الثلاثاء، 1 ديسمبر 2015

مجلة السنونو ( العدد العاشر ) - وداعا ورحل الدكتور شاكر الفحام ( بقلم: د. محمود البرداوي )

مجلة السنونو ( العدد العاشر ) - وداعا
ورحل الدكتور شاكر الفحام  ( بقلم: د. محمود البرداوي )   

ورحل الدكتور شاكر الفحام
بقلم: د.محمود الربداوي
 
          كما تتساقط أوراق الشجر في أواخر الخريف يرحلون ولكن بغير وداع وبغير عودة، تختطفهم المنية فرادى غيرَ أنهم يكوّنون أمواجاً بشرية يُضافون إلى الأمواج البشرية التي سبقتهم، يُضيفون إلى أديم الأرض كتلة من أديمها البضّ الذي خلّف على ظهرها ما كان يسمّى الحياة، ولذلك يصدق تحذير حكماء الأمم كالخيام عندما قال:
فامشِ الهوينى، إنّ هذا الثرى         من أعين ساحرة الاحورار
 
وتحذير المعرّي الذي كان أكثر إجلالاً للموتى عندما قال:
 
سِر إن سطعْتَ في الهواء رويداً     لا اختيالاً على رفات العـباد
 
          بالأمس رحل الدكتور شاكر الفحّام، ورحلت معه حصيلة أكثر من ثمانين عاماً من الكدّ المتواصل لتحصيل العلم والمعرفة، ولد شاكر في عام 1921 في مدينة حمص في بيئة ورعة محافظة، وفي أسرة عُرِفَتْ بالتفقه والتدين والصلاح، فشبّ متمسّكاً بآداب دينه، وأخلاق قومه، دخل المدرسة الابتدائية في البلدة التي ولد فيها، ولما تمكّن من القراءة والكتابة لم يَطُل مُقامُه في حمص، بل دفعه طموحه للاستزادة من العلم فتوجّه إلى دمشق وفيها عمّق معارفه، والتقى بالرعيل الأول من الشباب المتفتح على القومية العربية، فراح يوائم بين علم يُحصّله، وفكر عروبي يزاوله، واضطرته ظروفه المعاشية إلى البدء بمهنة التعليم، هذه المهنة التي تأصلت في نفسه في قادمات الأيام فأحبها وأنفق الكثير من أيامه في ممارستها، وعلى الرغم من أنّ طبيعة هذه المهنة ومتطلباتها قذفت به إلى أول مدرسة ابتدائية في قرية تسمّى(تسيل) على بعد بضعة كيلومترات من مدينة حوران، فقد مارس هذه المهنة بحبّ ونشاط، ولكنّ تطلّعه لحياة أفضل، وعلم أعمق دفعاه إلى الرحيل إلى القاهرة حيث حصّل بعثة لتعميق علمه، فحاز فيها شهادة الإجازة في الآداب، ارتدّ بعدها إلى سورية وطفق يدرّس في ثانوياتها بين دمشق وحمص والحسكة، ولكن حنينه لمزيد من العلم عاوده مرة أخرى للعودة إلى القاهرة، ولكنْ متابعة للدراسات العليا، ودفعه حبه للعروبة والعربية إلى التخصّص والبحث في أدب الجذور العربية، فاتّخذ من موضوع رسالتيْ الماجستير والدكتوراه عَلَمين من أكبر أعلام اللغة والأدب العربي تأثيراً في اللغة والأدب هما: الفرزدق وبشار بن برد، ومن قراءة ديواني هذين الشاعرين بدقة متناهية، وتتبّع أخبارهما في كتب التراث تكوّنت لدى الدكتور شاكر هذه الخميرة التراثية الأدبية واللغوية، وقدّم أطروحتين عن الشاعرين: القديم والمجدّد، لم يترك عنهما مزيداً لمستزيد، فلاقت هاتان الدراستان قبولاً حسناً لدى المشرفين على إعدادهما، حيث شهدا بأن صاحب هذين العملين يبشّر بباحث سيكون له شأن في عالم الأدب واللغة، ولدى رجوع الدكتور شاكر إلى دمشق عام1963 عُيّن أستاذاً في كلية آدابها، وكان عمله هذا أحبّ الأعمال إليه، وأرضاها لنفسه، وأقربها إلى هواه، غير أن الرفاق الذين شاركهم النضال بالأمس البعيد اختطفوه من التعليم الجامعي ودفعوا به سفيراً إلى الجزائر، واختاروا له الجزائر، لأن عهد الجزائر بالاستقلال كان قريباً، فاستقلال الجزائر كان عام 1962، وكانت فرنسا التي رانت على صدر الجزائر قرناً وثلث القرن قد حاولت غسل أدمغة الجزائريين من لغتهم الأم وغرس اللغة الفرنسية مكانها؛ لتقتلع فيهم جذور الشعور القومي والانتماء العروبي، ولذلك كانت مهمة الدكتور شاكر شاقة لا لأداء وظيفة كسفير ديبلوماسي وإنما كمبعوث لتعزيز العربية في هذا القطر التائق إلى العربية، والطامح إلى الانتماء العربي، وفي الجزائر أقام الدكتور شاكر علاقات دبلوماسية وعلمية لغوية طيّبة مع أعلى الشخصيات المسؤولة في أعلى الهرم الحكومي كان لها أكبر الأثر في عملية(التعريب) في الجزائر، سواء في الفترة التي قضاها سفيراً أو عند عودته إلى الوطن، وإطلاع السيد الرئيس الراحل حافظ الأسد. رحمه الله. على واقع التعريب والعروبة في الجزائر ممّا دعا السيد الرئيس إلى ضخّ فئات المعلمين والمعلمات في شتّى مراحل التعليم الابتدائي والثانوي والجامعي، ليسهموا في تعريب الجزائر، وخصّهم بمكرمة رئاسية، ولأوّل مرة يُعطى المعارون إلى الجزائر، رواتبهم كاملةً في سورية، فضلاً عن الرواتب التي يتقاضونها من الحكومة الجزائرية الناشئة، وفي الحقيقة وفدت إلى الجزائر خيرة المدرسين الذين سيكون لهم أثر في قضية(التعريب) في قادمات الأيام.
         وبعد عودة الدكتور شاكر إلى الوطن، بعد هذه المكرمة التي قدّرتها الجهات المسؤولة في سورية عُيّن الدكتور رئيساً لجامعة دمشق، غير أنه ما إن تسلّم عمله الجديد حتى استيقظت فيه رغبتها الأكيدة للتعليم، فآثر أن يجمع بين رئاسة الجامعة والتعليم فيها، فكان إذا انتهى من عمله كرئيس جامعة عرّج على كلية الآداب، ليلقي محاضرته على طلبتها، وإتقانه للعملين وتفانيه فيهما جعله موضع تقدير السيد الرئيس، فقلّده منصب وزير التعليم العالي، وكل الذين تخرجوا بين عامي1970 و1973 يدركون أن شهادات تخرجهم موقعة منه، واخذ نجمه في السطوع فعُيّنَ وزيراً للتربية بين عامي(1972و1978)، ولا أريد أن أتحدّث عن هذه الفترة من نشاط الدكتور شاكر؛ لأنه ما من معلّم أو مدرّس على مساحة القطر إلا ويعرف ما قدّمه الدكتور شاكر لهذا الوطن، وإنّما أريد أن أرصد محطّات تاريخية أخرى في حياته، تجمع بين المناصب الفخرية والتوجه العلمي اللغوي والأدبي اللذين يحبهما، ففي عام 1993 انتخب رئيساً لمجمع اللغة العربية بدمشق خلفاً لرئيسه الراحل الدكتور حسني سبح، وكان قبل ذلك قد اختير عضواً في المجلس الاستشاري لنعهد المخطوطات العربية، كما اختير عام(1980-1984) رئيساً للجنة الإشراف على مجلة دراسات تاريخية، يليها ولأعوام طويلة بين(1981-1994) تسلم مديراً عاماً لهيئة الموسوعة العربية بدمشق، حيث كان له فضل النشأة للدكتور عزيز شكري فضل الإتمام، وتعاقب بينهما ثلة من خيرة المختصين، كما انتُخِبَ الدكتور شاكر عضو شرف في مجمع اللغة الأردني 1984، أما في عام 1996 فقد انتُخب أميناً عاماً مساعداً لاتحاد المجامع اللغوية العربية، وثمّة حدث هام حصل عام 1998 حيث حاز الدكتور شاكر جائزة الملك فيصل العالمية في الأدب العربي، وهو العام الذي حصل فيه الدكتور أحمد زويل(عالم العرب) على جائزة الملك فيصل العالمية في العلوم، وهو طلائع عام خير على أسرتي الفحام والزويل الذي أصبح فيه الدكتور خير يعتز بها القطران: سورية ومصر بعالم عربي يحمل الجنسية الأمريكية طبّقت شهرته الآفاق وأهّله علمه إلى الفوز بجائزة نوبل في السنوات اللاحقة، ما كنت لأريد أن أتحدث عن هذه المحطّات في حياة شاكر، وفيها المحطّات الكبرى والصغرى، ولكنْ إذا لم يذكرها رجل مثلي عاصرها وعرفها. ولو مجرّد ذكر. لضاعت في زحمة تراكم الأيام، وتعاقب الأحداث الأليمة التي يمر بها عالمنا العربي الذي تجتاحه العولمة، وتريد إعادة هيكلته بتسميته شرق أوسط كبير، أو تعاون متوسطي(نسبة إلى الدول المطلّة على البحر الأبيض المتوسط) وهو آخر مصطلح سياسي مطروح على الساحة، ولكن سأترك هذا جانباً لرجال هم أقدر مني بالحديث عنه، وأعود إلى صاحبي وصديقي الفقيد الدكتور شاكر. رحمه الله. لأتحدث عن جوانب أولى بالحديث، وأجدر بأن يخلدها التاريخ لحقبة عشناها أنا وهو، فمن حق التاريخ علينا أن نسجلها له.
         صحيح أن الدكتور شاكر رحل بالأمس، ورحل معه مخزون من العلم كبير، ورَحَلَتْ معه خبرة وتجربة عُني بانتزاعها من فم الزمن تزيد عن ثمانين عاماً، ولكنه مع ذلك خلّف لنا الشيء الكثير، والعلم الجم الذي فاضت به قريحته سواء بالكتب التي ألّفها، أم بالبحوث التي صنّفها، أم بالآراء التي منحها في محاضراته ومناقشته لرسائل الماجيستير والدكتوراه، والكتب التي حققها، وهو في التحقيق والتأليف سليل مدرسة، تهتم بالتوثيق وتنشد المصداقية في كل حرف تكتبه وتوثّقه، وقد أسمعته ذات مرة قول الشاعر:
وما من كاتـب إلا سيـفنى         ويُبقى الدهر ما كتبتْ يداه
فلا تكتب بكفك غير شيء        يُسرّك في القيامة أن تراه
 
          فاستعادني في البيتين أكثر من مرة، ومع ذلك كان زاهداً في تجميع ما دبّجته كفّه. وهو شيء جدير بالجمع. ولكن زحمة أعماله الإدارية طفت على أعماله الأدبية واللغوية والثقافي، فلم يجد في زحمة عراك الأيام ما يستطيع به أن يلم شعث ما كتب، ولولا أن قيّض الله له صديقاً كريماً هو الأستاذ محمود الأرناؤوط جمع ما صدر عن الدكتور شاكر من أدب وثقافة، وفكر في كتاب سمّاه(القطوف الدانية) في مجلّداته الخمس، لحرمّتْ الأيّام الأجيال القادمة من كثير من نتاج الدكتور شاكر وفكره، فإذا طالعنا هذه المجلّدات فإننا سنقع على إشراقة الأسلوب، وجمال الديباجة، وإحكام النسج، وعذوبة البيان، وسلامة الطبع، والألفاظ المنتقاة بعناية فائقة بالذائقة الأدبية النقّادة.
           وإذا قال النقّاد القدماء في كتب الجاحظ: " إنّها تعلم العقل أوّلاً، والأدب ثانياً...". فيمكن القول: إن دراسات شاكر تعلم صحة التفكير، ودقة النقد، وجمال التعبير.
           وفي ختام هذه المقالة أعتذر لكبح القلم عن إيراد التفاصيل المهمة أحياناً لأن مفاجأة مناسبة رحيل الدكتور شاكر باغتتني فأحجمت عن إيراد بعض المعلومات التي سأفصّلها في كتابي المعنون بشطر بيت من الشعر:(ذهب الذين أحبّهم) ترجمْتُ فيه لمجموعة كبيرة من الأدباء وآثارهم الأدبية والنقدية، أمثال الدكتور شكري فيصل، وسعيد الأفغاني، وأمجد الطرابلسي، وشفيق جبري، وعمر فرّوخ، وصبحي الصالح، وغيرهم...
           ومن علاقاتي بهم وهم أحياء، وهي علاقات لا أتصور أنها ستذكر في كتابٍ غير كتابي هذا.

رحيل العلامة د. عبد الكريم اليافي
مازن يوسف صباغ
 
رحل عن عالمنا صباح يوم السبت 11- 10 - 2008 أحد القامات الكبار من المفكرين والأكاديميين السوريين، د. عبد الكريم اليافي الذي توفي في دمشق عن عمر ناهز 89 عاماً قضاها في البحث والتدريس والإبداع، وقدم خلالها العديد من المؤلفات الفكرية والأكاديمية المهمة في مجالات علم الاجتماع والفلسفة والأدب العربي.
 
ولد العلامة والمفكر والأديب الموسوعي عبد الكريم اليافي في مدينة حمص عام 1919، وتلقى تعبيمه الابتدائي على أيدي أئمة مدينته الأم في القرآن والحديث واللغة العربية، ثم نال الثانوية العامة- فرع الرياضيات ليلتحق بعدها بكلية الطب في جامعة دمشق، لكن دراسته للطب توقفت حين تم إيفاده ضمن بعثة لدراسة العلوم الطبيعية في فرنسا، حيث نال من جامعة السوربون في باريس الإجازة في العلوم الرياضية
 
والطبيعية عام 1940 ومن ثم إجازة الآداب عام 1941 وإجازة في الفلسفة عام 1943 وبعدها نال درجة الدكتوراه في الفلسفة عام 1945.
ولم تكتف طبيعة د.اليافي الشغوفة بالعلم والتحصيل العلمي بالشهادات التي نالها فاستمر في طلبها، حيث نال شهادات عديدة في دراسات الفلسفة العليا وعلم النفس وفلسفة الجمال وعلم الفن والمنطق والفلسفة العامة وتاريخ العلوم وفلسفتها وعلم الاجتماع والأخلاق.
وعمل العلامة اليافي مدرساً في حمص، ثم عمل بعدها في قسم الفلسفة بجامعة دمشق لينال مرتبة أستاذ كرسي في الفلسفة في جامعة دمشق، وليغني الحياة الأكاديمية بالعديد من المؤلفات التي أصبحت مقررات في كلية علم النفس بجامعة دمشق.
وشغل الراحل الأعمال والمناصب التالية:
1-     خبير أول لدى الأمم المتحدّة في بيروت وبغداد.
2-     عضو مجمع اللغة العربية بدمشق.
3-     عضو المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية في زمن الوحدة بين مصر وسورية.
4-     عضو جمعية البحوث والدراسات والمجلس الأعلى للآثار في وزارة الثقافة.
5-     أول رئيس تحرير لمجلة التراث العربي. وبالإضافة إلى عضويّته في العديد من الهيئات العربية والدولية.
ومن أهم مؤلفات العالم د. عبد الكريم اليافي:
1-     الفيزياء الحديثة والفلسفة- دراسة- دمشق 1951.
2-     في علم السكان- دراسة- دمشق 1959.
3-     المعجم الديموغرافي متعدد اللغات – القاهرة 1962.
4-     دراسات فنية في الأدب العربي- دراسة- دمشق 1963.
5-     المجتمع العربي ومقاييس السكان- القاهرة 1963
6-     تمهيد في علم الاجتماع- دراسة- دمشق1964.
7-     دراسات اجتماعية ونفسية - دراسة- دمشق 1964.
8-     الشموع والقناديل في الشعر العربي- دراسة- دمشق 1964
9-     العلم والنزعة الإنسانية- دراسة- ترجمة- دمشق 1964.
10- تقدم العلم– دراسة- دمشق 1965.
11- فصول في المجتمع والنفس- دراسة- دمشق 1974.
12- معالم فكرية في تاريخ الحضارة العربية الإسلامية- دراسة- دمشق 1982.
13- جدلية أبي تمام- دراسة- بغداد 1983.
14- النص العربي للمعجم الديموغرافي المتعدد اللغات- بغداد.
15- معجم مصطلحات التنمية الاجتماعية في العلوم المتصلة بها- جامعة الدول العربية.
والعديد من الدراسات والنشرات والمحاضرات.
درس نصوصاً للصوفية الأوائل الروّاد، كالحلاج والحارث بن أسد المحاسبي والجنيد، تم عمد إلى تدريس أحد أهم كتب الصوفية والتصوّف وهو "فصوص الحكم للشيخ محيي الدين بن عربي"، ودرس قضايا الفيزياء الحديثة ومشكلاتها في كلية العلوم، كما درس علم الاجتماع والفلسفة الإسلامية والمنطق في كلية الشريعة، كما درّس مادة الإحصاء الحيوي في كلية الصيدلة، وعلم النفس وعلم الاجتماع في كلية الطب.
منحه الرئيس بشار الأسد وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة، وكرّم في العديد من الجامعات والمنتديات العربية.
قدم الراحل د. عبد الكريم اليافي في سنوات عمره المديد الكثير للحياة الفكرية والأكاديمية السورية بخاصة والعربية بعامة والإنسانية كذلك، وذلك في مختلف المجالات التي تخصص فيها: "علم الاجتماع - علم النفس- الفلسفة العامة – فلسفة العلوم- الأدب والتراث العربي"، وأغنى المكتبة العربية والعالمية بالعديد من المؤلفات والمراجع المهمة، ولا شك أن رحيله سيترك فراغاً كبيراً سيكون على الأجيال المتتابعة التي تتلمذت على يديه من الأكاديميين السوريين والعرب مهمة ملئه، ومتابعة الرسالة التي حملها طوال ستة عقود من العمل على دفع الحياة الأكاديمية والفكرية والثقافية في سورية والعالم العربي خطوات إلى الأمام.
وقد شيّع الراحل يوم 12-10-2008 في مدينة دمشق ودفن فيها، برحيل د. عبد الكريم اليافي تفقد الثقافة السورية والعربية أحد أبرز مبدعيها وناشطيها الذين أعلوا بنيانها، رحم الله الفقيد الكبير.
 
 
 
 
 
 
WEBMASTER : AA-ALSAAD
This Web Site Programmed and Written By ABD ALMASSIH JAMIL ALSAAD ..... Copyright 2003 (C) SCOPNET  All Rights Reserved 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق