مجلة السنونو (
العدد السادس ) -
الوطن في عيونهم
|
سلمية (
محمد الماغوط )
|
1- وطنٌ هنــا
سلميــة
محمد الماغوط
سلمية.. الدمعة التي ذرفها الرومان
على أول أسير فك قيوده بأسنانه
ومات حنيناً إليها.
سلمية.. الطفلة التي تعثرت بطرف
أوروبا
وهي تلهو بأقراطها الفاطمية
وشعرها الذهبي
وظلت جاثية وباكية منذ ذلك الحين
دميتها في البحر.
وأصابعها في الصحراء.
يحدّها من الشمال الرعب
ومن الجنوب الحزن
ومن الشرق الغبار
ومن الغرب.. الأطلال والغربان
فصولها متقابلة أبداً
كأفواه تنادي... أفواه تلبي النداء
في كل حفنة من ترابها
جناح فراشة أو قيد أسير
حرف للمتنبي أو سوط للحجاج
أسنان خليفة أو دمعة يتيم
زهورها لا تتفتح في الرمال
لأن الأشرعة مطوية في براعمها
لسنابلها أطواق من النمل
ولكنها لا تعرف الجوع أبداً
لأن أطفالها بعدد غيومها
لكل مصباح فراشة
ولكل خروف جرس
ولكل عجوز موقد وعباءة
ولكنها حزينة أبداً
لأن طيورها بلا مأوى
كلما هبّ النسيم في الليل
ارتجفت ستائرها
كالعيون المطروفة
كلما مر قطار في الليل
اهتزت بيوتها الحزينة المطفأة
كسلسلة من الحقائب المعلقة في الريح
والنجوم أصابع مفتوحة لالتقاطها
مفتوحة ـ منذ الأبد ـ لالتقاطها.
تعرفون أني لا أعبأ بالسياسة وتقلباتها أكثر مما
أعيا بغيوم تقنّع وجه السماء إلى حين ثم تنجلي..
غير إني سمعت البعض منكم يقول: بلادنا
مصلوبة، وأنا أقول: إني أقدّس المصلوب، وأحب بلادي مصلوبة وأكرهها صالبة،
فللمصلوب ثوابه، أما الصالب فسيأتيه يومه.
ميخائيل نعيمة
|
WEBMASTER : AA-ALSAAD
|
This Web Site Programmed and
Written By ABD ALMASSIH JAMIL ALSAAD
..... Copyright 2003 (C) SCOPNET All
Rights Reserved
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق