مجلة السنونو (
العدد التاسع ) -
وداعا - قسم 2
|
|
نديم
قندلفت - نويل عبد الاحد - الياس لازار - يوسف الحاج وذكرى عبد المعين الملوحي
|
|
يا موت هزمتك الفنون
|
وجع يتمدّد في وجع...!
نهاد شبوع
وجع يتمدّد في وجع..! إذ يشاء القدر
أن يكون للوداع بقية.. وللخسارة امتداد.. فالموت يهصر, بالفجاءة نفسها غصنا
جديداً من دوحنا.. حافلاً بناضج الثمر وسديد الفِكَر والوعد.. في حفيف أوراقه
الخضراء مزاجية خاصة محببة, طيّعةً أو مشاكسةً ــ آيلة إلى نغم منسجم مسعف في
سيمفونية الحياة الأبية الحرة, لتنتصر الحياة.. ويعلو النغم..
إنه المهندس الأديب عاشق الشعر والحلم (روفائيل خماسمية), من
حملة القلب على اليد, فلا خبيئ ولا موارَب.. ولا مَطْلي ولا مداوَر, بل صراحة
وجهر بالرأي على سنِّ الرمح..!
قلة أو كثرة كانت تدرك أن حديدَ رمحه ينقلب, من
أول الرمية, إلى خشب وردٍ وأغصان زيتون.. وسعف نخيل..!!
أصدقاؤه في أسرة تحرير "السنونو" وأحباؤه في حلبة
"رابطة أصدقاء المغتربين" الهاربون ــ بهلع ــ من الحقيقة المرة, المشيحون بعناد
مخذول عن التسليم بهول المفاجأة.. وبفجيعة تصديق فراقه.., هم من الكثرة المدركة
لهذه الحقيقة, كونهم تلمسوا فيه ــ مذ عرفوه ــ شيم الشعراء الأباة.. اللامهادنين..
الذين (يجابهون التيار) ويشعلون, من أي موقع, قناديلَ الصدق والجرأة يفضحون بها
الأزمنة الرديئة المتحجرة.. وكل الذين يكتفون أمامها بهز الرأس مستسلمين لها..
ولكل ماهو مكرور خانع خاضع ومستهلَك..!! ولطالما انقلبت قناديلهم تلك ضدهم,
وتحطَّمت شظايا تحرق أصابعهم وأرواحهم.. فانكفؤوا, في استقلاليتهم, مَرضياً
عنهم.. أو مغضوباً عليهم..!!
وأية قيمة لازدواجية المعايير.. وتضاد الكفتين..
مادام شغف القراءة ونورها.. وهوى الثقافة ومجدها هما القصد والسبيل؟ الدواء
الشافع.. والشفاء الناجع, القاسم المشترك الجامع لكل الأصدقاء الملتفين أبداً تحت
سقف الحرف والحق.. الجمال والفن.. الحرية واليقين؟!
***
نفتقدك ــ ياروفائيل ــ نفتقد صدقك وصداقتك..
ونسمّيك السيف..! نفتقد وفاءك وغيرتك.. جهادك في صفوف الإنسان وشهامتك.. إباءك
وشفافيتك.. جِدك وعبثك..
خانك الجسد في شبابك.. ولم تخنك فورةُ الشباب في
مماتك.. فكنت, في نومتك الأخيرة, أكثرَنا حياة.. وأقلنا موتا..! إذ كنت ناضراً
كورد.. متألقاً كنهارٍ.. واضحاً كيقين.. وكأني بك ــ هكذا ــ لتزيدنا شعوراً
بخسارة ما فقدنا بفقدك.. وما خسرتَ أنت من حياةٍ, لا تزال إلى عطاء شبابك محتاجة..
ولا تزال أنتَ إلى مزيد من طول العمر وحفنات الفرح ووعود السعادة, منها,
محتاجاً..!!
على ذكرك تفرش الزهر.. و زنابق الحقل.. ننثر
الماضي و نرش الكوثر.. نطيع الصمت في هياج العاصفة.. عاهدين إلى زميلتك الأثيرة
في التحرير الأديبة (ريما) لتقول فيك عنا.. فعندما يكون لدينا الشيء الكثير
لنقول.. فإننا لا نقول شيئاً..!!
نستودعك الله.. ونتعزى بمن تركت من أحبه وأهل
وإخوة في الوجع والجرح.. ونعدك بأن نظل نرجِّع أغنية الينبوع.. غير قانطين أو
متخاذلين عن أداء الرسالة.. رسالة تقريب الإنسان للإنسان وصيد الفرح والرجاء له..
ولو من جزرنا الحزينة الغريبة..
نهاد
شبوع
عن رابطة أصدقاء المغتربين
رقد السيف في غمده
ريما فتوح
رقد السيف في غمده.. لكن إلى الأبد،
لن يرتفع مسلولاً مجاهراً بالحقيقة.. ولن يصدح مشيراً إلى الصواب.
لقد رحل.. روفائيل جورج خماسمية
غادرنا وانتقل إلى حياة أخرى، ربما تكون فيها السكينة والراحة اللتين افتقدهما
في هذه الدنيا...
كان (وما أقسى أن
أخبر عنه بلغة الأمس) حقيقياً في زمن كَثُر فيه الزيف، قست عليه الحياة بشدة
فصقلته وتجوهر حتى أضحى لؤلؤة صافية، خانه جسده وغدرت به الصحة، فازداد إنسانية
وطيبة.. صدقه وحقيقته جعلاه يبوح بما في سرّه دون تردد أو مواربة، فاستحق أن
يشبَّه بالسيف, وقوراً حيثما حلَّ، ومحترماً من قبل الجميع سواء اتفقوا معه
بالرأي أو خالفوه.
خمسٌ وستون شمعة
من عمره انطفأت، ومع كل شمعة كانت الروح تتوقد وتتبلور في الإنسانية..
كتب مبعثرة هنا.. وأشعارٌ منتشرة
هناك في مجلة السنونو وغيرها من المجلات الأدبية، ومقالات لا تحصى في صحف
ومنتديات الكترونية، كلها تشكل الإرث القيم الذي تركه لكل البشر..
لمن سأتوجه بالعزاء؟
للسيدة عنايت
خوري الزوجة ورفيقة درب الحياة والسند المتكأ في كل مطبات العمر؟ أم للسنونو
ورابطة المغتربين للبيت الذين هاجرهم واحد من سنونوهم دون أمل بالعودة ؟ أم إلى
الزملاء المهندسين في ميدان العمل مفتقدين صوتاً للحقيقة بينهم؟ أم إلى كل
المثقفين في الوطن والدنيا وقد خسرواً بيرقاً مرفرفاً بينهم..؟
سأفتقد وجودك..
سأفتقد عطفك والأبوة في محبتك.. سأفتقد توجيهك وإرشادك .. سأفتقد قيماً ومُثلاً
تجسدت بك..لكن ما يعزي بأن جسدك يزول لكن أثرك يبقى.
هدية إلى روح الصديق المأسوف عليه
روفائيل خماسمية
بقلم: يوسف الحاج
مسيحي باركَ الزيتونَ فاخضرَّتْ
على الأغصانِ بالدمعاتِ أوراقُ
وكأسُ الحقِّ كالمصلوبِ
أَشربُـها
ترافـقـُـني إلـى الأخـدار
أحـداقُ
ويـدعـوكـم إلـى
الـقـدَّاسِ قــديسٌ
حـواريٌ... وللأحـبـاب يشـتـاقُ
أنا أحد الأناجيـل
الـتي انـتشرتْ
ولـلـشهــداءِ صـلـبـانٌ
وأعـنـاقُ
ومن عاش على الإيمانِ
لن يفنى
أنـــا الأنـــوارُ والأردنُّ
دفـَّــاقُ
أصبح
المودِّع مودَّعاً
من يصدق أن الراثي أصبح مرثياً
بسخرية حياة مفجعة, حبكت " للسنونو " سلسلة فراقٍ متمادٍ, خلنا أنها ختمت
حلقاتها؟.. وهيهات!!
من يصدق أن يوسف
الحاج الذي احتفى بوداع الصديق روفائيل خماسمية, الذي ظنناه أخيراً, فقدم إليه
هدية النطق الجميل الحزين ــ رأس مال الشاعر الأوحد ــ من يصدق أنه يُلزمنا ــ
هذه الساعة ــ برد الهدية دمعةً حرّى وغصص أشواك وأشواق وأدعية رحمةٍ وسكوب
عزاء.. ليصبح مودَّعاً مأسوفاً عليهِ بالفجاءة نفسها.. وبالرعب عيْنِهِ؟!!
من يصدق أن رائدَ
بيت المغترب الصديق الأليف ( يوسف الحاج ) الذي كان من هنيهةٍ مشرعاً قلمنا
وضارباً بسيفنا في ورشة " سنونونا " التاسع الجديد, الذي طالما أعدّ له من بليغ
الكلم وناضج القطاف وبراعة التحرير وفسيح الآمال.. هامساً في أذنه من نفحات شعره
وشعوره ولغط قلبه واشواقه..من يصدق أن جواده قد كبا في الحلبة وسط المعمعة وبهذه
الطريقة المفاجئة الصاعقة أيضاً فأيضاً؟..
أجل يا حبة العقد
الجديدة الهاوية بوجعٍ من جيدِ " سنونونا " يا أبا إنعام صديقنا.. نحن اليوم
محكومون أن نصدق موتك, محكومون أن نفتقد خفقة أقدامك ووميض معلومتك ومخزَّنات
ثقافتك.. محكومون أن نفتقد أوراقك الأنيقة التي كنت تسحبها من حمولة دفاترك وحصاد
ليلة سهرك في صومعتك قرب فنجان قهوتك كلمات تولد, فتدثرها بإشراقة الصباح
ونسمته.. كلمات تفرح وتهزج تحزن وتيأس تغضب وترضى تنشد وتتمرد.. تطرب وتصرخ...
وكلها مقطوفة من بساتين المسيح ومن قلب كتب الأقدمين والمحدثين التهمت سطورها
بنهمٍ من الدفة إلى الدفة, كلماتٍ تسمعنا إياها في اليوم التالي مترنماً مغتبطاً
بها كطفل.. أو كأبٍ استقبل طفلاً جديداً..
أجل محكومون أيها
المسافر العزيز أن نصدق وأن نكره الصدق هذه المرة.. وكلَّ مرةٍ يغدر بنا الموت
بهذه الفجاجة.
سنتذكرك..
ونستحضرك.. ونبقيك بيننا شعلة شعرٍ وطفولة.. وموسوعة لغةٍ ومعرفةٍ.. شمعة صداقةٍ
ووفاء.. أباً وأماً لأربعة أولادٍ نُجبٍ.. ولِما لا يحصى من دواوين شعرٍ وأدبٍ..
وزبدة فكرٍ, بهم وبها تحيا وتستمر... ونتعزى نحن, ونسترجع أنفاسنا.. فلا يغلبنا
موتٌ أو تشلُّ أجنحتَنا خسارةٌ...
نهاد شبوع
عن أسرة السنونو في رابطة أصدقاء
المغتربين
يوسف الحاج ومتعة البحث
عبد الخالق حموي
غرفته الصديقة كما تمناها لذاته
دوماً, رائحة تبغه الذي جفاه لأسابيع خجلاً من صدره المتعب, زجاجات الخمر أُفرغت
أقساماً منها في داخله العطش وأُخرياتٌ في أناقةٍ على رفٍ خشبيٍ تُسعدُ رنوه
إليهن للقاءٍ قادمٍ ذات اشتياق, وكتب فاتحاتٌ صفحاتها لعينيه النهمتين, وموسيقا
ترافق دماغه النشوان, وطاولته المزدحمة بأقلامه وأوراقه وأدويته.
أصعد لغرفته على درجاتٍ, أرافق
بنظري شجرة برتقال, مدهشٌ تمازج ألوان الأوراق الخضراء مع الثمار وعصافير الدوري
و( الست ستيت ) أمنت للباحة العربية, والغزالة أرسلت بواعث الدفء بعيداً عن
الطوابق الإسمنتية الوقحة, فهي وشجرة البرتقال والرمانة وجلناراتها الأنيقة
وأزهارها الكأسية الصفراء والحمراء *"والتي ماتت واقفة" كلها في موعدٍ صباحيٍ
وحتى سفر الدافئة الليلي إلى وراء الأفق.
نزقٌ كموجةٍ لاهثةٍ نثرت فقاعاتها
على الرمال واستراحت, لتأتي ثانيةً, وثالثةً.
هكذا عهدته لدى كل زيارةٍ لصومعته
تلك, دائم البحث بين الأوراق المكتوبة لشعراء وشاعرات وكتَّاب وروائيين, ففي
داخله عطشٌ مزمنٌ للمعلومة, للمفردة, وهذه كانت تتسابق مع مثيلاتها لرفد البناء
الداخلي الثقافي الذي ما انتهى إلاَّ أنهكه ما في صدره.
يستقرض المال ليشتري الكتاب,
وابتسامة تأخذ دلالاتها على محيّاه حين يكحّل أوراقه البيضاء بمداده الأسود "
الذي يحب", ويقرأ لي نتاج قلقه المستمر وتلك الإبتسامة الواثقة التي دلَّت عليها
عيناه وفمه, أزاحت بعضاً من قلقه الساكن في العمق والمتناثر على الورق.
كنت استشيره بعض الأحيان في صحة بعض
المفردات التي آخذ بأكثرها قبل رحلة القلق إلى وزارة الإعلام للموافقة على
الطباعة أو عدمها, لثقتي بالقدرة المميزة التي يمتلكها في صحيح لغتنا العربية,
وأراه سعيداً حين ينجز ما اطلب منه بكل تعاونٍ ومحبة.
صديقي يوسف...
النزق الطفولي, الموجيّ البحر بعد
لقاء رمال اليم, المسافر عبر اوراقك وأقلامك إلى حيث بين أيديهم أسطرك وصفحاتك
وتأملاتك. التقيتك ذات صباحٍ في عليّتك.. طبختَ القهوة احتسيناها وكأنك لمحت
تشققاً في جوف فمي, فسكبت في كأسٍ أنيقة مايردم الأخاديد من خمرةٍ صهباء , واندمل
الجرح.
أفتقدك ياصديقي وعسى تؤنس وحدتك مع التراب الحنون طلال ديمةِ,
وتنبت على سطحه بعض ورداتِ شقائق النعمان المتواضعة خِيَم الزيزان الخضراء
الوديعة...
***
يوسف الحاج في ذمة الكون
رغيــد نحاس
عرفتُ يوسف الحاج قبل أن القاه
نتيجة لعلاقتنا القلمية, إذ كان من أوائل من سارع إلى تأييد "كلمات", المجلة التي
كنا نصدرها, سواء عن طريق مساهمته الكتابية فيها أم عنها. كانت رسائله إلينا تحمل
شغفاً شديداً بالأدب, واحتراماً كبيراً لما نقوم به من عمل, ما دفعني شخصياً
للاتصال به هاتفياً بين الحين والآخر لتبادل الحديث والاطمئنان عنه.
كان انطباعي عنه أنه رجل زاهد يعشق
التدخين لدرجة أن رائحة الدخان كانت تفوح من كل ما يرسله لي من أوراق بالرغم من
مرورها عبر البريد وقطع مسافة آلاف الكيلومترات بين حمص وسيدني. وكانت كتاباته
تعزز هذا الانطباع لما فيها من استعراض لواقع مرير يمت بصلةٍ كبيرة إلى واقع
الكاتب.
قابلته أول مرة في مدينة حمص
السورية حين زرت جمعية أصدقاء المغتربين وتفضلت رئيستها الآنسة نهاد شبوع بإعداد
ترحيب بي وتعريفي إلى كافة الأدباء والفنانيين الذين يستعملون مقر الجمعية محجاً
لهم.
ميّزته بين الحضور قبل أن يقدمه
أحدٌ إليّ ولم ينتظر هو أحداً فسارع إليَّ بجسممه النحيل ليشدَّ على يدي ويهنئني
بـ " كلمات " وأسمعني من المديح الوقور ما أحرجني لأنه كان يكبرني بسنينٍ كثيرة
ولأنه كان شديد التواضع والتهذيب.
شعرت من الجلسة أنه كان يغني خارج
السرب المحيط به, وإن له مزاجه الخاص. كما انني كنت على علمٍ مسبقٍ بفجيعة حياته
الكبرى, فقدانه زوجته التي كان يحب حين كانت في ريعان شبابها وله منها ذكرٌ وثلاث
أناثٍ.
وهكذا بدأت ملامح هذا الإنسان تتوضح
لي اكثر وصرت افهم بعض أسرار ما أثر على اسلوب كتابته ومحتواها نثراً أم شعراً.
كتب الشعر والقصة والنقد, وصدر
ديوانه الأول عام 1999 بعنوان " الوردة بين الجحيم والسماء", وهو عنوان يوحي
بالكثير عن هذا الرجل الذي يعشق الجمال ويقدره لكنه لايراه إلا من خلال العذاب.
هذا المدرس الذي تقاعد في حمص,
المدينة التي ولد فيها مات أيضاً فيها مساء الثالث من شباط وهو في السادس
والسبعين ولعل المقتطفات التالية من قصيدته " الأمواج " تسلط بعض الضوء على سيرته
الذاتية.
ليس أقسى في مدى الليل المحاربْ
من لقاءِ النهر
بالبحرِ المديد
ساعة الرمل وعينٌ
تتمنى... وتراقب
مولد الفجر على لوح
الألم
في معناة الوحيدْ...
هل لتطواف الوداع أن
يعيد
مهرجان العافية؟
يتلوى النهر عجزاً في
سريره
يفتح الوجدان من أقصى
ضميره
لا يعاتبْ.
ينده الشمس البعيدة
لايحبُ الموت ليلاً
بين جدران السكينة.
لو أتى الموت صباحاً
تقرع الأجراسَ أبيات
القصيدة
ترسل الأصداء نعياً
في المدينة...
وعلى الأكواب من ماء
الدواء
بصماتٌ شاهداتٌ: مات
وحده!
لا أريد... لا
أريد...
بهرجاتٍ ودموعاً أو
مواكب.
وفروا الأزهار تهدى
لعروسٍ وعريس
وارفعوا الإكليل عني
قد كفاني من عذاب
الشوك لحدي,
وسقاني من مياه
الآخرة
كأس سلمِ الأبدية.
ساعة الرمل فصولٌ
وخريف العمر فصلٌ
والجنى طعم العذاب. فصلك الآنيُّ أسود
فانتظر غيم الشتاء...
والروافدْ
واملأ الكأس مياهاً
من رجاء.
وتجرع ما لديك من
دواء.
وابتسم للشمس بشرى من
ندى أيدي الورود, أنت شيءٌ من وجود
عاش وقتاً وتحدد
كان سطراً وانتفى فيه
الخلود!
فتقبل ومضة الروح الأخيرة...
|
|
WEBMASTER : AA-ALSAAD
|
This Web Site Programmed and
Written By ABD ALMASSIH JAMIL ALSAAD
..... Copyright 2003 (C) SCOPNET All
Rights Reserved
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق