الأحد، 22 نوفمبر 2015

مجلة السنونو ( العدد الثامن ) - قراءة في كتاب - المرأة في قصتي "نعيمة" و "فدوى"

مجلة السنونو ( العدد الثامن ) - قراءة في كتاب 
المرأة في قصتي "نعيمة" و "فدوى"  ( ترجمة: د. عبود طحان )

المرأة في قصّتيّ "نعيمة" و"فدوى"
للكاتبة التشيلية من أصل سوري إديث شاهيـن
لقاء في المركز الثقافي العربي السوري
ترجمة: د. عبود طحان
مراجعة: الأب ميشيل نعمان
يوم الثلاثاء الواقع في 14 آذار 2006, شارع ثوربانو-82 مدريد, إسبانيا
 
          إنه لشرف كبير لي أن أكون في هذا المكان, الذي هو جزء من بلادي الحبيبة سورية, وبين أناس يحملون في صدورهم نفس المشاعر حول هذا الموضوع, وأمام أشخاص آخرين تنبض في قلوبهم نفس الأحاسيس حول موضوع المرأة.
          أشكر حضوركم. وشكري الخاص للسيد المدير الدكتور رفعت عطفة, الذي شرّفني بدعوته لي لأتكلّم أمامكم حول أغلى ما يكون على قلب الكاتب, ألا وهو الحديث عن مؤلفاته. وهذا ما سأفعله في هذا اللقاء, إذ سأتكلم عن امرأتين, وهما عنوانان لروايتين لي: "نعيمة" و"فدوى".
          سورية هي وطن والديّ. إنها "البلاد" كما كانت تقوله لي والدتي. وأنا أحبّ سوريّة منذ الأزل لكنني أحببتُها بشكل أكبر بعد أن زرت هذه البلاد الرائعة. كما أني أحبّ أيضاً البلد الذي وُلدتُ فيهِ, تشيلي. وأؤكد لكم أنها من أجمل بلدان الدنيا. وممّا يلفت النظر أن كلاًّ من هذين البلدين, سورية وتشيلي, يُعاني من الهزّات الأرضية.
          ولا أريد أن أنسى ذكر إسبانيا, هذا البلد الرائع أيضاً, حيثُ تمتد جذوري, من خلال ابني الذي درس هناك, ونما, وترعرع.
          فهناك في إسبانيا, أقدّم كتابيّ.
بطلتا الكتابين هما امرأتان. بيد أنه عليَّ أن أعترف أمامكم أني عندما أقدمتُ على كتابتهما, لم أكن أفكّر في يوم المرأة, ولا حتّى في المكسب التجاري الذي تحقّقه مثل هذه المؤلفات التي تتناول قضية المرأة. كما أنه لم يخطر على بالي, البتة, أن أتجاوز الدور بهذا الشكل, مستفيدة من قصة أمّي نعيمة, وخالتي فدوى.
          فمن هنا, أودّ أن أعرب عن كبير فرحي لدى انتهائهم من كتابة مؤلّف قد كلّفهم, أحياناً العدد من السنوات, والكثير من التضحيات. فهكذا تتمّ صناعة كتاب: فبعد بحثٍ طويل للتوصل إلى جمع كل المعطيات اللازمة لذلك, يُحرَّر, ثمَّ يُنقّح, ثمَّ يطرأ عليه التغيير, وأخيراً يُعطى لصديقٍ ما أو لصديقةٍ ما لمراجعته. وفي نهاية المطاف يُختم المخطوط ويُرسل إلى الطباعة, وقد لا يُحالفه الحظُّ دائماً. فإن بعض الكتّاب لم يتوصّلوا إلى طباعة أي شيء طوال حياتهم. وهذا ما سبّبَ لهم مشكلات كبيرة من الكآبة والانطواء على الذات. ولكنني لا أريد الإطالة في هذا الموضوع.
          بيد أني ما أريد إضافته هو أن القارئ لا يُقدِّر دائماً كل ما يبذل من عمل, بوسعه أن يقرأ كتاباً خلال ساعات, أو خلال أيام. والشيء الوحيد الذي بإمكانه أن يفعله هو أن يشتري الكتاب, وبعدئذٍ يتمتّع بقراءته وهو جالس مرتاحاً.
إن بعض قرّائي وبعض قارئاتي قد يكلّفون نفسهم عناء الاتصال بي هاتفياً ليقدّموا لي تهانيهم عن كتابٍ ما, وقد قامَ كثيرون بذلك, وأنا أؤكّد لكم أن هذا الأمر وإن كان بالنسبة لي شخصيّاً أقلّ ما يمكن فعله, كان هامّاً جداً, وكان دافعاً ومشجّعاً لي على المضيّ في الكتابة. وهنا أكرّر قائلةً: إن كتابةَ كتابٍ, ورؤيتهُ مطبوعاً, ثم في متناول العديد من القرّاء, هذا لِعمريَ, لأفضلُ مكافأة لدعوة الكاتب أو الكاتبة, ولأكثر من ذلك أيضاً, عند رؤيته مترجماً إلى لغاتٍ أخرى, وأنتم تعرفون أن مدير هذا المركز الثقافي العربي السوري الدكتور رفعت عطفة, قد قامَ بترجمة فصولٍ عديدة من رواية نعيمة.
إن ما قلته يبدو مقدّمةً طويلة بما فيه الكفاية. لنتكلّم الآن عن روايتيّ: نعيمة وفدوى, متناولين الكتابين أولاً, ثمَّ الشخصيّات. إن أوّل ما يدفع إلى كتابة كتاب هو وجود موضوعٍ هام, نرغب في الكتابة عنه, وتكون لنا رغبة قوية في كتابته. ثم يأتي البحث عن شكل الكتاب وعن مضمونه, فبالنسبة لرواية "نعيمة" لم تعترضني مشكلات بما يخص الشكل. فهي بنفسها, والدتي, أعطتني الشكل. إن أهم ما في هذه الرواية كونها مستوحاةٌ من أمّي. فعندما غادرتُ تشيلي مع زوجي وابني, بَقيتْ أمي حزينةً جداً. فهي كانت تحبُّ كثيراً حفيدها الصغير فرانسيسكو. وبعد سنوات قليلة, بدأت ترسل له بعض الأشرطة المسجَّلة حيث كانت هي بنفسها تسجِّل سيرة حياتها. لدى اقتراب عيد ميلادها التسعين, حاولنا السفر إلى التشيلي, بيد أنهم قالوا لنا إن دخولنا إلى البلد ممنوع. أما أنا فلم أعتبر نفسي البتة عنصراً ثورياً ولا شيوعيةً أبداً. غير أن حاكم التشيلي الدكتاتور كان قد منع من الدخول إلى التشيلي كل الذين هربوا بعد الانقلاب. ولذا لم أستطع الذهاب لأحييّ والدتي يوم عيد ميلادها. فأرسلتُ لها ملخّصاً عن سيرة حياتها من بعض صفحات تتراوح بين اثنتي عشرة وعشرين صفحة, قُرِئَتْ يوم الاحتفال بعيد ميلادها, الذي أقامه أفراد عائلتها, وقد قاربوا أكثر من تسعة وستّين شخصاً. بعدها بأيام كتبت لي شاكرة هذه المبادرة, ولكنّها أضافت أن حياتها هي أطول من ذلك بكثير. ومنذ ذلك الحين بدأت ترسل لي أشرطة مسجّلة مع كل ما نقص من تفاصيل عن حياتها. دامت هذه المراسلة اثنتي عشرة سنة. وعندما أكملت سيرة حياتها توفّيَتْ أمي, لكنّها لم تتكمن من قراءتها. وأنا لم أجد من دواءٍ سوى دفن مخطوطي هذا في أعماق صندوق, فلقد كتبته من أجلها, وها هي لم تعد على قيد الحياة.
بالإضافة إلى ذلك, كان عليّ أن أحترم ما كانت تكنّه أمّي من نوايا عندما كانت ترسل لي هذه المعطيات عن حياتها, فهي كانت تفكّر في أبنائها وبناتها وأحفادها وحفيداتها, وأبناء وبنات أحفادها وحفيداتها من الجيل الثاني والثالث, وتريد أن يتعرّفوا بهذه العادات القديمة, بهدف أن يوقظوا في نفوس المتحدّرين الأكثر شباباً الاهتمام في معرفتها, وفي احترامها, وفي الحفاظ عليها حيّةً في ذكريات العائلة.
لذلك وضعتُ في الصفــحة الأولى من الكـتاب هذه العــبارة لـ"لويـس ثِرْنودَا" "Luis Cernoda": "إذ ما تذكّرتَ أنتَ هذا, فذكّر به الآخرينَ".
مضت السنوات, وكانت أخواتي يلححن عليَّ في أن أرسل لهنَّ المخطوط. كم كلّفني إخراج مخطوطي من مخبئه, وكم بكيتُ وأنا أعيد قراءته. وقرّرتُ أن أخرجه بشكل رواية. وقمتُ بإقناع زوجي وابني وأخت لي تتكلّم العربية, بأن نسافر معاً إلى سورية. فبوسعي أن أغني هناك مخيّلتي وأشواقي لكي أستطيع أن أكتب ما كنتُ قد فكّرتُ أنّها ستكون رواية رائعة. تعرّفتُ بأشخاصٍ مهمّين جداً في حمص, ولاسيّما في رابطة أصدقاء المغتربين. وحتّى اليوم لا تزال الاتصالات مستمرّة معهم.
قرأتُ الكثير من الكتب والمجلاّت عن سورية في السنوات الأولى من القرن العشرين. وقرأتُ نصوصاً من تاريخ وصُحف ذلك العصر. كما أنني قرأتُ نصوصاً عن تشيلي في تلك الحقبة. وبالإضافة إلى كل ذلك, كانت لي سفرة إلى مرسيليا, هذا المرفأ في فرنسا حيث انطلق منه والدي باتجاه أميركا. أجل, فمع كل هذه العناصر مجتمعة, باشرتُ كتابة روايتيّ. وهكذا وُلدَت رواية "نعيمة" قصّة أمي الطويلة. وكلّ هذه العناصر مع كل الأشخاص الذين ساعدوني, ستظهر في الصفحات الأخيرة من الكتاب.
أما "فدوى", روايتي الثانية التي نشرتها, فهي مختلفةٌ جداً. هي أخت نعيمة. وبالرغم من بحثي عنها خلال سفرتيّ الاثنتين إلى سورية, لم أتمكن من العثور عليها. كانت هي الوحيدة من العائلة التي لم تسافر إلى تشيلي.
بما أنني لم أعثر على شيء عنها, قررتُ أن أكتب سيرة حياتها من نسج خيالي, لأضع فيها بعض المواضيع التي كانت تدور في رأسي وكادت تخنقني. وهذا يعني أن الموضوع كان في حوزتي, فكنتُ أعرف كيف سأبدأ روايتي وكيفَ سأنهيها, أما بنيتها الداخلية فكانت تنقصني.
وهنا سأفتح قوسين لأروي لكم أنني كنتُ معتادة أن أقرأ "دون كيخوتِه" للكاتب الإسباني الشهير ميغيل دي سيرفينتس, كل خمس أو ست سنوات. وعندما قررتُ كتابة "فدوى", كنتُ قد انتهيتُ من قراءة دون كيخوتِه, كم كنتُ أستمتع بقراءتها: فكنتُ أضحكُ وأتأثر, وأعجب من هذا الرجل الذي كتب بريشة طير, وبحبر قارورة وهو في السجن أو مسافر على زورق شراعي, وهو في الشارع, وكيف استطاع كتابة هذه الصفحات مع ذكر العديد من المراجع الأدبية والتاريخية, في مثل هذه الظروف الفقيرة التي كان يعيش فيها.
مع كل هذا الذي كان يدور في رأسي وُلِدتْ بُنية رواية "فدوى". لقد أصيبت بطلة الرواية بالجنون – ليس لقراءتها كتب عن الفروسية, بل لأنها أحبت مسلماً, وهي المسيحية. فخرجت تجوب الشوارع باحثةً عن حبيبها. وكانت تصطدم مع أناس يروون لها مآسيهم. وكانت تقع في أخطاء وملابسات. وتؤكّد حول أمورٍ كثيرة, أن شابةً في عمرها وفي زمانها, لم تكن لتعرِف, ولا ينبغي أن تعرف. وأخيراً, فإننا نرى في هذه الرواية آثاراً كثيرة من "دون كيخوتِه". لا أريد أن أشبّه نفسي بسيرفينتس, حاشى, إنني فقط استوحيت من مؤلَّفه "الكبير" روايتي "الصغيرة".
كل هذا فجَّر فيَّ قصة رمزية عن حياة امرأة مغرومة. وذلك لأن فدوى لم تتمكن في حياتها الواقعية من أن تخطو الخطوات التي خطوتُها في الحياة الخيالية. إنها تمثل المرأة المتحرّرة, في زمنٍ كانت تعيشُ فيه المرأة, ولا تزال تعيش أيضاً في بعض البلدان, سجينة بيتها, حبيسة حصنها, خاضعةً لأوامر زوجها ونزواته وللواجبات المنزلية, والأعمال البيتية.وكي أتمكن من القيام بهذه الخطوة في الرواية, لجأتُ إلى إدخال السحر, وإلى إدخال امرأة اسمها عَنْبَر, لا تعرف من هي ولا من أين أتت. وهذا السر سيبقى غامضاً في الرواية لأنه غير مهم. فالشيء المهم هو رؤية إلى أين استطاعت أن تصل هذه الشابّة في ذلك الزمان, إذا ما كانت على مثال فدوى قادرة أن تحطّم الحواجز.
والآن لنتكلّم عن المرأتين: "نعيمة" و"فدوى".
تزوّجت نعيمة, وهي فتاة شابة صغيرة جداً. وبسبب الظروف السياسية التي كان يمرُّ بها العالم في ذلك الحين, اضطرت إلى ترك عائلتها ووطنها وأرضها, لتهرب مع زوجها إلى بلاد نائية, إلى أن تصل إلى تشيلي. إنها بلاد لا تعرفها ولا تعرف لغتها ولا تفهمها, حيثُ لا أصدقاء ولا أهل ولا سند ديني, بينما كانت في سوريا تتردّد مع والديها إلى الكنيسة الأرثوذوكسيّة.
ويوماً بعد يوم, وعلى غرار كل المهاجرين, كانت تجد نفسها وحيدةً ومنعزلة, (لقد عشتُ أنا شخصيّاً نفس التجربة)... وأتت الحرب العالمية الأولى لتعزلها أكثر فأكثر عن أهلها فأضحت وحيدة حقاً, وذلك لأن المراسلات بدأت تتناقص.
رُزِقتْ أربعةَ عشرَ ولداً, وعندما توفّي زوجها يوسف كان عمر ابنتها الصغيرة –وهي أنا- بضعة أشهر. كان عليها مواجهة العالم وحيدة, للحفاظ على أولادها وتربيتهم والاهتمام بصحتهم وبلباسهم وثيابهم, وإلى ما هنالك... فهي, بصفتها متزوجة, كانت على الدوام المرأة البسيطة والمتواضعة والضائعة. والآن بصفتها أرملة, كان عليها أن تكون قوية, وتواجه الحياة بطريقة أخرى, وتواجه الناس وجهاً لوجه. إني لمتأكّدة, بالرغم من أني لا أذكر ذلك لأني كنتُ صغيرةً جداً, أنها وُلِدت من جديد, وكان عليها أن تولد من جديد وتصبح شخصاً آخر. إنه لأمرٌ غريب ولكنني رأيت هذه الظاهرة من حولي. فعندما تترمّل امرأة كانت تعيش منغلقة في بيتها, ومنصرفة إلى الاهتمام بأولادها ومنزلها, أجل عندما تفقد زوجها وتصبح أرملة, يكون أمامها خياران اثنان: إما أن تبقى على حدادها الصارم وتظلَّ سجينة بيتها, وإما أن تنطلق خارجاً لمواجهة الحقيقة. إن أغلب النساء الأرامل اللواتي عرفتهنّ, اخترنَ السلوك الثاني. أي أنّهنّ خرجن من البيت بقوة وواجهن الوضع بشجاعة وصمود. وفي أحيانٍ كثيرة تمكنّ من عقد زواجٍ ثانٍ, دون تسرّع, وتدبّرن أمورهن بنضوج, وهذه نقطة أخرى بما يخصُّ المرأة المقهورة. يبدو أن المجتمع لا ينظر بعين الرضا إلى امرأة أرملة أو منفصلة عن زوجها, تعمل على اختيار طريق جديد. وفي مثل هذه الحالات لا يأتي القهر من الرجل فقط, بل أيضاً من المجتمع, الذي يسببّ للمرأة الألم في كونها ليس بوسعها أن تكون مثل الآخرين, وعليها أن تعلم أنها عرضة للنقد, والملاحظة والمراقبة من قِبل الجميع, رجالاً ونساءً.
وأخيراً نجد في رواية "نعيمة" عدة نقاط للتفكير فيها: الهجرة, النفي, استيلاء شعوبٍ قاهرة على شعوبٍ مسالمة, الطاعة العمياء للوالدين في الأمور الزوجية, الصعوبات التي تعترض الأزواج في الزيجات بين أشخاصٍ من دينٍ مختلف, وتبعيّة المرأة التامة لزوجها, غياب مراقبة تحديد النسل, الاختلاف الكبير بين الرجل والمرأة, ليس فقط في العلاقة بين الزوج والزوجة, ولكن أيضاً في العلاقة بين الأخوة.
وهناك في روايتي "نعيمة" أمور أخرى أكثر مما ذكرت, سترونها عندما تقرؤونها.
والآن مع الانتقال إلى رواية "فدوى" أخت نعيمة. ترمز فدوى إلى المرأة التي توصّلت إلى التحرر من قيود زمانها ومجتمعها. فهي تترك بيتها وتذهب للبحث عن حبيبها. إنها الحرية, حرية الحب. وكما قلتُ سابقاً, فإن الجنون والسحر والسفر عبر البلدان والصحارى والشوارع, ليست سوى جزء من هذا الأسلوب الرمزي الذي يتيح لهذه المرأة أن تتجاوز حدودها, وتنمو لتصل إلى ما تصبو إليه.
فبالنسبة لي "فدوى" تمثّل استعارة كبيرة عن المرأة الشرقية, التي تجهل كل ما يتعلّق بتحقيقها الشخصية, وبكل التقاليد القديمة التي تمسّها مباشرة. أجل, إنها تجهلها, ولكنّها عندما تواجهها تتصرّف بطريقةٍ ناضجة, من خلال تصرّفٍ يبدو من الخارج, بمثابة جنون. تواجه وضع الحجاب, والبُرقُع والرجم, والختان الأنثوي, فهي رهينة وهي مضطّهدة, ولكنّها تتابع حياتها دون أن يصيبها أي أذى. وذلك ليس لأنّها المرأة الخارقة, السوبّر وومن, بل لأنها من سذاجتها لا تعرف الشر الخارجي, فهذا هو حصنها.
وإننا لنجد في هذا الكتاب مواضيع معاصرة جداً, بوسعنا أن نفكّر فيها, ومنها على سبيل المثال التعلّق الكبير بإرادة الوالدين عندما يتعلّق الأمر بقرار الزواج. وهناك الصعوبات التي كانت موجودة ولا تزال فيما يخصّ الزواجات بين أشخاصٍ من أديانٍ مختلفة. وهناك المشكلة الدينية: فإذا ما كان هناك إله واحد, فلماذا لا نوحّد الإيمان؟, وهناك الرغبة بالانتقام: العين بالعين... وهناك خضوع المرأة أمام غزاة بلدها... والغياب التام لفعالية المرأة في كافة قرارات المجتمع... والانتقاص من قيمة المرأة: فهي أرخص من الحصان, وإلى ما هنالك.....
إنّكم, وبكلّ تأكيد, لدى قراءتكم هذين الكتابين, ستجدون أموراً أخرى كثيرة. والآن, فمن الأهمية بمكان, الاستماع إلى آرائكم وإلى أسئلتكم حولهما. هذا كل شيء, شكراً جزيلاً لإصغائكم.

Encuentro en el  CENTRO CULTURAL ÁRABE SIRIO,
sobre la MUJER, en las novelas “NAHIMA” y “FADUA”,
de la autora chilena de origen sirio, EDITH CHAHÍN,
el martes 14 de Marzo de 2006,  c/Zurbano, 82 -- Madrid
Es un gran honor para mí estar en este lugar, un pedazo de mi querida Siria, entre personas que tienen sentimientos parecidos a los míos en este sentido, y otras personas que palpitan también al unísono ante el tema tan manipulado de la mujer.
Os agradezco vuestra presencia en este lugar y agradezco muy especialmente s nuestro estimado director Dr. RIFAAT ATFÉ al invitarme para estar aquí con todos vosotros, hablando de lo que más le gusta a una autora o autor:  Hablar de sus libros.
Eso es lo que voy a hacer.  Hablar de ESTAS DOS NOVELAS y de esas dos mujeres NAHIMA y FADUA.
Siria es la patria de mis padres, el “BLAD”, como decía mi madre.  Amo a SIRIA desde siempre, pero la amé mucho más después de visitar este país tan maravilloso.   También amo al país donde nací:  CHILE, y os aseguro de que es uno de los países más hermosos del mundo.  Curiosamente en los dos países tiembla y hay terremotos.
No quiero dejar de mencionar a ESPAÑA, otro país estupendo, donde he echado raíces, donde mi hijo se ha educado, crecido y desenvuelto.
Aquí os presento mis dos libros:  Sus protagonistas son dos mujeres.  Pero debo confesaros que cuando los escribí, no pensé en el día de la mujer, ni mucho menos en lo comercial que es actualmente para una editorial publicar libros sobre mujeres.  Ni se me pasó por la mente abusar así de la historia de mi madre NAHIMA y de mi tía FADUA.
Llegando a este punto quiero decir que ha sido un placer enorme escribir estos dos libros.  Me encanta escribir.  Mi madre siempre decía que yo nací escribiendo, y leyendo, metida entre libros.
Todas las autoras y autores sienten gran satisfacción al terminar de escribir una obra que, a veces, le ha costado años y muchos sacrificios.  Es así:  se trabaja un libro, se investiga largamente hasta conseguir todos los datos necesarios para hacerlo, se escribe, se corrige, se cambia, en fin, se le pasa a algún amigo o amiga para que le eche un vistazo.  Por último, se encuaderna el manuscrito y se manda a una editorial.  No siempre se tiene suerte.  Algunos escritores no han conseguido editar en toda su vida.  Esto les ha causado graves problemas de depresión y aislamiento. Pero no quiero extenderme en este asunto.
Pero lo que quiero agregar es que el lector no siempre aprecia todo ese trabajo.  Puede leer un libro en unas horas, en unos días.  Lo único que tiene que hacer es comprarlo y luego disfrutar de su lectura cómodamente sentado.
Algunas y algunos de mis lectores se han tomado la molestia de llamarme por teléfono y felicitarme por mi libro.  Muchas personas lo han hecho y os aseguro que, por lo menos para mí, eso es lo más importante, lo que más me conmueve y me anima a seguir escribiendo.  Así que repito:  Escribir un libro, verlo editado y luego leído por muchas personas es la mejor recompensa para la vocación de escritora o escritor.   Y más aún, saber que lo están traduciendo a otros idiomas.  Ya sabréis que el director de ese Centro Cultural Árabe Sirio, Dr. RIFAAT ATFÉ ya tiene traducidos al árabe varios capítulos de NAHIMA.
Esto parece una introducción demasiado larga.  Hablemos de NAHIMA y FADUA, primero como libros, y luego como personajes.
Lo primero que induce a escribir un libro es tener un tema interesante, del cual se desea escribir, se tiene un deseo vehemente de escribirlo.
Luego viene la búsqueda de la forma, de la estructura del libro.  Con el primero, NAHIMA, no tuve problemas en cuanto a la forma.  Me la dio ella misma, mi madre.  Lo más interesante de esta novela es que fue inspirada por mi madre.  Cuando salí de Chile con mi marido y mi hijo, Nahima quedó muy triste: quería muchísimo a Francisco, su nieto más pequeño.  A los pocos años empezó a mandarle unas cintas magnetofónicas en las que ella misma grababa su biografía.  Al acercarse la fecha de su 90 cumpleaños, intentamos viajar a Chile, pero nos dijeron que estaba prohibida nuestra entrada al país.  Nunca me he considerado un elemento revolucionario ni mucho menos comunista.  Pero el dictador había prohibido la entrada a Chile de todos los que huyeron después del golpe.  Así que no pude ir a saludar a mi madre en su cumpleaños.  Le envié un resumen de su biografía escrito en pocas páginas 12 o 20, y esto fue leído en la celebración que su grupo familiar le ofreció y que ya sumaban más de 69 personas.  Días después me escribió agradeciendo esto, pero añadió que su vida era mucho más larga.  A partir de entonces empezó a mandarme cintas con todos los detalles que faltaban de su vida.  Esto duró unos 12 años.  Cuando tuve completa su biografía, mi madre falleció.  No pudo leerla.  Y no tuve más remedio que sepultar  mi manuscrito en el fondo de un cajón.  Yo la había escrito para ella, y ella ya no estaba. 

Además, yo debía respetar las intenciones que tuvo mi madre al mandarme datos sobre su vida.  Ella quería que sus numerosos descendientes:  hijos, hijas, nietos y nietas, bisnietos y bisnietas, tataranietos y tataranietas conocieran sus costumbres ancestrales, con el fin de despertar en los más jóvenes el interés por conocerlas y respetarlas y de mantenerlas vivas en los recuerdos de la familia.

Por eso, en la primera página del libro, puse el verso de Luis Cernuda:  Si lo recuerdas tú, recuérdaselo a otros.
Pasaron los años, y mis hermanas insistieron que les mandara lo escrito.  Me costó sacar mi manuscrito.  Lloré mucho al releerlo.  Y me propuse convertirlo en una novela.  Convencí a mi marido, a mi hijo y a una hermana que habla árabe para viajar juntos a Siria.  Allí pude enriquecer mi imaginación y mis ansias para poder escribir lo que yo pensaba que iba a ser una novela maravillosa.  Conocí a gente muy interesante en Homs, sobre todo en la LIGA DE EMIGRANTES SIRIOS, con quienes mantengo comunicación permanente hasta hoy. 
Leí muchos libros y revistas sobre Siria en los primeros años del s.XX.  Leí textos de historia, periódicos de aquellos tiempos.  También sobre Chile de esos primeros años.  Con todo eso, además de un viaje a Marsella, ese puerto de Francia, de donde salieron mis padres con rumbo a América; repito, con todo ese material me puse a escribir la novela.  Así nació NAHIMA, LA LARGA HISTORIA DE MI MADRE.  Y todos esos materiales, junto con los nombres de las personas que me ayudaron a conseguir algunos de ellos, aparecen en las últimas páginas del libro.
FADUA, mi segunda novela publicada, es muy diferente.  Era hermana de NAHIMA y, aunque la busqué en mis dos viajes a Siria, no la pude encontrar.  Fue la única de la familia que no llegó a Chile.
Como no encontré nada sobre ella, decidí escribir su vida como una ficción que me ayudaría a desahogar algunos temas que tenía metidos en la cabeza.  Es decir, tenía un tema.  Sabía cómo iba a empezar mi novela y a terminarla.  Pero no tenía la estructura interna. 
Hago un paréntesis porque tengo que contaros que suelo leer EL QUIJOTE de Miguel de Cervantes, cada cinco o seis años.  Al decidir escribir FADUA, recién había terminado de leerlo.  Disfruto muchísimo leyendo EL QUIJOTE: me río, me conmuevo, me admiro al leer que un hombre que escribía con pluma de ave, con tinta de un frasco, en la cárcel o viajando en barcos a vela, en la calle, haya sido capaz de escribir esas páginas con tantas referencias literarias e históricas en esas pobres condiciones.
Con todo esto en mi cabeza, nació la estructura de FADUA.  La protagonista se vuelve loca, no por leer libros de caballería, sino por amar a un musulmán, siendo ella cristiana.  Sale a recorrer los caminos en busca de su amado.  Se tropieza con gentes que le narran sus desventuras.  Comete errores y confusiones.  Acierta en muchas cosas que una joven de esa edad y de esa época ni siquiera conocía y que, además, “no debía” conocer.  En fin, en esta novela se ven muchos rastros de EL QUIJOTE.  No quiero compararme con Cervantes,  No es así.  Sólo que me inspiré en su obra “magna” para escribir mi novela “mínima”.
Todo esto nació en mí como un relato SIMBÓLICO de la vida de una mujer enamorada, porque Fadua, no podía en la vida real, dar los pasos que yo la hice dar en la vida ficticia.  Ella  representa a la mujer liberada en tiempos en que la mujer vivía y vive aún en algunos países, encerrada en casa, monacalmente, sujeta a las órdenes y caprichos del marido y a los deberes del hogar y del trabajo interno. Para poder dar este paso en el relato he tenido que introducir la magia y una mujer, Ámbar, que no se sabe quien es ni de donde ha venido.  Este misterio no se aclara en la novela, porque no interesa.  Lo que sí interesa es ver hasta dónde habría podido llegar una joven de esos tiempos si, como FADUA, hubiera sido capaz de romper barreras.
Ahora hablaremos de las dos mujeres: “NAHIMA”  y  “FADUA”.
NAHIMA fue casada muy jovencita y, por motivos de la historia política que atravesaba el mundo en esos momentos, tuvo que abandonar a su familia, a su patria, a su tierra, y huir con su marido hacia lugares lejanos, hasta llegar a Chile.  Un país que desconocía, con una lengua que no entendía, y donde carecía de amigos, parientes y apoyo religioso.  En Siria ella acudía con sus padres a la iglesia ortodoxa.
De un día para otro se encuentra, como todos los inmigrantes, aislada, desarraigada.  (Mi propia experiencia se parece a la suya)..  La primera guerra mundial la separó mucho más de los suyos, ya que quedó de verdad aislada, porque los correos empezaron a fallar.
Da a luz catorce hijos y, cuando muere su marido YÚSEF, su hija menor -yo-, sólo tenía unos pocos meses.  Le toca enfrentar el mundo sola para mantener a sus hijos, darles educación, cuidar de su salud, de sus ropas, calzados, etc.  Si al estar casada, fue siempre una mujer sencilla, modesta y callada; al enviudar tuvo que fortalecerse y enfrentar la vida de otra manera, de cara al público.  Estoy segura, aunque eso no lo recuerdo, porque era demasiado pequeña, que ella “renació”, tuvo que nacer de nuevo, convertirse en otra persona.  Es curioso, pero este fenómeno lo he visto a mi alrededor.  Cuando una mujer que vivía encerrada en su casa, cuidando de los hijos y del hogar, enviuda, pierde a su marido, tiene dos posibilidades:  guardar un luto riguroso y continuar encerrada, o salir adelante y enfrentar la realidad.  La mayoría de las viudas que conozco, han optado por esta segunda conducta.  Es decir, han salido adelante, con esfuerzo y encarando la situación de una manera valiente y firme.  Incluso, muchas veces, han podido rehacer sus vidas casándose por segunda vez, sin precipitación, haciendo las cosas con madurez.  Éste es otro punto relacionado con la situación de la mujer oprimida.  Pareciera que la sociedad no ve con buenos ojos que una mujer viuda o separada, emprenda un nuevo camino.  En estos casos, el opresor no es el hombre solo, es la sociedad la que le causa a la mujer la angustia de no poder ser como las demás, de saberse criticada, observaba, espiada por todos, hombres y mujeres.
En fin, en NAHIMA encontraremos muchos puntos de reflexión:    la emigración, el exilio, la invasión de pueblos pacíficos por pueblos opresores, la obediencia ciega a los padres en asuntos de opción matrimonial, las dificultades de matrimonios entre personas de distinta religión, la dependencia total de la mujer a su marido, la ausencia de control de natalidad, la ENORME diferencia entre un hombre y una mujer, no sólo entre marido y esposa, sino también entre hermanos.
En mi novela NAHIMA hay mucho más que todo esto.  Lo veréis cuando lo leáis.
Ahora debo pasar a FADUA, la hermana de NAHIMA.
FADUA SIMBOLIZA a la mujer que consigue liberarse de las ataduras de su tiempo y de su sociedad.  Abandona su hogar y se lanza en busca de su amado.  Esto es libertad, libertad por amor.   Ya he dicho que la locura, la magia, los viajes por pueblos, desiertos, calles, no son sino parte de ese simbolismo que permite que esta mujer supere sus limitaciones y crezca hasta conseguir lo que se propone.
Para mí “FADUA” es una gran METÁFORA de la mujer oriental que ignora todo lo relacionado con su propia realidad y con las costumbres ancestrales que la afectan directamente.  Las ignora, pero cuando se enfrenta con ellas, actúa de una manera madura, dentro de la demencia que manifiesta exteriormente.  Se enfrenta al uso del velo y del burka, a la lapidación, a la ablación, es secuestrada, perseguida y consigue salir ilesa.  No porque sea una super-girl, sino porque en su ingenuidad no conoce la maldad exterior.  Ése es su baluarte.
También en este libro encontramos temas muy actuales, sobre los que podemos reflexionar:  la fuerte dependencia de la voluntad de los padres a la hora de decidir una boda, por ejemplo; otra vez aparecen las dificultades que existían y existen para las bodas entre personas de distintas religiones; el problema religioso:  si hay un solo Dios ¿por qué no unir la fe?; el deseo de venganza: ojo por ojo…; el sometimiento de la mujer ante los invasores de su pueblo; la ausencia absoluta de poder de la mujer en todas las decisiones de la comunidad; el desprecio del valor de la mujer: vale menos que un caballo…; etc.
Seguramente, vosotros al leer estos dos libros, encontraréis mucho más.  Ahora sería interesante, escuchar vuestras opiniones o vuestras preguntas al respecto. 
Nada más y muchas gracias.
 
 
 
WEBMASTER : AA-ALSAAD
This Web Site Programmed and Written By ABD ALMASSIH JAMIL ALSAAD ..... Copyright 2003 (C) SCOPNET  All Rights Reserved 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق