السبت، 7 نوفمبر 2015

مجلة السنونو ( العدد السادس ) - أبحاث مهجرية - المهندس المعماري فؤاد آغا القلعة نزيل المانيا

مجلة السنونو ( العدد السادس ) - أبحاث مهجرية
                     ورقة عمل الرابطة السورية في ألمانيا إلى مؤتمر المغتربين الأول                       ( حوار المشرق مع الغرب )                      وتفعيل دور الجيلين الثاني والثالث في هذا المضمار  المهندس المعماري فؤاد آغا القلعة نزيل المانيا

       تتردد في الآونة الأخيرة أصوات وآراء تطالب بتفعيل عملية حوار الحضارات كبديل طبيعي واستراتيجي لمفهوم صراع الحضارات، وقد كانت لنا في رابطة المغتربين السوريين تجاربنا في هذا المجال، حيث أننا نقوم بتفعيل هذا الموضوع منذ مدة طويلة ولا نزال ناشطين في هذا المجال، من خلال أنشطتنا الثقافية المتعددة والتي تُوِجَتْ بالأسابيع الثقافية والسياحية السورية، والتي كان آخرها الأسبوع الثقافي السوري الثالث الذي كان في عام 2003م تحت عنوان "تواصل الحضارات – تاريخ العلوم عند العرب" والذي أقيم بالتعاون مع معهد التراث العلمي العربي التابع لجامعة حلب. وقد لاحظنا من خلال حوارنا مع الأساتذة والضيوف الألمان احترامهم وإعجابهم بهذا النشاط الأكاديمي المنظم والراقي، ورغبتهم في معرفة المزيد عن تاريخنا، بينما ومن خلال احتكاكنا مع أولاد المغتربين وجدنا أن هناك هوة كبيرة من المعرفة تزداد اتساعاً لدى الجيل الثاني والثالث الذين بُهِروا بدور العرب في تطوير العلوم وبدورهم في النهضة الأوروبية، فبينا لهم أن الحضارات تتواصل من خلال اتصالها. فتبين لهم أن سورية هي مهد الحضارة الإنسانية الأولى وهي بيت الأبجدية الأولى وكذلك حضارات بلاد الرافدين والحضارة المصرية القديمة التي نقلت العلوم والمعرفة إلى بلاد الإغريق لتعود إلى منطقتنا في العصرين الأموي والعباسي، لتعود إلى أوروبا ثانية عن طريق الجامعات العربية في الأندلس لتساهم في عملية النهضة الأوروبية، التي لا تزال شعوبها تنعم من ثمار عملية التواصل الحضارية حتى يومنا هذا. ولا بأس من أن يتم تسليط الأضواء على أن هناك محاولات جادة تمنع تواصل الحضارة الحديثة معنا.
 
   إن هذا الجيل الذي قد لا يعرف من بلده سورية سوى بيت الجد والعم والعمة والخال والخالة، قد لا يدرك أن الحضارة بدأت في المكان الذي يقوم عليه بيت الجد والخال والعم، وهنا لابد لنا من أن ننوه بتقصير المغتربين من الجيل الأول  في التركيز على هذه الأمور (أو هم بدورهم قد يجهلونه) فإن هناك دوراً هاماً وملحاً لتوضيح هذا الأمر. هذا ليس فقط لأن الأجيال القادمة قد تنسى هذا الأمر أو تجهله، إنما لتعلم هذه الأجيال أن لها دوراً حضارياً مهماً في عملية تواصل الحضارات.
 
  في ذات الوقت يجب أن تسخر كل الطاقات لتفعيل هذا الدور الاستراتيجي الهام للأجيال القادمة من المغتربين. لذا علينا أن نجعل من أجيالنا القادمة أجيالاً مسلحة بالمعرفة والتقنية الحديثة، وبذات الوقت مفتخرة متباهية بماضيها المشرق. وهنا يأتي دور التعاون بين روابط المغتربين السوريين في العالم وبلدهم الأم سورية، بكافة إداراته ومؤسساته.
   من خلال ما سبق فقد بدأنا بتنظيم الجيل الثاني للمغتربين ليتم توزيعهم في مجموعات(حسب أعمارهم) ونمهد لهم الأرض المثلى للعمل الحواري المقبل والجاد. ونلاحظ من خلال تطور الأولاد منذ نعومة أظفارهم مروراً بسن المراهقة، أنهم وخاصة في سن المراهقة يبتعدون شيئاً فشيئاً عن مجتمعهم السوري الصغير، ويتجهمون لمجتمعات تغري من هم في أعمارهم. ومع أن ذلك له وجه إيجابي وهو الاندماج في الحضارة الغربية، إلا أن له في ذات الوقت نتائج سلبية تكمن بابتعادهم عن مجتمعهم الصغير. بالطبع ليس الهدف هو تقوقعهم وانعزالهم عن مجتمعهم الذي يعيشون فيه، بمجتمعات صغيرة، إنما الهدف أن ينطلقوا من الخلية الصغيرة (التي من الممكن تسميتها بالرابطة) إلى المجتمع الأكبر، ليتم التبادل الفكري مع الآخرين على أساس من الاحترام متبادل.
 
   ولكي تتم عملية الانخراط في المجتمع الذي يعيشون فيه بشكل مثالي وسليم مع الأخذ بعين الاعتبار موضوعية الانتماء إلى الجذور والوفاء وتفعيل الحوار الحضاري لابد من التركيز بدراسة النقاط التالية:
 
 ·        اللغة العربية:
   بينما تقوم المدارس والجامعات في بلدان الاغتراب بالاهتمام بلغة بلد الاغتراب واللغات الأوروبية الأخرى، لأغراض الدراسة والعمل، فإن الاهتمام باللغة العربية يأخذ بالانحسار. وهنا يأتي الدور الفردي والشخصي لصاحب العلاقة وربما بمساهمة من الروابط أو الجمعيات الاغترابية بتقوية اللغة العربية ومحاولة إدخالها ضمن اللغات العالمية في بلاد الاغتراب. إلا أن ملاحظاتنا الخاصة بهذا الأمر كانت حتى الآن سلبية. بشكل عام نلاحظ أن الأطفال لا يضعون تعلم اللغة العربية ضمن أولويات اهتماماتهم، فالواجبات المدرسية تفرض نفسها على أوقاتهم، بينما يشعرون أن الوقت الذي يقضونه في تعلم اللغة العربية هو على حساب أوقات فراغهم، وعندما يصلون إلى سن المراهقة يكون قد فات الأوان فنرى أن اهتماماتهم قد تشعبت وتفرعت، و لم تعد اللغة العربية تحوز على اهتمامهم. طبعاً هناك نتائج فردية إيجابية، ولكنها ضعيفة نسبياً.
 
   لا شك أن المغتربين من الجيل الأول يتحملون التبعة لما وصل إليه أبناؤهم، من جهلٍ عامٍ للغة العربية، وربما أولاد المغتربين الذين لم يعوا أهمية هذه اللغة المستقبلية. مع العلم أن غالبية أولاد المغتربين يجيدون اللغة العربية العامية، إلا أن التواصل مع اللغة العربية الفصحى يضمحل إن لم نقل يكاد ينعدم.
 
   أدرك أني بكلماتي هذه قد رسمت صورة قاتمة لوضع الأجيال الشابة من المغتربين (شبه الأميين) إلا أن هناك تجارب ناجحة على صعيد رابطة المغتربين السوريين في فروع شتى، حيث تُدرس اللغة العربية لأولاد المغتربين ويتجاوب بعض من هؤلاء الأولاد مع اللغة العربية بضغط الأهالي لهم. ولكن يبقى السؤال إلى متى؟ وإلى أي حد؟.
 
 ·        التاريخ: 
   قد يجهل بعضٌ منا قيمة التاريخ ومعرفة ما بين ثناياه وخباياه، إلا أن أولادنا يدرسون تاريخ الأمة التي يعيشون فيها، ولكن علينا إفهام تاريخنا القديم والمعاصر لهم بدلاً من أن ينهلوا من ينابيع المعرفة الموجهة والتي كثيراً ما تكون مسممة لأفكارهم. فعندما كنا نحن تلاميذ المدارس السورية، نقرأ التاريخ ونرى ونزور الصرح والمدن والقلاع ربطنا بين ما قرأناه وما نراه. إلا أن أولادنا نراهم لا يملكون تلك المقدرة، خاصة عندما تقتصر زيارة الوطن على زيارة الأهل وللتمتع والسهر.
 
   أذكر مرة عندما أخذت أولادي لزيارة قلعة الحصن وقلعة صلاح الدين ومن ثم قلعة حلب، قال لي ولدي، وكان وقتها في الرابعة عشرة من عمره: إن سورية عظيمة بما تملك من صرح. فأجبته:
وهي عظيمة بتاريخها الماضي والحاضر ويجب أن تبقى عظيمة في المستقبل.. ولكني حاولت أن أخفي بين أخاديد كلماتي حسرتي على عدم تعليمي التاريخ له ولأصدقائه من أولاد المغتربين.
 
   يقوم فرع رابطتنا الآن بتنظيم المحاضرات الخاصة عن تاريخ سورية ومعالمها الأثرية، ومع ذلك وبكل صراحة لا نجد الاهتمام الكبير من أولادنا لحضور مثل هذه المحاضرات.
 
 
 ·        الجغرافيا:
    الأمور ذاتها التي تنطبق على التاريخ تنطبق على الجغرافيا. فهل يدرك المغتربون من الأجيال الجديدة جغرافية وطن آبائهم ؟ وهل يدركون ارتباط التاريخ بالجغرافيا ؟هذه أسئلة بسيطة قد تعقبها أسئلة أخرى. إلا أن من الضروري جداً شرح الوضع الجغرافي لسورية لأولادنا والتركيز من خلال هذا الشرح، على ارتباط المناخ بالزراعة وبالتوزع السكاني، الأمر الذي يبني لديهم فكرة الأهمية الكبيرة للوضع الاستراتيجي الهام الذي تتمتع به سورية، هذا الوضع الذي يمكن وصفه أنه البوابة العربية نحو أوروبا وآسيا ومن ثم إلى أفريقيا.
 
 ·        العاطفة والمنطق:
   إن من ترعرع وشَبَّ في ربوع سورية، لا بد له من أن يتعلق بالأمكنة التي تدغدغ عاطفته وتحيي ذاكرته، ونحن شعب معروف بابتعاده عن المادية وبقربه من الروحانية، أي أن العاطفة تحتل مكاناً ليس بالصغير بين تلابيب دماغنا. فهذا من يخفق قلبه عندما يذكر رحلة بالقارب في نبع بردى، وذاك من تلهب ذكرياته الأزقة التي كان يلعب فيها يوم كان طفلاً، وآخر يذكر جبلاً أو نهراً أو تلاً. ومن منا ينسى حبه الأول ومكان لقائه الأول...ومن منا من لم يفقد ضمن أعضاء عائلته شهيداَ تكرم بروحه في سبيل أن نحيا نحن؟ إنها العاطفة والوطنية والمحبة والذكريات التي تربطنا بوطننا الأم. وإن كان الشعراء العرب القدامى يبدأون قصائدهم بما يسمى بالوقوف على الأطلال، فلربما ورثنا ذلك منهم حتى وإن لم نجد الشعر، إلا أننا نقف على أطلال ذكرياتنا، ونذكر – وأحياناً بحسرة – مواقف لمراحل عديدة من طفولتنا أو من مرحلة شبابنا.
 
   هذا كله قد لا ينطبق على أولادنا من الأجيال القادمة. فأي من هذه الذكريات قد توقظ أحاسيسهم، وهم شبوا على غير ما كنا نحن عليه؟ وهل تستطيع إجازات سنوية قصيرة ومتعددة أن تحفر في أذهان أولادنا عاطفة جياشة تربطهم بالوطن؟ وهل هناك ما يربطهم وطنياً بقضايا وطنهم؟
 
   الجواب لا يمكن إلا أن يكون بالإيجاب، وذلك لأن الأولاد يتابعون مع أهلهم الأحداث اليومية التي تمر بها منطقتنا العربية، ونراهم يسألون ويكثرون الأسئلة، ويحللون الأمور بعد معرفتهم للتاريخ ولتطور الأحداث. وقد لاحظنا كيف أن المظاهرات التي اندلعت في العديد من المدن الأوروبية، إن كانت مضادة للاحتلال الإسرائيلي أو لاحتلال العراق، والتي قام بتنظيمها طلاب الجامعات من الأجيال الاغترابية الجديدة، كانت أكثر نجاحاً مقارنة بتلك التي نظمها المغتربون أنفسهم، فقد كانوا يخاطبون المجتمعات الأوروبية بنفس المنهج والمنطق الذي تلقوه في مدارس بلاد اغترابهم، هذا مع العلم أنهم لم يكونوا متقنين للغة العربية ولكنهم أتقنوا لغة الحوار الجاد والبناء مع الأوروبيين. مع أننا نخطئ إن أهملنا دور المغتربين أنفسهم في هذه النشاطات، والتي كثيراً ما كانت مثالاً يحتذى به.
 
   مما تقدم أعتقد أني قدمت صورة فيها بعض من الغيوم الداكنة، إلا أني أردت من خلال سردي هذا، ليس توضيح أهمية الأجيال الجديدة من المغتربين وحسب، وإنما أشرت لضرورة كونهم المحاورين الجدد، وخطورة عدم تملكهم للمعرفة الكافية بخفايا التاريخ القديم والحديث، ولمنع انحرافهم وانجرافهم نحو هيئات ومؤسسات غامضة الملامح تارةً وواضحة الملامح تارةً أخرى، تُظهر ما لا تُبطن و تبطن ما لا تُظهر، هدفها إن كان معلناً أو غير معلن هو في نهاية المطاف
تكريس لصراع الحضارات وربما في أيامنا هذه تجديد لاتفاقية سايكس بيكو، تحت غطاء كثيف من المصطلحات الرنانة والآراء والأهداف المعسولة.
 
   لكل ما تقدم نجد أن الأجيال الجديدة من المغتربين، إما أن تكون ذخراً كبيراً للوطن ومفتاحاً لحوار الحضارات أو عبئاً كبيراً على الوطن ومدخلاً من مداخل صراع الحضارات. وهنا يجب العمل على برنامج وطني ترعاه سورية بالتعاون مع الروابط والجمعيات والهيئات الاغترابية من جهة والروابط والجمعيات الاغترابية فيما بينها على مستوى العالم من جهة أخرى، يكون العمل يداً بيد على التعارف فيما بين أولاد المغتربين على مستوى العالم ورفدهم بالمعرفة والتوعية، على أساس تربوي وعلمي صحيحين، لتقوية العلاقات الخاصة فيما بين المغتربين بعضهم ببعض وبين المغتربين ووطنهم الأم.
 
    في حالتنا اليوم لو بدأنا برقم ألف أو ألفين من المغتربين، يجتمعون من كل أصقاع الأرض في سورية، ملتقى العالم، ويكون ذلك بما يشبه المعسكرات الكشفية العالمية، فيلتقي أبناؤنا القادمون من دول مختلفة كل دولة على حدة، ليتم التعارف والتقارب. ويتم تنظيم رحلات بالتعاون مع مؤسسات الدولة في سورية لزيارة المتاحف والآثار في سورية، والاطلاع عن كثب على حضارة سورية. إي أنها بالنتيجة فرصة ذهبية لتدريس تاريخ سورية والمنطقة، القديم والمعاصر، بمنهجية علمية، من أجل زيادة المعرفة بتاريخ البلد الأم، هذا الأمر الذي لا يقوم الأولاد بتعلمه في مدارسهم في بلاد الاغتراب.
 
   خلال هذا اللقاء، تتم أيضاً عملية تدريس اللغة العربية للأولاد، من قبل أساتذة مختصين، وبدورات مكثفة، وكذلك تُسَلَّط الأضواء على جغرافية سورية وشرح مواردها الاقتصادية الزراعية والصناعية.
 
   إن هذا النوع من اللقاءات يؤدي بشكل مباشر أو غير مباشر إلى تبادل الزيارات للأولاد بين عائلات المغتربين في أصقاع العالم. خاصة أن خدمات البريد الإلكتروني تقوم بتسهيل هذه العملية. فيتم تبادل العناوين الإلكترونية فيما بين الأولاد، وهو أمر يؤدي بطبيعة الحال إلى خلق بنية تحتية جيدة ومتواصلة بين كافة المغتربين وكذلك بين كافة الجمعيات والروابط الاغترابية في العالم. وهو وإن كان عملاً دؤوباً، إلا أنه في نهاية المطاف يوسع المدارك ويقوي الشعور الانتمائي لدى المغتربين الجدد.
من الأفكار الأخرى التي ممكن أن ترفد هذا المشروع، هو إنشاء صفحة إلكترونية لتعارف المغتربين السوريين فيما بينهم في أصقاع العالم، تحت اسم:
  مثلا : SYRIANS IN THE WORLD
 بحيث تُذكر المعلومات الشخصية للمُعَرِّف، المهنة والعمل والهوايات والعنوان البريدي والإلكتروني، لتتم المراسلة فيما بيننا وفيما بين أولادنا عن طريق البريد الإلكتروني. مع أن لهذه الفكرة جوانب شخصية سلبية، إلا أن التقنية الحديثة تمكننا من تجاوز الأمور السلبية التي قد تنشأ عن هذه الفكرة، مثل مفتاح خاص لكل شخص للدخول إلى هذه الصفحة.
   من الأمور التي تستوجب حلاً سريعاً هي المشاكل المتعلقة بأمور التجنيد خاصة بالنسبة للأولاد وذلك بالسرعة الممكنة، وبالذات أولئك الذين بلغوا سن الـ18 سنة، كي لا يتوقف التواصل مع بلدهم الأم. خاصة أن في العديد من دول العالم هناك الخدمة الإلزامية المدنية بدلاَ عن العسكرية، وهنا نتوجه إلى الجهات المعنية للاعتراف بهذه الخدمة أسوة بالاعتراف بالخدمة العسكرية الإلزامية.
   فتح باب الخدمة الإلزامية المدنية لأولاد المغتربين في سورية، وبذلك يفتح المجال للخدمة في الدولة السورية لمدة ستة أشهر أو سنة (في المشافي أو في المؤسسات السورية المختلفة خاصة المؤسسات العلمية و المهنية بالنسبة لخريجي الجامعات) لكافة المهن ولكافة الأعمار وهو ما يؤدي إلى ارتباط أكبر للمغتربين ببلدهم ومساهمتهم في إغنائه علمياً ومعرفياً، مع ترك الباب مفتوحاُ للبدل المالي المعقول.
   محاولة جعل هذه الخدمة مقبولة في بلاد الاغتراب حيث أن هناك بلداناً تقبل بالخدمة المدنية في أحد بلدان العالم الثالث تعويضاً عن الخدمة في بلاد المواطنة.(وهو دور روابط المغتربين في بلاد اغترابهم)
   فتح أبواب الجامعات في سورية لأولاد المغتربين السوريين والاعتراف بالشهادة الثانوية لبلدان العالم، وهو أمر يفتح للطلاب الأبواب على مصراعيها للانخراط في المجتمع السوري، حتى ولو كان ذلك لمدد دراسية محددة، فكلنا يعلم أن دخول الجامعات الأوروبية يزداد صعوبة يوماً بعد يوم. وجميل جداً إن تعلم وتخرج أولادنا من الجامعات السورية، وأنا لي الشرف أن تخرجت من إحدى الجامعات السورية والتي أحترمها أيما احترام، وأفرض احترامها على الغير من خلال احترامي وتقديري لها.
   إن هذه الأمور جميعها تبعد المغتربين وتبعد أولادهم كل البعد عن كافة الأفكار المتطرفة أيَّما كان اتجاهها. وهو أمر وهدف منشود ننشده جميعاً، إن كنا نعد العدة الصحيحة والمتينة لحوار الحضارات، ونبعد عن أنفسنا، ونبتعد عن صراع الحضارات.
            علينا أن نفهم الغير ونتقبله في أجواء من التسامح، هذا التسامح الذي عُرِفَتْ واشْتُهِرَتْ به بلدنا. علينا أن ندرك أننا في اجتماع ألف مغترب شاب وشابة، سنواجه بأفكارٍ وآراءٍ مختلفة وانفتاحات مختلفة، إلا أننا سنلتقي جميعاً في نقطة واحدة، وهي المحبة، محبة الوطن ومحبتنا لبعضنا، الأمور الأخرى نتركها لأجواء التسامح وتفبل الآخر.   لقد أردت من خلال هذا البحث، التركيز على كنوز المستقبل القادم، الذين هم المُحاوِرون المقبلون.
 
 
WEBMASTER : AA-ALSAAD
This Web Site Programmed and Written By ABD ALMASSIH JAMIL ALSAAD ..... Copyright 2003 (C) SCOPNET  All Rights Reserved 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق