الجمعة، 6 نوفمبر 2015

مجلة السنونو ( العدد الخامس ) - شعر محلي - حكاية المهاجر ( نهاد شبوع )

مجلة السنونو ( العدد الخامس ) - شعر محلي
حكاية المهاجر ( نهاد شبوع )
الصفحة الاولى - ثلاثة أعمدة
لا تلاقٍ.. لا رسالَهْ
فالسنون الماضياتْ
أطفأت جمراً وأردت كل شوقٍ
كم بُخلْنا بسعيرِهْ...
فضممْناه بقايا غالياتْ..
لم يكنْ إلاّه نجوى
لم يكن إلاّه سلوى
هو لقيا..
هو سقيا..
ورعيناه ضياء كان طفلا..
يُجتنى يوماً نجوماً باسماتْ
بسمةَ الراح بأقداحِ العلالَهْ...
السنون القاسياتْ..
أخمدت قلب الحنينْ
مزقَتْ منه حبالَهْ
لا تلاقٍ.... لا رسالة..
*        *
لا حروف تمرع الربع زنابقْ
تزرع الأقمار في ليل المفارقْ
والربوع اللاهفاتْ
وحشةً باتت.. فلاةْ
صُلب الشوق إليها
والقلوب الوالديةْ..
والعيون الدامعاتْ
والأماني الخافقاتْ
كلها باتتْ رمالْ...
خاويات محرقاتْ...
في مجالي ذي الفلاة
والمزالقْ...
لا حروف تمرغ الربع زنابقْ ‍‍‍‍‌‍‍‍‍‍‍‍‍‍!!
*        *        *
زورقُ العودةِ مجروحُ الشراعْ
ضعضعَ النسيانُ منه كلَ ضلعٍ..
فتوارى في خليج الغربةِ...!!
يرقب الريح الجنازة
في متاهات المفازة..
خفقةُ المجذاف باتت صوبَ دمعٍ
بعدما كنا انتظرناها شعاعْ
يشعل الليل بومض الأوبةِ
يبتني في كل شطٍ
قصر أحلام الحياة..
يمحق الصيد بلجات الضياعْ..
زورق العودة مجروح الشراعْ..!!
*          *          *
( وداعٌ ووصية)..
" لابكاءٌ... إن لقيانا رسالات جرائدْ..
سلّمي فيها عليَّ
حمّليها ألف ذكرى للغريب
من حنايا أبويّ
وحكايا أخواتي إخوتي
رفقائي.. مهجتي..!!
ثم لاتنسَيْ كتابي والقصائد..!
بيت جيران و (شباكاً) حبيبْ..
حدّثيني عن (جيوش النحل) بسماتِ الحياةْ
في الطريق (الضيق)
في طريق (المئذنة)..
جار معهدنا القريبْ
الصفحة الثانية - ثلاثة أعمدة
قهوة النادي (بكوبي الأزرق)
جرّ عينيها رسالات فرائدْ
خانني الدمعُ... وجفّ
سحرُ حلمي المونقِ...
بي دوارٌ...
فوداعاً...
إنَّ لقيانا رسالات جرائدْ..
..ووداعاً..!"
*        *
*        *

رسالة أولى..

"للصديقَهْ..
ألفُ شوقٍ وسلامْ..
جرح غربتنا ثخين
وعميق يا رفيقَهْ...
جمرة الأشواق تكويني..!!
كيف أنتِ؟..
كيف أمي؟..
هل نجاة لأمانيها الغريقَهْ..؟
بخيوط من رجاءٍ..
اغزليها يا صديقَهْ..
للحبيبةْ...
اغزليها...!!
قد تسلمتُ الرسالَةْ...
نسَجتْ آلام بعد وحنينْ
حملتني بحنان جنّحتْني
وأرتْني الياسمينْ
في دروب (اللوز) حيث بشّرتني بالربيعْ
(زهرةٌ) تغنو على أحضان برعمْ..!
هل يعيها في (شباط) غيرُ من شدَّ رحالَهْ؟
ضاع عن عيني الطريق...
وبكتْني...
ودموعي.. صرْتُ أكتمْ...!
لا تماري..! امسحي الدمعَ أراكِ قد بكيتِ..!!
زهرة اللوز الفريدة ذكّرتني
كيف ودعْتُ الربيعْ.. في بلادي
كيف ودّعتُ الأمينْ.
فسلامٌ وسلامٌ
جرح مهجتنا ثخين
جرحُ غربتنا ثخين..
دمْتِ.. دمْتِ.." !!
*        *        *

رسالة ثانية ..

للأمينَهْ..
"لن أضن بالبريدْ
إنني في شوق عيدْ..
كيف يصطاد الغريبْ
نجماتٍ مشرقيَّهْ
تسكبُ العيد عليه والهنا
من بعيدٍ..
من بعيدْ...؟؟
ذاكر يا ذا الغريبْ..
ذلك الطفلَ الصغيرْ
يُرهفُ السمع لأجراس تدوّي في زوايا بيته الغالي العتيقْ
كي يفيقْ..
للصلاةْ..؟
أمه قالت له : :"حب يسوعْ
يُنبتُ الأفراح في القلب الجديبْ..
والحياةْ.."
"يا يسوعي يا حبيبْ"
هكذا كان يصلي بخشوعْ
يوم كان في الربوعْ
قرب أم وشقيق...!!
ذاكر يا ذا الغريبْ
ذلك الطفل الصغيرْ
يتباهى بالجديدْ
بين أتراب وصحب في الطريقْ؟
أمه قد هيأت كل جديدْ
من عطايا وهدايا غاليات!!
ذاكر يا ذا الغريبْ
ذلك الشاب السعيدْ
يوم كان للربوع يومُ عيدْ؟
ذاكر يا ذا الغريبْ
قبلةَ الأم التي كانتْ له خير الهدايا..
الصفحة الثالثة - ثلاثة أعمدة
تزرعُ الآمال في القلبِ وتحميه الرزايا..!‍‍‍‍‍!
ذاكر يا ذا الغريبْ
التهاني الصادقات والصداقَةْ
والتلاقي عند أفياء النحايا؟؟
يا صديقَهْ
أنا في عيدي وحيدْ..!
غربتي ما أفلحتْ في صنع عيدْ
والسما ما أشعلتْ نجماً فريدْ
يسكب العيدَ عليَّ
مشرقياً.. مشرقياً
من بعيدٍ من بعيدْ..!
لا هدايا من مجوس أو رعاة !!
واضياعي يا أمينة..!!
لا جديدْ..
غير هذا.. لا جديدْ..
عيدك عيدٌ سعيد.."!!
رسالة ثالثة:
"للأمينة..
ألف شوقٍ
أحرفي بشرى وهمساتي اخضرار
عائدٌ هذا القطار..!
بحنيني بعهودي..
بالصداقَه..
يا صديقَهْ
لن تمرَّ السنتانِ
في جحيم الذهبِ
لن تمرَّ السنتان
وغصون ذابلهْ..
وقلوب قاحلهْ..
في جحيم تكتوي فيه الأماني..‍
في متاه التعب..
حيث نزفُ الحب تدميه النقودُ القاتلَهْ
بكتابي ... بعهودي
لن يفوز الذهبُ
لن يدوم اللهبُ
وتمر السنتانِ
ويسر الأبوان
ويموت الانتظارْ..
بكتابي بحنيني بصديقي بعهودي
سأعودُ
سأعودْ
يا مناي يا بلادي..‍‍!!
لا رسالَهْ..
يا صديقَةْ..
بيدي أعطي الرسالهْ..
بيدي..
عودتي أحلى رسالَهْ
يا منايَ.. غرّدي"
*        *        *

بعد كـم مـن سنيـن..

لا قطارٌ... لا رجوعٌ... لا تلاقٍ... لا رسالَهْ
انتظارٌ.. وانتظارْ..
فالسنون القاسياتْ..
أطفأت جمراً وأردت كل شوقٍ
قد بخلنا بسعيرِهْ
وضممناه بقايا غالياتْ
لم تزل أطيب سقيا..
لم تزل أعذب ذكرى..
هو لقيا
هو لقيا
نحن نرعاه ضياءً وعلالَهْ
نبض ماضٍ.. همس روح .. دفق حبّ..
السنون الناسياتْ
أطفأت قلبَ الحنين
مزقت منه حبالَهْ.
لا تلاقٍ بالرسالَهْ..
لا رسالة...
لا رسالة..!!

 

*          *          *

 

     
 
WEBMASTER : AA-ALSAAD
This Web Site Programmed and Written By ABD ALMASSIH JAMIL ALSAAD ..... Copyright 2003 (C) SCOPNET  All Rights Reserved 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق