السبت، 7 نوفمبر 2015

مجلة السنونو ( العدد السادس ) - شعر محلي - المزيد من موت العسل ( أحمد دحبور )

مجلة السنونو ( العدد السادس ) - شعر محلي
المزيد من موت العسل ( أحمد دحبور )

 1- فراشة بين قوسين

 تحت رجليَّ هوةٌ و هواءُ
 ويدي كسْرة ٌ,
 كأن جدارا ًمن جرادٍ يحدُّ من أمل القمح ,
 كأني فراشة ٌبين قوسين ,
أمامي الضياء ُ,
 خلفي الرجاءُ
إن هذا الذي يموتُ , الفضاءُ
فلماذا أنا ؟
أليس لهذي النار و الجائحات من عمل غيري؟
فطَيْري مطلوبة وهي في البيض ,
وحبل الهواء يدنو و يرتدُّ ,
 فأحتدُّ –
لا سقوط ٌفأهوي ,
لا صعودٌ ,
وليس إلا الهباءُ ؟

صحتُ : هبْني أن أقطع الحبلَ ,
-         حتى اليأسُ لا تستحقًه ,
-         فلماذا أين أخطأت ُ؟
 هل سريري ضريح ٌ؟
أم جميع الذي يدبًّ صحيحٌ ,
و أنا الآن وحديَ الأخطاءُ ؟

نَقَلَ الظلُّ , فافترى
عن غرابٍ , عمّا أرى :
خطأ كلُّ من َصَعدْ
خطأ أنني أقيسْ
خطأ أنه الأحدْ 
خطأ أنه الخميسْ
 يرجع اليوم قهقرى
فإذا الأمس كالأبدْ
و النفاياتُ كالنفيسْ

كل هذا الضباب من أجل نَيزكْ ؟
القتامُ , الظلامُ , الرعدُ , و الصاروخ ُ
والعابراتُ ,
و الغاز غازٍ يطأ الأرضَ و الفضاءَ ,
ويعطي ,
فرصةً للنهار : متْ  أو تحَّركْ

-         فاذا قلتُ لا ونفرتُ ؟
-         لا جوابٌ و ليس للموت وقتُ
كلُّ هذا الضباب من أجل نيزكْ ؟
خبرُ الأمس مطلقٌ ,
فانحن الآن , و كل الزمان هذي الفلاة ُ
أقبلوا , أفرغوا الفضاءَ من الشمس ِ,
و دبَّ الفراغ ُفي الظلِّ ,
مات الحبرُ ,
فاقرأ ما تكتب الممحاة ُ

كلُّ هذا الضباب من أجل نيزكْ ؟

لم يسلِّمْ بعتمة الأمس,
 فيما سلَّمْتهُ السَّموم للنفي ,
حتى فقسَتْ بيضةُ الغراب على اليأس ِ,
و يغفو المدى فيهوي عليه السقفُ ,
ماذا؟ هل فرَّخ الموتَ موتُ ؟
يا الهي , فليُسْمع الأرض صوتُ

صَممٌ في الصميم ِ
و الحبل خط ٌمن هواءٍ ,
فمن به يتمَّسكْ ؟

غير أني لا عودة ٌ, لا ندامة ْ
لقد اخترتُ , فانكسرتُ , فقوَّمتُ جناحي,
فطِرتُ ,
فما معنى جراحي إن ِمتُّ أو إن نجْوتُ ؟
ليس ما ابتغيه طير السلامة ْ
بل أضيء النهارَ ,
للنهر مجراهُ ,
و للعابر المغامر مسْلكْ
الهذا تلبَّد الجوَ بالسمِّ ,
ولاحتْ أوصافُ يوم القيامة ؟

نيزكٌ لاح ,
فالضبابُ تولىَّ أن يكون الظلامُ لا الغيمُ ,
سقفا ًو جدارا ,
و الرعدُ أعطى العلامة

كل هذا الغراب من أجل نيزكْ ؟


2- السلحفاة
يلزمني ألف يوم
لاقطع المسافة بين هذا الباب و الشارع
و لكي أحرز معجزة الوصول إلى الباب ,
فإنني أتجرع خروع الرتابة و خردل النميمة
وأشفق على الظهر المنحني في الرسمة المقابلة
ينشقُّ الجدار عن دبابة
و الدبَّابة عن ذبابة
و فيما ترشح لسعة المطر من الشقوق ,
أسأل قهوتي الباردة :
منذ كم حرمنا من الدهشة ؟

يلزمني ألف يوم جديد
لاصغر خمسين عاما
و ماذا لو تحققت المعجزة
فانكمشت ثيابي و خرجتُ حافيا ً؟
هل سأهرب من المدرسة ,
أم اتهَّرب من واجب ابنلاع زيت السمك ,
أم آوي إلى مدينة من تأليف أمي وتلحينها ,
أم أخطط لأصل إلى باب هذه الحجرة
بهندام مناسب وذاكرة مطواعة ؟

يلزمني ألف يوم من أي نوع
حتى يقنعني شوبنهاور
بأن العالم هو من أمثله أنا فيه
و ساعتها سأضحك حتى أنكفئ
فهل العالم بعد كل ما تقدم
هو هذا المكان الموحش المدلهمَ ؟

تلزمني أيام بلا حساب
حتى أكون لازما ًلأي شيء أو أحد
وعندما يطلع دخان الشبيك لبيك من الزجاج
لن أملك ترف الحيرة , بل سأطلبُ
أن أنسى ؟
كيف وما كان, كان مني ؟
أن أمحو ؟
ومن أين العزيمة لأكتب البديل ؟
أن أسحب النهر من البئر ؟
و لكن أليس النهر كلاما ً,
تماماً كما هي البئر كلام ؟
أفلا أسند ظهري إلى الحائط
و أغفل عن الظهر المنحني في الرسمة المقابلة
مغمضا عيني حاسبا على أصابعي ,
 منهمكاً في حل الكلمات المتقاطعة ؟

يلزمني أن يلزمني ألف يوم
حتى ارشِّد السأمْ
و أروض اللامبالاة
فأنشط , في ساعتي , سلحفاة الزمن
إذ لا بدَ من الاعتراف بالثواني و الدقائق
بدل حساب العمر بالمواسم و المصحَات

و فيما تطنُّ الذبابة في رأسي
أتململُ و أسألُ :
منذ كم خسرتُ حاسة الموسيقى؟




 
 
WEBMASTER : AA-ALSAAD
This Web Site Programmed and Written By ABD ALMASSIH JAMIL ALSAAD ..... Copyright 2003 (C) SCOPNET  All Rights Reserved 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق