مجلة السنونو (
العدد العاشر ) -
قراءة في كتاب
|
|
عالم جديد
في الاوساط الاستوائية ( عربي / انكليزي
)
A new world in the Tropical
Spheres
|
|
(عالم
جديد في الأوساط الاستوائية)
تأليف : جِلبيرتو فريري
"
الواقع أنني سعدتُ بهذه الترجمة لما سيكون لها من نتيجة محمودة في العالم العربي
الذي هو في أشد الحاجة لمعرفة البرازيل ، وشعب البرازيل ، وتاريخ البرازيل عن مصدر
برازيلي موثوق به ، له قيمته العلمية والثقافية".
المترجم الأستاذ د. حلمي نصر
أجل.. لولا استشراف هذه الحاجة النابعة من أعماق العالم العربي المقيم اللاهف على
أبنائه المنتشرين ، لما بادرت وزارة العلاقات الخارجية البرازيلية بهمّة أمينها
العام السفير أوزمار ميشيل شحفة العربي الحمصي الجذور من جهة ، وغرفة التجارة
العربية البرازيلية بهمّة رئيسها العربي الحمصي الجذور أيضاً الأستاذ باولو عطا
الله إلى المساهمة الفعلية في ترجمة هذا الكتاب الجامع حول البرازيل من قبل الدكتور
حلمي نصر أستاذ الدراسات العربية في جامعة سان باولو ، ولما قام السفير أوزمار شحفة
بتسليط الأضواء على الكتاب بمقدمة مبهرة شيقة تضعها السـنونو اليوم بين أيدي قرائها
وأمام عيونهم ، لا لاستجلاء جوانب حياة وطن أبنائنا الثاني (البرازيل ) درّة
العالم الاستوائي فحسب ، بل لإسداء التحية من جديد إلى هذا البلد المضياف حاضن ملل
البشرية من كل حدب وصوب ، الناهل بشغف من حضارة كل ملة كأساً دهاقاً ، المؤشر بفخر
إلى أن الحضارات حصيلة تفاعل إنساني لا ينفرد به عرق ، ولا تستأثر به أمة واحدة ،
وإنما قد تحتضنه أي أمة لها مؤهلات الاحتضان والعناية والرفد .. أي كل امة تملك
القدرة على أن تكون على ما احتضنت أمينة ، وله مقدّرة ساقية ، وبه جديرة، كبرازيل
اليوم ، البلد الجدير بالاكتشاف.
ناهيك عما رمت إليه السنونو من أماني ترجيع ذكرى حبيبة لزيارة حبيبة قام بها السفير
أوزمار ابن حمص، المسافرة به في الزمن، والراجعة به على أجنحة الزمن ، وقد قدم في
30 أيلول 2002 بدعوة من الحكومة السورية ، حاملاً بلده الحاضن في كتاب جِلبيرتو
فريري: ( عالم جديد في الأوساط الاستوائية ) إلى بلده الجذر المحضون سورية مترجماً
مضاءً بفيض محبته وعمق ولائه وإخلاصه للوطنين الحاضن والمحضون .
إيماناً منا نحن أسرة " السنونو " بأن في الحروف اصواتَ أصحابها ، وصورَهم ،
وملامحَ قاماتهم وأرواحهم .
نضع
بين أيدي قرائنا وعيونهم حروف السفير أوزمار ميشيل شحفة مستجلين صوته وصورته وملامح
قامته ونفحات روحه في مقدمته لترجمة هذا الكتاب الهدية الغالية ..
نهــاد
مقدمة السفير أوزمار ميشيل شحفة
لترجمة كتاب عالم جديد في الأوساط الاستوائية
بلد جدير بالاكتشاف
قليل
من رجال الفكر وجهوا عنايتهم لدراسة البرازيل ، كما فعل جلبيرتو فريري
Gilberto Freyre . إننا نجد
في الكتاب الكلاسيكي ( البيت الكبير ومسكن العبيد السود)
Casa
Grande & Senzala ( 1933 )
المنظر العام لتكوين الأسرة البرازيلية ، والذي يبين بوضوح دور الهندي الأحمر ،
والمستعمر البرتغالي ، والرقيق الأسود. والمؤلف ـ وهو من ابرز علماء الاجتماع ـ
أوضح أن هذه الأعراق كانت نواة الإنسان البرازيلي . وقد استطاع جلبيرتو فريري ـ
المرهف بالملاحظة والذي لم تنقصه يوماً البراعة الأدبية ـ ان يقوم بإظهار مميزات
الإنسان البرازيلي بجميع أبعادها : بالنسبة للعائلة ، وبالنسبة للزراعة ، وبالنسبة
لفن الطبخ ، وبالنسبة لعلاقات الحب والمودة .
وهذا
الكتاب القيم ( عالم جديد في الأوساط الاستوائية
Novo Mundo nos Tropicos ، 1963
) ـ الذي ظهر بعد الكتاب السابق بما يقرب من ثلاثة عقود ـ يمثل اللحظة التي تم فيها
وصول البرازيل إلى تحديد شخصيته الكاملة . إن جلبيرتو فريري يبين في كتابه هذا تفرد
المجتمع البرازيلي في ثقافته ، وكيف أنها تحددت في الوسط الاستوائي . وهذا العالم
الفذ في علم الاجتماع ـ وهو من مواليد ولاية برنامبوكو
Pernambuco ـ يدافع بحماس عن فرع
هذا العلم الذي سـماه ( عالم الوراثة الاستوائية ) ، ويبين من خلاله التأثير
المتبادل بين سكان هذا البلد الجديد الذي اكتشف عام 1500
بواسطة الملاحين البرتغاليين ، وكيف تم التفاعل بين سكانه حتى وصل إلى إيجاد خليط
فريد من نوعه . إن البرازيل الذي درسه جلبيرتو فريري ـ حسب رأي المؤلف ـ " يحتاج
إلى الاعتراف بأن الصفتين : استوائي ومخلط لهما أثر حاسم على النتيجة المحققة " .
إنني
متأكد بأن ترجمة كتاب ( عالم جديد في الأوساط الاستوائية ) لن تشجع القارئ على
التعرف الكامل للبرازيل فحسب ، بل ستقيم الدليل كذلك على أهمية إسهام العرب في
تكوين الإنسان البرازيلي . إن وجودهم في شبه جزيرة إبيريا
Peninsula Iberica منذ القرن التاسع على
الأقل ، يثبت أن العرب ، والمغاربة ، والبربر ، والمسلمين شاركوا كذلك في اكتشاف
هذا البلد الجديد منذ الابحار على متن البواخر الشراعية البرتغالية ، وسرعان ما
أصبحوا جزءاً لا يتجزأ من القومية الجديدة مع تقوية عملية الاختلاط العرقي . وهذا
الإسهام يؤكده العمل الدؤوب : لدرجة أن الفعل المشتق من اسم سكان شمال أفريقيا
mourejar لا يزال مرادفاً للعمل
في اللغة البرتغالية .
ومن جهة أخرى فإن العبـارة : أنه يعمل كما يعمل المورو
mouro ( أو العرب ) تعبر سواء في
البرازيل أو البرتغال ، عن النشاط المتواصل والشاق لأولئك الذين كانوا كبار
المزارعين وكبار الفنانين:
من نجارين ، وحدادين ، وخياطي ملابس الرجال ، وقصابين وغيرهم من أصحاب المهن
المرتبطة بهذه الأصول العربية ، التي تركت آثاراً واضحة كل الوضوح في مختلف
المجالات ، مثل فن العمارة ، والأزياء وصناعة الحلوى .
وفي
كتاب ( عالم جديد في الأوساط الاستوائية ) ذكر جلبيرتو فريري وزارة العلاقات
الخارجية البرازيلية ، باعتبارها الهيئة الحكومية البرازيلية التي كانت مثالاً
لإتاحة الفرصة ـ على غرار المجتمع البرازيلي كله ـ لمشاركة الرجال والنساء السود
والمخلطين والبيض في السلك الدبلوماسي . وإنني بصفتي من أبناء المهاجرين السوريين
شاهد على هذا التعدد العرقي والثقافي للبرازيل ، ذلك البلد الذي استضاف بكل ترحاب
الأعراق المختلفة التي تقدم اليوم الشخصيات البارزة في الحياة السياسية ، وفي الطب
، وفي المحاماة ، وفي غير ذلك من المجالات المتعددة . لذلك فإنني بكل فخر واعتزاز
قومي برازيلي أوقع على هذه المقدمة المختصرة لكتاب ( عالم جديد في الأوساط
الاستوائية ) . وأنا على يقين من أن القارئ سيجد في صفحاته التي تمت ترجمتها إلى
العربية ، التفسيرات القيمة لبلد لا يزال يستحق التقدير وأنه من الجدير الاستمرار
في اكتشافه
|
|
Shedding Light on a Book
Al-Sununu
( A new world in the Tropical Spheres)
Translated by: Dr. Nadeem Kandalaft
“ In fact I very much enjoyed
translating this book, realizing the great welcome it will receive in the Arab
World which is in great need to know about Brazil, its people, and its history,
from a reliable source who has great scientific and intellectual standing”.
Translator:
Prof. Dr. Hilmi Nasr
* * *
Yes… the inhabitants of the Arab
World long passionately, and need, to hear the news of its spread-out sons.
Realizing this need, the Ministry of Foreign Affairs, at the behest of its
General Secretary, Ambassador Ozmar Michel Chouhfeh, the Arab of Homsian roots,
and the Arab Brazilian Chamber of Commerce with the efforts of its president Mr.
Paolo Atallah, another Arab of Homsian roots, both contributed effectively
towards the translation of this comprehensive book about Brazil by Dr. Hilmi
Nasr, Professor of Arab Studies at the University of San Paolo. Also, had it not
been for the realization of this need, Ambassador Ozmar Chouhfeh would not have
taken the trouble to shed light on the book by a very brilliant and pleasing
introduction, the Sununu puts today at the hands, and under the eyes, of its
readers.
It does so, not only to discover
the aspects of life of our sons’ second home, the jewel of the Tropical World,
but also to greet afresh, the host country that embraces humanity’s races of all
corners of the world, the country that absorbs vehemently and to the full, the
cultures of every and all nations. Doing this, it demonstrates that civilization
is the sum-total of human interactions, that no one race can claim sole
ownership thereef, and that no nation can monopolizes it; but that any nation
can embrace it if it has the qualifications for that embrace, care, and
development. That is any nation that has the ability to be trustworthy of what
it embraces and which values and develops it. Such is today “Brazil”, the
country worth discovering.
In addition, Al Sununu aims at
recollecting the echoes of the wivid memory of a cherished visit, made by
Ambassador Ozmar, the son of Homs who, on the 30th of September 2002,
invited by the Syrian government, came carrying his embracing country in the
book of Gilberto Freri ( A new world in the Tropical Sphere) to his home country
Syria, with all his love and deep loyalty and sincerity to both homes, the
embracing and the embraced.
We, at the Sununu, deeply
believing that written letters carry the voices of those who wrote them, their
images, their features and their souls, we put at the hands and under the eyes
of our readers the “letters” of Ambassador Ozmar to enjoy his voice, image,
features and the fragrance of his soul, in his introduction to the translation
of this book; a present which we value and treasure.
Nuhad
A COUNTRY TO BE DISCOVERED
Osmar V. Chohfi *
Few
intellectuals have been more devoted to the study and interpretation of Brazil
than Gilberto Freyre. His well-known Casa Grande & Senzala (Masters and
Slaves, 1933) is a broad overview of the origin of the Brazilian society,
including the native indians, the european colonizers and the black slaves.
These three races, as Gilberto Freyre explained, are the core of the Brazilian
people. And the sociologist, with a bright, literary style, was able to focus on
all dimensions of the Brazilians: their family structure, their agriculture
methods, their gastronomy and even their sentimental relationships.
New World in the Tropics
(1963) represents, three decades after the publication of his
classical book, the moment in which Freyre’s interpretation of Brazil reaches
its maturity. In this book, Gilberto Freyre eventually describes the cultural
singularity of the Brazilian society, which is throughly characterized by its
tropical environment. A passionate defender of a new scientific branch, the
“Tropical Anthropology”, the Brazilian sociologist – born in the Northeast State
of Pernambuco – analyzes the multiple interations of the inhabitants of the
young country – discovered in 1500 by Portuguese navigators – which has led to a
complex process of racial melting-pot.
Brazil, as
studied by Gilberto Freyre, needs to “reckon in these two adjectives- tropical
and mixed- the reality of its ultimate influence over the substantive”.
I’m sure that the translation into Arabic of
New World in the Tropics will not only increase the knowledge about
Brazil but all the importance of the Arabs in the formation of the Brazilian
people. Settled in the Iberian Peninsula since the IXth century, the Arabs also
participated in the discovery of the new country, as part of the crew of the
Portuguese ships, and lately becoming a part of the new nationality. Their
contribution to the mixed races of Brazilians also means “hard work”: we never
forget that a Brazilian expression “trabalhar como um mouro” (“to work as
strongly as a Moor does”) defines, in Brazil and in Portugal, the continuous and
extenuating effort of those who work as carpenters, iron-mongers, butchers and
tailors.
In New World in the Tropics, Gilberto
Freyre alludes to the Itamaraty – the Ministry of External Relations – as an
example of governmental institution that has promoted the participation of men
and women, blacks, mulattos, and white people on the diplomatic service.
As a descendant of Syrians, I myself know the
cultural and ethnical multiplicity of Brazil, a country which has received many
different races that nowadays are well placed in the political life, as well as
in many other prominent sectors. For these reasons, I proudly signed the preface
of New World in the Tropics; I am certain that any reader will find in
its pages, now translated into Arabic, interpretations about a country that,
because it deserves to be understood, is still being discovered.
* Secretary-General of External Relations
|
|
WEBMASTER : AA-ALSAAD
|
This Web Site Programmed and
Written By ABD ALMASSIH JAMIL ALSAAD
..... Copyright 2003 (C) SCOPNET All
Rights Reserved
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق