مجلة السنونو (
العدد التاسع ) -
من دفتر الذكريات
|
|
مارد هي
الذكرى ( بقلم: مرسيل الخوري طراقجي )
|
|
مارد هي الذكرىبقلم: مرسيل الخوري طراقجي
( بما يشبه المقدمة )
مرسيل العزيزة
تحية من حمص ... وهل نثق بذاكرة المدن؟
هل نثق بذاكرة حمص, مدينتنا القديمة الواهنة الخرساء , حين طوت أزقتها, وأجرت
أرصفتها, وباعت حاراتها , وأضاعت عناوين عشاقها. مدينتنا المتصابية الحمقاء, حين
تجملت وخدعتنا بالأصباغ والمساحيق واخفت عنا أسرارها حتى كدنا لا نعرف ملامحها
وقسماتها, لتتركنا هائمين كالبدو الرحل يحمل كل منا صحراءه على ظهره, ورأسه يشتعل
حنينا للخيام . علينا أن نثق بذاكرة الندى, فهي على وهنها ورهافتها, تختزن رائحة
التراب وعطر الورد . وهي على بساطتها وسذاجتها, تفهم حنين المروج وعبق الغابات و
أنينها . أنا في حمص ولست فيها, تسكنني ولا اعرف كيف اسكنها, لكنني عندما اسمع صوت
اليمام في الربيع, وأشم رائحة زهور الأكاسيا, أشعر أني منها واعرف أنني فيها.
رسالتك التي بلا مظروف ولا عنوان, دوختني
بصدقها و بساطتها وعمق مشاعرها, ولمست مني مناطق منسية يعلوها الصدأ والغبار, كنت
أحسبها ذابت واندثرت مع أفول ذلك الزمن الجميل, زمن التوق والحنين, زمن الأحلام
الوردية المؤجلة والهموم الصغيرة الصغيرة . لم استطع أن أجيب على رسالتك في حينها,
لأنه كما يقول ( شبنغر) : لشوق كبير نادرا ما يكون الواقع كبيرا بما يكفي ". فأرجات
الإجابة قليلا, عل الواقع الضنين يمل ويستكين قليلا, فيكف عن قذف سهامه القدرية
الرعناء. وهاأنذا أجيب على جناح السنونو, بما بشبه المقدمة لمقالتك الرهيفة
الجميلة البارعة, التي تسربت من جعبتك العتيقة الواهية, جعبة الساحر الذي مل من
ألاعيب العروض و البلاغة, ليخرج لنا من كمه ودون تمويه أو مواربة, أعاجيب واقع
منسي, فيه الأرض ليست كالأرض و السماء ليست كالسماء. هي عودة للانصهار بالمكان
الأليف, وارتداد لما يمثله البيت القديم, بيت الطفولة والمدرسة والحارة من حنين.
انه نوع من التماهي, مع الأماكن التي شكلت على مدى الأيام خيالنا و أحاسيسنا, وكانت
مسرحا لأحلام يقظتنا المجنحة. هي عودة للغوص في ذاكرة الأشياء, والعبث بالأدراج
والصناديق و الخزائن, بحثا عن إبرة أو خيط, لا حاجة لنا بهما. أوسعيا وراء حلم جميل
لم نعد نتذكره, لكنه ما زال يحمل رائحة القهوة و أريج عطر الليل .
هي ذاكرة الندى, فحافظي عليها يا مرسيل,
لتتوهج الصور الغائمة, ويتردد الماضي البعيد بالأصداء. فشكرا لك ....
بسام
جبيلي
***حين يتحول رنين الهاتف إلى لمسة علاء الدين لفانوسه السحري يندفع مارد من القلبلا ليسأل عن أمنية أو حلم،لا ليمنح ذهبا" أو يبني قصرا"أو يرجع محبوبا"،بل ليتكلم ، يصور ، يحكي ، يتذكر ، يرسم ويبتسم وفي الذكرى حياة.
البارحة رن جرس الهاتف في منزلي، رن في مطبخي،
اجتاز رنينه رائحة الطعام دون أن يستأذنني. سرعان ما امتدت يدي لتجيب جاءني صوت
عزيز قريب بعيد محييا" معرفا" بنفسه ولو أن حاسوب دماغي عمل بسرعة أكبر لعرف هذا
الصوت البعيد القريب عرفه وقعا" في القلب بعد أن كان هذا هو الاتصال الثاني بعد
أربعين عاما".
تحية دافئة من أستاذتي الكبيرة تناهت إلي عبر
الهاتف ، اجتازت المسافة بين حمص ودمشق المكسوة بالثلج في ذلك اليوم وظلت دافئة.
كانت كلماتها الجميلة لمسة علاء الدين لفانوسه
السحري حين كلفتني أن أساهم في استرجاع صورة إنسانة كبيرة قبعت في أفئدة المئات
من طالباتها اللواتي بعثرتهن أحلام المستقبل وما حملتهن إياه مدرستهن الأولى من
معرفة وأخلاق في أصقاع الدنيا. وهاهي واحدة منهن الآن تمد يدا" مسنة بدأت
التجاعيد تغزوها لتتناول صورة حية بقيت زاهية في القلب ستين عاما".
أقول كان صوتها ، تكليفها لمسة علاء الدين فقد
اندفع على إثرها لا بل وهي مازالت تتكلم مارد هائل تحدد أبعاده كلمات وصور تتدافع
في ذهني وعقلي ومخيلتي وكأني بها تحثني على أن أخرجها للضوء وأبعثها للتو فقد ضاقت
انتظارا" في العتمة، فلدي منها الكثير ، إنها جزء من هويتي ، هي طفولتي وكفاحي هي
خلفية مسرحية في الحياة أنا فيها البطلة ، أنا السيناريو وأنتم الجمهور.
كبيرة هي الذكرى ، جميلة هي التجربة وعميقة هي
الصورة التي لم تبهت، لم تصفر بل ظلت ماردا" متكورا" في العمق يندفع بلمسة كلمة،
بصوت عزيز ينساب عبر الهاتف مكلفا" إياي بمهمة عزيزة كتلك.
ما أن أعدت سماعة الهاتف إلى موضعها حتى سبقني قلمي
إلى صفحات بيضاء أكتب عليها بالأبيض والأسود ما في جعبتي من الكثير دون أن يكون علي
أن أنبش في زوايا الذكريات.
صورة الإنسانة الكبيرة لم تنتصب في ذهني بمفردها بل
جاءت مدعومة، بأمانة الصورة الفوتوغرافية ودقتها، بخلفية عتيقة هي زقاق طويل تصطف
على جانبيه أبواب ثلاثة إن لم تخني الذاكرة لعائلات حمصية لا أزال أذكر أسماءها.
إنها حمص التي يعرف الكل فيها الكل فما بالك بابنة
العاشرة، تلك الكاميرا المحمولة التي تنقل تفاصيل صور طفولة بالأبيض والأسود!
في آخر الزقاق الذي يشكل خلفية الصورة ينتصب باب
المدرسة الحديدي الأسود وإلى اليمين يقوم باب آخر هو باب المطرانية الذي كانت
قضبانه الحديدية تتيح لنا استراق النظر إلى الباحة التي كانت تغص بأهل حمص أفراحا"
وأتراحا" ، أما المدخل الآخر إليها والذي كنا نجتازه هبوطا" على درجات قليلة في
المناسبات فكان في الداخل وراء باب المدرسة الكبير. كان ضيقه يعتصرنا إلى داخل
الكنيسة التي تستمع إلى اعترافاتنا من أجل المناولة قبيل الأعياد. لا أدري إن كان
الباب الصغير الآن يسمح للمعترفين باجتيازه بعد أن تراكمت خطايانا.
أعود إلى باب المدرسة الكبير بعد أن طويت صفحة
المقدمة من أملية الذكرى.
الباب مغلق على الدوام يحجب وراءه قلوبا" صغيرة
وكبيرة، أجساما" نحيلة وبدينة، آمالا"، أحلاما"، قصصا"، تعنيفا" تهنئة، ضحكات
وإحباطات. يبدو لي الباب وهو موارب وقد نجحت إحدى الطالبات في التسلل من خلاله
عائدة إلى البيت في غفلة من الآذن.
ينفتح الباب على عتبة مستطيلة تنتهي بدرجتين أو
ربما درجة واحدة وسياج صغير تقهقه من ورائه باحة كبيرة يتوسطها بناء جميل يعلو سطحه
القرميد وينقلك إلى داخل البناء درج رخامي، ما أحلاه، ما أقساه، ما أرهبه، وإلى
يسار الباب تقع غرفة الآذن وسائق الباص عطية، عطية وزوجته أميرة وأمه، أم عطية
وأطفاله ذوو الخدود الوردية. إنهم جزء من الخلفية، جزء لا يتجزأ من إطار الصورة.
صورة الإنسانة الكبيرة نظلة سركيس التي بقيت في القلب والذهن مؤطرة بكل التفاصيل
الصغيرة والكبيرة، بقيت نابضة ستين عاماً لا بل تكاد تنطق، وأكاد أسمع صوتها يرافق
هذه الكلمات.
تفوح من غرفة عائلة عطية المعتمة الرطبة رائحة
الخبز الإفرنجي وألواح الشوكولاته التي كانت تستقر في وسط كل منها بعد أن تستريح
القروش العشرة في يد أم عطية لتكون وجبة خفيفة ترافق لعبنا في الساعة العاشرة أو
العاشرة إلا عشر دقائق، موعدنا مع زعيق الجرس معلناً فترة الراحة الصباحية
المنتظرة.
أنفلت من قبضة رطوبة الغرفة بما فيها من ذكريات، من
رائحة، من قروش لأعود إلى قلمي الرصاصي أكمل الصورة فأعتلي الدرجات الخمسة الرخامية
أو ربما الأربعة لأصل إلى المنصة التي كانت تعتليها مديرتي الكبيرة نظلة سركيس.
صورتها سريعة الارتسام، محددة المعالم، بسيطة
الألوان. هي هي بسترتها الرمادية التي لم تفلح ذاكرتي في نقلها بالأحمر أو الأخضر
أو الأصفر أو حتى الكحلي. هي سترة رمادية أنيقة تقول الكثير وتشي بالكثير فهي
مؤلفة من قطعتين متناسقتين تناسق جداول العلامات ومناهج التدريس . أتراه لون
السترة هو الذي أضاف إلى هيبتها التي أكسبتها هوية انتزعت الاحترام من أندادها،
الخوف من طالباتها والنظام في إدارتها أم أن مهابتها وقسماتها الصارمة هي التي
جعلت السترة رمادية وألغت في تلافيف دماغي أي لون آخر من أبيض أو أحمر أو أخضر!!.
أراها أنا، آلة التصوير الفوتوغرافية في العاشرة من
عمري في الخامسة عشرة، في السابعة عشرة وأنا أقف في أول الرتل في الانضباط الصباحي
في الباحة عملاً بتدرج القامات بسترتها الرمادية وشعرها الرمادي المموج بالأسود
بقيةً من شباب لا أعرفه، لم أعاينه فأنا أذكرها بهذه الصورة المهيبة بنظارتها،
بتسريحة شعرها التقليدية التي حرت دائماً كيف تأتي في كل يوم على نفس التناسق
والدقة. شعر رمادي شد إلى الخلف وتكور في تصفيفة بسيطة أنيقة رزينة، وقورة تنسجم مع
الثوب والنظارة والجبين والوقفة والصوت ونصف الابتسامة التي تجود بها مهنئة .
مازلت أذكر نصف ابتسامتها المرتسمة بخطوط مدروسة لا تتعدى مقاييس معينة قد تشي
بفرح عميق في القلب لا يبدو للعيان وتنبئ به أصابعي الصغيرة التي التصقت ببعضها بعد
أن أفلتت من عميق التهنئة وهي تشد على يدي الصغيرة عندما رفعت هامة المدرسة عالياً
بكوني الناجحة الأولى على محافظة حمص في امتحان الشهادة الثانوية.
المنصة الرخامية ثانية تتوسطها مديرتي الكبيرة بلا
حركة. كان صونها قادراً على الوصول إلى آذان سائر الطالبات دون معونة لا لأنه صوت
عالي الطبقة بل لأن الهدوء المخيم على الباحة وهي تتوسط المنصة الرخامية كان أقوى
من كل تقنيات الصوت اليوم. فقط وجيب القلوب هو الذي يقفز إلى آذاننا المصغية
بانتباه قبل أن نتوجه بعد تحية الصباح والتنبيهات الآتية من السترة الرمادية
المهيبة مترادفات خلف بعضنا البعض لنصل إلى الصفوف بهدوء وسكون لا تعيشه مدارس هذه
الأيام لأنها تفتقد السترة الرمادية.
كان انتقالنا إلى الطابق الثاني يعني أننا في الصف
العاشر أو الحادي عشر أو البكالوريا. كان صوت وقع قدميها المهيب أو صوتها في القاعة
التي تطل عليها الصفوف كافيا" لأن يدفن حتى الصمت والهدوء ويحول حركتنا إلى حركة
ماء في بركة ، حركة بلا ضجيج.
تكاد صورتها في الذهن تقفز ناطقة أمام ناظري وهي
تقطع المسافة بين نهاية الدرج وغرف الصفوف التي تقف وراء أبوابها المغلقة أفئدة
الطالبات الهلعة بانتظار النتائج التي تحملها المديرة في جلاءات رتبت بعناية فوق
بعضها البعض. نتراكض بين المقاعد مسترقات النظر إليها وهي تدخل غرفة صف بعد أخرى
نسمع تصفيقا" يتلوه سكون ويعود الباب لينفتح من جديد فنتدافع إلى مقاعدنا عندما
يقترب صوت حذائها من باب غرفة الصف.
يفتح الباب فجأة ومع فتحه تنتصب قاماتنا في
مقاعدنا القليلة بأعدادنا النموذجية. نقف بعفوية، بردة فعل أوتوماتيكية على دخولها
المهيب الصامت وتحيتها المقتضبة والجلاءات التي تستريح إلى حين بين يديها وهي
مفتوحة بلونها الزهري أو الأزرق أو الأصفر أو ربما الرمادي بلون سترتها. كان وقع
ضربات قلبي هو الأقوى في ضجيج الصمت المترقب فقد كنت حريصة على أن يكون جلائي هو
الأول في الترتيب واسمي هو الأول الذي يتناهى إلى مسمعي لا يحجبني عن سماعه
التصفيق الذي كان يليه والذي لم أكن أسمعه لسوء الحظ بما كان يطغى على قلبي من
اضطراب يسبق توزيع العلامات الذي يبدأ أولا بالتنبيه إلى دوام المثابرة والجد ثم
يتلوه مزيج من التوبيخ ينال المقصرات وتشجيع يوجه إلى المناضلات وتهنئة في النهاية
لمن كن من المتفوقات. كنا نحتفظ بالفرحة إلى ما بعد مغادرة السيدة المديرة غرفة
الصف إذ أن الابتهاج على طريقتنا الهمجية لا يسوغه أي شئ في قاموس النظام عند
مديرتنا.
أما غرفة الإدارة فقد ظلت غرفة فيها الكثير من
السحر والغموض .في زاويتها المقابلة للباب تقع طاولة المديرة تطل من نافذتها على
الباحة وبوابة المدرسة بحيث ترصد كل صغيرة وكل حركة. تتواصل مع عطية بإعطاء
التعليمات من خلالها أو تضبط متسللة" أغفلت في خطتها وجود النافذة والعين الساهرة.
لهذه الغرفة صورة واحدة باقية في الذهن أرويها كلما التقيت بصديقة قديمة.
كثيرا" ما كنت أدخل الغرفة حاملة دفاتر وناقلة
رغبات واستفهامات إلا أن دخولي كان دائما" سريعا" مهذبا" لم يتح لي حتى معرفة
تفاصيل الغرفة للأسف. إنها ثقافة جيل نشأنا عليها، ثقافة القيم ، ثقافة القناعة
بإحياء الآخر وإلغاء الأنا . كانت الصورة الوحيدة الباقية في الذهن والتي تربطني
بغرفة الإدارة هي صورة ذلك اليوم الذي بقينا فيه في المدرسة بعد الدوام لحضور درس
الفتوة . كنا حوالي عشر طالبات أنهكهن الجوع وجمعتهن النكتة . أذكر أننا قمنا بعد
أن أسكتنا جوعنا بسندويشات من الفلافل بجمع البقايا من بقدونس ولفت مخلل زينا بها
حواف اللوح الأسود وكتبنا عنوانا" للمكان (مطعم الانشراح).
لم يطل انشراحنا في ذلك اليوم إذ أن إحدى الطالبات
اللواتي أصررن على قناعا تهن بأن الضحك مرفوض والنكتة قلة أدب وشت بنا عند مدرسة
الفتوة التي ربما أساءت فهمنا واعتبرت أن ما كتبناه كان إساءة للدرس مما ترتب
عليه استدعاؤنا إلى غرفة الإدارة ، إلى الغرفة الساحرة الغامضة.
أذكر أن مجرد هذا الاستدعاء أثار مخاوفنا. كنا نخشى
العقاب ونحن على أبواب البكالوريا. كان لابد من انتقاء واحدة منا بخطواتها المتعثرة
لتنوب عنا في التفسير وفي الأسف . كنت أنا بسجلي النظيف من وقع عليها الاختيار من
قبل الإدارة . هبطت الدرج وأنا أعد الكلمات وانتقي التفسير المناسب ، دخلت وأنا
لا أحس بما حولي وإنما أشمه.
تمالكت نفسي ، صمدت استندت إلى صدق النية و فرح
المجموعة الطفو لي البريء.
دخلت أحمل الصمت أولا"، كنت أظن أنني سأقف أمام
السترة الرمادية وهي تجلس وراء طاولتها،
لكن ظني خاب فقد كانت تقف في منتصف الغرفة وفي
جعبتها كلام كثير على ما أظن ينتظر وراء الشفتين متلهفا".
خاب ظني مرة أخرى حين جاءت كلماتها تساؤلا" عن فعل
كانت على يقين ببراءته.
يا إلهي لقد قالت ما حملته أنا من ردود وأنا أهبط
الدرج باتجاه غرفة الإدارة،
يا إلهي كانت ألطف علي من نفسي، من تهيوءاتي ،
يا إلهي لم تكن سترة رمادية حين ربتت على كتفي
متمنية ألا نعود إلى مثل هذه التصرفات العبثية ،
يا إلهي كان ردي هو فقط إيماءة بالرأس ، ابتلعت كل
الكلام،
كانت كلماتها ملونة حمراء، زرقاء وزهرية. لم تكن
رمادية أبدا" وكأني بها تحمل دكتوراه في علم النفس.
كان قلبها الكبير ودبلوماسيتها في التعبير قادرين
على إضاءة غرفة الإدارة بحيث استطعت أن أرى لون المقاعد الحمراء التي تحولت فرحا"
بالعفو عن ضحكة سرقناها بعد جوع.
رقتها كانت أقسى عقاب نلناه على فرح طفولي مسروق
انتهى بتصميم على إلغاء الأنا وإعلاء الآخر .
أما القرار الصعب الذي جاء ممن جمعتهن النكتة فقد
كان قاسيا" ألا وهو شطب اسم الواشية من حقها في مشاركتنا الضحك في المرات القادمة.
ربما كان هذا هو أول قرار في بناء شخصيتنا التي نمت
قيما" في سائر علاقاتنا في المجتمع.
هاهي ذكرياتي معلقة على جدار الزمن على حائط مدرستي
المرتسم في ذاكرتي بقوة الحب.
أمد يدي محركة صورة مديرتي الكبيرة لأفسح المجال
لمئات الصور الأخرى الباقية في أذهان الكثيرات ممن لم تكن المديرة الكبيرة نظلة
سركيس بالنسبة لهن سترة رمادية أ و تصفيفة شعر ونظارة .
|
|
WEBMASTER : AA-ALSAAD
|
This Web Site Programmed and
Written By ABD ALMASSIH JAMIL ALSAAD
..... Copyright 2003 (C) SCOPNET All
Rights Reserved
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق