الجمعة، 6 نوفمبر 2015

مجلة السنونو ( العدد الخامس ) - كبار انجبتهم حمص - المطران مار ميلاتيوس برنابا بين يدي الرب

مجلة السنونو ( العدد الخامس ) - كبار انجبتهم حمص
المطران مار ميلاتيوس برنابا بين يدي الرب
 
 18/11/2004 تشحب الذبالة.. وينطفئ السراج ويدخل القديس المطران ميلاتيوس برنابا حياة الموت بعد ست سنوات من دخوله موت الحياة بعين بصيرة ويد قصيرة.. أي مطعوناً في تطلعاته وأحلامه.. ومناه..!!

          ست سنين من معاناة.. أسلمه فيها حادث 1998 ـ الذي ألم به (أثناء خدمة رعوية له) ـ إلى أعمق طعنة في رحلة الإنسان الغيري الطموح الأعلى على هذه الأرض..، عندما امتصت الصدمةُ المؤلمة رحيق القدرة، وهصرت عزم الساعد.. وشلّت اليد المنذورة لتسبّح وتنسج دثر الهداية والرعاية والسعد.. من غير أن نستطيع نزع حب العطاء منه.. أو هصر شوقٍ البذل والتضحية فيه.. أو مرارة الأقعاء في منتصف الدّرب..!! فمات شهيد الظمأ إلى غير الماء.. ووحدهم، التوّاقون الأبرار يظمؤون إلى غير الماء.. ووحدهم، من هذا الظمأ، يموتون شهداء!!

          إلا أن الراعي الطيب لم يجعلنا ـ كل العمر ـ نموت من الظمأ إلى الماء القدسي المرجو.. إذ طالما عصرْ لنا من قلبه ودماغه وتقواه... وسلوكه إبان عمر صحته الملي، بجلائل الأعمال الدينية والثقافية والاجتماعية.. وطالما أترع لنا كؤوس الإبداع والإيمان والنور، التي منها استقينا وسقينا!..، عمر صحته.. النهر الهادئ الدفوق الذي ستلخصه سطور هذه النبذة القليلة.
          وهيهات.. هيهات أن تتلخص حياة الأنهار المقدسة وشيمها الساقية في قارورة..!!

                                                                                                                  نهاد

*              *              *
نبذة عن حياة الراحل العظيم!
 
وُلِدَ نيافته في بلدة آزخ في عام 1922. رُقي وهو يدرس في الموصل إلى درجة شماس قارئ. وفي عام 1945 عُيِّن معلماً ثم ناظراً في المدرسة الأكليركية في الموصل. أُلبس الأسكيم الرهباني عام 1947. وفي عام 1950 رُقِّي إلى مرتبة الكهنوت الشريف. 

عُيِّن عام 1955 نائباً بطريكياً في القاهرة ثم في أبرشية حمص حيث رسم فيها مطراناً عام 1957 في كنيسة أم الزنار تحت أسم ملاطيوس برنابا. وقد انتخبته الأبرشية مطراناً شرعياً لها بعد انتقال الكرسي الرسولي إلى دمشق.

أهتمّ نيافته بأبرشيته من نواح عديدة. فقد كان الراعي الصالح لها في زياراته التفقديه لعائلاتها وكنائسها في مدينتي حمص وحماة وقراهما المجاورة كما رسم كهنة لكنائسها.. وبعد إنشاء مراكز التربية الدينية في الكنائس، وجّه الكهنة إلى ضرورة الاهتمام بالشبيبة والأطفال. 

بنى في الحقل العمراني كنائس في حمص وقراها وجدّد بعضها كما أضاف أجنحة جديدة إلى بناء المطرانية. أنشأ الميتم السرياني الأرثوذكسي بالتعاون مع جمعية إسعاف الفقراء وكذلك أنشأ النادي السرياني الأرثوذكسي الذي عكس اهتمامه بالتربية الاجتماعية لأفراد رعيته. تتضمّن حياته الفكرية تأليفاً وجمعاً وترجمةً لكتب ومقالات في مختلف المواضيع من أهمها: كتاب( أساس الأيمان) وكتاب (التدبير الخلاصي لله الكلمة المتجسد).

أحتمل في آخر أيامه بصبر عجيب نتائج الحادث الذي ألم به عام 1997 في طريق عودته إلى مقر عمله من خدمة رعوية لإحدى الكنائس. قدم استقالته من الأبرشية عام 1998 وأقام في مقر المطرانية إلى أن أنتقل إلى جوار ربّه بتاريخ 18/11/2004، حيث شيع جثمانه إلى مثواه الأخير في 22/11/2004.
رحمه الله كان راعياً صالحاً زرع المحبة في قلوب أبناء رعيته إذ أحبّهم مسيحيين ومسلمين كما كان مواطناً صالحاً حمل الوطن وقضاياه في عظاته وقلمه.
الرابطـة ـ نهاد
 
 
 
WEBMASTER : AA-ALSAAD
This Web Site Programmed and Written By ABD ALMASSIH JAMIL ALSAAD ..... Copyright 2003 (C) SCOPNET  All Rights Reserved 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق