مجلة السنونو (
العدد السادس ) - الافتتاحية ( نهاد شبوع )
|
"رسالتـان"
نهاد شبوع
مِن الضفة إلى الضفة رسالتانِ مُتبادَلتان، النغم فيهما واحد، وإنما
العزف على وترين، كلتا الرسالتين تلامسان الموضوع السنونويّ الحميم، وتسريان في
عروقه.. وتصبان في قلبه سجاليْن يتنافران حيناً ليتعانقا أحياناً، يتباعدان نظرةً،
ليتلاقيا تطلّعاً وهمّاً.. أمانيَ وهدفاً، الدربُ مختلفة، ولكنها إلى الطاحون
آيلة..!
رسالتان تقدح بهما ريشات سنونوّنا، في شوطه السادس المشتاق قبسَ
افتتاحيةٍ، ربمــا لا تشبه الافتتاحيات التي ما اعتادت أسلوبَ الرسائل إبانةً
وعرضاً.. تحيةً وشكراً.. توجّهاً وشرحاً...! ولا ضير.! إذ "سنونوّنا" "سنونوّكـــم"
ـ بحد ذاته ـ رسالة، والرسالة ـ بصرف النظر عن كونها نصف المشاهدة وغابة اللهفات
وبوح الروح والأشواق.. ـ هي، منذ تاريخها الأدبي العريق، مفتاح الخطاب ووحي السماء
للغبراء.. وحوار المسافات وتصدير الأخبار والأفكار والأسرار.. استجلاء المعلومة
والخبرات.. مُجمَّع الخطرات والتأملات في حقيقة متقصاة، يُجمع عليها الفرقاء معظم
الأحيان.
رسالتان إحداهما بريشة سنونو وحبر حنين عتيق، والثانية بريشة نسرٍ وحبر
ريادة وإرادة لا تلين.!!
كلتاهما تتجنّدان بوصلةَ لقاءٍ ووصولٍ إليهم ـ أبنائنا المنتشرين ـ،
كلتاهما تبحثان عنهم مفقوداً غالياً.. وينبوعاً ساقياً، كلتاهما توسعان لهم وطناً
محصّناً وحضناً دفيئاً..!
ولئن بدا ـ لكم ـ أن إحداهما تصرُّ على مدّ جسور العودة لهم بطرقها
الخاصة، أي من الزاوية التي تروق لقناعاتها، فلن يغيب عن أحدكم ـ مطلقاً ـ أن
الثانية تنشد ـ بالطبيعة ـ مدّ الجسور ذاتها، وإنما بشروط، لعلَّ أهمها إعادة النظر
والتمعُّن في أصالة مواد البناء، بحيث لا يستوي الجسر هشاً مهشماً تتكسّر عليه أولى
خطى العودة، وتتعثر..! أو تتهمّش إزاءه أحلامُها لتخيب وتتبعثر، بل لعلّ أجداها أن
تكون هذه الجسورُ جسورَ ثقافاتٍ تعددية ورواسخ حضارات توالديّة في الأزمنة
والأمكنة، لا جسور صراعات وصدامات تنهدر عليها ـ ظلماً ـ كرامة المهاجر الإنسان،
وينطمس في غبارها وهج تاريخه وإشراقات عزته وطيب أرومته..!! جسوراً عَبْرها تلتقي
الذات المهاجرة بالذات الأخرى في سمفونية عطاء متبادل.. وفي عناق بشريّ متعادل
مخصب، ينتج للجميع، ويغدق على الجميع سلاماً وأحلاماً.. مناً وسلوى ومسيحاً..!
المرسل ـ من هنا ـ: "السنونو" المشوق، مجدّد نطاق الخطاب مع الابن
المسافر بكل أجياله ولغات مَهاجره..
المرسل إليه ـ هناك ـ "كلمات": المجلة البازغة في سماء المهجر الأسترالي،
منذ خمس سنوات، شمسَ ثقافة ومفهومَ هجرة جديداً، تتلاقى فيه أطراف الدنيا، تحت
شعار: "الكلمة باب الإرث الحضاري والكتابة مفتاح ديمومته".
أما أبوها وأمها فالدكتور رغيد نحاس المهاجر السوري الحديث ومتسلِّم
المفتاح بجدارته وثقافته وصدقه.
نقدمه لقرائنا الأعزاء من خلال أحاديثَ صحفية وإذاعية مع إعلاميين التقوا
به أثناء زيارته وطنه الأم في العام الماضي، وفي مقدمتهم الصحفية السيدة رفيف
صيداوي:
("لأن معياره الحقيقي هو كيف يستخدم الإنسان مزاياه بالطريقة
الملائمة، توجّه الدكتور رغيد النحاس، الاختصاصي في علوم البيئة إلى أستراليا،
ليمارس مؤهلاته العلمية التي نهلها من سواقي الوطن وخارج الوطن، متابعاً بحرص
مواقعه المتقدمة في عدد من الجامعات والمؤسسات العامة والخاصة، رافداً ـ مع كل ذلك
ـ نوازعه الأدبية حتى إذا ما توفرت له الفرص بعد تقاعده من عمله مديراً ممتازاً في
إحدى المؤسسات هناك، راح يصدر مجلة "كلمات"، و كل همهِ اختراق الثقافة الغربية،
إنما بغير تزمُّت أو تعصّب، ذلك أن همّ المجلة والتزامها يدور حول الاحتفاء
بالجمال، سواء أكان غربياً أو عربياً وفتح باب "كلمات" للجميع.
ويتمسّك "نحاس" بجذوره وأصالته التي تعود إلى جبل عامل، فجدّه لأمه هو
الشيخ أحمد عارف الزين: مؤسس مجلة "العرفان"، وجدّه لأبيه: الحاج رضا النحاس، كان
له الفضل في تأسيس مدرسة المحسنية التي تخرج منها، ومن قبله خرّجت الكثير من
العلماء والمفكّرين...".. الخ.
والذي سيعرّفنا اليوم أكثر فأكثر بالدكتور رغيد نحاس، هو استحقاقه (جائزة
جبران خليل جبران) ـ بعد عديد من جوائز مستَحقَّة في مواقف له شبيهة:
جائزة جبران التي تتبناها (رابطة إحياء التراث في أستراليا) بهمة رئيسها الأستاذ
كامل المرّ منذ عديد من الأعوام.. والتي تُكرّم بها اليوم ـ مشكورة ـ الدكتور نحاس
(مكافأة لجهوده في حقول الكلمة)، على حدّ تعبير رسالة التبليغ، وإن هذا ما يدعونا
نحن "رابطة أصدقاء المغتربين في حمص" أن نلتفت ثانية وثالثة ورابعة..و.. إلى حماة
التراث العربي وفرسانه في هذا المهجر الوفيّ القصيّ، لنضاعف التقدير والولاء
لرابطتهم ولرئيسها الأستاذ كامل المرّ، باسمنا وباسم الأوطان المفارقة، مسدين
التحية والشكران من جديد، آخذين بعين الاعتبار جهادها القدسي في إحياء الكلمة في
عصر متصحّر هصرت فيه أغصان الكلمات الخضراء، وأزهقت أنفاسها وأرواحها... إحياء
الكلمة: (كلمة الشرق) التي أطلقها، ولا يزال يطلقها قديسُها وثائرُها الحرُّ
النهضويُّ "جبران خليل جبران" مع ثلة من سدنة هياكله في المهجر، لا لينفث بها كلومَ
الشرقِ المغبــون ـ في أرجاء الغرب ـ مدافعاً مذكّراً فحسب، بل ليبقى اللقاء بين
الشرقِ والغربِ.. الشمال والجنوبِ لقاء حتم مؤسساً على الكلمة المعرفة.. أي "ليبقى
قدموس(1)
أبداً مفتشاً عن "أوروب"(2):
أوروبا" على حد تعبير "أدونيس".
عذراً على الاسترسال.. وعودة إلى الافتتاحية الرسالتين، ـ بعد عبور قصير
لعتبتهما ـ ، وما غرضي من هذا وذاك سوى إشراع المزيد من أبواب المؤانسـة والحوار،
لا بيني وبين الدكتور رغيد فحسب، بل بين مَنْ يمثّلهم كل واحد منا: من إقامة
واغتراب.. نصف قلب ونصف قلب.. بدايةَ انطلاق في مشروع إغاثةِ أجنحةِ العودةِ
المهيضة.. لكل سنونوّة توعّكت فيها عافيةُ العودة!! ولاْماً لنزف جراحات الفرقة
والبعاد..!!
نهاد شبوع
___________________________
(1)
تقول الأسطورة: إن زوس اليوناني خطف (أوروب) الكنعانية من الشرق.
(2)
قدموس شقيق اوروب بحث عنها هناك بلا طائل، حاملاً معه الأبجدية.. علامة تأسيس
حضارات إنسانية مشتركة بين الشرق والغرب.
العتبــة:
العزيز د. رغيد،
.
. . . . . . . وصلت "كلمات" بسلال عنبها وتفاحها ولغط عصافيرها الأسترالية... سأعود
إلى القطاف من كرومها، وسيعمل غربالي الساذج على ادخار الجنى الأخصب، وكل جنى
"كلمات" مما لذ وطاب وخصب، أوليس هو عصارة أشطار قلوبنا في البعاد..؟؟
قد تقول .. هي ذي نهاد تصر على اجتذاب "كلمات" إلى حظيرة "الاغتراب" وإلى
مهمة إحياء الجسور.
أجل أن "كلمات" "سنونو" "أستراليا".. الشجي الذي يرفض الاغتراب.. وهو
الأساس المتجدد الذي ترتفع عليه الجسور إلى الأحبة.. وكل بني الإنسان أحبة جمعتهم
تجربة الحياة..!!.....ألخ.
نهاد شبوع
جواب الدكتور رغيد
سيدتي،
.
. . . . .
وإنما كلامك ملوك الكلام. ويروق لي كل ما تقولين، وفي هذه الحالة إنما هو يعبر عن
منطلق آخر ومفهوم يختلف قليلاً، وهذا أمر طبيعي أن تكون وجهات النظر على غير تمام
التوافق،
هذا هو السبب الأساس لتفضيلي الحياة في مجتمع مثل الذي أنا فيه الآن: القابلية على
قبول المغاير برحابة صدر، أو ما يسمى بالديمقراطية.
وكما بيّنت في كلامي في العدد الأخير، القضية قضية تركيز،
لا يمكن إلغاء دور "الاغتراب" عن مجلة مثل "كلمات"، وليس هذا قصدي. وشبيه بذلك أن
ألغي صفتي السورية كوني الآن أسترالياً. ليس هذا القصد. وإنما المقصد هو أن انطلاقة
"كلمات" انطلاقة تستهدف لبّ المجتمع الغربي العام كوسيلة لاختراق ثقافته من أعلى
المستويات، وعلى هذا فهي ليست مجلة "حنين إلى الوطن" لأنني أعتبر هذا تناقضاً مع
أسباب وجودها، وكذلك أسباب وجودي في أستراليا. وحتى أنا شخصياً لم أفتعل الاغتراب
كما افتعله غيري،
وخصوصاً من السلف الذين نسميهم
"مغتربين".
فأنا لم أغادر لأسباب محض اقتصادية أو سياسية أو اجتماعية، وإنما لمجموعة من
العوامل دفعتني أن أختار المغادرة اختياراً إلى مكان يتفق مع طموحاتي الفكرية
والنفسية. وبناء على ذلك لا أستطيع أن أكون هنا وأبكي على الوطن كما يفعل الجميع.
فأنا لست "هيبوقراطياً". أنا هنا وأريد أن أضحك مع وطني الجديد،
وأن أساعد وطني الأصيل على الابتسام الخارج من النفس وليس من الشعارات أو السطح.
بعبارة أخرى، لو كنت هنا أشكو من ذلك الحنين لعدت اليوم قبل الغد. طبعاً هذا لا
يعني أنني فقدت الحب، وإنما القضية شبيهة
بما
يحصل حين يغادر الولد بيت والديه: هل يصبح مغترباً لأنه بحث عن حياة جديدة؟
الغير قد يسميني
"مغترباً"،
والبعض قد ينعتني بكل الصفات التي جاءت معي حين ولدتني أمي. لكنني أنا شخصياً منعتق
من كل ذلك، لأن صفاتي هي ما اخترته أنا وليس ما وُجدت عليه. لكن هذا لا يلغي تراثي.
كل ما في الأمر أنني أركز أكثر على ما استنبطته من هذا التراث وما وجدته مناسباً
لمواكبة تطوري الفكري والذهنية التقدمية التي تتمتع بها فئة غير قليلة من مثقفي
العالم.
الاغتراب
والمغتربون موجودون رغماً عن أنفي. وكذلك الأديان والمتدينون، والسياسات
والسياسيون. لكنني قد أختار أن لا أكون منهم. أنا لا ألغي أحداً، ولا أريد لأحد
إلغائي.
أنا أعتبر إصرارك على جر "كلمات" إلى حظيرة الاغتراب محبة كبيرة منك، وهذا أمر لنا
الشرف فيه وبه نعتز. لكن المقومات التي نعيش فيها ضمن المجتمع الغربي تتوافق أكثر
مع المفاهيم التي بينتها أعلاه. إن أهم خدمة لمد الجسور ومساعدة القضايا العادلة هي
أن يعي من هم في أوطانهم الجديدة ضرورة أن يكونوا جزءاً من هذه الأوطان، لا هامشاً
مشلولاً تحت شعارات الحنين الدائم إلى وطن لم يعودوا جزءاً منه.
يعيش معظم المهاجرين في حالة انفصام دائمة، فلا يعرفون التأقلم مع الوطن الجديد،
ولا يعرفون كيف تطور وطنهم الأصلي. هم فعلاً في حالة اغتراب دائمة. ويكون بعض
المثقفين في حالة اغتراب أينما حلّوا، وحتى لو كانوا في بلادهم الأصل. لكن هذا بحث
آخر،
بصورة عامة اعترف أن استخدام عبارة "اغترابي" هو استخدام واقعي تماماً. لكن لكل
قاعدة استثناء. وأنا أعتقد أن "كلمات" هي استثناء. "كلمات" لا تشعر بالاغتراب سواء
تكلمت العربية أم الإنكليزية. وهذا هو لب الموضوع.
مع
محبتي.
رغيد
رد
نهاد شبوع
العزيز د. رغيد،
ما كان أمتع رسالتك الأخيرة على القلب والفكر والقناعـات.. وكم لذّت
وطابـت "للسنونـو" التواق إلى هكذا زاد موضوعي حر..! ترى هل سامح أنت له بها
زوّادة دسمة في شوطه السادس؟
أعني رسالتك التي نفيت فيها عن ("كلمات") افتعال الاغتراب لا جوهر
واقعه.. ببغائية شعاراته، اليوم لا سبر أعماقه.. سطحية معالجته لا ولوج صميمه..هذا
المفصل الحياتي الهام في حياة الإنسان ورحلته على هذه الأرض التي تجود عليه تارة
وتجحد مرات!!
ولك كل الحق بأن تبرّئ كلمات من كل هذا التمييع الطارئ على هذا الموضوع
الهام.. وأن تصونها من هذر الكلام فيه.. ومن المتاجرة الرخيصة المسطحة به.. ومن
اختلاط صادقه بزائفه.. وجمره برماده.. من غير أن تتنكّر لأهميته أو تُنكر كم عاشته
البشرية وتعيشه جسداً ونفساً.. وربما ميراثاً إجباريا من أبينا آدم الذي سنّه عندما
هاجر من الجنة إلى دنيا المعرفة مؤثراً الثانية على الأولى!! بدافع الهاجس النزّاع
نحو ما ظنه الأحسن!! مسلماً نفسه وذريته إلى حلبة صراع أبدي مع الحياة والأرض التي
باتت تنبت له الزقوم والعوسج، وبات هو ملزماً مكدوداً محكوماً عليه أن ينقّيها بعرق
جبينه وكد يمينه لتنبت له الخبز الجوهري، لا الحسك والحنظل.
أتَرى أن آدم قد سلم نفسه ـ بذلك ـ إلى الحنين والندم على المألوف، لنكون
ـ نحن ورثته ـ في هذا الحنين وذاك الندم؟؟ حتى على ما قررنا أن نتركه بمحض
إرادتنا؟؟!
الموضوع عويص بعيد الأغوار، والدرب لاكتناه حقيقته متشعب طويل تبعاً
لاختلاف الدوافع والظروف والآمال لدى كل إنسان، شأنه في ذلك شأن كل ما يخضع للنسبية
لا للقاعدة والنظرية.
ولكن ما لنا لكل هذا وذاك؟ المهم أن نحصر الموضوع في ( "كلماتك" والاغتراب) وتجربتك
الحديثة فيه، لنضع في اعتبارنا أنك هاجرت ـ إذ هاجرت ـ واعياً قرارك وطريقك وشريف
قصدك وطموحك نحو الأحسن، هذا الأحسن الذي وجدته ـ فعلاً ـ في مطافك الجديد، وأردت
بدافع كرم نفسك وغيرتك وتحررك أن تدلَ (وطنيك): الـ (هنا) والـ (هناك) ـ بل وربما
العالم كله ـ إليه ("بكلمات") واثقاً صادقاً شفافاً طائراً بالجميع إلى الحضارة
والثقافة والجمال ولقاء الذات بالآخر بطريقتك ووسائلك، التي منها، كما ذكرتَ لي،
(اختراق ثقافة العالم الذي إليه سعيتَ وبه حللتَ) و(استهداف لب مفاهيمه من أعلى
المستويات) ثم الإرشاد إلى المواد الصالحة لبناء الجسورـ منه وإلى الوطن الأم ـ قبل
الشروع ببنائهاـ لتكون جسوراً حقة مضمونة الجدوى..
هذه المواد التي وجدتها مثلاً في (أن يعيَ من هم في أوطانهم الجديدة
ضرورة أن يكونوا جزءاً مساهماً في هذه الأوطان.. لا هامشاً مشلولاً تحت شعارات
الحنين الدائم إلى وطن لم يعودوا جزءاً منه...). ولكن من غير أن ينسوا أن اسمَه
يحملون، ومن بذوره المخزنة يتغذون ثم ينطلقون، ومن ينابيع ترابه و تراثه ينهلون،
وبها يعترفون، ألم تقل لي في رسالتك:-
(وكل ما في الأمر أنني أركز أكثر فأكثر على ما أستنبطه من هذا التراث..
وما وجدته مناسباً لمواكبة تطوري الفكري والذهنية التقدمية التي تتمتع بها فئة غير
قليلة من مثقفي العالم..)؟.
إذاً... وبناءً على كل هذا، ترانا ملتقين في المفاهيم، وإن اختلفنا في
الانطلاق والتعبير: أنا و"سنونوي" الزاجل، وأنت و"كلماتك" التحررية، جبران
و"رابطته" الثورية.. نعيمة و"غرباله" المتمرد العنيد.. نسيب عريضة و "فنونه"
العريضة!! "عبد المسيح حداد" و "سائحه" الرائد.. حبيب اسطفان وجبران مسوح و"تمدّنهما"
الجريء المتحدث في موضوع القرية الكونية قبل (77) سنة من اليوم..الخ..
أجل ـ أيها العزيز ـ ترانا ملتقين كلنا في المضمار.. وإنما في نقطة خارجة
عن زمن كل واحد منا.. وعن ظروفه المحيطة الجبرية..
وتبقى الغاية، وتتعرج الوسيلة، وتبقى حقيقة الاغتراب، لا ترفه المزيف، ويبقى
ارتهانه التاريخي بتطور عوامله الطاردة والجاذبة.. ويبقى السفر نحو الأحسن ـ فكراً
وعملاًـ مع صلابة القرار، وإن اعترضت هذا الأخيرـ بين فينة وأخرىـ وقفة غير طويلة
على طلل أبوي مهجور.. تضميداً لقلب مفارق مجروح.. وتطرية لعاطفة تيبست.. ولأماً
لجرح لا يزال نازفاً.. ولملمة لدموعِ غصن مفصوم نفرت عفواً من عيون شريانه رغم أنف
القرار الصلب.. وثبات التصميم على المرجوّ البعيد ..!
وتبقى "كلماتك" واحتفاؤها بالإبداع والتواصل الثقافي والشمولية الحياتية ومماشاة
التطور.. تبقى "كلمات" الجديدة الحرة عنوان رقي فكري مهجري، ومشروع جمالٍ وخلقٍ،
تغرف من ثقافة العالم القريب والبعيد! ـ بلا تعصب لأحدهماـ لترتد على العالم العام،
الذي منه هذا الوطن المسكين المغلوب على أمره، عندما فرّط، ولا يزال يفرّط بكم،
رغماً أو جهلاً، كاتباً على نفسه لوعة الحنين الأبدي إليكم والتسمر الانتحاري على
خشبة انتظاركم!!
الحانّة أبداً نهاد
|
|
WEBMASTER : AA-ALSAAD
|
This Web Site Programmed and
Written By ABD ALMASSIH JAMIL ALSAAD
..... Copyright 2003 (C) SCOPNET All
Rights Reserved
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق