الثلاثاء، 1 ديسمبر 2015

مجلة السنونو ( العدد العاشر ) - قصة قصيرة جدا مائدة ماء ( محمد غازي التدمري )

مجلة السنونو ( العدد العاشر ) - قصة قصيرة جدا
مائدة ماء  ( محمد غازي التدمري )   

مائدة ماء
محمد غازي التدمري
·        خطـوات
لأنها كانت تنظر منه الخطوة الأولى،
ولأنّ الدّرب كان طويلاً وممتداً
آثر ركوب الطائرة.
 
·        صقيع العراء
- خذي قلبي، واعطني خفّة روحكِ.
- أيمكن الأخذ والعطاء في صقيع العراء.
 
·        مقبضُ الروح
- في الليل فاجأتْهُ نرجسةُ قلبه الغائبة
   تسلّلت إلى أعماقه حتى مقبض روحه
- في الصباح.. لم يسمع غير صوت صرصار الليل.
 
·        قسمة
- على شرفة قصرهما جلسا يتقاسمان ما غنماه
  ليس كزوج وزوجة، إنما كتاجريْن حاذقيْن
- في مطبخ القصر.. ثمةَ خادمة تنام على البلاط.
 
·        خجل
- أنا خجلةٌ منك..
- ولمَ؟
- لأنك دفعت ثروة ثمناً لذلك الفراء الذي أحببتُ.
- لا عليكِ.. فكل ما أملكه رهن ابتسامتك
  بالقرب منهما ثمة طفل شبه عارٍ يصيح بأعلى صوته: بويا
 
·        ثرثرة
لم يترك شاردةً أو ورادةً إلاّ ونشرها أمامها
أما هي، فقد لاذت بالصمت هروباً من ثرثرته
سألها: لماذا لا تتكلمين؟
أجابت بخبثٍ: في الصمت أعمق الكلام!
 
·        تشكيل
بين يديها أمتد ظلّه طويلاً وبشكلٍ غريب جداً
في كفّه تعانقت خطوط قصيرة جداً
في عينيها رفرف بوم أسود.
 
·        فصـول
في بستان سكينتها ولدت زهرة
أخذت القيثارة وغنّت.
في القلب.. تفتّحت الفصول
 
·        بين الأصابع
- لماذا كلما رأيتكِ أشعر أن بساط العمر مفروشٌ بجدائلك.
- لأني الفرح الذي يحصد الشوق.
- لذلك أنا الجميل معك.
- وأنا القبيحة مع غيرك.
   ابتسم وقال:         
   تعالي إذن نتقاسم الجمال بين الأصابع.
 
·        سـراب
- كم أنا مشتاقة لغيمةٍ تهلُّ من عينيكَ سراب أمل
- كيف سترين الغيمة وفي عينيكِ حَوَلٌ
 
·        الخفيف
- في كل خطوة كان يعرف أنها وراءه حلماً وحياة
  ومع ذلك لم يلتفتْ
- فقط حتى لا يقول الظل:
  كان خفيفاً.
 
·        كان وكانت
- كانت الوجه الذي لا يأتي إلاّ مع الريح والإعصار
- كان الوجه الذي لا يهلُّ إلاّ مع الماء والألوان
- كان وكانت بريق الأمل الذي لا يأتي إلاّ مع أحلام العصافير.
 
·        مساحة للقلب
- في قلبها كان يسكن مثل عذوبة الماء
- بين يديه كانت تهلُّ مثل وردة تتفتح مع بدايات الصباح
- بين مساحة القلب وهديل اليدين
  لم يكونا يتمنيان سوى أن تكون الطعنة هادئة.
 
·        مسارب الفصول
على مقعد الربيع جلسا يتناغمان كعصفورين
قرب مدفأة الشتاء، كان قلباهما ينزفان
ثلجاً يُغطيّ مسارب الفصول.
 
 
 
 
WEBMASTER : AA-ALSAAD
This Web Site Programmed and Written By ABD ALMASSIH JAMIL ALSAAD ..... Copyright 2003 (C) SCOPNET  All Rights Reserved 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق