجيل الرابطي الجديد... ممّن جرّبوا أن
يقرؤوها قراءة جديدة...جواب... شُبِّهَ لي ــ تفاؤلاً ــ بأنه الترجيع الدائم أو
الصوت القادم من أمداء المستقبل,الجازم أبداً: بأن الروابط بين المغتربين ووطنهم
الأم ــ منذ دبيب أول قدم لانسان في هجرة عن أرض ــ مكتوب لها أن تظل متوقّدة
بقنديل دهري وهّاج الحنين, هيهات أن ينضب له زيت.. أو يذبل له خيط فتيل.. أو تفلت
من غمرات نوره جزر قصية لنا فيها أكثر من غائب مشوق حبيب.. من دأب هذا القنديل أن
يشفَّ عن دروب بعيدة لهم.. وأن يشقَّ معابرَ غفرانٍ وإيمان أمامهم, يلجون منها إلى
المكان الأول الأغلى ــ إلى مغاني المنى والحلم والذكرى.. لائذين مشوقين.. إذ
تتقلّص أمداء.. ويقرب منزلٌ.. وتهون غربة.. ويصبح الوطن على مرمى قلب أو أدنى!! على
رشقة عين أو ألصق..!! وتبقى المسافات بينه وبينهم خرافة المكان والزمان..!!
حمولة سنونونا إليكم
يهوّم سنونونا التاسع هذا
في فضائكم طاوياً لكم بين أجنحته تلك الرسالة العتيقة وجوابها الطازج المستجيب ورقة
قدرٍ دائمة الوعد والخضرة.. فلربما هو جوابكم ــ أيضاً ــ يطوّب الرابطة, هو الآخر,
محطة أماً للقطر الذاهبة الآيبة.. وللأشواق المحتدمة المتعانقة... ولدمعة الإنسان
ــ علامته الفارقة ــ المترنحة أبداً ما بين مدٍ وجزرٍ.. لقاء وفراق..!! أو فلنقل
لتبقى الرابطة عملاً مفتوحاً على الرحب الإنسانيّ.. بدايةً دائمةً.. حضوراً مشعّاً
وكأنه المستقبل, يسمّر أهلنا في الضفاف الأخرى ــ جذوراً أم فروعاً ــ بيننا,
موجودين أبداً.. بأبهى أشكال وجودهم واغترابهم المزروع في أوطان العالم نوراً
وحضارة.. معهم نعلي نشيدَ بقائنا ولقائنا.. ترجيعاً منغّماً مسعداً..
وسنرسخ في جيلٍ
آتٍ جذراً روّاه مَنْ عبروا
مرساةً إن جـافى
شـطٌ يحضنْها شوق ينتظرُ
عندما تصبح الرابطة محطة
هو محور الرسالة المنوّه
بها, مع خطرات مبعثرة ناء بها القلب, فأُفسح لها ـ يومهاـ ما بين السطور!
كانت موجّهة إلى الشاعر
المهجري المرحوم " زكي قنصل " عقب آخر زيارة ــ(وضع عليها الموت ختمه)ــ لشقيقه
الشاعر الكاتب المرحوم " الياس قنصل " إلى الوطن, حيث التقته "الرابطة" في حمص.. في
جلسة ممتعة على ضفاف عاصيها..!! (كان ذلك صيف1979).
لقد كان تعرفي بالأديبين
الأخويين المذكورين ــ وجهاً لوجه ــ في مهجرهما (بونيس آيرس الأرجنتين) إبان
زيارة, كُتبت لي, لهذا المهجر الآهل بالأحبة الغائبين, في السبعينات, وفي
جلسات (ندوة الأدب العربي) الأربعاوية بالذات هناك.. تلك الندوة التي كانت تضم
كوكبة ممّن تبقّى من أدباء المهجر ــ أنذاك ــ من الذين ربما كانوا آخر حمولة في
مراكب الإغتراب, أذكر منهم من تسعفني به الذاكرة.. الشاعر عزيز كباس وشقيقه وشقيقته
الاعلامية الصديقة (دلال كباس) أمد الله بعمرها, المرحوم يوسف العيد, المرحوم رامز
شقرا, الدكتور عبد اللطيف اليونس (أطال الله بقاءه)..الخ
وكان زكي والياس بينهم
القلب النابض المحرك المصمم بحماسة وعناد على أن يظل يضخها بأغلى قطرات الحياة
لتبقى خصيبة, وليطول عمرها على أرض الهجرة.. وليظل صوتها المميز المضمخ بالحب
والإنسانية مالئ الدنيا.. ليظل قادماً إلينا من وراء البحار مُتَشَبِثاً بالرمق
الأخير لأدب شهير نما وزكا في الغرب بجذور شرقية ليتفجّر في الغرب والشرق إبداعاً
مفرداً واسماً مشرقاً: (أدب المهجر).
هذه الندوة.. كم هفت إلى
تحقق مشروع "رابطة أصدقاء المغتربين" في حمص ــ أم الاغتراب ــ فترة التأسيس.. لذلك
كم من أيدٍ داعمة مدّتها, وعيون رانية أرسلتها, وحروف بيّنة دبجتها, لتبرز
هذه الرابطة ولتتجسد وكنة لقاء حنون ــ في الوطن الحضن ــ لعصافير مهاجرة زمن البرد
والريح.. لا سيما وأن زارع بذرتها و الناشط الأكبر المتحمس لمشروع تأسيسها, المغترب
الحمصي المرحوم رامز شقرا, كان من بين أدبائها الوطنيين المشوقين.. كما أسلفت..
طيب الله ثرى من ذكرت ـ
أجمعين ـ.. وطوّب إلى الأبد عطرهم وذكرهم مع كل هبة نسيم..
الرسالة
التاريخ
:( ايلول 1979)
((
شاعري العزيز ..
من مدة ليست
ببعيدة يغادرنا الأستاذ الياس ، وكانت "رابطة أصدقاء المغتربين" في حمص قد استدعت
قطاره إلى محطتها، وما كان أكرمه إذ لبّى وما كانت أكبر سعادة المحطة يوم لبّى..
ويحي : أسمّي
الرابطة "محطة" ؟! ترى أليس موجعاً أن تكون " الرابطة " محطة ؟ والمحطات لاتعرف
إلا المرور العابر .. وومضات اللقاء المبتور .. وهي ليست أكثر من مواقع انتظار
يختلط فيها معنى اللقاء بمعنى الوداع .. بل ليست أكثر من ولوع سريع بقطر تمكث
قليلاً ، ثم تسافر ليمكث بعدها شوق جديد يعشش بين خرائب الفرح .. ويستوي مشروع حزن
آخر في أماكن أخرى من القلب ؟؟؟
بل اليس الأوجع أن
تكون خفقة المحطة مما لا يمتّ بصلة إلى صفاقة الحديد وقوانين الفيزياء .. وآلية
المضخات .. وتوتر الأسلاك .. بل أن تكون عكس كل ذلك : توتر قلب ينسى وهو لا يريد أن
ينسى! لجاجة فراشة معلق جناحها بدبوس على خشبة شوق ..! جديلة أعصاب وشرايين دقيقة
مرهفة .. ممزقة ؟...
ما كنت لأزعجك
بمثل هذا التساؤل الخاطر بغرابة في أرجاء روحي لو لم أعرفك أنك عرضة أيضاً لمثل هذه
التساؤلات الخاطرة .. وما كنت لأكشف النقاب عما خطر لو لم أكن على يقين بأن كلينا
مبتلى بداء الشاعرية ! بل ما كان أغناني عن فضح هذا الوجه الموجع للرابطة ـ الذي
ربما لم يتراءَ لرابطي غيري ـ لو لم أعرف أنك تحمل " وردة الحزن ما دمت تحمل وردة
الشعر .. ! " ومع ذلك لك أن تضرب بهذياني عرض الحائط إذا كان غريباً مجنوناً هذه
المرة .. فكل ما يشغل بالي ان تكون بخير .. وشعرك بخير وتسامحك معي على تقصيري بخير
، وأن تكون حمولة الأشواق والتحايا التي زججتها سراً وعلناً في حقائب الأستاذ الياس
قد وصلت معه بألف خير وخير ، رغم أنف كل الرقابات الجمركية .. وكل موازين المطارات
المحاسبة ..!....الخ
بين
قوسين:
(
إلى هنا تكون الرسالة قد أدت المرام من الموضوع المذكور, ولكنني آثرتُ ألاّ أقطع
عنكم تهويماتي, إذ السنونو بحد ذاته رسالةِ هائمة من الضفة إلى الضفة.. والرسالة
تتكتبها خلجاتٌ إنسانيةٌ طارئة, صحيح أنها وليدة ساعتها, لكنها تظل قادرةً على أن
تكون, هي الأخرى, محطات حياةٍ خالدة في كل زمانٍ ومكان تتلاقى, فيها قُطُرُ
المشاعرٍ البشرية أو تفترق على الدوام...! فاسمحوا لي إذن أن أجدف قليلاً معكم في
بحور خطراتي خارج الموضوع لأعود بكم إليه..!)
هذا الصيف بعدت’ عنك
ورقاً وحبراً .. ولم أبعد عنك فكراً وذكرا ً، وأنى لي أن أبتعد عن نجم شوقٍ وشعرٍ
يتوهج في كهف أيامنا المظلمة ؟ أنّى لي أن أبتعد عن الشعر والشعراء وأنا أحوج ما
أكون إلى رفة من أجنحتهم ..وإلى همسة من صوتهم المسكون بالحب والحياة؟!
كم أودّ لو أقطف
لك كلمات من الشجرة نفسها التي تقطف … ولكن من أين لحديقتي اليابسة شجرة الخصب
والشعر هذه ؟ من أين لسمائي الموحشة حقول الزرقة ومراقص النجم لأقطف وأقطف؟
صيفي الراحل توزّع
هذا العام بين داخل وساحل .. هناك حيث غمرتني أمواج البحر وأمواج الشمس ، وكلاهما
رفيق !! يفتحان صدرهما دون أقنعة .. وفي كنفهما يمنع اصطحاب الهموم .. والأقفاص ..
ولا يتاح الالتقاء بهما إلا بشيمة العصافير …
وفي هذا الصيف
ودعنا الارشمندريت ميصائيل حجار إلى مرقده الأبدي .. لا أعلم أيضاً لماذا يطفو
وداعه على رأس ريشتي لينصبّ على الورق المسافر إليك ؟ ربما لأن وداعه عنى في نفسي
هؤلاء الذين يموتون بشعور المظلوم الظامىء إلى شيء مسلوب يظنه من صميم حقه ! هؤلاء
الذين يرحلون بدموع عمرهم الذي هو في عقيدتهم مطعون .. مظلوم .. هؤلاء الذين يخرجون
صفرَ اليدين من معركة الدهر سواء أكان موضوع العراك معهم أو عليهم ! مات .. ولم
يخسر الحب .. ( حب حمص) .. وربحنا نحن الحزن ، وكان جرحه نصره وما أقسى ألا يتحقق
نصرنا إلا بجرحنا .
استأنفنا العمل
المدرسي في حرّ أيلولي بفكّك الدماغ ويسحق الأعصاب ، وكأن الطبيعة تدخل هي الأخرى
في حلف غير مقدس ضد المعلم لتزيد من قهره . عصير القلب تتلقفه الطالبات من جديد ..
والمكافأة لا تتعدى عقداً من ياسمين تضفره طالبة معجبة . أو كلمة حلوة حيية يختلسها
سمعنا أحياناً ـ نحن المعلمين ـ ..! وما دمت أنثر قمحي بكل هذه المجانية .. فلماذا
أخشى أن يكون موقعه الصخر .. وأي شيء نكون مهنتنا ـ نحن المعلمين ـ إن لم تكن صناعة
المستحيل واستنبات السنابل من الصخر ؟!
عدد من المغتربين لا
يزال بين ظهرانينا يملؤون الشقوق الفارغة من أيامنا الهاربة .. وقد يعودون إلى
مهاجرهم في نهايات صيفنا ، وربما لا نعدم نحن بوداعهم انتظاراً جديداً لقطر جديدة .
رجائي أن تسامح تأخري وتستأنف إطلاق فراشاتك تحط على شباكي فتؤنسني . فلقد اعتدت
عليك جدولاً تعطي بلا حساب .. لك من أشواقي ومحبتي ولمن تحب من أمانيّ وتحيتي .
اذكر اسمي مشفوعاً بألف عاطفة أمام إخوان ندوة الأدب العربي معمِّماً
ومخصصاً.
للأستاذ الياس شكرنا
وأمانينا وتهنئتنا بسلامة الوصول ، وللأخ الاستاذ عبد اللطيف اليونس من تحايانا
وتحايا الوطن وللأخ رامز ألف نسمة حمصية عابقة بكل ما يحب . و"لبوينس
آيرس"
ألف وردة ذكرى,
لا تزال تنبت في أرجاء روحي فتعطرها…!!
الرابطة تذكر اسمك
فتستضيء وتزداد شوقاً إلى معرفتك وتأمل .. فاسلم ودم .
نهاد شبوع
جواب
الرسالة ( صوت الحاضر المبشر المنوه به في البداية )
بقلم: ناجي درويش
وهل
يملك بيت المغترب إلاّ أن يكون محطة تاريخ؟
"أديبتي الكبيرة . .
أن
تكون "رابطة أصدقاء المغتربين" محطة هو خاطر اقترب من ذهنك أولاً، لكنك لا تحملين ـ
واعذريني ـ براءة اختراع هذا التساؤل الجميل ؟.
فهل
تملك هذه الرابطة " البيت العتيق " إلاّ أن تكون محطة تاريخ وميناء حضارة ؟..
أو
ليس هذا البيت.. ميناءَ ضفاف العاصي المترعة بوعود العودة واللقاء..، ومن ذا يستطيع
تعبئة العاصي في زجاجة؟..
أو
ليس هذا البيت منعطف الشموع ومحطة النور، والدليل الأقوى على كروية الأرض وتلاقي
ذرات الروح وقوافل الحنين..
أو
ليس مكان التعارف الإنساني الرفيع، وجسر الوصل بين عابد ومعبود.. مسافرو وطن..
نرجّع فيه كل يوم غناء تراتيل الحكاية.. ( حكاية الرحيل وملاحم الهجرة )..
وهذه
الجدران البيضاء المستوية ببساطة آسرة.. كم تحيط من باقات وردٍ تهنئ بسلامة الوصول
وكلماتِ وداعٍ رقيقة وأحبة لا يكادون يستقبلون عزيزاً حتى يتركوه ؟..، من تهافت
أمهاتٍ على أبناء.. وأصدقاءٍ على أصدقاء.. وتوفيقٍ يقدّم على طبق من دعاء ؟..، من
إعلانات فراقٍ وآمال لقاءٍ وهواءٍ مشبعٍ بأول إكسير الشوق ؟..، ومن صورٍ مبعثرة في
تشتت ذهنٍ عمرُه نصف قرنٍ من الزمان.. بل كلّ الزمان ؟.. من ساعاتٍ تسرعُ في
الدوران على هواها وتبطئ على هواها ؟..
دليني على محطة كهذه.. تقسو فيها الشجونُ على المشاعر وتذرف العيونُ دموع الإيمان
والأمل !..
دليني على محطة كهذه.. يبدأ فيها مسلسل الاغتراب.. ولا ينتهي !..
وهذه.. أليست أرضَ المجدِ الإنساني الرفيع، أرضَ الشرق المقدس حيث تستطيعين أن
تعثري على عيون العالم المبهورة كلِّها.. ومن ذا يشرب من زيت الشرق المقدس ولا
يرتوي ؟..
على
هذه الأرض،الرصيف، المدينة، الحنون.. ألا تلمح عيناك كل يوم:
طفلاً يجري ويلعب متجاهلاً ما يدورُ حوله، حياته خفيفة كالغبار ؟..،
أو
واقفاً مع الواقفين وجالساً مشلوحاً على مقعد انتظار ؟..
وآخر
يتنقل جيئة وذهاباً ترمق عيناه أسرابَ السنونو تحوم في سماء المدينة تبتلعها
المحبةُ حيناً وتلفظها أسبابُ الحياة حيناً آخر ؟..
على
هذا الرصيف المدينة الحنون.. ألا نرسم الخطى بأدمعنا ثم نمشيها ؟
وإليه . . أما حاول الإمبراطور (فيليب العربي) استرجاع طفولته ؟..
أجل.. في هكذا محطة فقط يصبح الرصيف حلماً حين يستقبل قطاراً يفترش نور الشمس،
دافعاً أمامه هواءً مميزاً، في ذراته دفء اللقاء وبرد الوداع..، قادماً ليسقط جبروت
صمت الجدران..، حاملاً القادمين من كل فجّ عميق والراحلين فوق سكة من سفر.. لتثبت
المحطة.
إذا
لم أكن قد أترفت في الحديث وأعتقدني تقشفت، اسمحي لي أن أُعيد إليك سؤالك الطلب:
هل
من الممكن أن تفقد آمالُ الفراشاتِ أجنحتها.. وهل يستطيع القلب إلاّ أن يكون محطة
للدم؟..
أديبتي العزيزة ..
في
الملاحم لا تجدين سوى القيل والقال، ولكن.. ماذا لو قررت محطتك كتابة مذكراتها ؟..
|
|
WEBMASTER : AA-ALSAAD
|
This Web Site Programmed and
Written By ABD ALMASSIH JAMIL ALSAAD
..... Copyright 2003 (C) SCOPNET All
Rights Reserved
|
مجلة السنونو ( العدد التاسع ) - بلاد الجدود محافظة حماه ( عربي / فرنسي )
مجلة السنونو (
العدد التاسع ) -
بلاد الجدود
محافظة
حماه ( عربي / فرنسي )
Le Mouhafazat de Hama
إن
محافظة حماة من مناطق السكن في الشرق الأوسط. ويرجع تاريخها إلى عصور موغلة في
القدم, وتؤكد البعثات الأثرية أن حوض العاصي كان مرتعاً للحياة البدائية والإنسان
الحجري القديم بدليل العثور على أدواتٍ وآثار وسكن تعود إلى عصور ما قبل التاريخ في
أرجاء المحافظة جميعها.
تبلغ مساحة محافظة حماه /8880/ كم2 وعدد سكانها حوالي ثمانمائة ألف نسمة وهي مزيج
رائع من السهول والجبال والبوادي التي ينساب خلالها مجرى نهر العاصي بشريطه الأخضر
الممتد بطول /171/ كم إلى جانب الغابات الوارفة والينابيع المتدفقة والمنازل
والمتاحف المتميزة بطبيعة بنائها الخاصة وهي تنام هادئة مطمئنة في أحضان الطبيعة
الفاتنة المتألقة بالرسوم والنقوش والظلال, وهي ترتبط بمحافظات القطر كافة, بشبكة
مواصلات دولية من طرق وسككٍ حديدية.
ومناخ محافظة حماه متنوع متباين بين الجبال بمصايفها المنعشة والسهول باعتدالها
والبادية بدفئها وشمسها المشرقة.
مدينة
حماه
وهي
(حامات) القديمة التي سكنها العمالقة الروتانيون منذ الألف الرابع قبل الميلاد
وخضعت من ثم للاآكاديين والسومريين حتى أواخر القرن الثاني والعشرين قبل الميلاد
عندما هاجمها العموريون ودمروها ثم صارت مركزاً لهم.
وخضعت حماه من بعدها للبابليين والحثيين إلى أن دمرها الهكسوس عام /1750/ ق.م وشهدت
حماه العهود الفارسية واليونانية والهلنستية والسلوقية وازدهرت في عهد الأخيرة
ودعيت (ابيفانيا), ثم احتلَّها الرومان فالبيزنطيون وفي عام /638/ م فتحها العرب
المسلمون وشاهدت مختلف التطورات والأحداث في فترات حكمهم المختلفة, ثم أضحت عاصمة
الإمارة الأيوبية, وأشهر حكامها الملك العالم أبو الفداء مؤيد الدين اسماعيل صاحب
كتب الجغرافية والتاريخ المشهورة. وفي حماه عدد وافر من الفنادق والمطاعم المتوزعة
في أنحاء المدينة, كما يوجد فيها مركز للاسعلامات السياحية في وسط المدينة.
أهم الأوابد والمعالم الاثرية:
النواعير:
وهي
آلات مائية خشبية ذات حركة دائمة تتناثر على شواطئ نهر العاصي وتنقل الماء منه
بوساطة صناديقها إلى حوض علوي ومنه يتسرب في قنوات محمولة على قناطر ليسقي المدينة
بمن فيها وما فيها... وعدد النواعير في المدينة /16/ ناعورة, وقطر أكبرها يصل إلى
/21/م وبني على مقربة من إحداها فندق أفاميا-الشام, وهو من الدرجة الدولية.
القلعة:
وتقع وسط المدينة وفي بقعة سياحية رائعة, وهي نواة المدينة وأصلها الأول, وتضم بين
حناياها آثار تعود إلى الألف السادس قبل الميلاد. وقد قامت وزارة السياحة أخيراً
بتشجير سطحها وأقامت عليها منتزهاً كبيراً أنيقاً يمكِّن للسُّيّاح والزوار من قضاء
وقت ممتع من خلال الإطلالة على أجمل مناظر حماه الطبيعية وأكثرها تنوعاً.
جامع الأعلى
الكبير:
يقع
في حي المدينة (جنوب غربي القلعة) وتظهر فيه آثار ثلاث حضاراتٍ متغايرة في اللغة
والعنصر والدين (الوثنية- المسيحية- الإسلامية), وهو خامس مسجد في الإسلام, ومن أهم
معالمه: المئذنة الشمالية, المئذنة الجنوبية, المنبر الخشبي المزخرف....
جامع النوري:
ويعود تاريخ بناءه إلى عام 1163م, وفيه منبر أثري آية في الروعة والجمال والإبداع,
ومئذنة مربعة, وكتابات تاريخية مهمة.
جامع
أبي الفداء:
ويعود تاريخ بنائه إلى عام1326م, ويضم قبر بانيه ملك حماه الجغرافي المؤرخ (أبو
الفداء), وفيه فسيفساء رائعة مع تضفيرات رخامية بديعة.
المتحف:
يقع
في جنوبي جامع النوري وضمن قصر العظم الذي بني في عام 1740م, وهو تحفة نادرة ونموذج
صادق للطراز العربي في فن البناء وزخرفته.
الحمامات
والخانات:
في
حماه عدد من الحمامات التي يعود بعض منها للفترة الأيوبية وبعضها الآخر للفترة
العثمانية, مع عدد كبير من الخانات أشهرها خان رستم باشا, الذي سيفتتح سوقاً للمهن
اليدوية من قبل وزارة السياحة.
أماكن سياحية من محافظة حماه:
سلمية:
وهي (سلاميس) القديمة
وسيف بادية الشام وتقع على بعد 32كم شرقي حماه. وهي بحق عاصمة الالتحام التجاري بين
الحضر والبدو فيها أوابد وآثار من أشهرها:
-مقام
الإمام اسماعيل: ويقع في القسم الجنوبي الشرقي من
المدينة وهو مبني بالحجار البازلتية الضخمة...
-سور قلعة
السلمية
-الحمام
الأيوبي
-قلعة شميميس:
وتقع غربي سلمية على بعد 4 كم وتعود إلى عصور قديمة.
أسرية:
وهي
سريان القديمة وتقع على بعد 110كم عن مدينة حماه باتجاه الشرق ومن أجمل ما بقي من
ماضيها معبدها الروماني الجميل.
قصر أبي وردان:
يقع
على بعد 63كم من مدينة حماه باتجاه الشمال الشرقي وهو تحفة من تحف محافظة حماه
السياحية والأثرية معاً ويعود بناؤه إلى عامي (561-564م).
السقيلبية:
تبعد عن حماه 50كم غرباً وتشرف على سهل الغاب الخصيب والمليء بالأماكن الطبيعية
والسياحية (طاحونة الحلاوة- نبع الطيب- نهر البارد- عناب).
أفامية:
(أطلال مدينة القائد السلوقي سلوقوس نكاتور ومركز قيادته الحربي) وتبعد عن مدينة
حماه حوالي 60كم إلى الشمال الغربي منها. وأفامية صورة مثلى لامتزاج الحضارة
اليونانية بالحضارة السورية المحلية التي أبدعت في كل ركن وزاوية ومكان... وإلى
جانب أفامية هناك:
قلعة المضيق:
وهي
حصن أفامية وأكربولها القديم قطرها 250م وتجثو على تل عظيم على شكل مخروط مقطوع
يعود إلى الألف الرابع قبل الميلاد وتتميز ببقايا السور والأبراج. كما يوجد فيها
جامع يرقى إلى عام 1524م. ويقع في أسفل الوادي الهابط من القلعة خان مساحته
/7000/م2 ويتميز برواقه وأبهاءه وقد تحول إلى متحف عام 1982 ويضم أروع لوحات
الفسيفساء المكتشفة في أفاميا وغيرها مما يجعله أحد أهم المتاحف العالمية في هذا
المجال.
مصياف:
وتقع إلى الغرب من مدينة حماه وتبعد عنها حوالي 45كم ويحيط بها سور قديم قليل
الارتفاع وغابات ساحرة فاتنة وهي لطيفة المناخ صيفاً وعلى مقربة منها قلاع أثرية
مهمة وأشهرها قلعة مصياف نفسها التي تعود أسسها إلى ما قبل الميلاد.
دير الصليب:
ويقع فوق هضبة صخرية تبعد عن حماه 40كم باتجاه الجنوب الغربي وعن مصياف 12كم باتجاه
الشمال الشرقي. تم بناؤه عام 418م.
محردة:
تبعد عن حماه مسافة 25كم غرباً تشرف على سهل العشارنة ومن أهم مواقعها السياحية
والأثرية:
شيزر:
وهي
سيزار القديمة ودعيت لاريسا في العهد الهلنستي وتقع إلى الشمال الغربي من حماه على
بعد 25كم وأشهر ما فيها قلعتها وأطلالها الرائعة (البرج الجنوبي-الكتلة
الهرمية-الباب والجسر الحجري).
وهناك
العديد من المناطق التي تتميز بجمال طبيعتها مثل وادي العيون. وادي أبو قبيس وفيها
عدد من المطاعم والمشارب الممتازة.
|
|
La patrie des
aïeux Al-Sununu
Le Mouhafazat de Hama
|
HAMA
peu connue, mais surtout méconnue, est pourtant située au coeur de la Syrie. Les
voies de communications reliant le nord au sud, les côtes à l'intérieur passent
comme il en était depuis des milliers d'années.
Hama souvent citée
dans les texte historiques est un des plus anciens lieux habités du
Moyen-Orient; Cette région de 7000 ans d'historie est aujourd'hui un
"mouhafazat" comptant env. 880.000 habitants pour une superficie de 8.880 kms2.
II
présente autant d'attrait touristique qu'archéologique ou historique. Avec un
doux paysage dans lequel s'harmonisent montagnes et plaines traversées par
l'Oronte "Al Assi" sur 170 kms2 dans un climat agréable en été et modéré en
hiver.
Hama a aussi son
aspect contemporain: elle est reliée au reste du pays par voies routières
internationales et par voies ferroviaires.
La ville de Hama
Chef-lieu du
Mohafazat. Au début du IIIème millénaire av.J.C. Hama était une ville
entourée d'une enceinte et portait le nom de Hamate.
Les gouverneurs de
Somer et d'Akkad se succédèrent au pouvoir de Hama. L'époque araméenne apportera
la plus grande prospérité surtout vers ces débuts du premier millénaire. Les
Hittites l'occupent et la détruisent en l'an 720 av.J.C. – plus trad elle se
plie au pouvoir de Babel, de la Perse jusqu'à l'époque Hellénistique.
Les époques
Séleucides et Romano-Byzantines apporteront une nouvelle prospérité à la ville.
Antiochus
IV Epiphane l'embellira et la nomma alors: Epiphania. En 639 elle est conquise
par l'Islam; puis elle est devenue la capitale Ayyoubide en 1179, dont le fameux
géographe Aboul-Fida était le plus célèbre des rois.
Les Norias
L'ancienne ville
de Hama se serre dans le repli des méandres de l'Oronte, enjambant la rivière
par tous ses ponts, plongeant ses constructions dans cette eau précieuse qui
irrigue et embellit les jardins, bains, hôtelleries, palais, maisons et
mosquées.
La nouvelle ville et ses
champs s'étendent de part et d'autre sur les rives du fleuve donnant à Hama sa
beauté, son unite et à vrai dire son existence.
Enfin, jour et
nuit, de grandes roues hydrauliques à la fois ingénieuses et barbares,
compliquées et primitives, font monter l'eau sans arrêt dans les aqueducs.
Ce sont les
norias qui font certes l'aspect particulier de la vile.
II
est possible que l'usage de ces machines en bois soit très ancien.
Le nombre des
norias s'élève à 100 dont 16 sont situées dans l'enceinte même de la ville. Le
plus grand parmi ces norias s'appelle Al-Mehamadya, qui fut construit en 1361 et
dont le diamètre atteint 21 mètres. Un hôtel international Afamia Al-Cham
a
été inauguré près
d'un de ces norias.
Les Principaux monuments
de HAMA
A côté de la
citadelle de Hama située sur la colline, laquelle enferme les traces du noyau
primitif de la ville, Hama d'aujourd'hui est surtout riche en monuments
islamiques divers dont les bains du Sultan au nord du musée.
Ces bains du
XIII°
s.
font partie
d'une
grande série dont
la majorité fonctionne jusqu'à présent.
Hama renferme
aussi plusieurs caravansérails dont le plus important reste le khan Rustoum
Pacha construit en 1556 et situé au sud du musée. Cet édifice sera consacré
désormais à devenir un centre artisanal. Parmi les mosquées de Hama figure la
mosquée An Nouri construite en 1162. Elle est dotée d'un remarquable Mihrab
admirablement travaillé et la mosquée d'Aboul Fida qui contient la tombe du roi
et une trés belle mosaïque.
Sur la rive gauche
de la rivière, on distingue une remarquable maison d'architecture arabe du
XVII°
s. : la Maison Azem. Actuellement, elle sert de musée et renferme aussi le riche
patrimoine archéologique de la ville.
Au centre de la
ville se trouve un poste d'Informations Touristiques chargé de signaler aux
visiteurs, à côté des monuments historiques, un certain nombre d'hôtels et de
restaurants dispersés dans la ville.
Sites Principaux du mouhafazat de
HAMA:
Salamieh:
C'est l'antique
Sélamis et la ville importante de la steppe Syrienne, Située à 22kms. À l'est de
Hama. De par sa situation géographique elle représente le lieu de rencotre
commercial entre sédentaires et nomades.
Parmi ses
monuments principaux se ditingue le martyria de l'Imam Ismael.
II
est construit de
grands blocs de basalte et équipé de 7 absides.
A Salamieh nous
pouvons visiter aussi les restes de la citadelle au centre de l'actuel souk,
ainsi que Hammam al-Ayoubi situé au nord ouest du martyria. Enfin, à l'ouest de
la ville et à une distance de 4 kms,
Se trouve la citadelle de Ash'Shamamis. Son histoire remonte au ler
siècle.
Asriyeh:
L'antique ville de
Siriane se situe à 110 kms. à l'est de Hama; elle se distingue par son joli
temple romain.
Qasr Ibn Wardan:
Cet édifice
représente
un des plus grands monuments du Mouhafazat. En effet cet ensemble rare, situé à
63 kms. à l'est de Hama,
ne
ressemble à aucun autre monument en Syrie.
As-Qeilbieh:
Située à 50 kms. à
l'ouest de Hama, cette ville surplombe la plaine du Ghap. Le site est riche de
coins attrayants: Tahounet al-Halawa, Nabeh Al-Tayeb, Nahr Al-Bared, Innab.
Apamée: (Afamia)
A 60 kms. au
Nord-ouest de Hama se trouvent les vestiges d'Apamée, la capitale de Séleucus
Nicator. Elle représente le subtil mariage entre l'art grec et l'art syrien.
Qala'at Al-Mudiq:
Elle est située
sur l'emplacement de l'acropole d'Apamée, au sommet d'une importante colline
conique. Ce site très ancien se distingue aujourd'hui par sa muraille et ses
tours.
A proximité du
lieu, au flanc de la colline, se trouve une mosquée
ottomane construite en 1524 et juste au bas de la plaine se trouve un grand
caravansérail. Cet édifice de 7000 m2. aux larges salles et galeries, est
transformé en musée et renferme aujourd'hui les précieuses mosaïques d'Apamée.
Misyaf:
Ville située à
45kms. à l'Ouest de Hama; la nature et le climat y sont agréables. Elle est
entourée d'une ancienne muraille et se distingue par son ancienne citadelle.
Dier Al-Salib:
Ce couvent se
situe à 40kms. au sud-ouest de Hama et à 12kms. au nord-est de Misyaf. Il
date de I'an 418.
Mhardeh:
Ville située à
25kms. à l'ouest de Hama; elle est entourée d'importants lieux touristiques et
archéologiques:
Shaizar:l'antique
Cesar appellée Lorissa à l'époque hellénistique. Cette ville garde aujourd'hui
une magnifique citadelle où se distinguent la tour sud, le pont et le portail
d'entrée.
Les
grottes
de
Kafr Bihm:
ces grottes de 100m. de long renferment de belles formations de stalactites et
de stalagmites. Elles sont située à 8kms. au sud-est de Hama.
|
|
WEBMASTER : AA-ALSAAD
|
This Web Site Programmed and
Written By ABD ALMASSIH JAMIL ALSAAD
..... Copyright 2003 (C) SCOPNET All
Rights Reserved
|
مجلة السنونو ( العدد التاسع ) - بلاد الجدود معلولا... حيث يستعيد الزوار لغة المسيح ( سيرين قوبا )
مجلة السنونو (
العدد التاسع ) -
بلاد الجدود
|
|
معلولا...
حيث يستعيد الزوار لغة المسيح ( سيرين قوبا )
|
|
تحتفي بلدة معلولا السورية غداً بعيد
قديسيها سركيس وباخوس، فتقيم احتفالها الخاص بالمناسبة مسلّطة الضوء من جديد على
تراثها الثقافي والديني واللغوي الذي حافظت عليه لأكثر من ألفي سنة. معلولا،
المتحدّثة بالآرامية، تكاد تكون أشبه بكتاب تاريخي حيّ يعيشه كل زوّارها
غداً تعود قرية معلولا بالزمن الى عصور المسيحية الأولى للاحتفال بعيد قديسيها سركيس وباخوس، فيتجمع في ساحة البلدة الآلاف من شباب القرية والزوار والمؤمنين، ويكون البعض منهم مزوّداً ببطحات من العرق. يقفون على شكل «عراضة» (مسيرة)، بانتظار مباركة الكهنة والمطارنة للحشود التي تليها إضاءة المشاعل وانطلاق العراضة نحو دير مار سركيس. هناك تطوف الجموع مع «العراضة» في شوارع معلولا الضيقة، معايدين أهل البلدة وزوارها على وقع عزف الفرق الكشفية تارة، وترداد «القوّالة» والزجّالين أبياتاً من الشعر الخاصة بالعيد تارة أخرى. وتبقى «هيصة» العيد الى أن تصل الحشود إلى الدير حيث تكون بانتظارهم الرئيسة المسؤولة فتنثر عليهم الماء المطيّب والأرز والورود ومن ثم تدعوهم إلى العشاء بعد أن تكون قد ذبحت ما يزيد على 20 رأس غنم في دار الكنيسة. يستمر الاحتفال حتى بزوغ الشمس وإطلالة أشعتها من فوق الجدران الصخرية التي تسوّر معلولا، هذه القرية الواقعة في شمال شرق دمشق والتي حافظت على تراثها الثقافي والديني واللغوي لأكثر من ألفي سنة. فمعلولا تعتبر من أولى القرى التي اعتنقت المسيحية في منطقة بلاد الشام على يد الرسل. وهي «محمية طبيعية» إذ يسوّرها من ثلاث جهات جدار صخري يصل علوّه إلى أكثر من 1900 متر. والوصول إلى معلولا يتم عبر ممرين ضيقين في الجدار الصخري، ما حوّل المنطقة المحمية طبيعياً إلى مسكن للإنسان منذ عشرات آلاف السنين، فحفر داخل جبالها مغاور استخدم بعضاً منها مسكناً له أو معابد أو قبوراً. أما ما يعطي معلولا اليوم طابعاً فريداً عالمياً فهو أن هويتها مرتبطة بشكل وثيق بالدين، إذ حافظ سكانها على لغتهم وشعائرهم الدينية وتقاليدهم وطرق البناء... التي تعود لأكثر من ألفي سنة. وتكاد تكون اليوم بمثابة كتاب تاريخي حيّ، يراه ويعيشه كل زائر. سكان القرية يتكلمون الآرامية، وهي اللغة التي كانت متداولة بين سكان منطقة الشرق في العصور القديمة، وحتى في ظل الإمبراطورية الرومانية. والآرامية هي اللغة التي كان يتكلمها السيّد المسيح قبل ألفي سنة، لذا يعتبر أهل معلولا أن تكلّمها وتلاوة الصلاوات بها يمحو الزمن الذي يفصلهم عن نشأة المسيحية ويحوّل لغتهم الى «لغة إيمانية». وحتى اسم قريتهم مشتق منها، إذ تعني كلمة معلولا الآرامية المضيق نسبة الى ضيق الطريق المُوصِلة إليها. تدور حياة أهالي البلدة حول الطقوس المسيحية وتدخل الشروحات الدينية في كل المواضيع، حتى تلك المتعلقة بالطبيعة. وتعطي «الأساطير» المحلية لتكوين القرية الجيولوحي رونقاً دينياً: فقد شقت الجبلَ القديسة الشهيدة تقلا أثناء هروبها من اضطهاد أهلها وذويها. وحينما وصلت الى معلولا أقنعت النساء الوثنيات بالإيمان بالمسيح قبل أن تموت في أواخر القرن الأول الميلادي. لذلك يعرف الممر اليوم بـ«فج مار تقلا» وهو مزار للسياح والزائرين. والجدير بالذكر أن العديد من كنائس القرية يحمل اسم القديسة تقلا. تقسم بلدة معلولا حالياً الى قسمين: معلولا الحديثة ومعلولا القديمة. منازل القرية وكنائسها القديمة هي كهوف محفورة في الصخور. لذا كل غرفها لها ثلاثة جدران مبنية، أما الرابع فهو من صخر الجبل الذي يتكئ عليه البناء. وكلّ الجدران مطلية باللون الأزرق، وهي تشكل لوحة أبدعتها الطبيعة نحتاً مع يد الإنسان القديم. أما القرية الحديثة فمعظم بيوتها مبنية بالصخر، وهي متدرجة نحو التل الصخري. مشهد القريتين، اللتين يفصلهما عن بعض ممران جبليان، يولّد لدى الزائر صورة القرية التي ما زالت تستعد بمنازلها المعلقة ومغاورها المجوفة لرد الغزاة عن أسوارها الصخرية. وحتى يومنا هذا لا يمكن فصل صخور معلولا عن إنسانها ولا يمكن الصخور أن تترك معلولا وحيدة. معلولا الحافظة للطابع التراثي والتاريخ الديني والآرامي حافظة أيضاً لأقدم الكنائس المسيحية في العالم بعدما شُيّدت على أنقاض المعابد الوثنية لتعلن انتصار المسيحية عليها. وتعتبر كنيسة دير مار سركيس وباخوس إحدى أقدم كنائس معلولا الأربعين. وتشرح المسؤولة عن الدير والمرشدة السياحية نسرين حداد «أن الكنيسة شُيّدت ما بين 312 و325 ميلادي على أنقاض معبد وثني لا تزال مذابحه تستعمل حتى اليوم في الكنيسة التي زيّن داخلها بقناطر وعقود حجرية. وفي الكنيسة اليوم ثلاثة مذابح رمزاً للثالوث المقدس. أحدها من الرخام على شكل نصف دائرة. وبحسب الشروحات المحلية، يعود هذا المذبح الى فترة ما قبل المسيح. أما المذبح الثاني فهو منحوت في الحجر ومستطيل الشكل. وقد وضع هذا المذبح تحت قبة محفورة في الصخر تجسّد السماء ومزيّنة جدرانها برسم للسيدة العذراء نُفّذ عام 1824 بحسب التقليد البيزنطي». وما تجدر الإشارة إليه هو أن لدير مار سركيس وباخوس مجموعة مهمة جداً من الأيقونات التي رسمها فنانون سوريون وعالميون مشهورون جداً، وأعطوا التقليد البيزنطي طابعاً محلياً. وبعض من أيقونات معلولا سينقل الى معهد العالم العربي في باريس للمشاركة في معرض الأيقونات العالمية. ومصدر الرزق الأساسي في معلولا اليوم هو السياحة الدينية، إذ يزور أبناء الطائفة المسيحية في سوريا والعراق ولبنان وبلدان أوروبية عديدة معلولا باستمرار. البعض منهم يعتبر الزيارة حجّاً، أما البعض الآخر فيراها زيارة ثقافية دينية للتعرّف بمعاقل نشأة المسيحية في الشرق. ويعتبر عيد القدّيسين سركيس وباخوس بمثابة موسم حجّ فتتجهّز الأديرة والمحال التجارية والبيوت قبل أسبوع بكل ما يلزم لتلبية حاجات الزائرين الذين يصلون بالآلاف للمشاركة بالمسيرة والصلاة والمائدة المباركة داخل جدران الدير. معهد للآرامية حافظ أهالي معلولا على لغتهم الأم الآرامية من الآباء والأجداد لنحو ألفي سنة. ولكي تعمّق هذه المعرفة أنشئ في القرية أول معهد في العالم لتعلم الآرامية كتابةً ونطقاً. وتكثف حالياً الدورات التعليمية لإتقان كتابة الآرامية لأن معظم سكان هذه القرى ـــــ أكثر من 18 ألف مسيحي ومسلم ـــــ يتحدثون بلغة السيد المسيح ولكنهم لا يحسنون كتابتها. ومرحلة ما بعد الدورات قد تؤهل للبدء بمطبوعات بالآرامية... التي ستدخل حينها عالم العولمة. |
|
WEBMASTER : AA-ALSAAD
|
This Web Site Programmed and
Written By ABD ALMASSIH JAMIL ALSAAD
..... Copyright 2003 (C) SCOPNET All
Rights Reserved
|
مجلة السنونو ( العدد التاسع ) - مهجريات آلهة الأرض ( جبران خليل جبران ) ( عربي / اسباني )
مجلة السنونو (
العدد التاسع ) -
مهجريات
|
|
آلهة
الأرض ( جبران خليل جبران
) ( عربي / اسباني )
|
|
الإله الأول:
قد سئمت روحي كل ما هو كائن,
فأنا لن أمد يداً لأخلق عالماً,
ولا لأمحو عالماً من الوجود.
إنني ما كنت لأعيش لو أنني قادر أن
أموت,
لأن ثقل الأعصر كلها على كتفي.
وهدير البحر الذي لاينقطع يستنفذ
كنوز نومي.
فيا ليت لي أن أخسر المطلب الأول,
فأزول كالشمس الزائلة.
أود لو أستطيع أن أجرّد ألوهيّتي من
غايتها,
لأنفخ أنفاس ميتوتتي في الفضاء,
فلا أكون فيما بعد.
ياليت لي أن أحترق وأمضي من
ذاكرة الزمان إلى فراغ الأزمان!
الإله الثاني:
إنني لست مغروراً بهذا المقدار
لأتمنى أن لا أكون.
فأنا لا أقدر أن أختار إلا أصعب
الطرق,
لأتتبع الفصول وأخضد شوكة السنين,
لأزرع البذور وأراقبها تنفذ إلى قلب
الأرض,
لأدعو الزهرة من مخبأها وأسلحها
بقوة لتحضن حياتها, ثم أعود فأقلعها
عندما تضحك العاصفة في الغابة,
لأنهض الانسان من الظلمة السرمديّة.
ولكنني أحفظ لجذوره حينها إلى
الأرض,
لأغرس فيه العطش للحياة, واجعل
الموت حامل أقدامه
لأعطيه المحبة النامية بالألم,
المتسامية بالشوق, المتزايدة بالحنين,
والمضمحلة بالعناق الأول,
لأمنطق لياليه بأحلام الأيام العلوية,
وأسكب في أيامه رؤى الليالي
المقدسة,
ثم أحكم على أيامه ولياليه بالممائلة
التي لا تتغير,
لأجعل خياله كالنسر على الجبل,
وأفكاره كعواصف البحار,
ثم أعطيه يداً بطيئة في الحكم,
وقدماً ثقيلة في التأمل,
لأمنحه مسرة ليترنم أمامنا, وكآبة
ليلتجئ إلينا,
ثم أجعله وضيعاً عندما تصرخ
الأرض في مجاعتها طالبة طعاماً,
لأرفع نفسه عالية فوق الجلد,
ليصير قادراً على مذاقه غدنا,
وأحفظ جسده يتمرّغ بالحمأة,
لكي لا يتناسى ذكر أمسه.
هكذا يليق بنا أن نحكم الإنسان إلى
منتهى الزمان,
مقيّدين النسمة التي تبدأ بصراخ أمه,
وتنتهي بنواح أولاده.
الإله
الأول:
إن قلبي يحترق عطشاً, بيد أنني لا
أريد أن أشرب دماً ضعيفاً لجنس
ضعيف.
لأن الكأس ملطخة. والعصير التي
فيها مر المذاق في فمي.
وأنا مثلك قد عجنت الطين وصنعت
منه أشكالاً متنفسة لم تلبث أن سقطت
من بين أصابعي إلى الآجام والتلال.
وأنا مثلك قد أنرت الأعماق المظلمة
لبداءة الحياة,
وراقبتها تزحف من الكهوف إلى
الأعالي الصخرية.
أنا مثلك قد أحضرت الربيع ووضعت
جماله,
ليكون غواية تقبض على الشباب
وترغمه على الإنتاج والتكاثر.
أنا مثلك قد سرت بالإنسان من مزار
إلى مزار.
وحولت مخافة الصماء من غير
المنظورات إلى إيمان مضطرب بنا
من غير أن يرانا أو يعرفنا
أنا مثلك قد جعلت العاصفة الهوجاء
على رأسه لينحني أمامنا.
وزعزعت الأرض تحت قدميه حتى
يصرخ إلينا.
ومثلك أثرت الأوقيانوس البربري
فطغى على عش جزيرته,
حتى مات في توسله إلينا,
كل هذا فعلته, وأكثر منه.
وكل ما فعلته فارغ باطل.
باطلة هي اليقظة وفارغ هو النوم.
وثلاث مرات باطل وفارغ هو الحلم.
الإله
الثاني:
إننا قد غرسنا الإنسان, كرمتنا.
وفلحنا الأرض في الضباب
الأرجواني للفجر الأول,
وراقبنا الأغصان النحيلة نامية,
وغذينا الأوراق الفتية على مر الأيام
والسنين التي لم تعرف الفصول,
وحصّـنـّا البراعم ضد العناصر
الغضوب,
وحرسنا الزهرة من اعتداء الأرواح
المظلمة.
والآن, وقد أخرجت كرمتنا عنبها,
فأنتم لا تحملونه إلى المعصرة لتملأوا
لأقداح.
فأيّـة أيدٍ أقدر من أيديكم ستجمع
الثمر؟
وأي مطلب أنبل من عطشكم ينتظر
الخمرة؟
فالإنسان طعام للآلهة.
ومجد الإنسان يبتدئ عندما تمتصّ
شفاه الآلهة المقدسة نسمته الهائمة
على غير هدى.
كل ماهو بشري لا قيمة له إذا ظلّ
بشرياً.
إن طهارة الأطفال, ووجد الشباب
اللذيذ,
وهوى الرجولة العزوم, وحكمة
الشيخوخة الناضجة,
إن مجد الملوك, ونصر المحاربين,
وشهوة الشعراء, وشرف الحاكمين
والقديسين,
كل هذه, وكل ما تحمله في ثناياها,
هو خبز الآلهة.
وهي لن تكون إلا خبزاً بغير بركة إذا
لم ترفعها الآلهة إلى أفواهها.
وكما أن حبة الحنطة الصمّاء تتحوّل
إلى أنشودة محبة عندما يبتلعها البلبل,
هكذا الانسان إذا كان خبزاً للآلهة
يتذوّق الألوهية. |
De la
Litterature d'Emigration Al-Sununu
LOS DIOSES DE LA TIERRA
GIBRAN JALIL GIBRAN
El primer
Dios
MI espíritu está
hastiado de todo cuanto existe. Y no extenderé mi mano para crear un Nuevo
mundo, aunque tampoco la alzaré para destruir el existente.
Si no fuera inmortal no viviría, porque el peso
de los siglos agobia mis hombros.
El murmullo del mar que no cesa barre los tesoros
de mi sueño.
Y ojalá pudiera cumplir mi anhelo ya expresado, y
hundrime en el ocaso como el sol.
Si posible me fuera privar a mi divinidad de la
bondad que le es consubstancial, soplaría mi hálito de muerte en el horizonte.
Y con ello yo mismo dejaría de exislir.
Ansío poder consumirme en el fuego y evadiéndome
de la memoria del tiempo huir hacia el vacío donde no existe el tiempo.
El
Segundo Dios
MI soberbia no llega hasta el límite de desear mi propio aniquilamiento.
Sólo puedo aspirar al camino más fragoso, para no
perturbar la sucesión de las estaciones y el natural ocurrir de los años, para
sembrar las simientes y velar que ellas penetren en lo más hondo del corazón de
la tierra, para llamar a la escóndida flor a que se fortalezca y viva, para que
así pueda tronchar la sonriente tempestad del bosque.
Necesito viir para elevar al hombre de las
misteriosas tinieblas en que yace sin que por esto pierda las raíces que
amorosamente lo atan a la tierra, para plantar en él la sed de vivir y hacer que
la muerte sea quien le ofrende las copas para beber.
Para darel el amor que se acrecienta en el dolor,
que se enaltece con el deseo, que aumenta con la ternura y que aumenta con la
ternura y que muere al contacto del primer abrazo.
Para atar sus noches a los ensueños gestaos en
los días sublimes, y verter en sus días las visiones de sus noches sagradas,
luego aprecio sus días y sus noches como una immutable similitude, para hacer de
su sombra un águila en la montaña, y de sus pensamientos tempestades del mar.
Y entrego al hombre el don de una mano que juzgue
lentamente, y un pie prudente para hollar con él el camino de la meditación, y
darle la alería que lo haga exultar ante nosotoros, y la tristeza para que
busque en nosotros su refugio, para que adopte una actitud humilde cuando la
tierra, en su hambre, clame pidiendo alimento para elevar su alma sobre la cima
de nuestro mañana, y conservar al hombre su cuerpo revolcándose en el cieno a
fin de que no pierda el recuerdo de su ayer.
Es asícomo los dioses debemos gobernar al hombre
hasta el fin de sus días, ya dejar constancia de la queja que surge con el grito
de su madre al darlo a luz y termina con los lamentos de
sus hijos, cuando exhalan el último suspiro.
El primer Dios
Mi corazón arde de
sed, pero no deseo saciarla con la débil sangre de un ser débil.
Porque la copa está maculada y el zumo que
contiene sabe amargo a mi boca.
Y Yo como Tú he moldeado la arcilla y la he
convertido en formas que respiran, que no tardaron en caer de mis manos
esparciéndose por las colinas y los collados.
Y Yo como Tú he llevado luz al profundo arcano de
los principios de la vida, y lo he observado extenderse desde las profundidades
de las cavernas hasta las más altas rocas.
Yo como Tú he traido la primavera y he moldeado
su hermosura, a fin de que atraiga a la juventud y la fuerce a producir y
multiplicarse.
Y Yo como Tú he trasladado al hombre de un lugar
a otro, y he transformado sus sórdidos temores por las cosas vivientes en fe
angustiosa en nosotros, los dioses, a quienes ni ve ni conoce.
Y Yo como Tú he hecho bramar la tempestad sobre
su cabeza para que, atemorizado, incline la cerviz ante nosotros.
Y he hecho que la tierra tiemble bajo sus pies
para que así clame a nosotros.
Y como Tú agité el bárbaro océano y lo lancé
sobre la isla en que el hombre vivía, hasta que éste murió suplicándonos.
Todo esto he hecho, y aun mucho más.
Pero todo ello es vacío y vanidad.
Vanidad es el despertar y vacuidad es el dormir y
tres veces vanidad y vacuidad es el soñar.
El
Segundo Dios
HEMOS plantado al hombre, él es
nuestra viña, y hemos labrado la tierra bajo el resplandor púrpura de la primera
aurora, y hemos velado por el crecimiento de sus débiles sarmientos,
Y hemos nutrido sus jóvenes hojas por días y por
años más allá de las estaciones.
Y hemos protegido sus capullos de las
inclemencias del tiempo, y hemos amparado las flores de los arteros ataques de
las almas crueles.
Y ahora que nuestra viña fructifica en sus vides,
vosotros no queréis exprimir sus zumo para llenar con él las copas.
? Pero qué mano puedhaber más poderosa que la
vuestra para cosechar su fruto?
? y qué sed puede haber más nobel que la vuestra
para beber su vino?
Pues el hombre es alimento de los dioses.
Y la gloria del hombre comienza cuando los
sagrados labios de los dioses absorben sus suspiros que vagan a la deriva.
Todo lo que es humano carece de valor en cuanto
humano:
El candor de la ninez, el exquisito sublime amor
de la juventud, la pasión resuelta de la edad adulta y la madura sabiduría de la
ancianidad, la gloria de los héroes y la victoria de los guerreros, la ansiedad
inextinguible de los poetas; y la honra de los monarcas y de los santos,
Todo esto y todo lo que ello encierra entre sus
pliegues es el pan de los dioses.
Y no sería sino pan sin bendecir si los dioses no
lo llevaran a sus labios.
De la misma manera que el silente grano de trigo
se transforma en melodía cuando el ruiseñor lo come, el hombre al ser devorado
por los dioses saborea parte de su divinidad.
|
WEBMASTER : AA-ALSAAD
|
This Web Site Programmed and
Written By ABD ALMASSIH JAMIL ALSAAD
..... Copyright 2003 (C) SCOPNET All
Rights Reserved
|
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)