مجلة السنونو (
العدد التاسع ) -
شعر محلي
|
|
حصاد
الأسئلة ( دعد طويل قنواتي
)
|
|
حصاد الأسئلة
دعد
طويل قنواتي
غالباً مايرتبط الأدب النسوي في أذهان الكثيرين منا
بشيء من السلبية إذ يرتبط بنمطيةٌ موضوعاتية مكررة تتمحور حول الشعور بالإضطهاد
والإنكسار والمبالغة في النزعة التحررية كمظهرٍ من مظاهر تحدي السلطة الذكورية
والتمرد عليها وعلى قيمها الاجتماعية والأخلاقية, مجللةً بغلالةٍ من عاطفةٍ
رومانسية تصل أحياناً حد الإبتذال.
لكن دعد طويل قنواتي تخرج عن المألوف وتكسر قوالب
جاهزةً وُضِعَت فيها المرأة, أو ارتضت لنفسها أن تصبحَ أسيرتها. إنها تقلب الموازين
وتخرق القاعدة المجحفة بحق الأنثى, فتعيد الاعتبار لها بإطلاقها العقل من عقاله
وإعماله في أسرار الكون وخبايا النفس البشرية ينساب شعر دعد طويل قنواتي ينبوعَ
ألمٍ, لا ليذرفَ الدمع بل ليفجر توقَ النفسِ إلى تجاوزِ آلامها فيحفر مجراها إلى
السعادة والجمال. إنه يتلألأ نبلاً ونقاء, ويورق حباً أنثوياً بلا حدود. شعرٌ عميقُ
التأملِ, إنساني النزعة يتداخل فيه الشجن الخاص بالهم العام, ويتماهى الأنا بالآخر
والحاضر الآني بالموروث التاريخي الكلي, لتعانق فيه الواقعية المثالية وتذوب
الذاتية في الصوفية.
الدكتورة: لبانة مشوِّح
إذا جئت
إذا جئت
قبل أوانِ المجيء
وضمختَ
بالنور حبل الزيارة
وأقطعْـتَـني في رحابِ التَوهُجِ إطلالَةُ
عابرةْ وطال التوهُجُ حتّى المكانُ تَشرَّب طَـلّـتك الزاهرةْ
وحتّى
تَفَتّتَ حَبْلُ وجُودِكَ وَانْدسّ نَمْنَمةً منْ شَذى في سَدَى الخاطرةْ
إذا جئتَ
قبلَ المجيءِ وأقْطَعَك الحظ دَهْريْنِ من تجربةْ عمرها لحظة هاربةْ
فلا تَهْمُرِ الوقْتَ قبل النجومُ تُلَمْلَمُ في
كوْكَبة
ولا قبلْ حبلُ الزمانِ يُعانقُ مَشْرِقَهُ مغرِبهْ
الشاعر
في وسْعِ
الشاعرِ أنْ يَقتادكَ عَبْرَ متاههْ
يرميكَ
وحيداً
تَشْردُ في
المنعَطَفاتِ وَتَنتظِرُ الأهوالْ
في صمتٍ
يَنتَظِرُكْ
لا يطلُبُ
تقريراً عما تَلْقَى وستعْجَبُ حين تراهْ
لا يبغي
غَير ان تَنظُر وترى
***
في وَسعِ الشاعرِ أنْ يُنْشِئَ مََسْرَحْ
تَنْهالُ
عليهِ مناظر
تتتابع في
الخلفيّة أشرطةٌ تَحمل صوَرَ الحاضرْ
أو أطياف الماضي أو أخيلةَ المسستقبَلْ
وستسعسْعى
الصُوَرُ إلى تَلقيمكَ باقي المنظرْ
فإذا ما كادتْ أركانُ المشهدِ أنْ تُستَكمَلْ
تُسْحَبُ أجزاؤهْ
يُترك لك أن تُكَمِلَهُ في عَيْنِ خيالكْ
وتؤلف نصّاً من عندكِ أطولَ أو أقصرْ
وَلَسوفَ ترى الناسَ يسيرونَ على شُرُطٍ مَنْصُوبهْ
فوقَ حِفافِ جَحيمٍ أو أعماق هُوَى
والسيرُ جَحيمٌ والمَشْهَدُ لا يتغيَّر
***
أو جبلََ اللّبِنَاتْ
من أجلِ زمانِ قَادِمْ
سترى الحَمأَ المجنونْ
يَنصبُ عليهمْ نيراناً, فيضاناتٍ, أحجارْ
وسَيُجرفُ بعضٌ
ويُحاولُ بعضٌ آخرُ أن يقفزَ
أو يمْسِكَ كي ينجو
بنتوءٍ في
حائطْ
أو يتشبَّثَ بعمودٍ
أو شرخٍ في صخْرٍ
أو شعرٍ أو نثرٍ
وسَيجرفُكَ الشعرُ بعيداً
وبعيداً عنْ أرضِ المسرحْ
وإذا ما عُدتَ وقد أثْرَيت
بحمولة حكمة
أو شحنة صبر
تَلْقى مابينكَ ورصيفِ الميناءْ
أكوامَ حُطامٍ ورُكامَ مراكبْ
لا تَقدِرُ أنْ تَخرِقَ وتمر
***
أنا أجلسُ فوقَ جدارٍ
يمتد حواليْ خلفيةَ هذا المسرح
وأأرجِحُ
رِجليَّ وأرقبُ كلَّ الأشياء
تبدأُ أطرافي تتفككُ تحتَ الضربات
يَنشقُّ جدارٌ من قلبي
بتدفقُ منه وجعٌ مسنون أُمسكُ عودي
أبدأُ أعزِفُ حُزنَ الكَوْنْ
***
تبدأُ
تتقطَّعُ أوتاري
يغمرني
شللٌ أو خدرٌ أو تَبغَتُني سكتةْ
تتجمّدُ
أطرافي ينغلقُ جدارُ القَلبْ
يغرقُ عودي
داخل أجفانٍ مكسورة
أهوي في
قاعٍ منخورْ
ثمَ يطل
على غرهْ
تعبيرٌ حُلوٌ أو مفردةٌ مبتكرهْ
في وَسْعِ الشاعر أن يُلقيكَ على بُرجِ أو تل
تَشهَدُ مِنْ تَحْتِهِ فُسْحَةَ أرْضكْ
أكواماً من شركاتٍ وَوِكالاتٍ وَعمالاتٍ ومصارفْ
تَتَحدّرْ
صَوْبَ وفوق الراكبِ والسائرِ والواقفْ
وعلى العرباتِ, العجلاتِ, الأبوابِ, الجُدرانْ
وفوقَ المنهمكينَ بِخَبزِ رغيفِ الزمنِ القائمْ
أصرخُ: آهِ
وآهِ وآهْ
تتلملمُ
روحي في آهاتٍ سكرى
قبل ان
أرجعَ فوق حفاف الزمن المفجوعْ
أتأرجحُ,
أجمعُ, أتفكَّكُ
في دوراتٍ
أخرى
***
"
تعالوا كما يصعد الزرعُ أو يطلعُ الصبحُ.
وجهي منارةُ مَنْ أبحروا في الضباب
وصوتي نداء الطريق لمن ضاع منكم:
"
فيا أيها القادمون, بناةً ولدتم, فلا ترفعوا الأمس كي لا تكونوا رفعتم على
الأرض قبراً "
"جوزيف
حرب
|
|
WEBMASTER : AA-ALSAAD
|
This Web Site Programmed and
Written By ABD ALMASSIH JAMIL ALSAAD
..... Copyright 2003 (C) SCOPNET All
Rights Reserved
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق