مجلة السنونو (
العدد الرابع ) -
ضيوف السنونو عبر التاريخ
|
|||
نسيب عريضة حاورهما في نيويورك عام 1916 ولم ينشرالحوارين
في كتاب كان مرتقباً (
جان داية عن جريدة الحياة )
|
|||
في تشرين الثاني (نوفمبر) 1916،
التقي جبران وميخائيل نعيمة وعبدالمسيح حداد وسواهم من أعضاء الرابطة القلمية في
منزل الشاعر نسيب عريضة المشرف على الهدسن من أحد مرتفعات نيويورك. كان موضوع
اللقاء تأسيس مجلة الفنون العتيدة التي غدت منبراً للرابطة القلمية في مرحلتها
الأولى، كما كانت جريدة السائح في المرحلة الثانية من حياة تلك الجمعية الأدبية
النيويوركية الشهيرة.
لكن
صاحب الفنون الشاعر نسيب عريضة أستغل المناسبة، فأجرى مقابلة مع عميد الرابطة جبران
خليل جبران ومع أحد أبرز أركانها ميخائيل نعيمة، ربما لنشرهما في مجلته العتيدة.
ومع أن شيخ الصحافيين الشوام في مصر سليم سركيس كان دشّن المقابلات الصحافية التي
سماها مفاوضات حينذاك في مجلته مرآة الحسناء الصادرة في التسعينات من القرن التاسع
عشر، فإن عدم رواج هذا اللون في الصحافة العربية، حال دون نشر المقابلتين المهمتين
والطريفتين في الفنون. ولعل فرادة المقابلة في الدوريات العربية آنذاك من ناحية
الأجوبة المختصرة والشخصية كان يقتصر بعضها على كلمة واحدة هي التي غيّبت
المحاورتين الأدبيتين الجميلتين عن صفحات الفنون.
تميّزت
مقابلة جبران بالشمول والاختصار وكثرة الأسئلة والأجوبة وتمحورت على الجانب الشخصي
وحملت الكثير من العفوية. ولم تخل من مفاجآت كأن يضع الفنان الشرقي المجهول الذي
غنّى النهوند إلى جانب مبدع السمفونية التاسعة بيتهوفن. وتبرز في أكثر من جوانب
نزعة جبران الريفية البشراوية: حبّه للسنديانة وبخور مريم ورائحة الحطب في الموقد.
وفي
المقابلة مع نعيمة، نجد القليل من نقاط الأتفاق مع جبران من مثل تفضيله جبل لبنان
للعيش فيه، والكثير من نقاط الاختلاف. فهو يفضّل أسم ليلى لا سلمى، ويتمنى أن يكون
أفلاطون لو لم يكن ميخائيل نعيمة، ويحبّ الفجر واللون اللازوردي والألماس. وتعكس
بعض أجوبته أفكاره ونفسيته التي برزت في ما بعد، خصوصاً ميله إلى الفلسفات الهندية
وعشقه لجبل صنين وانشداده إلى الأدب الروسي.
وهنا
النص الكامل للمقابلتين اللتين يحلو لنسيب عريضة تسميتهما بـ الاعترافين نقلاً عن
دفتره الخاص المحفوظ في أرشيف جريدة الهدى النيويوركية لمؤسسها نعوم مكرزل.
وأطرف
ما يميّز هذين الحوارين أنهما أجريا على طريقة الاستجواب السريع الذي لا يدع لمن
توجّه إليه الأسئلة أن يفكر طويلاً بالأجوبة.
وقد
يلقى هذان الحواران أضواء على فكر جبران وفكر نعيمة وعلى الأختلاف الواضح بينهما.
ميخائيل نعيمة: أود أن أعود في القرن الثاني والعشرين
نسيب عريضة: أي الألوان أحب إليك؟ -
ميخائيل نعيمة: اللازوردي.
س- وأي الأزهار تهوى؟ -
ج- الزنبق.
س- ماذا تود من الأشجار؟ -
ج- الأرز.
س-
ومن محاسن الطبيعة؟ -
ج- البحر الهائج والجبال الشامخة والأودية العميقة.
س- أي ساعات النهار أحب إليك؟ -
ج- الفجر.
س- وأي الفصول تؤثر؟ -
ج- الربيع.
س- ما أشهى الروائح إلى قلبك؟ -
ج- رائحة بنفسج صنين.
س- وماذا تؤثر من الجواهر؟ -
ج- الألماس.
س- ومن أنواع الجمال؟ -
ج- الجمال السوري.
س- أي الأسماء أحب إليك؟ -
ج- ليلى.
س- من تفضل من الموسيقيين؟ -
ج- فاغنر وتشايكوفسكي ومندلسن.
س- وما أفضل التماثيل في نظرك؟ -
ج- تمثال المسيح لانتكولسكي.
س- ومن تؤثر من الشعراء؟ -
ج- بوشكين وتنيسون وسوينبرن.
س- ومن الناثرين؟ -
ج- تورغينيف ودوستويفسكي وهيغو.
س- من يشوقك من أبطال الروايات؟ -
ج- ايديوت في إحدى روايات دوستويفسكي. و
دزدمونا في أوتلو.
س- في أي عصر تود أن تولد لو خيرت؟ -
ج- في القرن العشرين وأود أن أعود في
القرن الثاني والعشرين.
س- أين تريد أن تعيش؟ -
ج- في لبنان.
س- أي الأخلاق تهوى في الرجل؟ -
ج- الشهامة.
س- وفي المرأة ؟ -
ج- الصدق.
س- وأيهما تكره في كليهما؟ -
ج- الرياء.
س- لو لم تكن أنت ميخائيل نعيمة فمن تود أن تكون؟
- ج- أفلاطون.
س- ما رأيك في السعادة؟ -
ج- أن أجعل غيري سعيداً.
س- ما رأيك في الشقاء؟ -
ج- عظة يفهمها الحكيم ويتذمر منها الجاهل.
س- بماذا أنت ممتاز على ظنك؟ -
ج- بالتفاني في سبيل ما أحسبه حقاً.
س- ما هو أشرف ميل طبيعي؟ -
ج- الحب.
س- ما هي ألطف الكلمات؟ -
ج- أخي.
س- ما هو غرضك في الحياة؟ -
ج- أن أكتسب اختباراً ليزيد نفعي لنفسي
وللغير.
س- من تحب من أبطال التاريخ؟ -
ج- بوذا.
س- ومن بطلاته؟ -
ج- هباسيا.
س- أي الكتب تؤثر؟ -
ج- الإنجيل.
--------------------------------------------------------------------------
ميخائيل
نعيمه عن جريدة الحياة
جبران:
أحب رائحة العود العتيق في النار
نسيب
عريضة: ماذا تحب من الألوان؟ -
جبران: أحب كل الألوان إذا كانت بثقل وماهية واحدة لأني مصور يحنو على ألوانه حنو
الوالد على أولاده.
س- وماذا تود من الأزهار؟ -
ج- بخور مريم لأنها زهرة لبنانية.
س- ومن الأشجار؟ -
ج- السنديانة.
س- أي محاسن الطبيعة أحب إليك؟ -
ج- الجبل.
س- وأي ساعات النهار تؤثر على سواها؟ -
ج- المساء.
س- وماذا تحب من الفصول؟ -
ج- الخريف.
س- ومن الروائح؟ -
ج- رائحة العود العتيق في النار.
س- ومن الجواهر؟ -
ج- الياقوت.
س- وأي نوع من الجمال تؤثر؟ -
ج- الجمال لا يتنوع. وكل نوع إذا تم فيه
التآلف في الخطوط والألوان أصبح كاملاً. ولكن الجمال هو سر يتطاير بين عيني الناظر
وشخصية المنظور إليه فيصعب تحديده.
س- أي الأسماء أحب إليك؟ -
- سلمى.
س- من تفضل من الموسيقيين؟ -
ج- الرجل غير المعروف الذي غنى النهاوند،
وبتهوفن. وان شئت ثالثاً فقل تشايكوفسكي الروسي.
س- وأي التماثيل هي الأحسن في رأيك؟ -
ج- ما نحته ميكل أنجلو.
س- ومن تحب من الشعراء؟ -
ج- شكسبير والمتنبي ومجنون ليلى وأبا
نواس، وكلهم مجانين.
س- ومن الثائرين؟ -
ج- ابن خلدون كمفكر، ونيتشه كخيالي، وتورغينيف
كمصور.
س- ومن تفضل من أبطال الروايات؟ -
ج- هاملت وبروس وفرنكا دي راميني.
س- في أي عصر تود أن تخلق؟ -
ج- في العصر الحاضر لأن فيه كل ما أبقته
العصور الخالية.
س- أين تؤثر أن تعيش؟ -
ج- في لبنان.
س- أي الأخلاق تفضل في الرجل؟ -
ج- الصدق.
س- وفي المرأة؟ -
ج- العفة.
س- وأيهما تكره في كليهما؟ -
ج- الكذب في الأول والابتذال في الثانية.
س- لو لم تكن أنت جبران فمن تريد أن تكون؟ -
ج- جبران خليل جبران.
س- ما رأيك في السعادة؟ -
ج- ظل لا يدوم وحلم بين يقظة ويقظة.
س- وما رأيك في الشقاء؟ -
ج- مرآة تعكس للناظر إليها أفضل ما فيه.
س- بماذا أنت ممتاز؟ -
ج- بالإخلاص.
س- ما هو أشرف ميل طبيعي فيك؟ -
ج- كل ميل شريف إذا كان طبيعياً.
س- ما هي ألطف الكلمات؟ -
ج- الحب، والطبيعة، والله.
س- وما أقساها؟ -
ج- الفقر والظلم والجهالة.
س- ما هو غرضك في الحياة؟ -
ج- العمل ثم العمل ثم العمل.
س- من تحب في التاريخ؟ -
ج- النبي محمداً.
س- ومن بطلاته؟ -
ج- زنوبيا وجان دارك.
س- أي الكتب المفضلة لديك مطالعتها؟ -
ج- سفر أيوب وماكبث والملك لير.
--------------------------------------------------------------------- جبران
خليل جبران - عن جريدة
الحياة
|
|||
|
WEBMASTER : AA-ALSAAD
|
This Web Site Programmed and
Written By ABD ALMASSIH JAMIL ALSAAD
..... Copyright 2003 (C) SCOPNET All
Rights Reserved
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق