مجلة السنونو (
العدد العاشر ) -
الافتتاحية
|
|
نهاد شبوع
|
|
وكأنه الميلاد الأول
رئيسة التحرير: نهاد شبوع
على
صفحات أرواحنا..، إن لم يكن على صفحات سجلاتنا، أدرجنا أسماءهم – قّراء السنونو
الأعزّاء.. من أدنى بقعة في الأرض.. إلى أقصى بقعة فيها – أدرجنا أسماءهم(أصدقاء
مغتربين)، وبذلك لم نكن على الحقيقة بمتجنّين!!
فهل
من قلبٍ من قلوب هؤلاء القرّاء غير مشبوح بضفّة بعيدة من ضفاف هذا العالم؟.. فيها
تماهى لهم أكثر من حبيب مفارق، حرث عميقاً، وزرع ثميناً، ووهب حياة.. ولم يرجع؟
أَوْهُوَ بأمل الرجوع لا يزال مرهوناً؟! وبانقطاع دروب العودة لا يزال مهدّداً
جَزِعاً..؟!
بحقّ
عضوّيتهم القلبية – هذه – ندعوهم، (قراءنا)، بكل أخوة – نحن "رابطة أصدقاء
المغتربين في حمص" العاملة أبداً على اختراق خرائط العالم.. الباحثة عن وجه كل حبيب
بعيد لشدّه إلى الوطن الجذر والحضن..
ندعوهم إلى محطة خطى
مشيناها.. وإلى منطلق خطىً معهم سنمشيها.. نضمّهم إلينا حول ذاكرة(الخامسة
والثلاثين) لرابطتنا، وقد قرع أجراسها، مهللاً مباركاً، (عام 2008).. ومن على منصة
وصول لا يصل نلامس أسماعهم ومشاعرهم بخطاب فعل الإيمان والنذر والعزم.. والمضي..!
خطاب به نفتتح " لسنونوّهم" شوطة العاشر متذكّرين مذكّرين.. (فإذا تذكّرت الشيء
فذكّر به..) سنونوهم العاشر زاجلهم الأمين.. الطاوي لهم بين ريشاته أكثر من رسالة
حب وشكر وأمل.. وأكثر من تلويحة شوق.. وجدل فكر وقلب وشأن وشجن..! الجائب بهم – على
الأخصّ- الجزر النائية وجنانها المسقيّة بوفائهم وعرفهم.. هناك.. حيث مخرت سفن
اغترابنا بكل طاقاتها البشرية.. وبذورنا الشرقية التي أمرعت في الأرض الطيبة
المستقبلة حضوراً عربياً مشرّفاً، ثمرة عناق عبقرية الإنسان وسلامه.. بعبقرية أخيه
الإنسان وسلامه.. المخلوق على صورة الله ومثاله.. ليبقى الله معنا.. ولتتوزع آلاؤه
- كالسحابة- في كل مكان يعطش إليها.. وليبقى هذا الفتح المهجري الإنساني الأكْمَل
القدوة والظفر والمثال..
ألف
تحية ترحيب بكم - قراءنا- دمتم معنا(أصدقاء مغتربين) تقلّصون المسافات بين القارات
لتضحي مسافة قلب..!!
الخطاب:
أما
وقد تجاوزت رابطتنا:" رابطة أصدقاء المغتربين" مرحلةَ التبشير والإشهارِ والتعريف,
لاستوائها إيماناً في قلب الوطن… ودماً في شرايينه ورافداً شعبياً يصبُّ في
مؤسساتِه الرسمية, فليسَ ثمةَ حاجةٌ للخطاب المدوّي والبيانِ المفسرِ الجهير، ليكون
وكأنه, عيدُ ميلادٍ أولُ للرابطة, يُفـَتـِّقُ الوعود والأحلام، لا عيدَ ميلادٍ
خامساً وثلاثين من الأعوام فعلّ الوعودَ والأحلامَ على مرِّ الأيام، وفصَّلها على
قدِّ السنين واقعاً مزهراً ينبضُ عطاءً.. ويتنفّس مطامحَ وجِدة وأشواقاً..!
لابد
من هذا الموقع, أن نعرّج بالذكر والشكر لرعيل رابطيّ سلف, منهم من سقط في الدربِ,
ومنهم من لا يزالُ يتابعُ الدرب: شبابٌ أضحوا اليومَ كهولاً في العمل.. ويافعون
التحقوا مــجــدداً في العمل متحمسين لخوض غمار البناء, أياديهم في الــطـين,
وأفكــارُهــم في التخطيطِ والتدبيرِ والتطوير، تماشياً مع أبعادِ الهجرة الجديدةِ
وأسبابِها, ومرجعيتُهُم الرسميةُ ـ أبداً ـ "وزارة المغتربين", هدية ُ الوطن
المقيمِ وزهرةُ أحلامِ الرابطة التي تفتحتْ في عِقدِها الثلاثين, في عهدٍ رعى
الاغتراب مقدراً أهميةَ هذا المفصل ِ الحيويِّ في حياةِ سورية.. بل في حياةِ شعوب
الأرض وتمازُجها في ثنائياتٍ, هي مصدر نهوض ِ العالم وانتعاش ِ الإنسان.
أجل..
في البال ذكرى أمسِ مضى سريعاً وكأنه البارحة.. كان فيه انبلاجْ صبحِ الولادةِ
وإشراقةُ البدايةِ.. الرهانُ الصعبُ.. وامتحانات الجدارة.. لنكونَ الآن..!!
ولسنا
بحاجةٍ أيضاً أن نستعرضَ حصادَ الآن, لنعرّفكم بما أنتم به أعرف.. ولنُريَكم ما
ترونه أمامكم أسطعَ وأوضح.. بل لسنا بحاجة أن ندخلَ معكم في تفاصيلِ خطى مشيناها..
وتفاصيل ِ زهورٍ قطفناها وأشواكٍ جرّحتنا تجاوزناها بالمضي الشّجاع والإرادةِ
الصابرةِ والتصميم المؤمن.. قبل أن تستويَ مؤسستُنا الصغيرةُ الكبيرةُ بستاناً
أخضرَ ظليلاً للجميع بـ (بيتِ المغترب وسنوِنوِّهِ), رمزِ حضورِ المهاجر في وطنه,
ورتوعِهِ في حضن أمِّهِ وأهله… بستاناً ثمارُهُ مختلفةُ المَذاقاتِ والألوان.. من
بحثٍ عن أطياف أهل.. ومراقد جذور.. من ردم ٍ للمهاوي وإقامةِ جسور العبور.. من جلاء
صور وطن وحضارات مدن.. من تبادل خطابٍ واختراقِ ثقافات.. من توطيد موداتٍ.. ومآبِ
طيور وإرواء أشواق..
ثمارٌ
يقطفها بالتساوي بعيد والدار وقريبو الدار, في وطن لايزال اعتزازُهُ الأولُ روحاً
شرقيةً تترقرق قيماً وزّعها على العالمِ ـ يوماً ـ خبزاً جوهرياً ولايزال.. بل في
مدينة قوامُها الأغلى حبٌ صادقٌ وشوقٌ مقيم وبحثٌ لاهفٌ عن فلذ الأكباد المنتشرين
نبوغاً ونوراً.. حباً وسلاماً في كل مكان…!!
أحلامٌ وأحلامٌ تظلُّ المؤشراتِ الحية َ إلى واقع ِ بنيانٍ يتحقق..
ولكن.. ما قيمةُ كلِّ ما يتحققُ إذا لم تحرسْهُ عينُ الرعايةِ والمتابعةِ وصدقُ
النيةِ.. ولمساتُ الإنسانِ الحنونة الذكية!!؟
أنتم
هذا الإنسان.. وإلا لكان البنيانُ حجراً جامداً خاوياً.. أنتم هذه الرسالةُ
المتماهيةُ مع الهدف والنذور، أنتم هذا العطاءُ السخي بلا مَنٍّ أو أذى، بمبدأ أن
تنسَوْا كلَّ ما أَعْطَيْـتُمْ وألا تنسَوْا كلَّ ما أُعْطِيتُم..
ظلّوا
هكذا: النبضَ والمنى والرجاء, دعاةَ البحثِ والأشواق, سَدَنةَ جسورِ المحبة
وممهدِّي دروبِ اللقاء, واسلموا إلى دوراتٍ عديدةٍ تطلقُ أبداً سنونوَّاتِ العودةِ
والفرحةِ وتختصرُ الجغرافيا والزمنَ والبُعاد…!!
|
|
WEBMASTER : AA-ALSAAD
|
This Web Site Programmed and
Written By ABD ALMASSIH JAMIL ALSAAD
..... Copyright 2003 (C) SCOPNET All
Rights Reserved
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق