الأحد، 22 نوفمبر 2015

مجلة السنونو ( العدد الثامن ) - ضيوف السنونو - سعدي يوسف ( بقلم: خالد الحلي ) - النسخة العربية

مجلة السنونو ( العدد الثامن ) - ضيوف السنونو 
سعدي يوسف ( بقلم: خالد الحلي )

سعــــدي يوســــف
عفوية شاعر
                                         بقلم: خالد الحلِّي
                                                ترجمة: رغيد نحاس
منذ 30سنة وهو يعيش حياة المنفى
          الشاعر العراقي سعدي يوسف:
أنا شاعر تلقائي وأكتب نصوصي أحياناً تحت عمدة تلقائية
الرواية أعظم الفنون ولكنها ليست أكثر كشفاً من الشعر
إذا يوجد ثوريون في الرواية فمنهم ديفيد معلوف
 أجرى الحوار في لندن:خالد الحليِّ
ترجمه مع النصوص الشعرية:د.رغيد النحاس
          في منطقة هادئة وجميلة من الريف اللندني يقيم الشاعر العراقي سعدي يوسف منذ عام 1999، متفرغاً للكتابة والترجمة والنشاط الإبداعي، بعد أن تنقل وأقام في العديد من المدن العربية والأوربية، متشرباً بهمومه الوطنية والإنسانية، وممتلئاً بآمال لا تنضب من أجل واقع أفضل يحمل الخير والحرية والرفاه لوطنه ولشعبه وللإنسانية جمعاء.
          هذا الشاعر الذي تم اختياره مؤخراً كعضو في الهيئة الاستشارية لمجلة      " P . E .N " العالمية التي تصدر في العاصمة البريطانية، تجاوز إبداعه وعطاءه الثر حدود بلده في وقت مبكر إلى عالم بلا حدود، وأصبح حضوره واضحاً على نطاق عربي ودولي. وقد عاش حياة المنفى المريرة والقاسية ثلاث مرات في حياته، امتدت منذ عام 1957 ومازالت مستمرة حتى الآن، فبعد أن عاش المنفى بين عامي 1957-1959 في سوريا والكويت عاد إلى وطنه العراق، ولكنه وجد نفسه في المنفى ثانية بين عامي 1964-1971 ، وعندما عاد إلى العراق هذه المرة كان يحلم أن يستمر به البقاء في وطنه، إلا أنه تحمل الكثير من الضغوط والمعاناة ليجد نفسه مرة أخرى في المنفى منذ عام 1978 إلى يومنا هذا. وهكذا نجد انه عاش 33 سنة في المنفى، و لا يزال.
          كان الشاعر قد ولد في مدينة "أبو الخصيب" التابعة لمحافظة البصرة جنوب العراق عام 1934 ، وعمل بعد تخرجه من الجامعة في التدريس والصحافة الثقافية. وقد عرف في وطنه واقع الخطر والسجن، وشهد في المنفى حروباً وحروباً أهلية.
          في عام 1952 وعندما كان في الثامنة عشرة من العمر أصدر كتابه الأول "القرصان" الذي جاء على شكل قصيدة طويلة من الشعرالنيو- الكلاسيكي العربي، ولكنه بعد هذه الانطلاقة أخذ يكتب الشعر الحديث الموزون، وتعددت نشاطاته بعد أمد قصير لتشمل كتابة المقالة الأدبية والترجمة، ثم القصة القصيرة، وبعد ذلك الرواية. وقد نال من الجوائز جائزة سلطان العويس الثقافية التي تعتبر أهم وأكبر جائزة عربية، والجائزة الإيطالية العالمية، وجائزة (كافافي) من الجمعية الهلينية.
          خلال هذه المسيرة الحافلة أصدر الشاعر 31 مجموعة من شعره ، و23 كتاباً مترجماً من اللغة الإنكليزية تجمع بين الشعر والرواية والبحث، وسبعة كتب أخرى تتراوح بين القصة القصيرة والمسرحية والرواية والمقالة.
           كان في انتظاري عند أقرب محطة قطار توصل إلى بيته. شاءت الصدف أن يحضر كلانا قبل حلول الموعد بنصف ساعة تقريباً.عندما التقيته شعرت وكأننا لم نفترق أبداً. لقد كان يفيض بطيبته المعهودة ويتدفق حباً وعطاءً وأملاً. ذكرني بأول لقاء لنا عام 1971 ، وكيف استضفته في شقة متواضعة كنت أسكنها في اليوم الثاني لعودته من أحد المنافي. كنت أعمل يومذاك محرراً ثقافياً في جريدة "المنار" البغدادية، وكنت أكتب بين آونة وأخرى عن ضرورة إطلاق سراح الأدباء والمثقفين السجناء والسماح للمنفيين بالعودة مع ضمان حريتهم وحقوقهم. وكنت قبل ذلك قد بدأت أقرأ لسعدي بإعجاب منذ أن بدأت ميولي الأدبية بالتفتح والنمو. كان لقاء شاعر مثله مبعث فخر واعتزاز كبيرين. تمر السنوات وسعدي يكبر ويكبر في نظري ونظر قرائه أينما وجدوا.
          ونحن نستقل الباص الموصل إلى بيته كان يحدثني عن المنطقة التي يقطن فيها، والتي تتسربل بهدوء خاص يشجع على التأمل والكتابة. هنالك بحيرات وقنوات جميلة وميناء نهري. وقبل أن ندخل شقته الجميلة والبسيطة والمتواضعة، أراني شجرة زيتون زرعها مؤخراً، وهو يرعاها ويراقبها كل يوم. تساءلت في سري هل أنه يهتم بهذه الشجرة المباركة لأن أغصان الزيتون ترمز للسلام..؟
          عرفني على تفاصيل شقته بألفة ومودة، كانت هنالك لوحات جميلة تزين الجدران بعضها لصديقة حميمة له من أصل نمساوي. تشعب بنا الحديث كثيراً، ثمة أحلام وآمال كثيرة نتقاسمها منذ أعوام ثقيلة بأحزانها وأحداثها، وهنالك أصدقاء كثيرون مشتركون تعددت بهم السبل، وتباينت أوضاعهم ومصائرهم. وسأحاول هنا أن أخرج من أحاديثنا الشخصية، إلى ما يمكن أن يكون مفيداً لتسليط بعض الأضواء على جانب من تجربته وعطائه:
وقت مبرمج وكتابة الشعر في الصباح فقط
إزاء العطاء الكبير الذي قدمته وما زلت تقدمه، يمكن أن يسأل أحدنا كيف تبرمج يومك..ومتى تكتب؟
_ إنني أُنظّم وأبرمج وقتي بشكل مدروس. وبالنسبة للكتابة، وكتابة الشعر خاصة، فإنني اعتيادياً أكتب في الصباح، وغالباً في الصباح الباكر، وأتذكر هنا وصية أبو تمام للبحتري بالذهاب إلى الشعر في الصباح الباكر حيث يكون الدم في صفاء نشاطه. أما في المساء فأنني أقرأ أو استمع إلى الموسيقى أو أذهب إلى دار سينما أو مسرح، أو أؤدي بعض الالتزامات. إنني أحب أن أستقبل العالم في الصباح، وعندما أكون في مدينة ما أحب أن أخرج قبل أن تفتح الدكاكين والمقاهي أبوابها.
 ألم تكتب في وقت آخر غير الصباح..؟
-إن حياتي كلها مكرسة للشعر والإبداع. ربما أفكر في هذا الوقت أو ذاك بكتابة نص ما، ولكنني أدع التجربة تكتمل وتتفاعل. قد تمر علي في المساء مثلاً خاطرة ما أو ملحوظة معينة يمكن أن أستفيد منها شعرياً، فأدون ذلك على ورقة مستقلة، واشتغل عليها في الصباح.
رواية تدور أحداثها في خمس مدن بخمس دول
لك رواية واحدة هي "مثلث الدائرة" كيف كانت تجربتك معها..؟
-هنالك قول أصبح وكأنه قاعدة هو أن الرواية الأولى تكون على العموم سيرة ذاتية، وأحداث روايتي "مثلث الدائرة" تدور في خمس مدن تنتمي إلى خمس دول مختلفة، وهذه المدن هي البصرة، بيروت، نيقوسيا، باريس، عدن. هذه المدن حللت فيها، واستطعت أن أقرأ أرضها، فصار لي حق الكتابة عنها. والسبب الأساس في الأمر هو حاجتي إلى تلفيق الأحداث لأن الرواية هي فن عظيم، بل ربما هي أعظم الفنون. إنها أروع الفنون الكتابية، وهي فن أكثر جدية من الشعر، وقد لا يكون أكثر كشفاً. إن معمار الرواية يتطلب جهداً هائلاً، ويستدعي نوعاً من البحث. وأنا حاولت أن احترم صعوبة هذا الفن. لقد تضمنت الرواية خمسة فصول، قسّمت كل واحد منها إلى عشرة أقسام يتألف كل واحد من خمس صفحات ليس أكثر، وقد وضعت خطة لذلك التزمت بها. فأنا أو القارئ نعرف أن هناك جهداً في احترام فن الرواية.
·                 كم استغرقت فترة كتابتها..؟
-لم تستغرق أكثر من ثلاثة أشهر.
برنامج مدروس لعمل روائي شعري جديد
·                 مرت على صدور الرواية عشر سنوات، وأعقبتها أحداث كثيرة جديدة ربما تحتاج إلى توثيق، هل تفكر بمشروع روائي جديد وما هو..؟
-المشاريع التي أفكر فيها كثيرة في الواقع، وعندي خطة الآن لعمل شعري كبير، وقد وضعت له النقاط الأساسية. "ينهض من مكانه ويأتي بأوراق منظمة وضع عليها خطة المشروع ليرينا إياها". لقد وضعت الخطة قبل سنة وأطلقت على هذا المشروع اسم "الأوديسا"، وهو نص لرواية شعرية. وستكون الخطة التي وضعتها قاعدة لهذا العمل الذي يتألف من عشرة كتب، يقع كل واحد منها ب50 صفحة تنقسم إلى خمسة أقسام، كل قسم بعشر صفحات كما هو واضح، وتضم الصفحة الواحدة 30 بيتاً شعرياً، وهكذا سيكون مجموع أبيات القسم الواحد 300 بيت، والكتاب الواحد 1500 بيت، ليرتفع هذا الرقم بعد أن ينسحب على كل الأجزاء إلى 150 ألف بيت.
·                 ألا تعتقد أن هذه البرمجة تؤثر على التدفق الشعري؟
-إن العمل كبير جداً، وهو ليس عملاً كبيراً فقط وفق مفهوم مبسط، ولعل الأمر يكون أكثر وضوحاً إذا ما عرفنا أن قصيدة بأكثر من ثلاث صفحات تحتاج إلى أن تضع علامات بارزة لها حتى لا يتبدد النص وتتبدد أنت معه. أنت مثلاً عندما تقول إن كل كتاب يتألف من 50 صفحة وإن كل قسم يتألف من 10 صفحات، فإنك ستعمل بحريتك المطلقة ضمن الأبيات الثلاثين، وتترك حرية كافية لاستقبال الذاكرات فتعمل كلها بحرية. أنت تريد أن تبني في النهاية معماراً فنياً، وعندما تقول أن لديك 30 بيتاً عن موضوع محدد ما، فان هذه الأبيات سوف لا تحدد حريتك إطلاقاً، بل تترك المجال لتستغرق فيها بحرية. لقد كنت أحلم بأن أكون قد بدأت فعلاً بهذا المشروع، وأتمنى أن أبدأ به في وقت قريب، لقد شل كياني هدير الحرب التي شنت على العراق، وقد أخذ هذا الهدير يخف تدريجياً. لقد كانت أعصابي في حالة سيئة جداً، فعندما كنت في أمستردام لحضور مهرجان للسينما بدعوة من منظمة العدل الدولية شنت الحرب وتعرضت بغداد للقصف، فأصبت على الفور بشلل لم بمكنني من المشي لمدة يوم واحد. كان ردي فعلي طبيعياً، ولكنه كان في منتهى التعبير. إنني نتيجة لارتطامي بهذه الحالة التي ما زالت تترك تأثيراتها عليّ حتى الآن، وجدت نفسي لا أستطيع البدء بعمل مخطط له مثل هذا. لقد صرت الآن أكثر هدوءاً وقدرة على امتلاك المضي في عمل مدروس ما، وسأبدأ بهذا العمل في وقت قريب.
طريقة هامة جداً في كتابة الاستقبال الحر
·                 هل ترى إن كتابة الشعر تحتاج إلى قدر ما من التلقائية؟
-أنا شاعر تلقائي، ومعظم نصوصي أكتبها أحياناً تحت عمدة تلقائية، كيف عمدة تلقائية؟ أنت عندك كثير من الأرجاع النفسية والبصرية. في لحظة معينة في قرار معين تقول أنا أريد أن أستقبل الأشياء استقبالاً صحيحاً. أنت تتيح لأعصابك أن تنطفئ بأشياء وتهتم بأخرى عبر استقبال حر. أنا أؤمن بهذه الطريقة، وهي طريقة هامة جداً في كتابة الاستقبال الحر. إنني أحترمها وأمضي معها وأقف حيثما يتوقف النص لدي، لكن أي عمل واسع 15 ألف بيت مثلاً يحتاج بالتأكيد إلى تخطيط دقيق جداً.
·       تعمد نظام صدام حسين المقبور إلى محاولة حجب اسمك وتغييبه عن أجيال شعرية جديدة، ويذكر أن غيابك وغياب شعراء عراقيين آخرين معروفين قد أثر على الحركة الشعرية العراقية الجديدة بشكل سلبي. كيف تقيم هذا الأمر؟
-كنت ألتقي أحياناً بمواطنين عراقيين في الأردن، أغلبهم شباب ليس لديهم اهتمام بمتابعة الحركة الشعرية، وبعضهم طلاب في المرحلة الثانوية، كنت أريد أن أعرف ماذا يعرفون، فأجدهم لا يعرفون شيئاً غير شعراء النظام من طباليه والمهرجين له. لا يعرفون شيئاً عن نصوصي ربما سمعوا باسمي فقط كأسطورة مثلاً. وفي تقديري إن غياب شعراء مثل فاضل العزاوي ومظفر النواب وأنا وآخرين عن الساحة الشعرية العراقية أثر فعلاً في افتراض التطور الطبيعي للنص الشعري العراقي، ولهذا ترى هنالك تأثيرات لبنانية معينة، وتأثيرات أجنبية..الخ، ولكن تطور الشعر الحقيقي الذي يمثل بدر شاكر السياب والموجة التي مازالت تمتلك قوة اندفاع. إن السياب حتى الآن لم يغْنَ كما يلزم في الحركة الشعرية العراقية، فقد ظلت أسئلة عدة عن مسيرته لم يجب عنها بعد. أنا معك إن تطور الحركة الشعرية العراقية اعتراه تشوه طويل.
·                 هل هنالك تراجع في الشعر لصالح الرواية برأيك؟
-أنا أعتقد أن هنالك تراجعاً عاماً في عموم الفنون العربية، وليس في الشعر أو الرواية. ولعل من أسباب ذلك العقود المتتالية من الرقابة والعسف والقمع واضطهاد حرية الفكر. هذه أسس لتخلف هذه الأمة ثقافياً. والآن نشهد تماماً كيف يحدث انهيار كامل. كانت هذه الأمة مصونة بوعي ثقافي وذاتي أصيل وقوي. أما ما لدينا الآن فمسألة أخرى، ولا بد من أن نأخذ بنظر الاعتبار أننا أمة متخلفة ثقافياً، فنحن لا نقرأ كما ينبغي، وتوزيع الكتاب لدينا في أدنى مستوى، كما أننا لا نستطيع التعبير لأن لا مثيل للرقابة الموجودة لدينا.
مدينة كولومبية تكرس كلها للشعر على مدى أسبوعين
·                 حضرت مهرجانات شعرية عالمية عديدة، ما هي أهم هذه المهرجانات؟
-              من المهرجانات الأخيرة التي حضرتها مهرجان شعري عالمي يقام كل سنتين في لوديف قرب مونبلييه وسط فرنسا تقريباً، وهو مهرجان مهم جداً و يستمر لمدة أسبوعين، ويحضره عدد كبير من الشعراء من مختلف أنحاء العالم. ومن المهرجانات الأخرى مهرجان الشعر العالمي في مدينة مَدَيين في كولومبيا، وهو أوسع من السابق ويستمر لمدة أسبوعين أيضاً، كما يحضره شعراء من مختلف أنحاء العالم. ومن الجميل أن تجد المدينة كلها مكرسة للشعر، إذ تقرأ القصائد في الشوارع والجامعات والحدائق والمحطات والمقاهي. في كل مكان. في هذا المهرجان تجد استقبالاً رائعاً للشعر، قد لا يحدث في بلدي الأم العراق إلا لو كان الجواهري مثلاً في ساحة عامة. وقد ثبت لي إن الشعر مؤثر حيثما أتيحت له فرصة أن يكون بين الناس ومع الناس، وهكذا تجد أن القراءات الشعرية تحضرها عشرات الآلاف في مسرح مكشوف أو في ملعب رياضي، ومعظم الحاضرين من الشباب.
·                 شيء ملفت أن يحدث هذا رغم إن كولومبيا تعيش اضطرابات مستمرة!  
-                                 ربما تكون اضطرابات كولومبيا مشعشعة على الشعر!
·       لقد زرت أستراليا وأقمت أمسية ناجحة جداً للجالية العربية فيها، هل أتيحت لك خلال الزيارة فرصة للتعرف على الحياة الثقافية الأسترالية عموماً؟
-              لقد استطعت أن ألتقي بشعراء أستراليين في اتحاد شعراء سدني، وهم يقيمون أمسيات في إحدى المقاهي يومي الأربعاء والخميس من كل أسبوع، وقد حضرت أمسيتين والتقيت بعدد من الشعراء. أنا عندي قراءات للشعر الأسترالي، ولكنني أعتقد أنها غير كافية. وقد التقيت خلال السنة الماضي بشاعرة أسترالية حضرت هنا ،كما أنني تعرفت على ديفيد معلوف بشكل جيد، وهو في الأساس شاعر قبل أن ينتقل إلى الرواية، وقد التقيت به أياماً عديدة في الأردن واستقبلته في بيتي هناك مرتين وترجمت له روايتين.
قرأت معظم أعمال ديفيد معلوف وترجمت له روايتين
·                 كيف تم اختيار هاتين الروايتين من أعماله..هل قرأتها جميعاً؟
-أعتقد أنني قرأت معظم أعمال ديفيد معلوف، و من ضمن ما قرأت له كتابه الأوتوبيوغرافي عن منزله الأول في أديلايد، وهو بيت جده الذي أمضى مرحلة طفولته به. ولكنني اهتممت بشكل خاص بروايته  ( An Imaginary Life) ، لأنها تتحدث عن أوفيد الشاعر الروماني الذي نفاه الإمبراطور خارج حدود الإمبراطورية إلى المنطقة التي تقع عليها رومانيا حالياً، وكانوا يتحدثون هناك اللغة اللاتينية إلى جانب لهجة خاصة بهم، وكان على أوفيد وهو الشاعر العظيم صاحب (Metamorphosis -مسخ الكائنات-). كان عليه أن يعرف الأشياء بنفسه، و أن يسمي الأشياء من جديد بأسمائها. لقد وجدت تماثلاً بين حالة أوفيد وحالتي أنا المنفي باستمرار، ثم ترجت له مسرحية   A child Play)) ووضعت لها عنواناً عربياً هو (الإرهابي)، وهو يتحدث فيها عن إيطاليا، فديفيد معلوف يقيم في إيطاليا بمنطقة توسكاني حوالي نصف العام وعلى معرفة جيدة بإيطاليا. ترجمت هذه الرواية لأنني أعتبرها مثلاً لهندسة الفن الروائي الرفيع. كما أن فيها تعاطفاً مع حركات التغيير في المجتمع حتى لو اتخذت طابعاً إرهابياً. الرواية هي تقريباً عن الألوية الحمراء، ولكنك تشعر بتعاطف عجيب لديفيد معلوف. لقد وصل إلى هذه المنطقة، فصار إلى جانب من يريد التغيير.
نوافذ جديدة أمام متلقي الشعر والرواية العرب
·                 على ذكر الترجمة أنت قدمت للمكتبة العربية 23 كتاباً. هل وضعت برنامجاً معيناً للترجمة وكيف تم هذا الاختيار؟
-              باستثناء الشعر الذي ترجمته، والذي يمكن أن تسميه موسوعة صغيرة للشعر العالمي طبعت في ثلاثة مجلدات كبيرة على مدى سنوات. هذه مسألة مبرمجة تقريباً لأنني أردت أن أفتح نوافذ جديدة أمام متلقي الشعر العرب. قدمت مصادر جديدة ليعرفوا ماذا يجري في العالم وكيف يكتب الشعر الخ..، ثم من جانب آخر تستطيع أن تقول إن ما ترجمته عامداً هو ترجمة الرواية الأفريقية. أنت تجد أن الرواية الأمريكا اللاتينية والرواية اليابانية تحظى بعناية الترجمة أما الرواية الإفريقية فلا أحد يهتم بها، على الرغم من أن المجتمعات الأفريقية قريبة جداً من ظروف مجتمعاتنا العربية خاصة مجتمعات ما بعد الاستقلال حيث توجد مشكلات متماثلة تقريباً. لقد ترجمت عدداً من الروايات الأفريقية، وهنا كان القصد أيضا فتح نوافذ.
الترجمة بين الأمانة وخصائص اللغة المنقول إليها
·       هل يمكن أن تحدد لنا أهم المشاكل التي تعتري واقع الترجمة. هنالك تراجم جيدة وهنالك تراجم رديئة بشكل عام، ما هي مواصفات الترجمة الجيدة في رأيك؟
-              لعل من أهم الأشياء الإلمام باللغة الأم، أن تعرف العربية معرفة جيدة، لأن كثيراً من المترجمين لا يحسنون اللغة العربية. المفترض أن تعرف اللغة المترجم عنها معرفة جيدة. ولكن الأهم فيما بعد أن تعرف اللغة العربية المترجم إليها معرفة جيدة أيضاً، وبما يمكنك من جعل أسلوب وتكوين الجملة عربيين، لأن هذا ما يضع بين يديك نصاً مقروءاً، لا ما يضع بين يديك ما أسميه "رطانة"   وبالنسبة لي، وعلى سبيل المثال فإن ترجمتي لرواية (    An Imaginary Life) طبعت مرتين "ينهض من مكانه ويأتي بنسخة من الترجمة ويقرأ لنا مقاطع جميلة الصياغة والتعبير، بمحبة وألفة وبأسلوب شعري أخاذ". يعود إلى الحديث فيقول: لقد حاولت أن أنقل النص ببيان عربي. لماذا؟ لأن هذا الكتاب ( An Imaginary Life) ما يباع منه ويقتنى في أستراليا يأتي في المرتبة الثانية بعد الكتاب المقدس، وأن شيئاً من مقاطعه يتلى على قبر الميت. إنه كتاب مقدس في الثقافة الأسترالية. أنا عندما أريد أن أقدم هذا الكتاب إلى اللغة العربية، يقع عليّ واجب هائل هو أن أحتفظ بجلال الأسلوب واللغة، وهكذا مثلاً إنني ترجمت "أوراق العشب  Leaves of grass" لوالت ويتمان، وهو على العكس من ديفيد معلوف لغته بسيطة جداً، وبالنسبة للقارئ العربي تكاد تخلو من الإدهاش، فأنا حاولت أن أعطي شحنة أعلى للغة "والت ويتمان" لأنني أتعامل مع قارئ عربي، مع الحفاظ على تدفق لغو ويتمان وكل خصائصه.
لا أترجم عن تكليف بل أترجم النصوص التي أحبها
·                 ذكر غير ناقد أنك أعطيت كثيراً من روحك الشعرية على ما ترجمت. كيف تنظر إلى هذا الأمر وهل فيه خيانة للنص؟
-أن لا أترجم إلا ما أختاره. أنا لا أترجم عن تكليف، ولهذا أترجم النصوص التي أحبها. عندما تنشأ علاقة بيني وبين نص ما أترجمه، وهي علاقة بطيئة الأمد وتختمر لزمن ما، ولهذا فإنني عندما أترجم أحب النص وينبغي أن أمنحه شيئاً من نفسي،لكنك إذا أخذت نصاً أصلياً باللغة الإنكليزية لديفيد معلوف مثلاً وقارنته بما ترجمت سوف تجد الكلمة هي إياها تلك التي كتبت بالإنكليزية. ستجدها كما كانت وبنفس العمق تقريباً. إن الأمانة الكاملة إزاء النص الأصلي ينبغي أن تتوافر. "يلتقط ثانية ترجمته لكتاب ( An Imaginary Life)، ويقرأ لنا بعض نصوص الكتاب التي ترجمها بجمالية وشفافية وقوة تأثير" يتوقف قليلاً ليقول: إنها نفس طريقة التزام النص، إنك وأنت تقرأ الترجمة لن تتعثر في القراءة.
تُرجمت إلى الإنكليزية بشكل جيد وإحدى الترجمات نالت جائزة
·                 على طرف آخر أنت تجيد الإنكليزية إجادة ممتازة، وقد ترجمت لك أعمال كثيرة إلى الإنكليزية، ما رأيك بما ترجم لك؟
-كانت الترجمات جيدة، وآخرها كانت في الولايات المتحدة الأمريكية، وقد حصلت على جائزة نادي القلم للترجمة. صدرت هذه الترجمة في كتاب نادراً ما يصدر كتاب شعري مترجم بحجمه هناك، وذلك عن دار نشر معروفة هي ( G raywolf press Minnesota )، وقد ترجم الكتاب شاعر ليبي يكتب باللغة الإنكليزية ويعمل مدرساً للإبداع في الجامعات الأمريكية هو خالد المطوع، وأعتقد أن معرفته الجيدة للعربية كانت من العوامل المهمة في نجاح الترجمة.
·                 هل يمكن أن نعرف في آخر هذا اللقاء آخر مشاريعك للترجمة؟
-              يستقبل السؤال ضاحكاً ليقول إنني أترجم الآن لنفسي حيث أقوم حالياً بترجمة روايتي (مثلث الدائرة) إلى اللغة الإنكليزية، وقد أنجزت جزءاً لا بأس به منها.
   تتحول ضحكته إلى ابتسامة صافية وهو يضيف: نسيت أن أذكر أنني أستعد الآن لترجمة رواية ثالثة لديفيد معلوف هي ( C conversation in Curlew Creek )، وهي رواية عجيبة تدور أحداثها في منطقة أسترالية معزولة بين محكوم بالإعدام وضابط يريد تنفيذ الإعدام به أرسلته الحكومة لهذا الغرض. هنالك حوارات غنية وعميقة ومؤثرة تجري بين الاثنين في غرفة صغيرة مشرفة على الخور عند التقاء النهر بالبحر. المحكوم بالإعدام أيرلندي متمرد، ويكتشف من خلال الحوار أن الضابط أيرلندي أيضاً فيجري حديث ثر وساحر عن أيرلندة. هنالك تاريخ طويل في هذه الرواية المذهلة.كان هنالك جنديان مع الضابط. يريد المحكوم أن يذهب إلى ربه طاهراً فيطلب إذنهم له بالاستحمام في الماء. يقولون له اذهب إلى الخور، يذهب ويغتسل مثل اغتسال المسيح بالماء، ولكنه يختفي فجأة. الأسطورة التي يقولها معلوف: هنالك بحر داخلي في أستراليا، وكل المتمردين يعيشون في مدينة
وبالمناسبة فإن ديفيد معلوف ولد لأب لبناني وأم ايرلندية.
  قصائد لسعدي يوسف غير مترجمة سابقاً:
أيهذا الحنين يا عدوي
 
لي ثلاثونَ عاماً معكْ
نلتقي مثل لصّينِ في رحلةٍ لم يُـلِـمّـا بكلِ تفاصيلها؛
عرباتُ القطار
تتناقصُ عبرَ المحطاتِ
والضوءُ يشحبُ ،
لكنّ مقعدَك الخشبيّ الذي ظلَّ يَشغلُ كلَّ القطاراتِ ما زال محتفظاً بثوابتهِ
بـحُزوزِ السنين
بالرسومِ الطباشيرِ
بالكاميراتِ التي لم يعدْ أحدٌ يتذكرُ أسماءَها
بالوجوهِ
وبالشجرِ النائمِ الآنَ تحت الترابِ…
استرقْـتُ إليكَ النظرْ
لحظةً
ثم أسرعتُ ألهثُ نحو المقاعدِ في العرباتِ الأخيرةِ،
مبتعداً عنكَ…
……………
……………
……………
قلتُ : الطريقُ طويلٌ ؛
وأخرجتُ من كيسيَ الخيشِ خبزاً وقطعةَ جبنٍ …
وإذْ بي أراكَ
تقاسمني الخبزَ والجبنَ !
كيفَ انتهيتَ إليَّ ؟
وكيف انقضضْتَ عليَّ كما يفعلُ الصقرُ ؟
فاسمعْ :
أنا لم أقطعْ عشراتِ الآلافِ من الأميالِ
ولم أطَّـوَّفْ في عشراتِ البلدانِ
ولم أتعرَّفْ آلافَ الأغصانِ
لكي تسلبني أنتَ … الكنــزَ
وتحبسني في زاويةٍ !
فاترك المقعدَ الآنَ ، واهبطْ !
قطاري سيســرعُ بي ، بعد هذي المحطةِ ؛
فاهبِـطْ
ودعنيَ أمضي إلى حيثُ لن يتوقّفَ يوماً قطارْ …
لندن 11/12/2003
 
  تنويع صعب
 
ســلامٌ على هضَـباتِ العراق
وشَـطَّـيهِ ، والـجُـرفِ ، والمنحنى
على النخلِ...
والقريةُ الإنجليزيةُ الآنَ صارت تجرجرُ ، هُـوْناً ، ســحائـبَـها
والمساءُ ادَّنى
فهي تدفأُ ، كالقطِّ ، في نومـها
وتذودُ الكوابيسَ عن شــجرٍ أغرقـتْــه البحيراتُ ...
يأتي المساء
بطيئاً
ومنتظماً (سوف تحصي ثوانيَـــهُ مرّةً)
هل ستغمضُ عينيكَ ؟
عند نهايةِ ذاك الـمَـمَـرِّ
ومن مُـرْتـبى النافذةْ
نهضتْ دوحةُ الجــوزِ ...
يأتي المساء
بطيئاً
ويزحفُ حتى يهدهدَ جفنيكَ :
هل تبصرُ السعفةَ المستحيلةْ ؟
ســلامٌ على هضباتِ العراق
وشـطَّـيهِ ، والجرفِ ، والمنحنى ...
هل كنتُ أدري أنّ وجهي ، بـعدكَ ، الطــرقاتُ ؟
ابواباً مغلّـقةً تـركتُ ، ومنزلاً للـريحِ. لم تــكنِ
البلادَ، ولم تكنْ أمواهُكَ الخضراءُ جابيتي. لـقــد
خلّـفْـتَـني في قــلعةِ الصحراءِ. مـاذا أرتجـي
منكَ، العشيّـةَ ؟ في الصباحِ خذلـتَـني، ودخـلتَ
في الـثُّكُناتِ . قـلتَ :" الحربُ أجملُ". لن تـرى
قدمَـيَّ بعد اليوم. إني منْـشِـدُ الطرقاتِ والحاناتِ،
إني الشاعرُ الأعمــى. لـديّ من الخريفِ الجَـهْـمِ
موسيقى لألوانٍ. ومن مرأى الغروبِ غـضارةُ الوردِ.
وأسألُ عنكَ ، أسألُ عنكَ ، لكنْ مثل ما يتساءلُ الملدوغُ
عمّـا حلَّ في دمهِ. سلاماً... لا أريدكَ أن تردّ ...
اقرأْ على الوشَـــلِ السلام !

وســلامٌ على هضَـباتِ العراقِ ...
الذبيحةُ في العيدِ ، بغدادُ في العيدِ ؛
تلك المقاهي: لها الشايُ مُـرّاً ،
وتلك الفنادقُ: سكّــانُـها الأبعدونَ.
الصلاةُ أقيمتْ
صحونُ الحساءِ بها مرَقٌ من عظامٍ
ومن لحمِ سُـحْـليّـةٍ ...
والمساجدُ مغصوبةُ الأرضِ
أبـوابُـها للجنودِ ، مشاةً ، وبحّــارةً
وملائكةً طائرينَ
.............
.... ........
............
ســلامٌ على...
لندن 31 / 8 / 2003
 
  صوت البحر
 
يا صوتَ البحرِ الخافتَ
يا وشوشةً ، وهسيساً ، وحشائشَ فيروزاً
وأغانيَ بَـحّـارٍ أعمى
يا آخرَ آهاتِ الـحُــمّـى
يا بوّابةَ بُـرْدِيٍّ
وحصيراً من سعفٍ ضفرتْـهُ يدا طفلٍ في الليلِ
ويا ريشاً وسلاحفَ
يا مبتدأَ الرِّحلةِ من قرطِ امرأةٍ
يا أرَجاً يلمع ُ في أشجارٍ دائمةِ الخضرةِ ، شـرقيَّ الصين
ويا صوتي المتعَبَ
يا صوتَ البحرِ الخافتَ :
هل أخطأَنا التكوينُ ، لننتظرَ التكوين ؟
...............
...............
...............
يا صوتَ البحرِ الهادئ
يا صوتاً أسمعُـهُ يتسللُ من قصب الكوخٍ
سلالاً ملأى بالسمكِ المتواثبِ والأعشابِ ...
وأسمـعُـهُ صلْـداً ، وجهيراً ، كالقيظِ المتدلِّـي من سقفِ الأعنابِ
أقولُ :
لماذا صرتَ المسموعَ ؟
تُرى ، هل ضقتَ بشكلِ القوقعةِ؟
البحرُ محيطٌ ...
لكنّ الصوتَ من القوقعةِ ارتدَّ إلى القوقعةِ !
الآنَ سنبحثُ عن أرضٍ أخرى
عن صوتٍ أعلى
يا صوتَ البحـــرِ الهادئْ ...
..................
..................
..................
يا صوتَ البحرِ الحاضر
يا صوتَ البحرِ الهادر
يا الـمُـصّـاعِـدَ من وديانِ الأعماقِ
إلى تيجانِ الآفاقِ
ويا صوتَ البحرِ الهادرَ
خَـلِّ القمصانَ تطيرُ مع الريحِ
القبضاتِ المضمومةَ والراياتِ تطيرُ مع الريحِ
وخَـلِّ ضفائرَ مَـن أحببناهنّ ، ومَـنْ أحببنَ ، تطيرُ مع الريحِ
تطيرُ مع الصوتِ الهادرِ
أعلى من هذي الدنيا
أعلى حتى من مَـأتى الرؤيا
يا صوتَ البحرِ الهادر !

لندن 24 / 8 / 2003
 
  شرفة هاملت (1)
((سجن هي الدانمارك))...
مرقاك الوحيد الى الحياة، الموت من مرأى أبيك،
القلعة الليلية انطبقت
اقوقعة القيامة تلك؟
أطبقت الظلال على السلالم…
سوف يقول هوراشيو:
تمهل، يا أمير!
الليل أعمق من مخاوفنا،
واخطر من معارك أمس…
أنت عرفت ما لا يعرف القدماء والبحارة الحكماء
أنت عركت نفسك
واستعذت بها
ولكن الدجى أبد…
ويقول مارسيليوس مرتبكا:
تمهل يا أمير…
ألم تقل: سجن هي الدانمارك؟
ماذا سوف تلقى من متابعة الصعود؟
ومن، ترى، تلقى؟
أباك؟
لقد رأيناه،
وكان مسلحاً...

الليل منتصف
وهذي القلعة البحرية ارتطمت بشاطئها
وهاملت
يصعد المرقى...
لندن 3/7/2002


 
شرفة هاملت (2)

هنا، كان روزنكرانتس واقفا:
لم تكن شرفة (مثل ما ألف الناس، أو مثل ما جاء في الكتب):
البحر هاويةٌ
وهي كانت مطلا على الهاوية
لكن روزنكرانتس يراها كما قد يرى البرزخ
(النقطة الصِّفر بين الحياة واقنومة الزاوية)
كان روزنكرانتس يراقب ما يقذف البحر
ما يتكسر من سنن أو سفائن
يرقب بحارة
وقباطنة
ينزلون هنا
يرحلون، مع الفجر، أو في ليالي العواصف عاتية، من هنا.
آه روزنكرانتس!
أنت تصنع، من كل ما قد ترى فيه أسئلة، مسرحا
(وليكن مثل ما شئت أن يتبدى، بسيطا)
غير أنك ممتحن، يا صديقي، هذا الصباح:
سفينة هاملت ألقت مراسيها
الآن...
والمسرحية لم تبتدئ، بعد
.........
.........
.........
المسرحية لم تبتدئ، بعد
فلتكشف السر، روزنكرانتس:
أتكون انتهت؟
لندن 3/7/2002

 
شرفة هاملت (3)

أنا الآن في المرقب:
الريح تدخل في البحر
والبحر يدخل في الريح،
ملح هو الأفق
حتى السفائن، في المرفأ الجهم، تبدو مشوشة،
والصباح الذي أرتجي
ليس في الدانمارك...
المساء سيأتي
وفي مهبط الليل، ينعب، أوحش من خندق القلعة، البوم
والليلة: الحفلة الملكية...
.........
.........
.........
فلأحتفل:
أن تكونك أو لا تكون
آنها سيجيء الجنون.
 
لندن 4/7/2002
 
 
 
WEBMASTER : AA-ALSAAD
This Web Site Programmed and Written By ABD ALMASSIH JAMIL ALSAAD ..... Copyright 2003 (C) SCOPNET  All Rights Reserved 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق