الأحد، 22 نوفمبر 2015

مجلة السنونو ( العدد الثامن ) - قصص قصيرة - بقلم: فراس سبسبي

مجلة السنونو ( العدد الثامن ) - قصص قصيرة 
 قصص قصيرة ( بقلم: فراس سبسبي )

بقلم:  فواز سبسبي
 
إعجاب
كان حديثيهما على الهاتف ينساب بلا نهاية كنسمات الصباح؛ فيبعث في النفس جذوة الشباب , والتي أخمدها برودة السبعين خريفاً, كان يواري كلماتها المعسولة وإعجابه بها كمثقفة منفتحة ما زالت في ربيع العمر تفوح أنوثة وشبقا. إن ذلك الحديث الندي سرعان ما قطعه دخول زوجته المفاجئ . 
 
لقاء
سنون طويلة باعدت بينهما, السفر والزواج, ومشاكل الحياة المتزاحمة .
كانت صدفة أدخلت الفرح إلى قلبه عندما رآها تجتاز الطريق, وتحمل على صدرها طفلاً صغيراً , ويسير على جانبها رجل بدين ... عندما اقتربت منه اتسعت عيناها محدقتين وغير مصدقتين ابتسمت على استحياء ومضت مخلفة حسرة .
الحقيقة
ألقيت بجسدي المتعب على الكنبة بعد رحلة يوم طويل ككل الأيام التي تمضي من أعمارنا الضائعة .
لم يعد للحياة التي نعيش مذاق للأشياء ... تناولت مجلة اشتريتها للتو من المكتبة, ورحت أقّلب صفحاتها .
استوقفتني آخر كلمات ابنة نولستوي قبل وفاتها وهي ترقد على فراش المرض.
"ما أعظم خيبة الأمل التي كان سيصاب بها أبي لو أنه عاش عالم اليوم .
إن الناس لم تعد تعيش من أجل سعادة البشر . إن الإنسان لم يعد يعرف الخير . لقد غابت الحقيقة , وامتلأت الدنيا بالكذب والنفاق والخداع .
قال لي أبي " ساش " ابحثي يا ابنتي عن الحقيقة .. "
شعور بالنعاس جعلني أضع المجلة
 جانبا ً لأغط ّ في نوم عميق .
طموح
ملامح وجهها ذي السمرة المحبة, والذي صقلته شمس عدن تدل على طيبتها وبساطتها اللامتناهية. كانت متفانية في عملها كمسؤولة عن شؤون الطفولة ....لا تعرف الكلل ولا الملل, ولا يشق اليأس والإحباط طريقة إلى نفسها. ثمة نيّة كثيرا ما كانت تبوح بها أمام زملائها في العمل. نريد أن نفعل شيئا من اجل الطفولة المعذبة في بلادنا قالت : كان حلما جميلا يراودها ويدفعها للمغامرة, وقد آلمها طفل متشرد يتسول من السابلة أو آخرون ذووْ سحن هزيلة يمسحون السيارات عند إشارات المرور. يستجدون بمذلة من اجل مبلغ تافه. عندما صدرت مجلة للطفولة غمرني فرح كبير لكن فرحي لم يدم طويلا لان المجلة بعد إصدارها أعداداً قليلة ومتعثرة توقفت!
تلوث
ذات مساء صيفي حملت جسدي المنهك, وجلست على الشرفة المطلة على الشارع العام. كانت نسيمات الهواء الناعمة المشبعة بالروائح الكريهة تنذر بالتلوث المستشري كسرطان تنذر بالموت   البطئ .  إحساس بالخيبة راودني لما آلت إليه مدينتنا العدية , وقد صار القبح صفة لها.

 
 
WEBMASTER : AA-ALSAAD
This Web Site Programmed and Written By ABD ALMASSIH JAMIL ALSAAD ..... Copyright 2003 (C) SCOPNET  All Rights Reserved 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق