مجلة السنونو (
العدد الرابع ) -
ملحق العدد الرابع
|
|||
اخبار من هنا وهناك ( زائري بيت
المغترب )
|
|||
لا ينظرونَ
وراءهمْ ليودِّعوا منفى ,
فان أمامهم منفى ,
لقد ألِفُوا الطريق
الدائريَّ ,
فلا أمامَ ولا وراء , ولا
شمالَ ولا جنوبَ .
" يهاجرون " من
السياج إلى
الحديقة . يتركون وصيَّة
في كل ِمْترٍ من
ِفناء البيت :
" لا
تتذكَّروا من بعدنا إلا الحياة "
محمود درويش
==============================================
زيارة
سفير البرازيل السيد ادواردو مونتيرو دو باروس روشو
تظل
حمص من بين كل المدن السورية هي الأبرز في تاريخ الاغتراب، لا سيما في عيون
أميركا اللاتينية التي احتضنت العدد الأكبر من أبنائها.. وعرفت ما عرفت فيهم من
طيب الشمائل وخصوبة الأيدي والعطاء والتفاعل والتعامل الذي أسهم في بناء حضارة
البلد المضيف.
"فحمص" هي أم الاغتراب الجني.. وعرفان جميلها في هذا المضمار لا يزال
يساكن ضمير الأوطان الحاضنة ليتفتّق منها عملاً ومبادرات.
ولعل زيارة سفير البرازيل الجديد في دمشق (الأستاذ ادواردو مونتيرو دي
باروس روشو) 12/5/2004... لها هي حلقة لامعة في سلسلة هذه المبادرات التقديرية في
تاريخ الاغتراب.. أو لعلها الترجمة الأفصح لمفهوم الهجرة اليوم من حيث هي ظاهرة
تمازج حضاري وتفاعل إنساني تجمع العالم في نقطة حب وفي بوتقة تعاون وعطاء.. قبل
أن تكون انفصاماً عن جذور.. أو مشروع تنكر وجفاء..
(12/5/2004) وفي الساعة الثانية عشرة كان موعد الزيارة، وفي دار محافظة
حمص رمز المدينة ودار عزّها كانت المحطة الأولى لها، حيث استقبل سيادة محافظ حمص
الأستاذ المهندس صبحي حميدة سيادة السفير الزائر بحضور فئة من رابطة أصدقاء
المغتربين.. معرفاً بحمص جغرافياً وتاريخياً اقتصادياً واجتماعياً وهجرة مثمرة
وعلاقات طيبة، مع المهجر البرازيلي خاصة،.. متوسماً المزيد من مخططات التلاقي
الودي المستقبلي بين البلدين على صعيد الصداقة وخدمة الإنسان.
وبعد تبادل الأحاديث والهدايا التعبيرية، تم التوجه إلى بيت القصيد: البيت الحمصي
الأهلي رمز حضور المهاجر في وطنه "بيت المغترب" حيث تم استقبال الزائر الكريم من
قبل رئيسة الرابطة السيدة نهاد شبوع ومجلس إدارتها وأعضائها الشرفيين والعاملين،
تشملهم جميعاً رعاية سيادة المطران جاورجيوس أبو زخم رئيس الطائفة الأرثوذكسية في
حمص.. كما كان في الاستقبال الوفد القادم من دمشق: القنصل الفخري العام للبرازيل
في السويداء ودرعا والقنيطرة الدكتور رفلة كردوس ورئيس المجلس الملي السرياني
الأرثوذكسي السيد حنا ويردي وعدد من الرعايا البرازيليين من أصل سوري.. مع عائدين
إلى الوطن من مختلف المهاجر.
وفي هذه المحطة الأهلية الحميمة، تم التعارف والتعرف بالبيت وأهله وأهدافه
واستُعرضت مواقف عطاء.. وآثار زائرين كرام وشهادات.. وذاكرة أهل مفارقين تجلوا
كلهم في شخص سعادة السفير الزائر، فراحت تعانقهم العيون وتحتضنهم القلوب.
وإذ يتعارض ضيق المكان في "بيت المغترب" مع سعة القلب والصدر، تتطلع
الرابطة نحو المكان الأرحب، بالقلب الأرحب، فتدعو الحضور إلى مائدة محبة أقيمت
على شرف سيادة السفير الزائر في فندق حمص الكبير.. وهناك نوهت الرابطة بمعنى هذه
الزيارة وأبعادها بكلمة فرح وشكر أدلت بها رئيستها السيدة نهاد شبوع جاء فيها:
كنا على يقين تام
بأن البرازيل البلدَ الطيبَ المضياف، بكل قطعِ قلوبنا فيه، سيكون أمامنا ماثلاً
بسيادة سفير البرازيل في دمشق الأستاذ (ادواردو مونتيرو دي باروس روشو) في زيارته
الغالية التي طالما هفت إليها قلوبنا واشتاقتها عيوننا ـ نحن الحمصيين ـ الذين
لهم مع الهجرة، إلى البرازيل، خاصة، حكايا وتاريخ.. تماماً كما كنت يا سيادة
السفير على يقين بأن حمص التي تزور الآن ستكون بلدك وأهلك.
إذن هل تسمح لي من
هذا الركن الأبوي: الحنون الذي لم يبرد له إلى الآن جمرُ حنين أن أقريك أن أقري
برازيلَ أهلنا فيك السلام.. وأن أعاينهم فيك واحداً واحداً أحياءً ـ يارعاهم الله
ـ لا يزالون على البيدر يزرعون.. أمواتاً ـ يا رحمهم الله ـ تماهوا في توأمة مع
تراب بيادركم جذورَ زيتونٍ مشرقيٍ مبارك.. وعروقَ رياحين عبّأت فضاءكم وفضاءنا
منّاً وسلوى وأرج حضارات..وذكريات؟
هل تسمح لي أن أرحب
بك عن حمص عن كل هذا الجمع المشتاق الهارعِ لاستقبالك بأذرعها وعلى رأسهم سيادةُ
المطران جاورجيوس أبو زخم ورعيل من مغتربين عائدين إلى قلبِ الوطن من مهاجرهم
رموزاً مضيئة لمّن ذكرت وبهم ذكّرت ....؟؟
سيادة السفير،
جئتنا مؤكداً
لأبناءِ حمصَ هنا، ولجالياتنا هناك تقديرَ البرازيلِ لهم مرة أخرى بعد مرات..
جئتنا معزّزاً ذاكرةَ عَلاقةٍ حميمة بيننا، آه لو تنهلُ الدولُ الحاملةُ اليوم
على عاتقها زمامَ أبوةِ العالم، من مدرستِها كما نهلت البرازيلُ وسورية..
هي علاقة بدأت
بزيارة دون بييدرو الثاني لشرقنا في القرن قبل الماضي ( 1876 ) ولم ولن تنتهي
بزيارة رئيس جمهوريتكم الحالي (دون لويس ايناسيو لولا دا سيلفيا) قبل أشهر قليلة
لقطرنا.
جئتنا صديقاً شعبياً
لشريحة شعبية هي (رابطة أصدقاء المغتربين) العاملةُ على شد المهاجر إلى وطنه
واعتبار المهجر امتداداً للوطن الأم المنطلقة من دساتيرنا ودساتيركم السمحاء، ومن
توجيهات أشواقِنا وأشواقِ مهاجرينا الأوفياء، رابطةٌ طالما عرفتها سفارتكم،
وطالما أعجبت بأهدافها الواصلة بين الضفتين، ولعل وسامَ (ريو برانكو من رتبة
فارس) المهدى إليها بمرسوم من جمهوريتكم الزاهرة.. أكبرُ عنوانٍ لهذا التشجيع
والإعجاب.
وها زيارتُكُمُ
اليومَ لحمص وسامٌ ثانٍ يعزّز الأول، ويذكرّنا أبداً بأن لنا مع مهاجرينا وطنين:
وطنَ إقامة ووطن مهاجرَة، من الأول لنا الدم.. ومن الثاني لنا القلب.. ومن الدم
والقلب لنا الحياة!!
أيها القادم إلينا
بكل هذه المعاني على أجنحة الولاء والوفاء سلاماً وعهداً بأن نكون بالوطنين
الوسامين جديرين وأهلاً وسهلاً في بلدك وبين أهلك وأحبابك.
نهاد شبوع عن الرابطة 12/5/2004
تلا ذلك ردّ محبب من سيادة السفير أشاد فيه بحمص وبالهجرة السورية عامة
والحمصية خاصة مشيراً إلى دورها في تعزيز اقتصاد البرازيل وبناء حضارتها وشاكراً
للرابطة وللأصدقاء المشاركين حسن الاستقبال وكرم الضيافة وحرارة الوداد وصدق
المحبة.. معاهداً بأن يكون صوت الوطن السوري في البرازيل.. كما هو صوت الوطن
البرازيلي في سورية البلد الشامخ الأصيل، وواعداً بزيارات أخرى تتكرر.
كان مسك الختام كلمة سيادة المطران جاورجيوس أبو زخم الأبوية التي نمّت
عن عمق رسالة المحبة التي وكلت إليه بها السماء.. والتي رآها تتجسد اليوم في هذا
اللقاء الجامع الذي أتاحته "رابطة أصدقاء المغتربين" مجمعة الشمل وبانية الجسور
بين الضفاف وصولاً إلى الجوهر الأسمى في بناء الحياة: المحبة وتماهي الإنسان
بأخيه الإنسان على هذه الأرض.. في ذات واحدة..
وبالفرح والشكران مضت هنيهات حبيبة وددنا لو أنها لا تمضي.. وهيههات..!!
السنـونو)
* نبذة عن حياة السفير
المعطيات الشخصية
ولد في ريو دي جانيرو، بتاريخ 11 شباط 1944، أسم والده إدواردو كارلوس
مونتيرو دي باروس روشو وأسم والدته ايلوييزا الفس روشو.
التأهيل العلمي
ـ دراسات عليا في الأدب الفرنسي
ACFB،
ريو دي جانيرو.
ـ دروس في التطور الجامعي حول برامج التطوير الاقتصادي في البرازيل"
PUG
، ريو دي جانيرو.
ـ دروس في التحديث الفني في الاستيراد والتصدير
ICJ
، ريو دي جانيرو.
ـ دروس في التطبيق الدبلوماسي والقنصلي/ ريو برانكو.
ـ دورة دراسات حول السياسة الدولية
ESG
.
ـ دروس في
SICTEX
حول تدريب مدراء الأقسام العلمية والفنية لــدى البعثـــات
الدبلوماسية في الخارج، برازيليا.
ـ دبلوم كفاءة في اللغة الألمانية ـ معهد غوته لبرلين، ميتلستوف.
ـ دروس في إدارة الشركات العامة، مدرسة بين الأميركات حول الإدارة
العامة لمؤسسة جيتوليا فارغاس، اسونسون/براغواي.
ملخص المناصب والمهمات
- شغل عدة مناصب في بلده البرازيل من سكرتير إلى مستشار فوزير من الدرجة
الثانية إلى مدير أقسام وروابط.
- وأسندت إليه مهام ديبلوماسية عدة في كل من بون وبكين وباراغوي ومكسيكـو
وكندا وميونيخ.
- شارك في عدة مؤتمرات، وكان على رأس أكثر من وفد للتباحث وعقد المعاهدات.
_ وهو يشغل اليوم مهمة سفير البرازيل في سورية.
2- زيارة الدكتور رغيد نحاس رئيس تحرير مجلة "كلمات" إلى حمص
في
مساء ربيعي من أماسي حمص الجميلة وبحضور لفيف من الأدباء والمثقفين والرابطيين حل
ضيفا عزيزا على رابطة أصدقاء المغتربين الدكتور والأديب المهجري رغيد النحاس صاحب
مجلة كلمات التي غدت بعد سنوات قليلة من تأسيسها علامة مميزة في دنيا الاغتراب،
مدت جسورها للأدباء والمثقفين في الغرب والشرق، وحملت راية إحياء اللغة العربية بعد
أن أوشكت أن تصبح غريبة الوجه واليد واللسان في العصر المتعولم اليوم.
في بداية الأمسية التي أرادت لها رابطة أصدقاء المغتربين أن تكون
احتفائية بوجه بارز من وجوه الثقافة العربية في استراليا وغيرها من بلاد الاغتراب،
رحبت الأديبة نهاد شبوع رئيسة الرابطة بالحضور بالمحتفى به وبزوجته السيدة نجاة
نحاس، وتحدثت عن المهمة الثقافية الكبيرة التي تقوم بها مجلة كلمات في هذا العصر
المتصحر، إذ تعمل على تبادل الثقافات بين الشرق والغرب والشمال والجنوب، وأشارت إلى
أن كلمات هي امتداد للصحافة المهجرية التي لعبت في ا لماضي دورا رائدا في الحفاظ
على اللغة العربية بين أبناء أجيال الجاليات العربية هناك، ثم تحدث المحتفى به
فقال بعد أن رحب بالحضور أن مجلة كلمات ليست اغترابية أنها مجلة أدبية فكرية تتوجه
إلى العالم المتكلم بلغات عدة،وأضاف إن الهدف الأساسي من كلمات الاحتفاء بجمالية
الكلمة ورسالتها وتواصلها، لانه لا يجوز أن يكون الشيء جميلا فحسب ـ كما قال ـ بل
يجب أن يكون هناك تواصل، وأوضح د.نحاس أن مجلته ليست موجهة لجالية أو فئة محددة وان
كانت تبدو فئوية بمعنى الاهتمام بالكتابة الراقية، وكلمات بهذا المعنى لا تنشر
للمعروفين والمشاهير من الكتاب فحسب، بل على العكس رحبت ولا تزال ترحب بنصوص لكتاب
غير معروفين حتى في أوطانهم، المعيار الأساسي أن يكون النص إبداعيا وخلاقا، وبعد أن
أنهى د . نحاس كلمته دار حوار مع الحضور حول طبيعة مجلة كلمات ولمن تتوجه وواقع
الجالية السورية في استراليا وضرورة إيجاد مؤسسات تبنى الفعل الثقافي في الوطن
العربي.
ثم
انتقل الحضور إلى مطعم الآغا لتناول طعام المحبة على مائدة المحبة، كما أسمتها
الأديبة نهاد شبوع وهناك عاش الحضور في مشاعر شرقية أضفت على السهرة أجواء ممتعة لا
تنسى .
خالد عواد الأحمدالسهرة في مطعم الآغا... خواطر.. وانطباعات
أمامي كأسُ العرق. وإلى جانبي من يحبُّني وأُحبُّه. هذا الصوتُ الأَوَّلُ
الذي يخاطبني من وراء البحار. صوتُ وطنٍ. صوت كلمة من "كلمات". كلمةٌ اجتمعتْ
بكلمةٍ. الكلمة التي انتهتْ بها الجملة الأُولى السابقة هي صوتُ الكلمة. نسغُ
الكلمة الأُنثى... صوتُ المرأَةِ الحاضرِ الناطق بالجمالِ والتواضعِ والمحبَّة.
ـ هل أنت راضٍ ؟
أَنا رغيدٌ باحتفائي بالوردِ بعطرهِ بحديثهِ.. بأَقماره التي تُغنِّي...!
ـ ما انطباعُك عن السَّهرة ؟
كأَنَّك تسأَلني عن انطباعِ القمر المقترنِ بالزُّهرةِ. شاهدتُهُ ذاتَ غسقٍ فوقَ
قاسيون، فأَعطاني ديواني الأَوَّلَ... من كتبَ قصيدة: مِنْ قاسيونَ أُطلُّ يا وطني
فأَرى دمشقَ تعانقُ السُّحُبَ؟ الجواب عند الأَديب بطرس عنداري... هو شاعرُ:
مجدليَّة ـ لا دُرَّ في الصَّدفِ ـ وقد رفضَ مغادرة العراق للعلاج... فكانتِ
النهاية فوق أَرض العراقينِ... خليل خوري ـ خليل حــاوي ـ أَمل دُنقــل ـ
السيَّاب
ـ عبد الباسط الصوفيِّ ـ عبد السلام عيون السُّود...
وَحَّدَهُمُ الموتُ وهيَّأَهم للولادة الثانية لأَنَّهم كتبوا لنا
الكلمات... وهي في الأَثير... وهــي لا تفنى...
آدم كلمة. حوَّاءُ كلمة. والبشريَّةُ أَتَتْ من اقتران كلمتين في ليلة
حبٍّ، كهذه الليلة. ونترك ألف ليلة لشهرزادَ... كي تسردَ الكلامَ المباحَ!
كيف ابتدأَتْ رحلة الغوصِ، وكيف انتهتْ، لست أَدري من قامَ بها، إنَّما
بعد العودة إلى السَّطحِ قرأْتُ:
"عِشْ أَلقاً،
وابتكرْ قصيدةً وامْضِ
زِدْ سعة الأَرضِ"
(أدونيس)
حتَّى تتَّسعَ للأَطيارِ والأَصواتِ والورودِ من كلِّ لونٍ...
تواضعْ يا قلمي وصوتي وحبري بمحبَّةٍ وكبرياء واكتبْ بعض الانطباعاتِ عن
السَّهرة الورديَّةِ كي ترضى الزُّهرةُ المشعَّةُ في شفقينٍ: شفقِ الوطنِ وشفقِ
الاغتراب.
أُكتبْ أَيُّها الجنديُّ المجهولُ واكملْ إِبداعَكَ بالعطرِ والمطرِ...
لقد ودَّعتَ شمساً وقمراً؛ قِفْ أَمام أَقماركَ خاشعاً لجلالها وبهائها وصوتِ
نورها... أَلم تُؤمنْ بقدسيَّة الحرفِ والجسرِ؟ أَما أَحببتَ "البيتَ" وبُناتهُ
وساكنيهِ؟ يا عابراً مصرَ، مستوطناً لبنانَ، بانياً صرحَها، مهاجراً منها من
خاصرتها عادناً في سوريَّة شارباً ميماسَها... أَقسمتَ ألاَّ تُلقيَ حجراً في
ينبوعٍ شربتُ منهُ رُواءَ الماءِ والجمال واخضرار السنابلِ التي أَعطتْ رغيفَ
القمحِ، معجوناً بملحِ البحر والصبرِ..
وها أَنتَ شربتَ أَنخابَ الشمسِ من كرمتها.. فاكتبْ بحبركَ: " كلُّ طير
قَلَمْ " !.
الشاعر يوسف الحاج
|
|||
|
WEBMASTER : AA-ALSAAD
|
This Web Site Programmed and
Written By ABD ALMASSIH JAMIL ALSAAD
..... Copyright 2003 (C) SCOPNET All
Rights Reserved
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق