الأحد، 22 نوفمبر 2015

مجلة السنونو ( العدد الثامن ) - قصص قصيرة - بقلم: وفاء خرما

مجلة السنونو ( العدد الثامن ) - قصص قصيرة 
 قصص من البرج ( بقلم: وفاء خرما )

قصص من البرج
بقلم وفاء خرما
عودة
-قف أنت ممنوع من دخول الوطن.
–هي أيامي الأخير... جئت أموت في وطني.
–أنت ممنوع من دخول الوطن.
–اسمح لي إذن بخطوةٍ واحدة على أرضه.
–خطوة واحدة فقط!
–خطا. جثا. قبَّل التراب. انقلب ميِّتاً!
حيُّنا
ما لقصر طريق الموت في حيِّنا الفقير! يبدأ بالطبيب الذي يلعب طيلة يومه طاولة النرد مع الحلاَّق, وينتهي بالمقبرة الطينية القائمة على بعد قليل من بيتنا, مارّاً بمحل بيت التوابيت وبدكان الأزهار وبالبناء القديم لكنيستنا الصغيرة.
الوطن في العينين
حصل له أولاده في أمريكا على "البطاقة الخضراء" للإقامة هناك.
قضى أيامه متنقلاً بين الوطن والمهجر.
بعد خمس سنوات دعوه لينال الجنسية الأمريكية.
فقد ابتلع الجرعة المرة للبطاقة الخضراء.
لكن... عندَ تُخوم قلبه توقفت تلك اللقمة الجارحة: أداء قسم الولاء للوطن الأمريكي!
سلّم
صنع سلّماً خشبياً ليتسلق نبات مزهر إلى نافذته.
حزن بعمق يوم أطلَّ عليه من النافذة رأس لص بدلاً من زهرة!
حربٌ أهلية
اشتبكت الفروع وتضاربت بالأوراق والأغصان. ادّعى كل منها الأصل!
تأملت الشجرة بحزن فروعها المحطمة وانتظرت بصبر مولد فروع جديدة تتعامل بالعناق والتقبيل!
أم وابن
المذيع التلفزيوني: لمَ سرقتَ؟
اللص: لأؤمّن كلفة العملية لقلب أمّي المريض.
حدقتْ الأم بعينين متعبتين في الشاشة. تعرَّفتْ على ابنها. انفجر قلبها!
عراق
دخلا دارتهما في بغداد.
صاح الزوج: سرقوا كيس الأرز!
لطمت الزوجة خدَّها صارخةً: بل سرقوا مصاغي... خبأتُ مصاغي في كيس الأرز!
رنَّ جرس الدَّارة. وقفت بالباب امرأة تمدُّ يدها بصرَّةٍ وهي تهمس في خجل: خذوا ذهبكم... أطفالي جياع إلى الأرز فقط!
ضيعة
هتف الطفل القادم من ضيعته وهو يطل على مدينة دمشق من أعلى جبل قاسيون:
يا الله ما أكبر هذه الضيعة!
خيبة
هللَّ الأطفال لمرأى الأكياس السوداء المنتفخة يدخل بها والدهم البيت. الآن سيملؤون بطونهم الجائعة.
لكن... لم يكن في الأكياس غير الكتب!
القصة... والقاتل!
بينما القاصة تقرأ قصتها, تقدم... صرعها برصاصة. طاردته القصة. أطلقت عليه وابلاً من كلماتها.
في الضوء المتفجِّر لتلك الكلمات رأى القاتل فعلته, فأجهش في بكاءٍ عنيف!

 
 
WEBMASTER : AA-ALSAAD
This Web Site Programmed and Written By ABD ALMASSIH JAMIL ALSAAD ..... Copyright 2003 (C) SCOPNET  All Rights Reserved 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق