مجلة السنونو (
العدد الثامن ) -
شعر محلي
|
الطريق
إلى الجلجلة
( شعر: أنيس فرج )
|
الطريق إلى الجلجلة
شعر: أنيس فرج
لا ترتحلْ نحو الغمامْ
لا تستبحْ سرّ الطفولة
أو تعود إلى اليمامْ
دعْها تنام على سرير
الموت حالمةً بزهرٍ من حجرْ
يكفيكَ هذا الحزنُ
يسحلُ ما تبقّى من نثار فؤادك المضنى
لا توقظ الأشباح في
ماضٍ تعفّن واندثرْ
أعرضْ عن الطفل الذي
مازال يبكي في حشاكْ
ابصقْ على ماضٍ يحاصرُ
عمرك المذبوحَ, يهتك ليلكَ الصادي إلى دفء القمرْ
هدهدْ عذابكَ لم يعدْ
في الأفق ما يغري, ونبتكَ مذ ولدتَ بلا مطرْ
* * * *
عبثاً رحيلكَ في متاه
الذكرياتْ
عبثاً تجيء بومضةٍ من
دربِ ماضيكَ المدمّى
فأبوك منذ تشققت عيناك
ماتَ وأمّكَ الكسلى
ما قبّلتْ عينيكَ تلك
القبلة الأولى ولا
مسحَتْ دموعك في
الليالي النائحاتْ
لم تحتضن خدّيك في
ليلٍ بهيميّ ولم تقرأ صلاة
حملتكَ لا وهناً على
وهنٍ كما الأطفالُ في أصقاع هذي الأرض
لفظتك فوق الموج ثمّ
تباعدتْ قرفاً وغابت في الشعابْ
تركتك زنبقة تطوّحها
العواصفُ والرمالْ
تركتكَ في عشٍّ من
الأحزان تحضنك العواسجُ والحِرابْ
رعبٌ على رعبٍ يُحطّم
صدرك الواهي
غولٌ يُباغت ليلك
الملتاع, ينهش ما تبقّى من أمانيك العِذابْ
لعقوا دماءكَ كالذئابْ
حتّى إذا اكتمل
احتضارك زغردوا
رقصوا على أشلائكَ
الظمأى
وصلّوا لاكتمال
المرحلةْ
* * * *
يا أيها الولدُ
الغريبْ
يا أيُّها الثمرُ
العجيبْ
سنةٌ على سنةٍ وأنت
بلا صباحْ
سنةٌ على سنةٍ تمزّقكَ
الرياحْ
يا أيها المسجون في
قاع الفجيعةْ
شحّت قناديل الحياة
ومتَّ أنتَ مع الجراحْ
* * * *
يا أيها القلبُ الذي
خذلوه منذُ تبرعم الأشياءْ
يا أيها الطّيرُ
المسافرُ في الهجيرْ
مترنِّحاً بين الخناجر
والدماءْ
ها أنتَ في الطرف
الأخيرْ
ها أنتَ مرتعشاً تسيرْ
يكفيكَ هذا الحلمُ
بالجزر البعيدة والجديدة والسواقي النائياتْ
يكفيكَ ما حملتْ
ضلوعكَ من تباريح الوداعْ
من ذا يُعيدُ
الأغنياتِ يردّ زهرَ الأقحوانِ, براعِمَ الأملِ المندّى؟
من ذا يردّ الفجر
أحلامَ المساءْ؟
ماتتْ أغاريدُ الربيعِ
ومتَّ أنتَ مع الشِّتاءْ
* * * *
يا أيُّها الطفل
المكفَّنُ بالهزيمةْ
دعْ عنكَ وهمكَ
واحتملْ كَفَنكْ
ما كانَ كانَ ولن يعود
الماءُ للينبوع أو يرتدَّ ظلُّكَ في مراياكَ القديمةْ
ما كانَ كانَ وكلُّ
مراكبِ الفرحِ البريء تكسَّرتْ
كلُّ الضفافِ تباعدتْ
فإلامَ تبحر نحو أحضان
السرابْ
ما كانَ كانَ وزائفٌ
كلُّ الطَّريقْ
فاحمل صليبكَ وانطلقْ
مزِّق شراعكَ واحترِقْ
أغلقْ شبابيكَ الرجاءْ
حطِّمْ مصابيح الرحيلْ
وادخلْ سريعاً في
منافي الصمتِ والموتِ النبيلْ
هذا أوانُ الانكسارْ
هذا أوان الاحتضارْ
سقطت نجوم الليل
وانطفأ المنارْ
|
WEBMASTER : AA-ALSAAD
|
This Web Site Programmed and
Written By ABD ALMASSIH JAMIL ALSAAD
..... Copyright 2003 (C) SCOPNET All
Rights Reserved
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق