مجلة السنونو (
العدد السادس ) -
شعر محلي
|
|
ولادة
جديدة ( سميرة رباحية طرابلسي )
|
|
ليدَيْكَ مشيةُ الهدهد يتمهَّلُ على نسيج الجسد
وبكفَّيكَ يذوبُ عنبرُ الشتاءْ.
وأجيجُ الحنين
ينسابُ بهدوء على الجروح بدمه القاني.
تُتْرعُ بالجراح يداكَ
فتتراقصُ النايُ أمام ذاتكَ
ومضةً تلو ومضةٍ
من ألف سؤال وسؤال.
بكفَّيكَ تتفتَّح براعمُ الحنان
على وريقات النُّسج المفتوحة
ناراً مرتعشةً، فتنهض معافىً
كسناء القمر.. وبريق الحنطة السريَّة
وكنجمةٍ تُظْهِرُ وَسامَتَها في لجّة الليل.
* * *
بقدر ينابيع المروءة... والعشق
تتفجَّرُ... تمورُ
تتكوَّرُ آفاق القوة والغضب
الجائعةُ للحبِّ!
وهنالكَ تطرَحُ.. وتثْبُتُ الحياةُ
يقيناً وعلى قمة الشروق
من كلِّ شكلٍ ولونٍ
لتحطَّ على أَصابعكَ
مثلما البدرُ يعانقُ الفجرَ الرهيف
ومثلما ثمرةُ العنبْ
تتألَّق في عنقود رطيب
* * *
في كفَّيكَ المخفورتين المكللتين بالصلوات
طعمُ النبيذِ المعتَّقْ
ينبثق ما بين المشهد والمشهدْ
فينهمرُ الترياقُ وئيداً وئيداً
كسحابةٍ رقيقة وكحوريةِ ماء
ترعب ملك الموت،
وترميه إلى الجحيم.. والكُوى الوحشية
لتعيدَ رنينَ الحياة المكنونْ
منتصباً كأبَّهةِ النخيلْ
* * *
لستَ تنوءُ بحمل صليبِ رسالتكَ
المطهرةِ بالعذاب.. الجائعةِ للمحبَّة.
تندحرُ الأنا بعيداً إلى حفر طينيةٍ
لتظلِّلَ أجنحَتَكَ في الفضاء الأُرجواني
في رحاب شموخ التجذُّرِ.
يمضي بلا رحمة ملك الموت المتربِّصُ
شِهاباً قرمزيَّاً يبرقُ
يحمل نفسه بعيداً من فرط الاحتضار.
توغل في الصدور أنشودةُ الإيناعْ
إيناعِ الحياة في الجسم المسترخي
وقد تجرَّدَ من أسراره الحزينة
ليورقَ النرجسُ كشفاً بلا انتهاء
من سفوح المنحدرات والجبال
تياراً نقيّاً خالصاً .
* * *
مَعَ عينيهِ المغمضتين تمتدُّ وسنى
|
أقاصيص الحبِّ الهاربة المسكونة
بالانفعالات النديَّة
ليرتعشَ بدنُهُ وهو بدن آخر
تجلّى
في إهاب إشعاع القمر
كشفاً بلا انتهاء. يتفتَّح عطرُ الأرض
من قُبلات الطبيعة!
* * *
آهٍ لفرحةِ الأُنثى
آهٍ... يا لَعمرِكَ ينسحب بطيئاً بطيئاً
بين الفرح والشجنْ
آهٍ يا لقلبك ينبض متواضعاً
في غمار كبريائه
يحتضنُ نعناعَ اليباب إلى المدى
لِتَحُلَّ الحياةُ في الروح
ويتمخَّضُ الألم آناً ويختفي آونةً
مع إشعاع أوَّلِ بزوغِ الفجرِ
ونجومه التي تتألَّق خجلاً من قلب
الظُلمة
لكي تعرفَ أنَّك الجوهرُ
* * *
تطلَّعتُ عائدةً بناظِريَّ
وطفولَتُكَ تحجبُ عني الأنظار
كأنَّ العالمَ غدا أكثر يسراً
نازعاً سوطَهُ الصَّلدَ
الذي يقتات بعشبه المريرْ!
* * *
في الليل وحْدَه الحزن يبكي مع الألم
أليس الألم هو خبزُ الإنسان..؟
أصختُ السَّمعَ للنشيج الأليم
وللنشيج الواهنْ
لينسلَّ المرءُ عبرهما بالمخاض
ويتهمَّشُ ملكُ الموتِ كحجارة تهوي.
حينئذٍ أقسمت أنَّ الحياةَ تعاشُ
فأرى مملكتَهُ تطلُّ على الوجود
لينداحَ عَبْرَ أحلامِهِ الورديَّة
وخفقةُ قلبهِ الكبيرْ
تزيحُ شرائعَ البؤسِ والضجرْ
* * *
أنتَ حبيبي في الزمان والمكان
اللانهائي
أغمضُ عينيَّ فأَرى طفولةً بريئةً
توّاقة للشدِّ... للجذْبِ
وتلقي نفحةَ عطرٍ
ولجتْ بكل انسيابها
بقعةَ نورٍ اخترقتْ عزلتي الذاهلة
سحابةً واعدةً
ذكريات.. أمنيات
تتحلَّق أمامي كماء شفَّافْ
تتلمَّسُني.. تجتاحُني.. تتنفَّسُني
وينطلق فؤادي من عِقاله
مع الريح.. مع الريح.. مع الرِّيح!
|
WEBMASTER : AA-ALSAAD
|
This Web Site Programmed and
Written By ABD ALMASSIH JAMIL ALSAAD
..... Copyright 2003 (C) SCOPNET All
Rights Reserved
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق