مجلة السنونو (
العدد التاسع ) -
شعر محلي
|
|
الهجرة
إلى القطب ( شعر أنيس فرج
)
|
|
الهجرة إلى القطب
شعر أنيس فرج
هجرتني هاجرْ
حملتْ كلَّ حقائب فرحي ومضتْ
طيراً يركب صهوات الريح إلى المجهولْ
يتهاوى في ظلمات القطب حزيناً
يتوسّلُ غصناً يدرأ عنه الأنواءْ
تركتني هاجرُ في عتبات الحلم وطارتْ نحو
عذابات الغربة
حبن أتت,
كان النهر يغيّر مجراه الأبديَّ وينأى
يكتب سفر جراجات الصبر ويذرف دمع الأوهامْ
يمضي نحو قفار مبهمة وفلاة مثقلة بالموتْ
يلهثُ نحو بحار نائية, يتماهى فيها فيها يطفو
زبداً ورماداً فوق الموجْ
حين أتتْ
صرتُ الهاجرَ والمهجورْ
***
هجرتني هاجرْ
تركتني تحت سياط الشوق وغابتْ
حتى صدئتْ أحلامي, يبست أدواح الصفصاف
وصار العشب المخضل هشيماً
صار الصيف شتاء أبديّا.
قلتُ لهذي الريحْ:
يا أيّتها الريح
يا من سلبتني عمري
هاجر لا بُدًَ تجيءْ
تخرج من قضبان الهجر وأسوار المنفى
لابدَّ تجيء قبيل غروب العمر وتحمل بين
أصابعها وردة أشواقي وحنيني
وصرختْ
ليس سواها من يُبعد عنّي أتراح الليلْ
ليس سواها من يشعلُ قنديلي الكابي
قلبي لا يعرف إلا هاجرْ
عيني لا تبصر إلاّ هاجر
هاجر روحي ورفيقة دربي وصباي
هاجر فرحي, نجمة أيامي, ظلّي الضائعْ
قيثارة أحلامي
هاجر فيض حنيني ودموعي...
لكن الريحَ تغاضتْ
وتوارتْ كلماتي في أودية الصمت تلاشتْ بين
ركام الأحزانْ
***
هجرتني هاجرْ
هل ينسى العاشقُ طعم الأيامْ؟
هل ينكر عصفورٌ ينبوعاً قايضه الحبْ؟
هل يتركُ عشّاً وحقولاً يغمرها الطلّ, كروماً
تتألق في بسمات الفجرْ؟
كان العمر رخيّاً كالأنداء, رقيقاً كالأنسامْ
وأصابعَ هاجرَ لازالت تعبق في كفي بأريج الفلّ
وفوح الأشواق
القدسية
ودروب دمشق لا تنسى
تتحوّل أرصفة الشارع مرجاناً ويواقيتْ,
ومقاهيها تذكر كيف غرسنا فيها أزهار العشق,
جدلنا من كلمات الحبّ حكايا و مواويلْ
تركتني هاجر نسيا منسياً ومضتْ
حين أتتْ
كان النهر يغيّرُ مجراه الأبديَّ وينأى...
صرتُ القاتلَ والمقتولْ
|
|
WEBMASTER : AA-ALSAAD
|
This Web Site Programmed and
Written By ABD ALMASSIH JAMIL ALSAAD
..... Copyright 2003 (C) SCOPNET All
Rights Reserved
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق