مجلة السنونو (
العدد الخامس ) -
خاطرة
|
"
أليس " على ظهر السنونو ( مها حسن مراد )
|
على
ظهر السنونو ركبت, وبريشته كتبت, واخترقت جسر الشرق والغرب. هذا الجسر تعبير عن
وضعي المعلق منذ الأزل. أعكس عليه خوفي وقلقي وحبي للأحبة الغرباء.
وحط
بي السنونو في بلاد لا أعرفها. كم الغربة موجعة.. وسحيقة..
أيد
ٍ تمتد أليُّ تصافحني وتعانقني أرقص معهم. جسدي يلتحم بجسدهم. إنهم أهلي تختلط
دموعي بدموعهم، فأنا مزيج من ندى الأرز والصنوبر ونهر العاصي. عرفتهم واحدا ً واحدا
ً وحكيت لهم حكاية الوطن الملتاع إلى أبنائه فنحن لا نشفى من حبنا لكم ولا نشفى من
ذاكرتنا لهذا نحن دائما ً نكتب لكم ليظل جسر الحوار قائماً بيننا.
أنا
ما جئتكم شوقا ً لكم جماعة وإنما شوقاً لكم فردا ً فردا ً فأنا عندما ألتقي بكم أحس
وكأنني ألتقي بقدري، وعندما تحين ساعة المغادرة لا أودعكم لأني لا أفارقكم، فلقد
خلق الوداع للغرباء.
أنا
ما جئتكم حبا ً آنياً لكم؛ فأنا أحبكم بكل أزلية البحر وعصبيته . بكل جنون الشرق
وأمومته. بكل السعادة المبهجة.
موجعة غربتكم , موجعة عودتكم تعالوا لندثركم بالدفء، بمجيئكم ترسمون لنا أوطانا ً
وفرحا ً وبرجوعكم تتركون لنا الحسرة وبصيصاً من أمل.
أنا
ما جئتكم حنينا ً لكم أنا المريضة بحنينكم .. بل بحثاً عن دواء أتجرعه فأشفى..!
في
داركم حللتم، وهنا مشيتم، وهنا كان عشاؤكم الأخير، وهاأنذا أتوحد بكل هذه الأشياء،
يغمرني شعور بالإحباط عندما تغادرون أرض أجدادكم. ماذا أفعل من أجلكم لتبقوا ؟
أأغريكم برائحة البن. بسرب حمام بلدي.. بالخبز المحمص.. بضحكة طفل بريء..؟ أعترف
بأنني سأفشل.
أين
السنونو؟ أين هم أحبائي؟
أفقت من نومي مذهولة هل ما رأيته كان حلماً أم واقعا ً!
لقد
اختلط الأمر عليّ. ولكنه حلم واقع ربما يتحقق..!
|
WEBMASTER : AA-ALSAAD
|
This Web Site Programmed and
Written By ABD ALMASSIH JAMIL ALSAAD
..... Copyright 2003 (C) SCOPNET All
Rights Reserved
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق