الجمعة، 6 نوفمبر 2015

مجلة السنونو ( العدد الخامس ) - خاطرة - لماذا لايتمتع الناس بنعم الله عليهم ؟ ( عبد المعين الملوحي )

مجلة السنونو ( العدد الخامس ) - خاطرة
لماذا لايتمتع الناس بنعم الله عليهم ؟ ( عبد المعين الملوحي )

خلق الله لنا العيون لنرى بها
وخلق الله لنا الأنوف لنشم بها
وخلق الله لنا الأيدي لنستعملها
وخلق الله لنا الأرجل لنمشي بها
وخلق الله لنا الوجوه لترى نور الشمس وضياء القمر
وخلق الله لنا الأصوات لنتحدث بها
فما بال بعض الناس لا يتمتعون بما أنعم الله به عليهم.
أما العيون فيضعون عليها حجاباً يعميها
أما الأنوف فيضعون عليها نقاباً يخفيها
وأما الأيدي فيطيلون أكمامها
ويمنعونها أن تمتد لمصافحة من يمد أيديه إليها
وأما الأرجل فيضعون لها قوالب من حديد لكيلا تمشي مشية طبيعية
وأما الوجوه فيسترونها لكيلا ترى النور
فما بال الناس أو بعض الناس لا يتمتعون بنعم الله عليهم ؟
وإليكم هذه المشاهد:

المشهد الأول :  في الأرض التي يقع فيها المستشفى الوطني اليوم، كان يقوم سهل كبير يمتد بين السكة الحديدية السابقة وبين آخر البنيان في جورة الشياح في ذلك الوقت، وكان هذا السهل الفسيح يزرع كل سنة بالفول، وفي الربيع تخرج الألوف للتمتع بخضرة الفول وروعة أزهاره. وكانت النساء يخرجن فيمن يخرج للفرجة، ولكن يدرن ظهورهن إلى السهل الأخضر ويدرن وجوهن إلى حيطان المنازل ليروها أولاً وليتنشقن ريح الكلس الذي كانت تطلى بها جدران تلك المنازل.
          هذا نموذج من العيون والأنوف والوجوه.

 المشهد الثاني:  دخلت غرفة الجلوس في بيتي. كانت ابنتي تستقبل صديقة لها في الخامسة عشرة من عمرها، كنت في الثمانين من عمري ومددت يدي لمصافحة الصبية فردت يدها عني وقالت: عفواً أنا لا أصافح الرجال.
          وهذا نموذج كان من الأيدي.

المشهد الثالث:  عندما كنت في الصين رأيت عجائز من العهد القديم يمشين هوناً على أرجلهن الصغيرة، ولا يتجاوز أقدامهن عشرين(سم) وكن يفعلن ذلك لسرور رجالهن الذين يفضلون الأقدام التي توضع في قوالب من الحديد لتتكسر وتصغر على الأقدام التي تنمو نمواً طبيعياً.
          وهذا نموذج ثالث من الأقدام.

 المشهد الرابع:  ذهبت إلى بيت صديق لي لأزوره، وطرقت الباب وسمعت من وراء الباب بعد سؤالي عنه صوتاً أشبه بفحيح الأفعى : "مانو هون".

          وهذا نموذج رابع من الأصوات.
           نعم، نحن نتطور ويتطور المجتمع الإنساني والحمد لله.

في الأرض من يشكر الله على نعمه
هناك عيون ترى النور
وهناك أنوف تشم الأزهار
وهناك أيد تصافح أيدي الرحال
وهناك أصوات تنطلق طبيعية.
وهناك أرجل تنمو كما يشاء لها النماء.
فمتى تتحرر كل العيون والآناف والأيدي والأصوات والأقدام ؟.

قال لي صديقي الأستاذ مراد السباعي ـ رحمه الله ـ
          كانت جدتي سافرة في حمص، وسألتها ذات يوم :

ـ لماذا لا تضعين الحجاب على وجهك كسائر النساء يا جدتي
و قالت لي : يا بني، لقد أعطاني الله عينين لأرى بهما فلماذا أفرض عليهما العمى.
          هذا منطق الحياة. هذا شكر الله على نعمته.

ولكن بعض الناس ـ ويا للأسف ـ يفضلون منطق الموت ولا يتمتعون بما آتاهم الله من فضله.
 
 
WEBMASTER : AA-ALSAAD
This Web Site Programmed and Written By ABD ALMASSIH JAMIL ALSAAD ..... Copyright 2003 (C) SCOPNET  All Rights Reserved 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق