مجلة السنونو (
العدد الثاني ) -
بلاد الجدود
|
|||
قصر الزهراوي ( خالد عواد الأحمد )
|
|||
مـن
أهــم آثـار حمــص
قصر
الزهراوي ..
تقاليد معمارية ومتحف شعبي
قصر الزهراوي الأثري من أجمل قصور مدينة حمص السورية القديمة. ويمثل بناء هذا
القصر الذي يرقى تاريخه إلى 750 سنة خلت، نموذجاً رائعاً للبيوت ذات الطابع الأصيل
والطراز المعماري الفريد.
ويتألف بناء الزهراوي الواقع في شارع عمر المختار في حي باب تدمر من
كتلتين معماريتين متجاورتين، الأولى: تعرف بالدار الكبيرة وسميت بذلك لرحابة صحن
الدار وتعدد القاعات والأروقة والغرف وأجنحة المتطلبات اليومية ضمن مساحة تعادل 600
متر مربع، وشيدت هذه الكتلة في العهد المملوكي (القرن الثالث عشر الميلادي ـ السابع
الهجري) والثانية: تعرف بالقصر، ويرجع تاريخ بنائها إلى أواخر القرن الثامن عشر
وبداية القرن التاسع عشر الميلادي (العهد العثماني). وقد عرفت الدار الكبيرة مع
القصر المجاور فيما بعد ـ منذ الربع الأول من القرن الماضي باسم قصر الزهراوي
واشتهرت بهذه التسمية نسبة إلى العائلة التي أقامت واستقرت فيها.
أقسام
القصر
يقسم قصر الزهراوي إلى خمسة أقسام، حيث دلت التحريات الأثرية عام 1990
على وجود مدفن بيزنطي تحت الأقبية في الجناح الجنوبي من القصر. كما يوجد قبوان تحت
الأرض وفوقهما قبوان آخران كائنان في الجهة الجنوبية الشرقية والجنوبية الغربية،
بناؤهما بيزنطي. وتشكل هذه الأقبية القسم الأول. أما القسم الثاني فهو بناء يعود
إلى العهد الأيوبي وأوائل العهد الملوكي، كما تدل اللوحة الحجرية على ساكف الباب
الشرقي للقصر المؤرخة عام 661 للهجرة، حيث بنى التاجر علي ابن أبي الفضل الأزهري،
الأجنحة
الثلاثة المطلة على الفناء الداخلي للقصر الشمالي ـ الغربي والشرقي.
والقسم الثالث مملوكي انشىء كجناح للحكم عام 665 للهجرة. أما القسم
الرابع، فقد ورد في وقفية الزهراوي المؤرخة عام 1024 للهجرة ذكر للشيخ موسى بن
زهراوي الذي توفي عام 855 للهجرة، فيكون بناء زاوية الشيخ موسى الزهراوي قبل ذلك
العام. والقسم الخامس هو القصر الغربي العثماني الذي استعمله الشيخ عبد الحميد
الزهراوي أحد رواد النهضة العلمية والفكرية في سوريا.
تقاليد
معمارية غنية
يتم الدخول إلى الدار عبر ممر يؤدي إلى فسحة سماوية وتحيط بها الأجنحة
من جميع الجهات. والمبنى المؤلف من طابقين، السفلي وفيه الجناح الجنوبي عبارة عن
إيوان صيفي تعلوه قبة صدفية الشكل محاطة في أسفلها "بمقرنصات". ويجاور الإيوان من
الجانبين غرفتان. وداخل الجناح قاعتان تعلوهما قباب تجاور كلا منهما غرفتان
مزدانتان بعقود. أما الجناحان الشرقي والغربي، فهما عبارة عن غرف مغطاة بعقود
والجناح الشمالي عبارة عن قاعة رئيسية تعلوها قبة، وتجاورها من الجانبين قاعتان
أصغر، ويمكن الوصول إلى الطابق العلوي عبر درجتين في الجهتين الشرقية والغربية.
ويشمل الطابق العلوي كامل المبنى عدا الجناح الجنوبي. وقد بلطت أرضية الدار بالحجر
البازلتي الأسود، وهو نوع الحجر ذاته المستخدم في بناء جدران الدار.
ويتألف الجناح العثماني من باحة وسطية وجناحين، شمالي وجنوبي. والجناح
الجنوبي مهدم، لم يبق من شيء. أما الشمالي فهو قاعة كبيرة تتلوها قاعة أخرى لها
شرفة وهو بسيط في بنائه.
وجدير بالذكر أن تغيرات معمارية عديدة طرأت على الدار شملت الكسوة
الجدارية، مما أدى إلى طمس معالم الزخارف والكتابات الجدارية الأصلية والفريسك
فضلاً عن التغيرات التي شملت النجارة الخشبية.
وتدل أحجار البناء على إنها منقولة من أبنية أثرية أخرى ترجع لعهود
أقدم من تاريخ البناء، مظهرة عدم التوافق والتناظر الزخرفي والهندسي. وتتجلى في قصر
الزهراوي تقاليد معمارية غنية عرفت في العهد الأيوبي والعهود الإسلامية التي سبقته،
منها المقرنصات الركنية والأقواس بمختلف أنواعها والعقود والتحصينات والشرفات
وغيرها.
وقفية الزهراوي
دلت كتابة تأسيسية بالخط الثلث البدائي منقوشة بسطر واحد على لوحة من الحجر الأبيض
الكلسي بطول 131 سنتيمتراً وعرض 5و19 سنتيمتر مثبتة فوق الباب الرئيسي للواجهة
الشمالية المطلة على باحة الدار الكبيرة "الجناح المملوكي" على أن من أنشأ البناء
هو علي بن أبي الفضل الأزهري، وقد وقفه لمن بعده من أولاده وأحفاده. وثمة نص آخر
مدون على لوحة حجرية بطول 36 سنتيمتراً وعرض 30 سنتيمتراً بالخط الثلث تشير إلى أن
باني البوابة أو الطريق هو علي الأزهري سنة 660 للهجرة، والنص المذكور يعلو بوابة
الدار، وهي قنطرة ذات قوس ثلاثي الفصوص، وقد استبدلت تلك البوابة في فترة لاحقة،
عندما انهار القسم الغربي وأعيد بناؤه بمدخل آخر أبان العهد العثماني يوصل إلى صحن
القصر مباشرة، وأغلق المدخل الأصلي وأستبدل به منهل حجري (سبيل ماء للعابرين).
وسيصار إلى نقل هذا المنهل إلى باحة الدار الكبيرة، بعد أن تم توثيقه بالمخططات
والصور الضوئية ليصار إلى عرضه متحفياً، كما يقول عبد العزيز الرفاعي المشرف على
ترميم القصر.
متحف للتقاليد الشعبية
نظراً لأهمية هذا الصرح الأثري، سارعت المديرية العامة للآثار والمتاحف في سوريا
إلى تسجيله سنة 1967 واستملاكه بتاريخ 30/12/1976 بغية تحويله إلى متحف للتقاليد
الشعبية. ومن أجل هذه الغاية بدأت أعمال الترميم سنة 1981 بإعداد المخططات
المعمارية والإنشائية، وفي عام 1982 بدأت أعمال المرحلة الأولى بإنجاز بعض الأعمال
الإنشائية، من عقود وقباب وجدران منهارة وما زالت أعمال الترميم جارية حتى اليوم.
ومن المقرر أن يضم متحف التقاليد الشعبية (قصر الزهراوي) ضمن أجنحته وقاعاته جميع
الصناعات اليدوية التي انقرضت أو التي في طريقها للانقراض كأدوات الصناعات النسيجية
والخشبية والحديدية، ونماذج للأثاث المنزلي الريفي وأثاث المنزل الحمصي، فضلاً عن
الأزياء التقليدية المحلية والأسلحة الشعبية وأدوات التسلية والترفيه، بالإضافة إلى
توثيق الأهازيج المحلية وتخصيص قاعة للأطفال وتحتوي على أدوات الألعاب التي تخلى
عنها الجيل الحالي، وقد خصص الطابق الأول لإدارة المتحف ولعرض الصناعات اليدوية
المحلية والمضافة الشعبية وخصص الطابق العلوي للأزياء والتحف النفيسة والأدوات التي
كانت شائعة الاستعمال قبل نصف قرن أو أكثر.
|
|||
Translated by : Suzan Ibrahim*
La patrie des aieux
Azzehrawi
Palace
Architectural traditions and popular museum
“Azzehrawi Palace”
is one of the most wonderful palaces in old Homs, the syrian city, that dates
back to 750 years ago. The palace represents a magnificent pattern of the houses
that have an original and unique architectural traditions. The palace is located
in Omar Al-Mukhtar street. Bab Tadmur quarter, consisting of two neighboring
architectural blocks, the first is known as Addar Alkabeerah, due to its vast
yard, large number of halls, corridors, rooms and partments of daily
requirements. It is spreaded on an area of 600 sq.m. It was built in Al mamloki
era (13th c. A.C- 7th c. A.H.). The second block is known
as Alquasser which dates back to the end of 18th century and early of
19th century (Osmani era). Later on Addar Alkabeerah and Alquasser
were known as Azzehrawi palace i.e. since the first quarter of last century. The
palace is famous with this denomination attributed to the family lived in it.
Parts
of palace
The
palace is divided into five parts. The archeological research in 1990 had
discovered a Byzantine cemetery under the cellars of the southern suite of the
palace as well as two cellars under
the ground and two other ones
above them in the east southern and west southern parts. These cellars are
considered the first part while the second is a building dates back to Alayoubi
era and early of Almamloki era as it was mentioned on the stone plaque over the
eastern gate predated in 661 A.H where amerchant called Ali Ben Abi Alfaddel
Alazhari, had built the three suites overlooking the internal yard of the
palace(north, west and east). The third part is Mamloki, built as a suite for
the Rule in 665 A.H. The fourth one: It was mentioned in Azzehrawi
mortmain(endowment) predated in 1024 A.H. a memento of Sheikh Musa Ben Zehrawi
died in 855 A.H. So the nook of Sheikh Musa Azzehrawi was built before that
year. The fifth part is the west
Osmani palace used by Sheikh
Abdul Hamid Azzehrawi, one of the ideological and scientific advacement’s
pioneers in syria.
Opulent architectural traditions:
You
can enter “Addar” through a passage leads to an open yard surrounded by the
suites from all directions. The building consists of two floors, the down floor
which includes the southern suites: an open hall and dome that has a shell
shape surrounded with
ornamentations, are over it and near it there are two rooms. Inside the suite
there are two halls where domes are over them besides two rooms decorated with
arches.
The east and west
suites include rooms with arches while the north suite consists of a main hall
with dome over it and two smaller halls located on the two sides. You can reach
the upper floor via two steps in the eastern and western sides. The upper floor
includes the whole building except the southern suite. The ground was paved with
black basalt stones that are the same stones used to build the walls of “Addar”.
Osmani
suite consists of a middle yard and two suites, northern and southern. The
southern suite was pulled down completely, while the northern one is a large
hall next to another hall with balcony. It is important to mention that many
architectural changes were occured on Addar resulted in erasing the
ornamentations, original walls’ writings and also changes in the joinery. It is
obvious from the building’s stones that they were conveyed from other ancient
buildings dated back to older eras than the date of this building showing
nonconformity and nonresemblance of engineering and ornamentations. Many opulent
architectural traditions are revealed in Azzehrawi palace which were known in
precedent Alayoubi and
Islamic eras, such as corner
ornamentations, all kinds of arches, vaults, reinforcements, terraces and
others.
Azzehrawi
Mortmain (endowment):
A foundation writing in
primitive Athuluth handwriting, inscribed in one line on a plaque of white
limestone with “131” cm length and 19.5 cm width fixed above the main gate of
northern frontage overlooking the yard of Addar Alkabeera (Mamluki suite),
confirms that Ali Ben Abi Alfaddel Alazhari was the man who established this
building and devoted it for his sons and grandsons. Another text inscribed on a
stone plaque with 36 cm length and 30 cm width in Athuluth handwriting,
indicates that the builder of the gate or the passage was Alazhari in 660 A.H. .
The said text located over Addar’s gate which is a vault with trilobed arch.
This gate was replaced in a next period when the western part was pulled down
then it was rebuilt with another entrance during Osmani era. This entrance leads
to the palace yard directly. The original entrance was closed and replaced by a
stone public watering place, “It will be removed to the yard of Addar Alkabeerah
after being documented by drawings and photographs to be exhibited in the
museum” said Mr. Abdul Azeez Arrefaie – supervisor of the palace restoration -.
A museum for popular traditions
As this ancient
edifice is so important, the General Directorate of Relics and Museums-in Syria-
started in 1967 to register it and seized it on 30-12-1976 in order to be
amuseum for popular traditions. For this goal the restoration works began in
1981 by preparing the constructive and architectural drawings then in 1982 the
works of first stage began by carrying out some constructive works such as
vaults, domes and pulled down walls. The restoration works are still continuous
till now. It was decided that the museum of popular traditions (Azzehrawi
palace) would contain, in its suites and halls, all the handcrafts which had
extincted or those about to be, for example, devices of textile, limber and
castiron manufacturings and samples of house furniture in countryside and Homs
city as well as local traditional custumes, popular weapons, amusement and
entertainment devices, also registering the local songs and specifying a hall
for children that contains devices of playing which the present generation gives
them up. The first floor is dedicated to the museum’s administration and
exhibiting local handcrafts and popular guests’hall. The upper floor is
dedicated to custumes, precious master pieces and devices which were used
commonly before more than half a century.
*Suzan Ibrahim:
A poet, ashort story writer and a graduate of
Al-Baath University-faculty of Art. English literature department. She works in
the field of translation.
She has published two books which are: “Let the Will of Spring Be”
poetry and: “When the Time of Love Comes” short stories.
|
|||
WEBMASTER : AA-ALSAAD
|
|||
This Web Site Programmed and
Written By ABD ALMASSIH JAMIL ALSAAD
..... Copyright 2003 (C) SCOPNET All
Rights Reserved
|
رابطة اصدقاء المغتربين تأسست عام 1973 وكانت رأيستها الاديبة الراحلة نهاد شبوع وتم اصدار 12 عدد فقط في بيت المغترب في حمص .
الاثنين، 2 نوفمبر 2015
مجلة السنونو ( العدد الثاني ) - بلاد الجدود - قصر الزهراوي ( خالد عواد الأحمد )
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق