مجلة السنونو (
العدد العاشر ) -
خاطرة
|
|
15 مليون
سوري في الخارج ... وجع الغربة والحنين إلى الوطن (
بقلم: سميح الباسط
)
|
|
15 مليون سوري في الخارج... وجع الغربة والحنين إلى
الوطن
بقلم: سميح الباسط
هناك نحو 15
مليون مغترب شوري هكذا تقدر بعض الجهات أعداد الاغتراب السوري وقد يكون الرقم
قريباً من الواقع إذا أخذنا أجيال الاغتراب السوري المبكر مطلع القرن العشرين وقد
يكون مبالغاً فيه ولكن سورية تملك بلا شك ملايين المغتربين وهم ثروة لا يتم
الانتفاع بها رغم الجهود والأسباب كثيرة حسب دراسة للأستاذ سمير سعيفان وأولى هذه
النقاط ضعف المعلومات المتوافرة عن المغتربين وهي الخطة الأولى للانتفاع بهم إذ لا
تتوافر معلومات عن أعدادهم وانتشارهم في أية بلدان وأية مدن وما أعمالهم وفي أي
نشاطات يتركزون ومن منهم ذو فاعلية اجتماعية أو سياسية وما جوانب حياتهم وعيشهم
وعلاقاتهم ببعضهم بعضاً أو بوطنهم وغير ذلك ما يساعد في رفع القدرة على مشاركتهم في
تنمية بلدهم.
وتتسم العلاقة
بين المهاجر السوري ووطنه بما يشبه القطيعة بالنسبة للمهاجرين القدامى لأميركا
اللاتينية وخاصة مع الجيل الثاني أو الثالث الذي لا يتعلم العربية ويكاد ينسى أصوله
السورية وتتم بالضعف بالنسبة للمهاجرين لأوروبا وأميركا الشمالية حيث تقتصر على
الزيارات كل بعض سنوات وتقدر أعداد المغتربين السوريين في السعودية بنحو سبعمئة ألف
سوري بينما تقدر أعدادهم بنحو نصف هذا العدد في الإمارات العربية وعادة يعود
المغتربون في البلدان العربية إلى سورية بعد انتهاء عملهم فيها وبالتالي هي هجرة
بقصد العمل بينما تتسم الهجرة لأوروبا وأميركا بالهجرة الدائمة ويذكر الدكتور خوري
نرسيان بأن الهجرة العربية إلى أميركا ومنها بخاصة إلى الأرجنتين كانت قد بدأت
حوالي1850 ومع مرور الزمن ارتبط أكثر المهاجرين في بلاد الاغتراب لقد تزوج البعض
منهم من فتيات لا يتملكن لغتهم ولا يعرفون شيئاً عن عاداتهم وتقاليدهم حتى إذا ما
رزقوا بالأولاد هجروا فكرة العودة وصمموا على البقاء نهائياً في بلاد المهجر.
أما الامرأة
المتحدرة من أصل عربي فهي تشارك ضمن المجتمع عن طريق مساندتها في الجمعيات الخيرية
والثقافية والأعمال الإنسانية وربما يكون الجانب الثقافي أكثر قدرة على التقاط
الصيغ المعبرة التي تعكس حقيقة وجود المغترب في صور أفراحه ومعاناته وأننا نتذكر
الأدب المهجري كيف استطاع أن يكون الحامل الوجداني والكوني للمعرفة وللحب وللعواطف
التي تتكسر عبر الطرقات البرية والبحرية ومحطات الرملة حتى تحمل في ثناياها رائحة
الاتجار والبوابات المفتوحة على الانتظار. لقد تبدل الزمن اليوم وساهم تطور
الاتصالات بكل أنواعها على التواصل بين الوطن والاغتراب وهدأت نسبياً العواطف
الجياشة التي كانت تصل بنا حتى البكاء ولابد من الإشارة إلى الكتب والمطبوعات
والصحف التي تساهم في طباعتها الروابط الثقافية وربما كانت مجلة "كلمات" الثقافية
الاسترالية التي أصدرها ولفترة طويلة الدكتور السوري رغيد النحاس مع كوكبة أفضل
مجلة في دنيا الاغتراب لكن مع الأسف قد توقف هذا المشروع الذي وصل إلى أكثر من حلة
فنية ملمة بأحدث النتاجات من حيث الطباعة والغرافيك وصور للوحات تشكيلية بهية
ومعبرة استطاعت أن تؤكد للمجلة ذائقة فنية مميزة أما مجلة السنونو التي تصدرها
رابطة أصدقاء المغتربين في حمص والتي اتسمت بالديمومة والمصداقية فهي تحمل في
ثناياها ذلك الفيض من الدفء الإنساني الذي يعيش ويرفرف في بيوت الناس وأفئدتهم ينقل
العطر من ضفاف اللغة العربية إلى جميع لغات الحب الذي تعمل الأستاذة نهاد شبوع
رئيسة التحرير على إعادة صياغته بعد أن جاء من الجبل والبحر والغابة ومن وراء
البحار العدد الجديد من السنونو تضمن أبحاث ودراسات متخصصة في شؤون الهجرة لكتاب من
واقع البلاد من الأرجنتين وأستراليا وغيرها. إضافة إلى القضايا الفكرية والأدبية
المتنوعة وكانت الهدية الثمينة CD
عزف على العود للفنان الشهير مرسيل خليفة وقصائد للشاعر الكبير محمود درويش أما
غلاف المجلة لوحة للفنان مصطفى الحلاج وبين الصفحات ما يحتاج إلى وقفة ثانية وكتابة
متأنية.
نقلاً عن
صحيفة الديار
|
|
WEBMASTER : AA-ALSAAD
|
This Web Site Programmed and
Written By ABD ALMASSIH JAMIL ALSAAD
..... Copyright 2003 (C) SCOPNET All
Rights Reserved
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق