الثلاثاء، 1 ديسمبر 2015

مجلة السنونو ( العدد العاشر ) - شعر محلي تداعيات نواسية ( شعر: أنيس فرج )

مجلة السنونو ( العدد العاشر ) - شعر محلي
تداعيات نواسية  ( شعر: أنيس فرج )   

تداعيات نواسية
شعر: أنيس فرج

 
الشارع امرأةٌ شمطاءْ
مطرٌ ورياحٌ وصقيعٌ
الليل عماءْ.
الليل قطيعُ ذئابٍ وحكاياتٌ منكودهْ
والظلمةُ تختلسُ الأضواءْ
ريحٌ وعواءْ
والشارع امراةٌ شمطاءْ
 
               *   *   *   *   *
في الحانة خمرٌ وضجيج ودخانْ
موسيقا تسلبكَ الخذلانْ
تنسيك الحظّ البائسَ والأكدارْ
وشعورٌ خَدِرٌ يتسرّب في أنساغ القلب ويختطفُ الأسرارْ
والجُلاسْ
علبٌ فارغة وعيونٌ تبسمُ للمجهول وتسترقُ الأنفاسْ
يا أصحابْ
بالخمر يصير الليلُ نهارْ
بالخمر يذوبُ اليأسُ وتحترقُ الأستارْ
بالخمر تزولُ خفايا الصدرِ الموجوعِ تطلّ على الكون الأنوارْ
 
               *   *   *   *   *
الليلةََ في ركنِ الحانة نفتتحُ الأنخابْ
يا ساقي
هاتِ الخمرَ سريعاً والأكوابْ
فالصبرُ عصيٌّ ودميمٌ والموقفُ لا يحتملُ الإسهابْ
لا ينفع إلا خمرٌ رقراقٌ يمحو جرحَ الأيامِ وينزع شوكَ الأحزانْ
يا ساقي
أجّجْ في الموقد هذي النارْ
فالبرد يموت معَ اللهبِ
والنار تعربدُ في طربِ
وابدأْ هذي الحفلةَ علّي أشهد راقصةً، نهداها في صدري البائسِ عنقودانْ
يا أصحابْ
العالمُ بوتقةٌ للحزن وسردابٌ مسدودْ
العالمُ دمعٌ وفراقٌ وصديدْ
والناسُ صقورٌ، الأكبر يأكلُ اصغره
والعاشقُ في صحراء الحبّ شريدْ
والعاشقُ مجنونٌ مخمورٌ حتّى لو لم يرشفْ قطرةْ
تتوارى محبوبته في أركان الصدر ولكن لا يبصرها
يقتاتُ من الأمل المحطوم ويبذر قمحاً لكنْ لا يجني غير النيرانْ
وتظلّ تراوده أحلامُ اللقيا، وغواياتُ الوعدِ الكاذب حتىّ يتلبّسه شيطانُ الوهمِ فيختلطَ الأبيض بالأسودْ
يتحوّلُ هذا الكونُ سراباً وهجيراً
ينفرطُ العقد الواهي وتداهمه أسياف العشق ويدميه الحرمانْ
وتضيعُ على جمر الحبّ الألوانْ
فلنشربْ من هذي الجامْ
وعلى الدنيا ألفُ سلامْ
 
               *   *   *   *   *
 يا خلانْ
باسمِ الخمر الخلاقِ، وباسمِ عذاباتِ الإنسانْ
نتقاسمُ هذي الأنخابْ:
نخبٌ لصديقٍ ودّعنا من دون مَعَادْ
كانَ نقيّاً كالنّبعِ، رقيقاً كفراشةِ حقلٍ وجميلاً كالأورادْ
نخبٌ لصديق ينتظرُ الموت أبيّاً،
يبصره لكنّ الموتَ يجافيه
وكؤوس أخرى للأحياء الموتى
يجترّون بقايا من صدأ الماضي ونثاراً من مزقٍ ورمادْ
عجباً!
كيف يظلُّ المرءُ يلوك نفاياتِ العمر وحيداً حتى يأتيه الموتُ وتذروه الآمادْ؟
 
               *   *   *   *   *
 
يا أحمدْ لا تأبهْ
لا تتذمّرْ من وجع العمر النازفْ
ما يذبلْ من شجر الأيام فلن يرجع حتّى لو كنتَ نبيّاً
حتى لو صلّيتَ العمرَ وطرتَ إلى آفاق المجهول ودثّرَكَ القمر الوضّاءْ
يصبحُ ما يثمرُ ما لا يثمرْ
والورق الواجفْ
تحمله أسنامُ الرّيحِ، فيفنى في ذرّات الأرضِ وتطويه الظلماءْ.
يا أحمدْ:
العمر سراجٌ موقوتٌ، العمرُ هباءْ
نوركَ يخبو ثمّ تصيرُ هشيماً، ويجيء الموت ثقيلاً كالعنقاءْ
ولهذا لا تحملْ في أكتافكَ صخرَ الأحلامْ
لا تبحرْ نحو شواطئ موهومةْ
أو تترقّب بعثَ الأشلاءْ..
يا روح الروحْ
عرياناً تحيا، عرياناً للقبر تروحْ
 
               *   *   *   *   *
سيزيفُ يموتُ على الحجرِ
نهشَتْهُ أنيابُ الضجرِ
فاشربْ نخبَ الباقي من تعب الأيّامْ
وعلى هذي الدنيا ألفُ سلامْ
 
               *   *   *   *   *
 
 
أحلم بالصداقات الضائعة، بالزمن الذي انقضى، بالرفاق المسنيين منذ زمن بعيد..أحلم ببيتي، أحلم ببحر مياهه حية، وبسماء لها ثلاث شموس.
(دين ـ ر. كونت)
 

 
 
 
 
WEBMASTER : AA-ALSAAD
This Web Site Programmed and Written By ABD ALMASSIH JAMIL ALSAAD ..... Copyright 2003 (C) SCOPNET  All Rights Reserved 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق