الأحد، 22 نوفمبر 2015

مجلة السنونو ( العدد الثامن ) - شعر مترجم - قصيدة اسطنبول - بقلم: جهاد الزين - النسخة العربية

مجلة السنونو ( العدد الثامن ) - شعر مترجم 
قصيدة اسطنبول ... السفينة الأولى ...  ( بقلم: جهاد الزين )

قصيدة اسطنبول...
السفينة الأولى...
بقلم: جهاد الزين

 

أخبرَتْني زوجةُ البحار في اسْطنبولَ أن البحر ليس الماءْ
كلُّ من ظنُّوه يمّاً غرقوا...
أخبرتني زوجة البحار أن البحر لونٌ وفضاءْ..
وانتهاكاتٌ على اللونِ وأشواقٌ
من اللؤلؤ يأتي من غبار الأرضِ
محمولاً على موجِ الهباءْ
 
راسغاً في الوهمِ...
جلاّءً وشيّاءً وسنّاحاً كماءْ
أيها البحر الذي يمضي إلى اسطنبول كهلاً...
أيُّها البحر الذي يمضي من اسطنبولَ
سلطاناً جواريه الهباءْ
ها هنا حشرجة التاريخ... والعشقُ الموشّى
بغواياتِ السماءْ
 
تَرشَح الأشياء في اسطنبولَ
عطراً من فناءْ
***
فارسٌ مُفترِسٌ بالشوقِ
يرديهِ على صهوة ربٍ آخرٍ....
لغةُ أخرى على صهوةِ ربٍ آخرٍ...
 
كيف يا مولاي تغزو في كل اللغاتْ
كيف يا مولاي تغويني بأنفاس
الصحارى والبحارْ
ثم لا تلبث أن تخذلني...
عندما لم ترتضِ الخيلُ سماجات الصحارى
جَمَّعَتْ فرسانها بين الخيامْ
ومضت نحو الشمالْ
كانت الأرض مكاناً للرتابةْ
ضجِروا من غزوِهم في البرِّ من تفاحة النهرِ
 
 ومن ويل السلامْ
 لم يعد فارقُ بين الشهواتْ
لم يعدْ فارقُ بين الطعنات
فتنادّوا يستبدّون على أنفسهمْ
اكتشفوا رِحلَتَهمْ فيهمْ
ولمّا لم يَرَوا منهم نبيّاً... وجَفَوا
وعرى أجسادَهُمْ زهوُ الكلامْ
***
أخْبَرَتني وارتَدتْ قفطانَها الرّوميَّ
والشالَ المعافى بصباحات
الأناضول البهيجَةْ
 
زوجة البحار عند الباب
هذا الباب مثواي الأكيدْ
 
مرفأٌ فارغٌ يهذي
وصفيرٌ في الوريدْ
غارقٌ في لُجّة الغرفة... والباب بعيدٌ وعنيد
غير أن الضوء يأتي فسحة الباب كسكين
يشُقُ الخَشَبَ الهش فينزاح قليلاً ليغيب الشالُ
خلف البابِ...
 
هذا البابُ مثواي الأكيدْ
كلُ عطرٍ سوفَ يأتي من رحيلِكْ
 
كلُ وعلٍ من ملايين الوعولِ...
غادرتْ قُطعانها الأولى حنيني...
 
زَحَفَت في المعبر الوعري من أعلى جبالِ الصحو نحوي
آخرِ الغرفةِ تحت الخشب المسقوف بالأجُرِّ
من شط المضيق الآسيويِّ...
انتشر الأزرق مِسْوداً كَظِلٍّ
عندما أطلَقَهُ البوسفور تمهيداً
لما بعدِ الظهيرةْ
زوجةُ البحار تنأى بين ضيق الشط
والعمرِ
وتنأى في كسوري
 
آخر الغرفةِ إذ يطفو اكتفائي في سرير الوقت
قرنين من العشقِ وخَصْباً وضِفافاً
لجسوري
 
... تحت هذا الخَشَبِ المُعْشبِ بالنشوة إنّي
الجُثةُ الأسعد في الكون وإن امرأةً صهباءَ
نالت من جذوري
 
كان عند الباب ظبيٌ ملكيٌّ من سلالات الرعاةِ الداخلية
كيف لا يعرِفُ ظبيٌ ملكيٌّ
أن هذا البحر فتحٌ للسهوب الداخليةْ
يعرف البحر وأعراس الخيانات النبيلة
يعرف الريح الشمالي الغوايات الشمالية
ثم يبكي كلما لاح على الموج أسيرٌ لاهثٌ:
تسالونيكا         تسالونيكا
لا تقولي: "أرض رومٍ" خانتِ الملحَ
ولكن سَحَرتْهُ...
جمعت أشتاتَها الأولى... وراحت لطوافٍ
غامضٍ...
وأنا اسطنبول يا مولاي أسمائي
ستنأى
مثلما أضرحتني تنأى
عن البحر الذي أودعْتُهُ كل دهاء الآلهةْ
أيُّ اسمٍ بين أسمائي لم يحمل دماء الآلهة
ومزاج الآلهةْ
وعناء الآلهةْ
 
   * لكل كلمة أذن، ولعل أذنك ليست لكلماتي، فلا تتهمني بالغموض.
   * يا للعجيبة أزرع قلبي على الورق فينبت في قلوب الناس.
    *كلما وضعت يدي في يد ما لمستها من قبل قلت:تبارك الله ! فتح جديد وكنز لا نفاذ له.
                                   ميخائيل نعيمة

 
 
 
WEBMASTER : AA-ALSAAD
This Web Site Programmed and Written By ABD ALMASSIH JAMIL ALSAAD ..... Copyright 2003 (C) SCOPNET  All Rights Reserved 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق