مجلة السنونو (
العدد السادس ) -
قصة قصيرة
|
زواج (
وفاء خرما )
|
زواج
وفاء خرما
على
نغمات الأرغن ووسط عرائش الزهور تقدمت (واو) من حبيبها الوسيم ذي العينين السوداوين
إلى الهيكل المقدس، لتنعم باللحظة التي كثفت كل أحلامها.
شرب
الأهل والأصدقاء نخب العروسين في حديقة جميلة، كما ألقيت كلمات تقافزت في أجوائها
ألفاظ السعادة والرفاه والبنين مثل عصافير مزقزقة في أيكة. لكنّ ما حدث بعد ذلك
أزرى بالخيال فقد اكتشفت (واو) في الليلة الأولى أن زوجها قد غدا أقصر قامة... وفي
الليلة الثانية أثخن حيث غدا كمستطيل قارب المربع... في الليلة الثالثة اعتلت ظهره
حدبة أرعبتها، أمّا في الليلة الرابعة فقد رأت بأم عينها كيف استحال وجهه الجميل
إلى وجه قرد.
صباح اليوم الخامس... وكان زوجها قد غادر مقفلاً عليها الباب... ألقت (واو) بنفسها
من النافذة، ومثل ملاك تلقفها بذراعيه رجل وسيم بعينين زرقاوين، همس في أذنها
بعبارات الحب فتزوجيه...
ومنذ ذلك اليوم لم تتوقف (واو) عن إلقاء نفسها من نوافذ غرف النوم حيث يتلقاها
دائماً رجال وسيمون ومحبون...
وإذْ طالعتها المرآة صباح يوم بشعرة بيضاء في رأسها غرزت عينين مفكرتين في فضاء
الغرفة، وقررت قبل فوات الأوان أن تتزوج قرداً حقيقياً!.
* * *
صلاتـان
رفع الأميركيون ليلة عيد الشكر صلاة حارة أمام موائدهم: شكراً لك يا
إلهنا من أجل ما أعطيتنا!
ثم انقضوا على الديكة الرومية المحشوة المحمرة..
رأت (واو) في اليوم التالي سرباً من الديكة الرومية ترقص تحت الشمس في
حقل أخضر رافعة رؤوسها نحو السماء، وهي تلهج: كم أنت كريم يا إلهنا لأنك نجيتنا من
مذبحة العيد!.
* * *
أنا أميركيــة
الطفلة(ناقمة): ماما... لَم تتحدثين إليّ بالعربية؟
واو: لأني عربية.
الطفلة: وأنا أميركية... ولدت هنا في أميركا.
واو: لكنّ والديك عربيان...
الطفلة: أوه... لن يفهم أحدنا الآخر أبداً...
واو: حسناً سأسافر غداً إلى بلدي سوريا
استفاقت (واو) على نشيج... فتحت عينيها... رأتها بجانبها تحمل حقيبة سفر صغيرة!.
عن
مجموعتها القصصية (واو) في نيويورك
|
|
WEBMASTER : AA-ALSAAD
|
This Web Site Programmed and
Written By ABD ALMASSIH JAMIL ALSAAD
..... Copyright 2003 (C) SCOPNET All
Rights Reserved
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق