مجلة السنونو (
العدد السابع ) -
ملحق السنونو
|
شؤون
البيت - ملحق يهتم بشؤون بيت المغترب وأخبار رابطة أصدقاء المغتربين
في حمص
ملحق
4 - غابوا
أهربُ من فراقك
إني خشيتُ مواقفاً للبينِ تسفحُ غــرب ماقـــك
وعلمتُ أنّ بكاءنــــا حسْبُ اشتياقي واشتياقك
وذكرتُ ما يجدُ المودعُ
عند ضمـكَ واعتنـاقك
فتركتُ ذاكَ تعـمداً وخرجتُ أهربُ من فـــراقك
البحتــري
|
انتهت
الرحلة، ورحل الزمن... الأمس، الآن، الغد... كلها لم يعد لها من معنىً، تركها
رحيلهم وكأنها كلمات جوفاء، لأنهم انتقلوا إلى البعيد عن الزمن، والأوسع من الحدود،
بددنا وبددهم عنا خوف يدعى الموت ...انه رحيل دون أمل بالعودة، لكن برجاء أن يكون
هناك لقاء بيننا يوماً ما في أحضان المجهول الذي سبقونا إليه، والى ذلك الحين تبقى
لنا ذكراهم.. وتبقيهم بيننا حاضرين محبوبين حتى ولو كانوا غائبين ... ومن بين من
رحل عنا :
ـ
الدكتور "عبدو مسوح" ابن حمص، المولود فيها عام 1921 ، جمع بين الطب والشعر،
ولمعُ
وأجاد في كليهما، فكان يخفف عن المتألم من جسده بالعلاج ، والملتاع من روحه فبشعره.
كان مولعاً
بالأدب الضاحك،
وله
أشعارٌ
ساخرة متصلة بحياة الجامعيين... لم يعرف الكلل أو الملل..حرر في مجلتين خاصتين
بالجامعة السورية في مجلة الدنيا، كما انه عضو في اتحاد الكتاب العرب،
وكتب عدة مقالات في الطب والفلسفة والاجتماع.. كما شغل أمانة سر اتحاد الكتاب العرب
في حمص.
ذاق لوعة
الاغتراب،
وعرف ألم البعاد فترجم أحاسيسه في قصائد تحدثت عن معاناته هو وكل المغتربين ومنها:
مذ غبت لم
يبتسم عــود
لساقيـة
ولم يهشّ إلى الأنغام مزمار
تقول :عج
بي إلى حمص إلى وطني عسى تحفّ بنعشي ثم أزهار
كان
إنساناً... في زمن ندُرت فيه الإنسانية، وكادت تفقد معناها.. وصل إلى آلام كل الناس
وضمد جراحهم، كما عافى أرواحهم، دون أن ننسى انه كان عماداً لأسرة كريمة، مفخرة لكل
الأسر.
إذا كان في
هذه الدنيا البائسة المحدودة استطاع أن يحلق كل هذا العلو، فكم سيبرع هناك حيث لا
مجال للانتهاء؟.
لن يرحل،
سيبقى بيننا دائماً الغائب الحاضر ولو بالذكرى.
ـ
كما
غادرتنا إلى غير هذا الزمن السيدة " سامية جورج مطران" بعد جولات ألم ومرض
ومعاناة معه، قضى الموت على جسدها، ووقف مهزوماً أمام روحها... روح امرأة فاضلة
قدمت لهذه الحياة أبناء صالحين.
السيدة
كانت من بعلبك في لبنان وتزوجت من المرحوم "عادل نايف خزام" وانتقلت إلى
حمص، حيث
أغدقت على أهل حمص
من
محبتها وودها ، كما بادلوها
هم
الحب بالحب
أيضا، فانغرست
أيقونة عطاء ومحبة في هذه المدينة، كما ساهمت في تأسيس رابطة أصدقاء المغتربين،
وآمنت بالرسالة التي تؤديها الرابطة، وساهمت في مد جسر المحبة بين الوطن والمغترب.
أحبت الحياة والناس، وكلاهما
أحبها...فبقيت
في قلوبهم نبضة حب، وفي عقولهم رمز عطاء وعنفوان.
رحمة الله
تكللها، وعظيم محبته تغمرها.
ـ
وإننا
لا
ننسى
رحيل المرحوم السيد "لويس لويس" الذي كان رباً لأسرة صالحة، وبناءً ماهراً لأهم
خلية وحجر أساس في المجتمع...كما
لا ننسى رحيل الأخوين الطيبين جداً أنور وأدوار عطا الله المأسوف عليهما كثيراً.
هناك أناس
تبرق بنفسها، وآخرون بأولادهم, وغيرهم بنتاجهم... والأيام هي الكفيلة بإظهار البريق
في أي وقت.
ليعم غفران
الله على الراحلين من دنيانا، ويمنحنا القوة لنكمل رحلتنا من
دونهم..
ريما فتوح
|
WEBMASTER : AA-ALSAAD
|
This Web Site Programmed and
Written By ABD ALMASSIH JAMIL ALSAAD
..... Copyright 2003 (C) SCOPNET All
Rights Reserved
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق