الأحد، 29 نوفمبر 2015

مجلة السنونو ( العدد التاسع ) - أبحاث تسييس الله ( بقلم المطران جورج خضر )

مجلة السنونو ( العدد التاسع ) - أبحاث
تسييس الله  ( بقلم المطران جورج خضر ) ( عربي / انكليزي ARA/ENG )

تسييس الله
بقلم المطران جورج خضر
قال الرئيس بوش غير مرة أن الله كلفه وأمره باحتلال العراق وغير العراق. من اعتقد هذا أنى لك أن تعالجه؟ اللبنانيون عندهم خفة روح أو ثقافة بحيث يعتقد بعضهم أن الله يكلمهم بهذه الأمور ولكنهم لا يقولون. أنا أفهم أن المولى عزّ وجلّ يتنازل إليك ليشفيك من مرض لأنك خليقته وحبيبه ولكن أن يكون عنده سياسة للبنان أو طائفة في لبنان فهذا عندي أمر مضحك. الرب لا يعززك في منفعة لك دنيوية ولا يعزز طائفة بحيث يعليها على غيرها وينصرها وتتبوأ به في مرحلة من التاريخ فهذا يضحكني أكثر. فالطوائف بشر والبشر أشقياء، متعبون ولا ينحاز الرب إلى فريق منهم ولا دخل له في الحرب والسلم فهم يصنعونها بمقدار قدرتهم. والدليل على ذلك أن الدولة الواحدة تنتصر في معركة وتنهزم في أخرى. فأين أمانة الله لهذا القوم في حين وتواريه في حين. هكذا صلى القسس الألمان لنصرة بلدهم في الحرب العالمية الأولى والقسس الفرنسيون لبلادهم في الحقبة نفسها وكل منها ظن انه فريق الله.
لا مجال هنا لنذكر الحروب الصليبية واعتقاد الذين قادوها أن الله بعث بهم إلى هذه البلاد. لماذا الله لم يتركهم فيها إلى يومنا ولماذا أراد نصرهم وأراد هزيمتهم؟ ولماذا تربح إسرائيل وتخسر إسرائيل؟
هناك نزعة متأصلة في البشر أن يجعلوا الله منقذاً لمقاصد هم وضعوها. وكل شعب يعتقد أن الله حليفه يجعل نفسه شعباً مختاراً. وأياً كان معنى العبارة لماذا انتصر العبرانيون مرات قبل مجيء المسيح وانكسروا مرات. الإنسان يحتاج إلى حليف وهو الذي يعلن الله حليفاً له. لماذا بقي المسيحيون سبعة قرون في بلاد الشام أكثرية ساحقة واندثروا كلياً في شمال إفريقيا.
في ظني إن من أسباب رقيّ الغرب منذ القرن الثامن عشر أنهم درسوا الشأن السياسي عقلياً وما اعتبروا نجاح الثورة الفرنسية إكليلا لله ولا مجيء بونابرت إلى الحكم والملوك الآخرين هبوط النعمة عليهم. لقد انتهى عصر النبوءة ولم يبق لله اليوم نصر ولا فتح والقصة قصة سلاح وفهم سياسي وتقدم أو تخلف حضاري.
وليس اللّه مع الشيعة أو السنة أو المسيحيين أو سواهم في الحرب لأنه إله السلام أو هو السلام كما تقول الكتب الموحاة. والجماعات الدينية أو المعتبرة كذلك تلعب لعبتها السياسية بمقدار قوتها وما من احد يحمل تفويضاً إلهياً لربح أي موقع وليس الله ضد خسارة أي موقع. وإذا كان شيء من هذا فانه محجوب عن فهم أي منّا.الله ترك لنا قيماً روحية نسلك حسب مضمونها ولم يترك لنا خرائط عسكرية. الله ليس رئيس أركان. إذا قلنا هذا نعني أن الجيش المنتصر هو جيش الله. وهل يقود الله جيشاً آخر إذا ما انتصر وهل في الله مزاجية لينحاز؟ فإذا لم تتعلْمن مقاربتنا للحرب والسلم فنحن في حروب حقيقتها دينية وظاهرها دنيوي. وكان شارل حلو يقول أن حروبنا مع إسرائيل هي حروب أنبياء. كان هذا عنده تعبيراً عن الطابع الديني الذي كان اليهود يطبعون به اعتداءاتهم. ولكن أي ولد يعرف أن الأنبياء لا يتحاربون وان تفويض الأنبياء أوراق مزورة يكتبها الناس لمصالحهم.
إذا وضعنا الله جانباً عن هذه المسألة ودعوناه إلى نفوسنا التائبة تزول الحرب لأنها عمل القلوب المليئة بالبغضاء. هنا لا بد من الرجاء وان نوقن أننا جميعاً باقون لا بقوة السلاح ولكن بقوة المحبة بحيث تحس انك تعظم الآخر وان محبته إياك تستبقيك في الوجود وان في الأرض متسعاً كافياً لك وله. هذا يفترض منك إيماناً أن الآخر لا يستطيع تهديدك ولو قال لأنك باقٍ بالرضاء الإلهي وأنت أعزل وان لك رسالة له ولغيره على قدر ما أنت زاهد بالدنيا وربما زاهد بالسياسة. كنت أقول لبعض أصدقائي المسيحيين: لما كنتم غائبين عن المسرح السياسي في السلطنة العثمانية كنتم أعظم ازدهاراً في الفكر والإبداع أي في أمور تسري بلا سلاح وبلا مركز سياسي.
أنا ليس عندي دروس القيها على المسيحيين المسيسين اليوم. هم أفصح مني في مجالهم. وإذا استطعت أن تبذل جهداً في دنيا الفكر والفن والنشاط الاقتصادي تزداد حاجة الناس إليك ويبقى لك فضاؤك ولهم فضاؤهم وتكتشفون معاً أن العمل الإنساني الكبير يحررك من الخوف وتالياً يحررك من الاتجار بالسلاح واستعماله. في الخمسينات على ما أذكر كان أندره جيد يحاضرنا في سينما روكسي في بيروت وقال لنا إن العالم صنعته الأقليات. لا تخف من الانقراض إن لم تهاجر. الانقراض يأتيك من التحارب ولا تخشى أن تنجب لأن هذا من مشيئة الله وهو يرزقك ويرزق ذريتك. لا تظن انك ستبقى بالدفاع عن نفسك إلا بطرق السياسة الشريفة إذ يكون هذا دفاعاً عن الوطن كله. وللناس أن يتسابقوا بالفكر وبالإنتاج الاقتصادي وان يصفو فكرهم الروحي والفلسفي بسبب من النابغين فيهم وهذا مفيد للأمة كلها. إذا لم نهاجر خوفاً فالمسلمون والمسيحيون قائمون في هذا البلد إلى الأبد لأن الإنسان غير الأناني وغير المترف يحب الأولاد وان يعيشوا معه وأمامه بالفرح والمعرفة. الطائفية ستزول من نفسها إن جاهدت كل طائفة على دروب العطاء والتقدم. إذ ذاك ولو أتيت جسدياً من أهلك إلا أن سمو قلبك وارتقائك المعرفي يأتيان من كل الجماعات.
إذا أصررت على أن تبقى من أهل الدنيا فقط فأنت على صدام فكل جائع إلى الدنيا يسعى إلى ابتلاعها وحده. أما إذا أقلعت عن الشهرة فأنت مشارك والخبز، إذ ذاك، يبدو لك الخبز المادي دون خبز المعرفة قيمة.
إن تنزع السلاح عن جعبتك يبدأ، عند ذاك، بتطهير نفسك وبجوعك إلى اللّه والمعرفة والعمل الذي يأتي منهما. وإذا ابتلعت الكلمة الإلهية يستمدها منك الآخرون فتحيون بها معاً وتكونون جماعة تبتغي الطهارة التي هي أقوى عملاً من المعصية. مشكلة الخاطئ انه لا يعرف عمقه. مشكلة المسلح انه لا يعتقد كلياً انه معرض للموت وليس في الموت خلق على أي صعيد.في هذه البلاد ليس من مشاركة وطنية بيننا ما لم ننزه الله عن أن يكون حليفاً لطائفة ما. الخطر هو من هذا الإله الذي تصطنعه على صورتك ومثالك. جهدك إذاً يبقى أن تعود إلى الصورة التي رسمها ربّك فيك لا إلى صورة إله الحرب التي رسمتها لنفسك.
والقضية لا تنتهي بقولك: هذه الفئة ليست مسلحة. أنا ليس عندي استخبارات لأعرف حقيقة الأمر. ولكن الخطأ ليس فقط في اقتناء السلاح ولكن في أن تشتهي اقتناءه. والخطر الأكبر إذا اقتنيته أن تعتقد أن يدّ اللّه على الزناد أو أنها هي التي ترمي القنبلة. ليس من وثنية عندي مثل هذه. أنا لا أدعوك إلى أن تكون علمانياً في كل مجالات السياسة. هذا ما أؤثره. ولكني أدعوك إلى أن تنزه اللّه عن رسمه للحروب أو قيادتها لأنك تسقط، عند ذاك، في خطيئة استئجار الله لمصلحة لك وللجماعة التي تنتمي إليها واستئجار الله هو استعبادك فكرياً لله وأنت عبده.الخروج من استئجارك الله أو تسييسه هو باب خلاصك في الأيام التي نعيشها، أنا لست مؤهلاً لأن أشير إلى العوامل الداخلية والإقليمية والدولية التي تتشابك لإماتتنا. نحن نموت في العمق من عدم عمق النفس أو الفكر ومن عدم رؤية الآخر على انه أخونا ونموت من الخوف أي من غياب المحبة.
كل شيء يبدو وكأننا لن نخرج من المحنة إلا بعطف إلهي خاص.

Politicization of God

By: Bishop George Khedr
Translated by: Dr. Nadim Kandalaft
  
President Bush said, more than once, that God charged and commanded him to invade and occupy Iraq and other countries. If someone believes as Bush does, how can you discuss with him what he says, rationally? The Lebanese have some vivacity, or culture, that makes some of them believe that God talks to them about such things, but they do not openly say so. To me, if God heals your disease, he does it because you are his creation and his beloved. But that he holds some favouritism towards the Lebanese, or towards a certain sect in Lebanon, is laughable to me. God does not support individuals, or sects, to gain worldly advantages over others, to rule at a certain stage of history. This is ever more laughable. Sects are but human, and human beings are wicked and troublesome. God does not take sides and has no hand in war and peace. People make these. As a proof, a country may win a war and later lose it. Could God then be with this country today and against it tomorrow? The German priests prayed for the victory of Germany and the French priests did the same at the same time, each of them thinking that he was God's party.
I do not want to discuss the question of the Crusaders, and the belief of those who commanded them that God sent them to this country. But if so, why hasn't God left them in it until today? And why did he want them to win once and lose another time? Why does Israel win and then lose?
Human beings have a deep-routed tendency to make God the executor of their plans. Every nation believes that God is its ally and makes itself "The Chosen People". And, whatever the meaning of the term is, why had the Hebrews won their wars at times and lost as many? Man needs an ally and chooses God as one. Why have the Christians, in the Sham countries, remained the majority for seven centuries and totally disappeared in Northern Africa?
In my thinking, one of the reasons for the advancement of the West since the eighteenth century is that they studied politics by way of reason. They did not consider the success of the French revolution as a crown from God, or the reign of Napoleon as a grace from Him. To them the prophets' time has lapsed and God has no hand any more in victories and invasions. It is now a question of arms and political proficiency, or cultural advancement or backwardness.
God is not with the Shiaat, Sunnies, Christians or others in their wars, because He is the God of Peace or He is Peace Himself, according to scriptures. However, religious groups play their political games according to their power, but nobody carries a warrant from God to win any position, and He is not against anybody losing any position. Anyway, if there is any possibility of this, it is beyond our understanding. God has given us spiritual values that guide us in this life, not military plans. God is not Adjutant General. If we thought of Him as such, it would mean that we believe that the victorious army is the army of God. But, what if the other side becomes the victor in another battle! Could we say that God changes His bias so readily? If our approach to war and peace is not purely worldly, we shall be then waging religious wars under worldly cover. Charle Helou used to say that our wars with Israel were wars of prophets, because of the claims under which it tried to cover its aggressions. But every child knows that the prophets do not wage wars, and that the warrants from the prophets –some people pretend to have- are not but forgeries.
If we leave God out of this and call him to our repenting souls, wars will disappear, since they are the results of hearts full of hatred. At this point, we must hope and believe that we all live in our country not because of the power of arms, but because of the power of love towards others, and our feeling that their love keeps us alive and that there is room on this earth for us and them. This supposes that we truly believe that the others can not threaten us even if  they said so. That is so because we are there with the consent of God, unarmed, and have a message for them that foresaken the world and perhaps politics as well. I used to tell some of my Christian friends that: when you had no role in politics during Ottoman rule, you were much more prominent in intellect and excellence i.e. in non-political, unarmed, and peaceful roles.
I don't have any lessons to teach to politicized Christians of today. However, I can tell each of them this: if you could exert some effort in the areas of thought, art, and economics, the need of others for you would increase leaving you with your sphere, and leaving them with theirs. Both sides will discover that this will liberate you both from fear and consequently from obtaining arms and using them.
In the fifties, during a lecture in Roxy Cinema in Beirut, given by André Guide, he told us that the world was made by minorities. So do not be afraid of extermination, if you do not emigrate. Extermination results from warfares. Also do not be afraid of having children since this is the will of God, who grants you your living and theirs. Similarly, do not think that you will survive by defending yourself, except by lawful political means, as this  shall be defending the whole country, including you. People should compete in intellectual activities and economic production, and have their spiritual and philosophic thought purified by the effect of the genius among them, since this stands to profit the whole nation.
Both Moslems and Christians shall exist here together for ever, if they do not emigrate, because people, in general, love children and love to have them live with them enjoying joy and knowledge. Sectarianism shall automatically disappear if every sect endeavors effectively to participate in ways leading to success and prosperity. Although your biological features are hereditary, your nobility of heart and your development of higher knowledge derive from the groups you are part of.
However, if you insist to stick only to worldly gains, you will face conflicts with others, since seekers of worldly gains endeavor to swallow all, and hate competitions. But, if you forsake fame, you become a partner. In that case, you will then realize how much knowledge is better than material gains.
Removing arms from your bandoliers starts by purifying yourself, if you hunger for God and knowledge and the action that results from that. Also, if you stand by the word of God, others will follow and you, all, will live by it and form a community that look for purity of heart.
The problem of an armed man is that he doesn't realize that he is open to death. In this country there will be no real national partnership among us until we clear God from the charge of being the ally of a certain sect. Danger comes from this God whom you shape in your image. What you ought to do is to resort  to the image He intended you to see, not to that of the God of wars you chose for yourself.
The problem is not solved by saying: this group is not armed. I do not have an intelligence service to know the truth. What is wrong is not only owning arms but also desiring to own them. If you owned arms, the biggest danger is to believe that the hand of God is on your trigger, or that it will throw the bomb or hand grenade for you. To me this is idolatry at its highest form. I am not calling you to clear God from the charges that He plans wars or that He directs them, because if you do you will fall in the sin of hiring God to serve you and your group's ends. Hiring God is equal to enslaving Him while you are His slave. In these days, the door to your safety is opened by stopping the politicization and hiring of God to serve your purposes.
I am not qualified to discuss the internal, regional, and international elements that conspire to make us die. In fact we are dying because of our lack of deep thinking, pure spirit, and of not seeing the other as our brother. We are dying of fear, dying because of our failure to love the other.
Everything looks as if we shall not overcome this crisis, except by a special grace from God.
 
 
 
WEBMASTER : AA-ALSAAD
This Web Site Programmed and Written By ABD ALMASSIH JAMIL ALSAAD ..... Copyright 2003 (C) SCOPNET  All Rights Reserved 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق