الأحد، 29 نوفمبر 2015

مجلة السنونو ( العدد التاسع ) - شعر مترجم قصائد استرالية ( ترجمة: رغيد نحاس )

مجلة السنونو ( العدد التاسع ) - شعر مترجم
قصائد استرالية ( ترجمة: رغيد نحاس ) ( عربي / انكليزي ARA/ENG )

قصائد استرالية
ترجمة: رغيد نحاس


ذكرت في مقدمة كتابي "همسات الجنوب البعيد" الذي أختار منه القصائد التالية، أن الشعر الأسترالي متوالية معقدة من الإبداع الحضاري والتاريخي تستمد أسبابها من مصادر مختلفة من داخل وخارج القارة الأسترالية. وهذا ليس غريباً إذا مأخذنا بعين الاعتبار البنية الاجتماعية المتنوعة لهذه البلاد. ونعني بالشعر الأسترالي الشعر المكتوب في أستراليا من قبل أشخاص خبروا التضاريس الثقافية والجغرافية لهذه الجزيرة القارة الفريدة من نوعها. إنه شعر غني متنوع يعكس حال أستراليا عينها. كما أنه شعر مغامر خارج نطاق القارة، أحياناً من خلال المشاركة في الحملات العسكرية مثال قصيدة كينيث سليسر، أو السفر، أو حتى مجرد الرؤى. لكن أكثر ما يستهويني هو تلك الرحلات العقلية كما ترينا قصيدة "موت العصفورة" للشاعر ا. د. هوب.

ولد "أليك هوب" عام 1907 في كوما في ولاية نيو ساوث ويلز، وتوفي عام 2000. أحدث ديوانه الأول الذي نشر عام 1955 هزة كبيرة في الأوساط الأدبية لما احتواه من موضوعات تناولت الجنس والشعور بالذنب، والحس والدين. شعر هوب قوي وموزون وغني بالتضمين الأدبي والتوراتي والأسطوري، كما أنه يلتزم بالوزن والشكل التقليديين. كان هوب واحداً من أهم النقاد الأدبيين أرفعهم. شغل هوب منزلة أكاديمية رفيعة كأستاذ جامعي لحين تقاعده عام 1968، لكنه استمر في علاقاته الأكاديمية لفترة طويلة بعد ذلك.

موت العصفورة
ا. د. هوب

لكل عصفورة هذه الهجرة الأخيرة:
السنة الباردة تضرم قلبها من جديد؛
وإلى مواطن الصيف،
 ينقش الحنين خط المسير الدافئ
أضواءً على وجه الخارطة.

الموطن البعيد يناديها
عبر المسافات الشاسعة
سنة بعد سنة؛
واثقة، عارفة، على الرغم من تتالي الفصول
إنما الرحيل عودة للوطن.

في موطنها، تصبح الذكرى هواية
لإطعام الفراخ، وتبني بالقش عشاً،
دارية بالأشباح التي تقض مضاجع الفؤاد،
بالحب المنفي يندب داخل الصدر.

الرمال خضراء بسراب الوديان يظللها؛
شجرة النخيل تطرح ظلاً ليس لها؛
على عَتَب معبد أو قصر تهبّ
الرياح الباردة من حجارة القِفار.

تشتد همسات الحنين يوماً بعد يوم؛
فلا الخوف يكبحها الآن ولا العادة
يلح ذلك الصوت الرقيق اليائس
وفي مهب الريح يحملها.

نقطة تضمحل في الأرجاء الشاسعة،
وحيدة، ضعيفة، ضائعة،
على الرغم من وفر الرفاق،
تائهة في زرقة الفضاء الموحشة،

تشعر الآن اقتراب الموسم المحدد:
انقطع الخيط الخفي وهي تطير؛
فجأة، دون إنذار، دون سبب،
يومض دليل القلب ويخمد.

تحاول ما شاءت: لا أثر لطريق في هذا العالم الخاوي
وليس في تلك الأضواء إشارة.
خارطة معقدة التصميم، بهضاب وأنهار
تسخر منها فمعارفها الآن تنهار.

ويبزغ الظلام من الوديان الشرقية،
وتضربها الريح بأنفاس جائعة،
والأرض الواسعة - لا حزناً و لا مكراً -
تتلقى جثتها الصغيرة.
 
The Death of the Bird
 A. D. Hope
 
For every bird there is this last migration:
Once more the cooling year kindles her heart;
With a warm passage to the summer station
Love pricks the course in lights across the chart.
 
Year after year a speck on the map, divided
By a whole hemisphere, summons her to come;
Season after season, sure and safely guided,
Going away she is also coming home.
 
And being home, memory becomes a passion
With which she feeds her brood and straws her nest,
Aware of ghosts that haunt the heart possession
And exiled love mourning within the breast.
 
The sands are green with a mirage of valleys;
The palm-tree casts a shadow not its own;
Down the long architrave of temple or palace
Blows a cool air from moorland scraps of stone.
 
And day by day the whisper of love grows stronger;
That delicate voice, more urgent with despair,
Custom and fear constraining her no longer,
Drives her at last on the waste leagues of air.
 
A vanishing speck in those inane dominions,
Single and frail, uncertain of her place,
Alone in the bright host of her companions,
Lost in the blue unfriendliness of space,
 
She feels it close now, the appointed season:
The invisible thread is broken as she flies;
Suddenly, without warning, without reason,
The guiding spark of instinct winks and dies.
 
Try as she will, the trackless world delivers
No way, the wilderness of light no sign,
The immense and complex map of hills and rivers
Mocks her small wisdom with its vast design.
 
And darkness rises from the eastern valleys,
And the winds buffet her with their hungry breath,
And the great earth, with neither grief nor malice,
Receives the tiny burden of her death.
   

  
  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق