مجلة السنونو (
العدد الخامس ) -
الملحق 3
|
شؤون البيت
ملحق يهتم بشؤون بيت المغترب وأخبار رابطة أصدقاء المغتربين في حمص
أنتمي
إلى عشيرة ترتحل منذ الأزل فـــــي
صحراء بحجم الكون .
مواطننا واحات نفارقها
متى جف الينبـوع
وبيوتنا خيام من حجارة ,
وجنسياتنا مسألة
تواريخ أو سفن , كل ما
يصــــــل بيننــــا
وراء الأجيال ووراء
البحار,
ووراء بابل اللغات ,
رنين اسم ........ "
أمين معلوف
(
أخبار من هنا )
·
مهرجان المغتربين
·
مؤتمر المغتربين
·
مشاركات الرابطة
·
ضيوف البيت
·
لقاء ووداع
( أخبار من هناك )
·
أخبار البرازيل (عن مجلة الشمس)
·
رسالة بوينس آيرس(دلال
كباس)
(غابوا
)
·
نعمة محرز طرابلسي
·
الدكتور ماهر البير عاقل
·
جورج مشلوط
·
أديب عيسى العبد
·
أديب فريد طرابلسي
(نوافذ)
·
رؤيا ·
وداعاً حمص
·
حكي حمصي ·
قبل موت الحلم
(هداياكم لنا)
·
بوح القوافي
·
بيتي في فلسطين
·
خواطر مرحة
·
مهاجر في زمن الورد
·
عيناك وطني
·
من أعلام حمص
·
رحلة في سراب
·
كأسك يا الله
·
المثلث الرحمات
·
الحياة السحرية
·
أنقذوا الماء من الغرق
·
البرازيل اليوم
(بريد
السنونو)
·
رسائل وردود
(رسائل)
·
رسالة إلى عصام الشايب
·
رسالة إلى الشاعر نبيل ملاح
|
(غابوا )
رحلوا قبل أن يتسنى
لنا الوداع, عبروا درباً طويلاً غامضاً دون أمل بلقاء , دون انتظار عودة... رحلوا
هكذا ببساطة رحلوا ودون إرادة منهم أو منّا!
أخذوا معهم فتات
قلوبنا وأشلاء من ذواتنا, وتركوا منهم الحب والود والذكرى .
أي إجحاف هذا من
الحياة بحق أبنائها .. تقسو عليهم وتبعثرهم هنا وهناك, تكسر قلوبهم على أحبائهم
وتفرق بينهم.
اهو حقاً ظلم منها أم
حكمة وعبرة للباقين على الثرى حين تجد آثار كل غائب باقية بين الناس من أولاده إلى
مؤلفاته إلى أعماله ... كلها نتاج الغائب الباقية بيننا تذكرنا به وتبقيه معنا حتى
لو أخذته الدرب الطويلة إلى المجهول البعيد .
إنهم:
ـ المرحومة نعمة محرز
طرابلسي المتوفاة في 2/8/2004.
ـ الغصن المهصور قبل
الآوان الدكتور ماهر البير عاقل 25/8/2004.
ـ المرحوم جورج راغب
مشلوط 5/9/2004.
ـ المرحوم أديب عيسى
العبد 24/10/2004.
ـ المرحوم أديب فريد
طرابلسي 2/11/2004.
هؤلاء الزرّاع كلهم
غابوا مخلفين في القلب حسرة وفي البال ذكرى ودمعة... وفي مجامع الصداقة فراغاً
ووحشة...!
مع تلويحة وداعهم تعلو
هذه الزفة!! تذرفها عن حمص الحزينة ابنة حمص (مها حسن مراد).. تهديها إلى روح الشاب
ماهر عاقل ، وقد هزّها موته.. وحزّت في قلبها عودته ـ من مهجره الفرنسي ـ محمولاً
على أجنحة الموت..! بلا نجمة الأمل التي كان عليه أن يقطفها لأمه وأبيه المنتظرين
من سماء الشباب والفرح والوعد!!
وحده الحزن عادَ معه
.. عبّأ المدينة المصعوقة..لفّ الأمكنة، وحاصر العيون والحناجر والمهج..! لقد انحسر
الجمال والعلم والأدب... وأظلمت السماء.. وانكسر الفارس.. وهامت الفرس.. وهاجت
الذكريات.. لتمكِّن للغالي في القلوب والجوارح والمهج..!!
السفر إلى ما بعد
السفـر..!!
وها هو خبر
نعيه سمعته من صديقة لي، فتوقف الزمن، وتكور النبأ ـ مثلها ـ غصة في حلقي، فلا صرخت
ولا بكيت، أصبت بشلل الذهول وصاعقة الفاجعة، لقد عاد من غربته أذن دون أمتعة.. أكان
يعرف أنه لن يحتاج إلى كثير من الزاد لرحلته الأخيرة؟ أم كان يفكر في العودة ليستقر
هنا ويعيش في بلده بين رفاقه الذين امتلأ الشارع بهم وهم يستقبلونه ويطلقون زغاريد
اللقاء ويتسابقون إلى عناق النعش الذي عز عليه الدخول إلى منزل الطفولة والصبا
والذكريات..!!
يا ماهر من أطلق عليك
هذا الاسم فالميم ميم المتعة وقد أمتعتنا، والألف ألف الألم وقد آلمتنا. والهاء هاء
الحرقة وقد حرقتنا. والراء راء الرثاء ويعز علينا أن نرثيك..!
يا بن
الأربعين الهذه الدرجة هانت عليك الدنيا حتى تركتها؟
يا بن
الأربعين كيف استطاع ملك الموت أن يخطف وردة عاشت لتعطي للناس أريجها؟ لِمَ لمْ تحن
على صباه؟.
هدئي من
روعك يا أم ماهر، فهذا فلذة كبدك قطع القارات ليصل إليك لتسلمي عليه لتفرحي به فهو
على موعد مع عروسته التي تنتظره في السماء، حدثيه مع النجوم، وناجيه واهمسي فهو قوس
قزح ما بين فرنسا وحمص.. ألوان طيف: تخاطبين الأحمر ـ فيه ـ فيفرح لفرحك، تناجين
الأخضر فتخضر الدنيا له، تهمسين للون الأزرق فيشع الكون بزرقة السماء. دخلتِ
الكنيسة بكل شجاعة وآمنت بقضاء الله لتموّهي عنه أحزانك ولتتلاقى نظراتكما لتهمسي
له "ابني: إني انتظرتك طويلاً ".. ويهمس لك: "أمي اغفري لي كي أهديك النسيان"..
طوبى لك يا
أم ماهر فمثله لا يموت في قلبك، قولي له ما شئت: موتك بلا ضمير.. موتك جرحي.. موتك
أداة رفضي.. وألم يحز في قلبي إلى الأبد. هل تظن يا بنيَّ أنك اخترعت شيئاً جديداً
غير الفراق العتيق؟؟
لقد أيقظت
ذاكرتي طفلاً، فشاباً، فطبيباً، فمسافراً، فعائداً. لقد كنت يا بنيَّ أوراقي
السريَّة وأصبحت الآن عمراً سرياً لعمر آخر.
طوبى لك يا
أم ماهر فمثله باقٍ في قلبك كالدهر.. هنا كتبه.. هنا سريره.. هنا مقعده
المفضل..المحفوظ له..
لم يبق منك
يا ماهر غير الذكرى.. لم يبق لنا إلا أن نرشف على قبرك، الحمصي الذي اخترناه منا
قريباً.. أزهار الرحمة وإلا أن نودعك دونما دموع.
مها حسن مراد |
WEBMASTER : AA-ALSAAD
|
This Web Site Programmed and
Written By ABD ALMASSIH JAMIL ALSAAD
..... Copyright 2003 (C) SCOPNET All
Rights Reserved
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق