الأحد، 15 نوفمبر 2015

مجلة السنونو ( العدد السابع ) - ملحق السنونو - ملحق 5 - نوافذ

مجلة السنونو ( العدد السابع ) - ملحق السنونو
شؤون البيت - ملحق يهتم بشؤون بيت المغترب وأخبار رابطة أصدقاء المغتربين في حمص
ملحق 5 - نوافذ
أهربُ من فراقك
إني خشيتُ مواقفاً       للبينِ تسفحُ غــرب ماقـــك
وعلمتُ أنّ بكاءنــــا       حسْبُ اشتياقي واشتياقك
وذكرتُ ما يجدُ المودعُ            عند ضمـكَ واعتنـاقك
فتركتُ ذاكَ تعـمداً         وخرجتُ أهربُ من فـــراقك
 
 
البحتــري
 
لنا من آرائك.. وآرائه.. وآرائنا ـ أيها القارئ العزيز مقيماً ومغترباً ـ نوافذ قد تؤول إلى ضياء التحليل والتحقيق.. والتعبئة.. والتبشير.. ومناقشة ما لا يجوز السكوت عن مناقشته.. والكشف عن خلفيات معتمة.. واستشراف ما قد يكون حلاً وقراراً في شؤون اغتراب يأكل من لحمنا ويشرب من دمنا..!!
          وكي لا يأخذَك الحياد المريح ـ لكنه البليد ـ إلى الانعزال فالاستقالة من دورك الإنساني مشاركاً في البناء والرسالة.. يفتح لك "السنونو" "نوافذ" منها تعتق أنوارك وانسامك ورحيق قلبك في فضاء شعورٍ بأنك واحد خلاّق في خلية الحياة والبناء للغد المنقذ..!!
 
زيارة لحمص
 
مدينة حمص هي ثالث مدينة سورية بعدد السكان. هي مدينة جميلة تترامى على تخومها قرى دائمة الخضرة لكثرة الينابيع المتواجدة بين هضابها. ما يميزها منذ القدم نهر العاصي الذي يسافر منذ بضعة ملايين السنين من الجنوب الى الشمال. يتحرك بصمت كرجل حكيم  إلا من همهمات وخفقات على ضفافه ليطرد بذلك كهولة يحكم فيها القدر عليه. يشق طريقه مزهوا عبر سهول وأشجار سامقة توزعت حوله وظللته، تأنس به ويأنس بها هو مثل قلب لها يضخ فيها الماء وهي تحجب الشمس عنه .
منذ أن ظهر الإنسان في تلك البقعة، أحب ذلك النهر كما أحب المصريون القدماء نهر النيل. فعرفوا غضبه، وحياده وحبوره. عندما يغضب يبتلع الناس ويزهق أرواحهم لأنه يغويهم بالغطس فيه، وفي حبوره يطوف على ضفافه يسقي الأرض العطشى فتحبل بالخضرة كي تتجدد دورة الحياة. يأتي  مسرعا منهمكا لا يتوقف ولا يغير اتجاهه.
 يتوافد اليه الناس كل يوم جمعة يحملون طعامهم ومنقلهم. وعند وقت الغداء تعم الضجة وتشعل كل أسرة منقلها ولاترى إلا دخانا منطلقا من المناقل ورائحة شواء تشرح الصدر. وأثناء مكوثهم يداعب الصبية النهر برشق الحصى فيه أوالسباحة فتراه لا يطرد أحداً يستقبل الجميع بين أحضانه.  وقبل الرحيل  يودع الناس العاصي في طقوس غير مكتوبة ، وخاصة العشاق منهم إذ تراهم يقفون على ضفته يبحلقون فيه بصمت وهذا بمثابة إعلان للرحيل  أو وداع وربما يعدونه بالزيارة  ماداموا أحياء لأنه ارتبط بكل صغيرات غريزة الحياة، بل هو جزء من الحياة. لا يمكن أن ترى انساناً في حمص لا يحب العاصي. ربما يكره غلاء الأسعار أو المسؤولين أو الدوائر الحكومية ، لكنه  دائم الحب للعاصي.
أما المكان الثاني الذي لا يمكن أن تأتي لحمص دون زيارته فهو ضريح خالد ابن الوليد. يتوسط المدينة، بل هو مركز المدينة. التفت حوله البيوت منذ القدم. وهذه ظاهرة عالمية بتجمع الناس حول الأضرحة. زرت المسجد فوجدت كثيراً من النساء والرجال يقفون حول الضريح يتمتمون ثم  يقذفون من خلال نافذة صغيرة بالنقود ويمضون. أهل حمص يفتخرون بهذا الضريح  ويعتبرون أن خالدا قد اصطفاهم واصطفى مدينتهم لحبه لهم وقرر أن يتوفى هناك.
تلك المدينة تضاعفت ثلاث مرات في العشرين سنة الماضية حتى بات من الصعب أن تعرف كل أحيائها وشوارعها. فالبراري التي كانت شاسعة واسعة تقلصت وأخذت تضمحل تدريجيا، والمباني غير المرخص بها وغير المنظمة أشبه بمباني الإلغاز ( التي يتسابق فيها الشباب على شاشة التلفاز)  تدخل في شارع ولا تعرف كيف تخرج أو أين المخرج.
 من الصعب أن ترى شاباً أو فتاة دون هاتف محمول يُضحى  بكل غالٍ ورخيص في سبيل الهاتف المحمول، هذا الهاتف أصبح من مستلزمات الحياة هنــــاك، علما أن معاش الموظف أو العامل لا يساوي فاتورة هذا المحمول. ورغم أن عمال النظافة يعملون يوميا على تنظيف شوارعها إلا أنك ترى الأتربة والأوراق وأكياس النايلون تملأ المدينة. هذا دون الإشارة إلى كومات البحص والنحاتة المترامية على أبواب البيوت، رغم أن قانون البلدية يمنع ذلك بأن البناء  ظاهرة مألوفة جدا هناك . لأن البلد تزداد بشكل صاروخي وسوريا من البلدان التي فيها ازدياد  نسبة السكان مرتفعة جدا. وهذا ما يفسر إقامة الأبنية بسرعة وبدون رخص.
أعجبني الخضروات الطازجة التي تأتي من البستاني إلى البائع مباشرة، فما إن تضرب الشمس عليها حتى تلمع بطريقة مغرية كأنها تناديك لتشتريها وتطهوها.
وهل باستطاعتك أن تزور حمص دون أن تأكل (الكبة ) المليئة باللحمة والدهن وهذا ما يجعلك تزداد عشرة كيلوغرام في نهاية رحلتك. بشكل عام معظم المأكولات مثخنه بالدهون . ولهذا فقد سموا السمنة صحة والدهون إدامة.
وفي نهاية الرحلة عندما تغادر وتبتعد تظل تعشق العاصي بصمته وهمهماته بشكل لا يمكن أن تنساه. لأنك ما أن تزوره مرة حتى تتخذه صديقا أبدياً.
 
خليل الشيخة
 
*        *        *
 
ليلة رأس السنة
 
كنت سائراً على الرصيف الممتد في شارع القوتلي , المتألق بالأضواء , وكنت الوحيد الذي لا يحمل في يده علبة !
كل من مر بي, سواء ماشيا ً أو راكباً سيارة, يحمل علبة حلوى .
وقد تفننت المحلات في إضاءة واجهاتها في عرض أصناف الحلوى المتعددة الأصناف . الليلة ليلة رأس السنة, ولا بد من أن أحمل علبة إلى أطفالي الثلاثة الصغار الذين ينتظرونها ويتحدثـون عنها و يحلمون بها منذ أيام, أجل لم أكن احمل علبة , هذه العلبة التي تشكل مصدر سعادة للأطفال في هذه الليلة, أنا رجل أدركته حرفة الأدب, ومن أدركته حرفة الأدب يجوع ويشقى ويتعذب ليحصل على قوت يومه بصعوبة وبالعرق والدموع , كأنه يسحب لقمته من أنياب الوحوش .
يعيش رجل الفكر والأدب الشريف حياة كلها حرمان وشقاء بينما يتدفق المال على مطربي هذا الزمن، ويسيل  المال تحت أقدام الراقصات ... 
خرجت من المنزل وأنا أضم مجموعة من كتبي لأبيعها عند باعة الكتب المستعملة, وأشتري بثمنها حاجات الأطفال لهذه الليلة .. وعند سور دار الحكومة رحت اعرض كتبي على الباعة, ولم يقبل بعضهم بشرائها قائلين إنها غير مطلوبة , داهمتني الحيرة ... وأخيراً عند أحد الباعة وبعد مساومة بعت الكتب , تناولت ثمنها واتجهت إلى محل بيع الحلوى واشتريت علبة تحمل تشكيلة كالعادة واشتريت بعض الألعاب الصغيرة الرخيصة الثمن .
كان الشارع مزدحماً هذه الليلة, رحت أفكر في الأطفال وفرحتهم . " سوف نقضي أمسية سعيدة " وكنت اسبح في أفكاري وابتسم بيني وبين نفسي ابتسامة من حقق شيئاً .
وصلت, دخلت المنزل, هلل الأطفال بقدومي, كنت منهكاً وقد طالت غيبتي عن المنزل, تبادلت وزوجتي نظرة يخالطها بعض الحزن والحنان, ناولتها ما حملته معي من حلوى وألعاب, دخلت غرفتي ونظرت إلى جدار المكتبة وشعرت بفراغ في المكتبة بسبب بيع الكتب, خالجني بعض الحزن وألقيت بجسدي على الأريكة ورحت في نوم عميق .   
الياس لازار
 
*        *        *
  
شاعر الأجيـال
 
زمان اللّفظ أجدب يا صديقي           وبات الشّعر في همّ وضيــق
وغاب الفكر والأقلام جفّـت          وغصّ الحرف في حلق الطّليق
فأمسى الشّاعر النثّار حـرّاً           بأن ألقى القوافي في  الطريـق
وألغى الوزن والتّفعيل كيـلا يغوص ببحر تيّــار عميـق
فأضحى ما يقال بلا عبيـر           كرائحة الشِّواء مـع الحريـق
                            
*              *              *
وطبلٍ جنّ حامله ورقـص            ترافق بالزّفيــر وبالشهيـق
وآهات الشّباب بغير وعـي           مشاركة لإيقـــاع الزّعيـق
أخي يا ناثر الأفكــار دعني         مع التّفعيل والوزن الحقيقــي
وقافيــة  يردّدهـا لسانـي         يُرى فيها تباشيــر الشّـروق
*              *              *
أخي حافظ على الشعر المقفى ولا تخدع نهانـا بالبريـــق
ولا تكتب من الأفكار إلاّ..(م)          البليغَ بقالــب صَلْب رقيـق
لكي نحيي تراثاً كان روحَ.(م)         الأوائل والندّى بيـن العـروق
فإنّ أصابع التّأريخ تومـي            إلى الشّعراء دوماً يا صديقـي
محمد منيب أدلبي
تجربة للإقتداء
 ...... يشير المغترب البير عبد المسيح من المكسيك إلى أنه في العام 1971 وبعد زيارة قام بها إلى لبنان ـ وطنه الأم ـ عاد إلى المكسيك مقترحا ً على الجمعية إنشاء ضيعة في المكسيك يطلق عليها اسم بيت ملأت . وفي 1973 أقرت الجمعية الفكرة , وبدأت تنفيذها . واليوم يوجد في المكسيك ضيعة تدعى بيت ملأت تبعد عن العاصمة نحو 100 كلم , تضم 60 منزلاً وتمتد على مساحة 60 ألف متر مربع . وهي تحوي نادياً وقاعة للحفلات وكنيسة مار سمعان ومنزلاً للكاهن وملاعب رياضية وغيرها . وغالباً ما تمضي العائلات اللبنانية نهاية عطلة الأسبوع فيها, الأمر الذي يساهم في توطيد العلاقة بين المغتربين .
 تعليق   
 أليست هي الفكرة نفسها التي أنشأت شبه مدينة في سان باولو باسم ( حمص ) متجلية (بنادي حمص) حيث قاعات الاستقبال والمحاضرات والحفلات وصالات الرياضة و المسابح ...
أو قل حيث منتجع الحمصيين أيام الآحاد, الأمر الذي يساهم هو الآخر في توطيد العلاقة بين المغتربين ؟
 
السنونـو
*           *           *
 
رسالة إلى الكسندر دوما  ـ فارس واحد يكفي ...
               
عزيزي السيد الكسندر دوما،
          كم فرحنا لما تابعنا حفل نقل رقاتك إلى مدفن عظماء فرنسا، لكي ترقد إلى جانب رفاقك فولتير وهوغو وروسو وغيرهم من عمالقة ثقافتكم وتاريخكم. فيا له درساً نبيلاً ومثالاً مشرّفاً في مجال تكريم الأدباء والمفكرين!
          وكم فرحنا لما شاهدنا الرئيس الفرنسي جاك شيراك منحنياً بإجلال أمام النعش الذي يحمل رفاتك. فيا لها سلطة شامخة مهيبة تلك التي تنحني بتواضع وامحاء أمام سموّ الأدب والفكر والثقافة! وكم فرحنا أيضاً وأيضاً لما رأينا الحشد الكبير من الناس الذين واكبوا وصولك وصفقوا بحماسة وبكوا تأثراً. فيا له شعباً محظوظاً ذلك الذي لم تُفسِد دموعه وتستنفدها المسلسلات المكسيكية والكتب الرديئة والخيبات والصفعات المتتالية! نعم، فرحنا وكبرت قلوبنا في إزاء هذا الحدث لكنها تألمت كذلك في الوقت نفسه وتأوهت حسرة. لا تظنها غيرة أو حسداً يا سيد دوما، بل محض اشتهاء وحاجة وتوق: اشتهاء مُثل كمُثُلكم، وحاجة إلى قيم كقيمكم، وتوق إلى عالم كعالمكم.
          فهنيئاً لك سيدي بهذا البلد العظيم وفرسانه الكثر، وليتكم تلهمون فارساً واحداً من عندنا يُنهض فرساننا النائمين أو الصابرين أو الخائفين. اجل يا سيد دوما، فارسٌ واحد يكفي.
   جمانة حداد
 
 
WEBMASTER : AA-ALSAAD
This Web Site Programmed and Written By ABD ALMASSIH JAMIL ALSAAD ..... Copyright 2003 (C) SCOPNET  All Rights Reserved 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق