السبت، 7 نوفمبر 2015

مجلة السنونو ( العدد السادس ) - خاطرة - ( جبران ) و ( مي ) برؤية معاصرة ( سامر أنور الشمالي )

مجلة السنونو ( العدد السادس ) - خاطرة
 (جبران) و (مي) برؤية معاصرة
سامر أنور الشمالي
 
          تناول الكثير من الأدباء والأديبات.. في بعض الكتب، وفي الكثير من المقالات والدراسات المنشورة في العديد من المجلات والصحف. العلاقة العاطفية التي جمعت بين الأديب المجدد (جبران خليل جبران) والأديبة الرائدة (مي زيادة) وذلك من خلال الرسائل فقط.
          وقد حاول الكتاب والكاتبات.. البحث، والتفسير، لمعرفة أسباب عدم اللقاء الشخصي بينهما، ولو لمرة واحدة، وعزوا ذلك لأسباب عديدة، دون الاتفاق على سبب واحد يقطع الشك باليقين.
*          *          *
          لكن لم يذكر أي مصدر ـ على حد علمي ـ أن احدهما حاول سماع صوت الآخر. فإذا لم يكن هذا السماع وجهاً لوجه، فعبر طرق أخرى..
          أي أن يسجل أحدهم صوته على ما يعرف بـ (الاسطوانة) التي كانت شائعة آنذاك. أو يسجل صوته على شريط (كاسيت) الذي كان قد بدأ بالظهور في مرحلة متأخرة من ذاك العصر.
          أو أن يكون السماع مباشرة عبر الاختراع المذهل آنذاك وهو (الهاتف) الذي كان موجوداً وأن كان على نطاق ضيق ومحدود في ذاك العصر‍‍‍!.
          لكن لا شك إن من حسن حظ الأدب أن (جبران خليل جبران) و ( مي زيادة) لم يلجأا للطريقتين السابقتين ـ بغض النظر عن الأسباب ـ والإ لضاعت كل تلك الرسائل التي أصبحت تراثاً أدبياً، وإنسانياً. وهذا لا يعني حسن حظهما بالطبع!.
                                      *          *          *      
          مع التنويه أنهما تبادلا الصور الفوتوغرافية. ولكنهما لم يتبادلا الصور المتحركة أي (تسجيل الفيديو) فلقد كان مثل هذا التسجيل ممكنا. حيث السينما كانت متواجدة على نطاق لا بأس به في ذاك العصر. بل توجد بعض تسجيلات الفيديو لـ (جبران خليل جبران) باللون الأسود والأبيض، وليس لدي أية معلومات إذا كانت مثل هذه التسجيلات متوفرة بخصوص (مي زيادة).
*          *          *
          لكن، لو عاش (جبران خليل جبران) و (مي زيادة) في عصرنا هذا، لما استطاعا تحاشي الاختراعات الحديثة، لأنها أصبحت شائعة في كل مكان، سواء في البيت، أو مكان العمل، أو لدى الأصدقاء والأقرباء.
          فلو افترضنا أن (جبران خليل جبران) و (مي زيادة)، ما دام لديهما هاتفان، فهذا يعني أنهما سيتبادلان الحديث صوتياً بطريقة ارتجالية دون إعداد مسبق، وبالطبع لن يسجلا عندئذ هذه المكالمات. أو إذا توفر لديهما خطان هاتفيان مع جهازي كمبيوتر بالإضافة لآلة تزويدهما بخدمة الانترنيت. فعندئذ كان بإمكانهما تبادل الكلام بالصوت، والصورة، وعلى الأرجح دون تسجيل لأن الحوار بهذه الطريقة يكون عفوياً. وهذه الطرق في التواصل تعتبر شخصية لا تحتاج إلى توثيـق. ولا شك أن علاقتهما عندئذ ستأخذ منحى آخر، أي سيفقد الأدب عندئذ هذه العلاقة المميزة، وبذلك كانت ستضيع رسائلهما، فلا يعد لها أي ذكر، وأثر.
*          *          *
(جبران خليل جبران) و (مي زيادة)  يتمتعان بذكاء وقاد، ولا تنقصهما الفطنة، وبالطبع لم يكونا يجهلان منجزات العصر الذي يعيشانه.
          إذاً هل أراد كل منهما ـ ربما أحدهما ـ أن لا يتعامل مع الآخر كإنسان واقعي من لحم ودم، أي تم التفضيل أن يكون الطرف الخال مجرد مثال خيالي، بل أن يكون شخصية في كتاب؟!؟.
          من هذا الافتراض يجب الانطلاق برؤية جدية، بل إعادة التأويل، والتفسير من جديد..
 
 
WEBMASTER : AA-ALSAAD
This Web Site Programmed and Written By ABD ALMASSIH JAMIL ALSAAD ..... Copyright 2003 (C) SCOPNET  All Rights Reserved 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق