مجلة السنونو (
العدد الثامن ) -
شؤون البيت
|
ملحق 4 -
( نوافـــذ )
|
شــؤون البيــت
ملحق يهتم بشؤون بيت المغترب وأخبار رابطة أصدقاء المغتربين في حمـــــص
أعطنا يا حبُّ, فيضَكَ كُلَّه لنخوض
حرب العاطفييّنَ الشريفةَ, فالمُناخُ ملائمٌ ,
والشمسُ تشحذُ في الصباحِ سلاحنا,
يا حُبُّ! لا هدفٌ لنا إلا الهزيمة في
حروبك ... فانتصر أنتَ انتصر, واسمعْ
مديحكَ من ضحاياكَ : انتصر! سَلِمَتْ
يداك ! وَعُدْ إلينا خاسرين... وسالما ً!
محمود درويش
(نوافـذ)
لنا من
آرائك.. وآرائه.. وآرائنا ـ أيها القارئ العزيز مقيماً ومغترباً ـ نوافذ قد
تؤول إلى ضياء التحليل والتحقيق.. والتعبئة.. والتبشير.. ومناقشة ما لا يجوز
السكوت عن مناقشته.. والكشف عن خلفيات معتمة.. واستشراف ما قد يكون حلاً
وقراراً في شؤون اغتراب يأكل من لحمنا ويشرب من دمنا..!!
وكي لا يأخذَك الحياد المريح ـ لكنه البليد ـ إلى الانعزال
فالاستقالة من دورك الإنساني مشاركاً في البناء والرسالة.. يفتح لك "السنونو"
"نوافذ" منها تعتق أنوارك وانسامك ورحيق قلبك في فضاء شعورٍ بأنك واحد خلاّق في
خلية الحياة والبناء للغد المنقذ..!!
* *
*
كمشة ضحك
بقلم الإعلامية ريما صيرفي
إني ممن يدفعون
كلّ ما في الجيب مقابل جلسة ضحك برفقة أناسٍ يتعاملون مع فنّ الدعابة بقلبٍ
مفتوح وعقلٍ واعٍ يدرك بأنّ ملعقة من الضحك الذكي على الريق يوميّاً يُبعدُ
عنّا أمراض العصر, لاسيّما السترس والإحباط.
كما أنني أدفع كلّ
ما في الجيب لأفهم ماذا يدور عادةً في رأس أناسٍ يعبسون في وجهك, وفي وجه الضحك
ككلّ, وينكمشون على ذاتهم وكأنّ شبح المزاح سوف يجتاحهم ويعرّيهم من ثوب الوقار
والرصانة والتزمّت الأبله...!
هؤلاء القوم
اللاضاحكون, (كما أحبُّ أن أسمّيهم), إن أنت ضحكتَ لهم أو ضحكتَ في وجههم,
(لأنك محترفُ ضحك اجتماعي بالأساس), فإنهم يهمدرون ويبربرون, ويتلون عليك
أمثالاً "من التراث" حول القنوط واليأس, ومشاكل الشغل, وسنَّة الحياة, والأولاد
والأحفاد..., ويُتحفونك بقدر مقتدر من النظريّات الرّمادية الباهتة واليابسة,
والمستقاة من طباعهم الحامضة التي "عششت" في رؤوسهم الصلبة, ونفوسهم المتصلّبة,
وجفونهم المرتخية, وجيوب ستراتهم البالية وبنطلوناتهم المتعفّنة, وعششت تلك
النظريات أيضاً في أدراج مكاتبهم ونعال أحذيتهم, وفي أطراف أصابع أرجلهم!!
وهؤلاء القوم
المهترئون من صدأ "التكشيرة" المزمنة, تزورهم أحياناً وأنت فخور بأنك إنسان
حضاري "مبسوط", وواثق من أنّ كمّية الفرح والطرافة التي في داخلك "تزحزح" جبلاً
من مكانه...
تزورهم, وفي جيبك
أغلى هدية في هذا العصر: كمشة ضحك لملمتها من جدران وجدانك, ومن مخيّلتك الخصبة
والمنفتحة على كلّ آفاق الحبور والسرور... فيستقبلونك بحاجبين مقطّبين, وبشفتين
مزمومتين, ويمتنعون حتى عن التبسّم في وجهك, فيتنهّدون تنهيدة كهلة, ويسمعونك
صوتهم اليائس والبائس بنغمة كالحة مالحة مكفهرّة, قائلين: "ولشو الضحك"؟!
فتبتسم لهم ابتسامة معنويّة طيّبة, تكشف عن صفّيْ لولي (نسبة إلى اللؤلؤ..),
وتقول: "إن الضحك مش لشي, إنّه فقط للضحك, لإطالة العمر, لبناء أولى جسور
الاستلطاف بين البشر. إن الضحك وُجد لنكون أجمل, وأرقى وأذكى...".
وإن كنتم تسألوني
لماذا نعيد الكرّة ونعاود زيارة هؤلاء القوم الرافضين لفلسفة الضحك ولفنّ
الظرف, فإني أجيبكم مبرّرة بأنّهم من دوننا في حياتهم, يتحوّلون إلى صحارى
قاحلة لا ينبت فيها سوى الصبّار الذي "وجهه لا يضحك إلا للرغيف السخن!", فنحن
بزيارتنا إلى هؤلاء يكون أجرنا كبيراً عند ربّنا!!..
حمص خارج الزمن بتوقيت "كرجية الحداد"
بقلم:
بهيج وردة
"لقد كسروها
وباعوها خردة" يقول سائق التاكسي لـ ( شعلان).
آخر يقول هازئاً: "تخيل لقد باعوا الساعة، وسيأتي يوم لن تجد هذا البناء حتى
"مشيراً بيده إلى البناء الحجري الأبيض الموشى بالأسود، الذي يحمل ساعة كرجية
حداد, المتعارف عليها في حمص بـ ( الساعة الجديدة). (شعلان) ضاق ذرعاً
بالشائعات، التي يتفنن سائقو التاكسي في تداولها مع ركابهم، ترك أسرته لتذهب
إلى البحر يوم الجمعة الماضي، ومضى ليركّب مينا الساعة وعقاربها التي يحبّ،
موقفاً عقربيها على
ال
(12) تماماً، فهو الخبير الجديد الذي تعاقدت معه بلدية حمص لصيانة الساعة، بعد
وفاة والده (عبد الله كيشي) الخبير السابق، المجدّد و المطوّر لها.
الساعة المتوضعة أمام دار الحكومة, تحمل اسم المغتربة (كرجية حداد), التي زارت
سوريا عام 1951 برفقة وزير سوريا المفوض في البرازيل الشاعر (عمر أبو ريشة),
وتبرعت بكامل تكاليفها التي وصلت إلى 100 ألف ليرة, لبناء ساعة تضبط إيقاع
مدينتها, فتم تدشينها في 14 آب 1964, كما هو منقوش في اللوحة الحجرية التي
تحمل اسمها وصورتها الموجودة على إحدى وجوه الساعة مربعة الشكل, التي وضع
تصميمها المهندس (عمر مالك), حيث بلغ ارتفاعها 16.56 متراً,
أما المواصفات الفنية الأخرى, فيقول شعلان عنها: "طول عقرب الدقائق 90 سم,
وعقرب الساعات حوالي 70 سم, أما قطر مينا الساعة فبلغ 2.4 متراً".
الساعة الجديدة كانت ضحية لشغب الملاعب
-برغم
بعدها عن ملعب المدينة- إلا أن بعض الغوغائيين قام بكسر بابها، وقطع أسلاك
التغذية عنها، فزادوا على هرمها الذي فرضت السنين ثقله على أدائها، مما استدعى
إسعافها إلى طبيبها الذي يعالجها حالياً، و يقوم بترميم ماكيناتها المرهقة من
أثر الأعوام الطويلة التي مرت عليها والذي يقول: "ماكينات الساعة لازالت نفسها
منذ افتتاحها عام64، حيث نقوم بصيانتها وإصلاحها يدوياً"
إضافة إلى هذا، فقد قام مع والده بتطوير الساعة عما كانت عليه، حيث تم تحويلها
من ميكانيكية إلى نصف الكترونية، من خلال استخدام النبضات الكهربائية بدلاً
من استخدم البندول في ضبط توقيتها, وقام بوصل بطارية قابلة للشحن تستمر في
عملها لمدة ثلاثة أيام، في حال انقطاع التيار الكهربائي، حيث يضيف: "أيضاً
قمنا بإضاءة الساعة من الداخل, دون أن يؤثر هذا على شكلها الخارجي، وأضفنا لها
جرساً ليدق كل ربع ساعة, بنغمة ساعة بيغ بين الشهيرة"، أما المشقة الكبيرة التي
يتكبدها في تصنيع قطع غيار للساعة, فيراها شعلان متعة لا يضاهيها متعة فلا أجمل
من إعادة الحياة إلى الأشياء المعطلة, ويرى أن استبدال الماكينات القديمة بأخرى
حديثة "يفقد الساعة قيمتها المادية والتاريخية الجميلة".
(مات الخبير.. فتوقف التوقيت) هكذا عنون أحد الصحفيين بجريدة (العروبة) الحمصية
زاويته، في عددها الصادر يوم وفاة عبد الله كيشي، متسائلاً
عن مصير الوقت في حمص, التي بقي وقتها غير دقيق, حتى تمّ توقيع عقد الصيانة مع
( شعلان كيشي)، الذي يقول: "أحب هذه الساعة وأحترمها، لي ذكريات جميلة معها,
أتفقدها كل يوم، كحبيبتي وأطمئن عليها". شعلان مع إخوته و أبناء عمومته هم
الجيل الرابع في العائلة التي تصلح الساعات, حيث بدأت هذه المهنة مع والد جده
الذي كان يصلح ساعات الجيب في العام 1890، و توارث الأبناء المهنة و قاموا
بتطويرها، فالجيل الرابع قام بإدخال الإلكترونيات على (كار) الساعات المتوارث،
ووسع أعماله إلى مدريد وواشنطن, إضافة إلى بعض الدول العربية، حيث يختصّ (
شعلان) وأخواه (سمير وأمير) بالساعات البرجيّة, فلم تجد البلدية من يصلح ساعة
كرجية، التي توقفت سنوات عشر، سوى (عبد الله كيشي) في منتصف الثمانينيات ,خبير
عدادات النفط في شركة ال (IPC)،
الذي تفرغ لهوايته (الساعات) بعد تقاعده.
دقت الساعة الواحدة بعد الظهر في منزل شعلان بينما أشارت ساعة يده إلى الواحدة
إلا دقيقتين ! باب النجار مخلوع ! ينتفض شعلان : "لا، التوقيت الصحيح هو كما في
ساعة يدي ، فأنا أحب الدقة جداً"، يضحك ويعرّف الساعاتي بأنه: "رجل يضيّع وقته
في ضبط أوقات الآخرين" إلا أنه يعد الحماصنة أن تعمل الساعة على خير ما يرام، و
أن يعودوا إلى ضبط ساعاتهم على إيقاعها، قبل نهاية الأسبوع الحالي.
* * *
مجروح...
بقلم الدكتور إياد قحوش.. مغترب في كندا
مجروح صوتي متل شق بإيد *** حطاب من عمر
السندياني
وعمأنزف على دفاتري تنهيد *** أعمى ومشي ببلاد
طفراني
مافي حدا إلا بكي من بعيد *** يدق الجرس
ويصوفر غناني
ومجنون عم يرسم بلون جديد *** وج الوطن إنسان
نوراني
شو قولتك؟ من بعد دهر رعيد *** منقدر نشتي ع
الدني عياني
فرفط يا قلبي شوقك عناقيد *** للنوم فوق جفون
نعساني
بلكي إذا بتغفى, نهار العيد *** بيدلف حلم أشقر ع
لفاني
* * *
كيف أنسى؟
بقلم: مفيد نبزو
كيف
أنسى القهوة المرَّة في دلَّتنا؟
كيف أنسى الزنبقَ الغيرانَ من فلتن ؟ كيف أ نسى حارسَ الَّليل على شرفتنا؟ كيف أنسى الطبلَ والمزمارَ في دبكتنا؟ والعتابا تغمُر الأ فراحَ في ضيعتنا؟ كيف أنسى وجهَ أ مِّي المتعبَ المُضنى الحزينْ؟ فاعذ روني إنْ رماني الشوقُ أ ضناني الحنينْ
* * *
دمعة أمٍّ.. رسالةُ وطنْ
ضقتُ
ذرعاً من هموم الحياة، واعتلت هامتي أمواج المتطلبات، و لم يبقَ أمامي إلاَّ أن
أنطلقَ مثل العصفور المهاجر الذي يترك بلاده ليبحث عن رزقه في بلاد أخرى.
وقفتُ
يوماً وقفة الحائر في وسط ساحة الاختيار، ولا أعلم ماذا أعمل. أأُقبِّل تراب
وطني وأترك عائلتي وأصدقائي وأذهب لأرض غربتي لأصبح وحيداً في عرائها وغريباً
في صحرائها، عساني أجد أصدقاء أو رزقَ معيشتي لي ولأسرتي؟ الله هو الذي يعلم
لعمري ساعة الوداع ساعة الفراق وها هي ساعة قبلة الضياع في عالم ليس بعالمنا،
أجل إنها أمرّ عندي من الشَري، وعلقهما أشدّ من الصبرِ. وقد شعرت عندما يصبح
وطني وراء ظهري أصبح أنا وراء ظهره، ولا بديل لذلك لكن..لا... إنني سوف أطأ أرض
غربتي لأجلب منها الغنائم، وسأضع حب وطني في قلبي وأنشده طوال عمري نشيداً
دائماً، وأتغنّى بجماله وأنا عامل على أرض غربتي، جسدي بعيد عنه لكنه هو روحي
التي أعيش بنسمتها، وأشعر جرَّاء حبي له بأنني نائم على صدره وألثم من ينابيعه،
لأنني ما ارتويت حناناً من نبع دونه.
الأب يعقوب طحان
|
WEBMASTER : AA-ALSAAD
|
This Web Site Programmed and
Written By ABD ALMASSIH JAMIL ALSAAD
..... Copyright 2003 (C) SCOPNET All
Rights Reserved
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق