مجلة السنونو (
العدد السابع ) -
ملحق السنونو
|
شؤون
البيت - ملحق يهتم بشؤون بيت المغترب وأخبار رابطة أصدقاء المغتربين في حمص
ملحق
3 - عادوا
أهربُ من فراقك
إني خشيتُ مواقفاً للبينِ تسفحُ غــرب ماقـــك
وعلمتُ أنّ بكاءنــــا حسْبُ اشتياقي واشتياقك
وذكرتُ ما يجدُ المودعُ
عند ضمـكَ واعتنـاقك
فتركتُ ذاكَ تعـمداً وخرجتُ أهربُ من فـــراقك
البحتــري
|
(كلما وضعت يدي في يد ما لمستها من قبل قلت: تبارك الله.. فتح جديد وكنز لا نفاذ
له)
"ميخائيل نعيمة"
* * *
يدٌ لمسناها
من زمن..! وأخرى نتطلع إلى لمسها من زمن..! وهيهات!!.
كلتاهما تضرمان في
القلب وميض فرح.. وبراعم زهر..! أو قل: فتحاً جديداً، ما كنا لنجرؤ على أن نراهن
عليه في ظروفنا المعكَّرة الأخيرة.. لولا أن حبّ الوطن الأول جذّاب غلاّب..!
أجل.. مع كل
ذلك لم نعدم تجدّد فتح، فصيفنا الراحل دثّرته غيمة سعد.. حبكتها كنوز عودة ملأت
قلوبنا حبوراً ونصراً.. وشحنت صدر الوطن المفارق أنواراً وفخراً.. ومعهم عدنا..
وعاد الوطن.. وبرحابةٍ لهث..!
إنهم
أحبابنا العائدون من كل حدب وصوب، حملة الأشواق الحارة ـ أصالة أو إرثاً ـ ممن
يخوضون أي رهان قادر على أن يطفىء ظمأ.. ظمأ جدود أوائل وآباء، سافروا رغماً أو
طوعاً من غير أن يسافروا..! فظلوا على ظمئهم مدمنين.. وعلى صليب أشواقهم
مُعلّقين..!
عائدون من
هجرة قريبة أو بعيدة في الزمن..! عائدون من هجرة موروثة اعتقلتهم أو أعتقتهم..!!
وكلهم.. كلهم يصنعون الرحلة المعاكسة لرحلة الجدود على جسر العهد والوفاء..! وكلهم
كلهم على قلب الوطن و "بيت المغترب"، بيت الأهل، غالون أعزاء..!
تبارك الله
: أيدٍ تلامس أيديّاً عرفناها... أو ما عرفناها..!! قلوب تلامس قلوباً ـ كلها ـ
عرفناها..! ومن كل هذا وذاك (فتح جديد.. وكنز لا نفاذ له).
فيا من
صنعتم فتحنا وفرحنا وتصنعون.. يا من اغدقتم علينا نصرنا وكنزنا.. وتغدقون.. سلاماً
وذكرى.. أهلاً بكم على جناح "سنونونا" وفي ردهات ذاكرتنا وضميرنا.. نحنُّ بانتظاركم
أيضاً وأيضاً.. نَحِنُّ إليكم أكثر فأكثر.. فسرّونا بوعد.. وأرجعوا.. مرةً مرة..
واسلمـوا.
نهاد
* * *
جاءوا
أفراداً ووفوداً وتلقفناهم كالعادة بفرحٍ كبير.. ملأوا صيفنا وشقوق حياتنا فأنسنا
ونسينا جراحات فراقنا، أنهم:
ـ أنطون كسبو : مغترب
بوينس آيرس ـ الأرجنتين، الحلبي الأصول والفعالية السورية النشيطة: فهو رئيس
"الجمعية السورية الثقافية" ومدير إذاعة "الجذور" العربية هناك، الراصد عن كثب
إيجابيات المؤسسات العربية في المهجر وسلبياتها، العارف بموضوعيةٍ ما علينا وما
عليهم، السائر بهدف إصلاحنا وإصلاحهم.
وهو الداعي إلى مخيم
الشبيبة المهاجرة في أرض الوطن الأم والذي تحقق بتشجيعه وسعيه هذا الصيف إذ كان
المشتركون به من أبناء رجالات الجالية هناك المتفانين في ردم المهاوي بين أجيالنا
وأجيالهم وكان على رأسهم أبن الأستاذ أنطون كسبو نفسه مع أبن رئيس النادي السوري
اللبناني الأستاذ جورج حداد.
احتفى بوفد الشبيبة
هذا اتحاد شبيبة الثورة وكان نزلهم مدينة الشباب، وكان المشرف عليهم الأستاذ أحمد
إبراهيم. أما برنامجهم فقد كان حافلاً إذ زاروا مدينة القنيطرة المحررة وصيدنايا
ومعلولا وتدمر وحمص وحماة واللاذقية، قلعة صلاح الدين، أوغريت. التقى بهم قبل اليوم
الأخير الرفيق هيثم دوما نائب رئيس اتحاد شبيبة الثورة في نادي الاتحاد.
كانت فرصةً سانحة
لتلاقي الجيل المهاجر مع الجيل المقيم وللإطلاع على مآثر الجدود والتراث والوقوف
وجهاً لوجه أمام تاريخ بلاد آبائهم العريق وحضارتها.
وبعد انتهاء موعد
المخيم أمّ حمصَ فريق من هؤلاء الشبيبة من أصل حمصي وحلّوا ضيوفاً أعزاء في بيت
المغترب الذي استقبلهم متمماً لهم جولاتٍ أخرى في مرابع حمص، نذكر منهم:
ـ الشاب جورج حداد
"إدارة أعمال"، الآنسة نجيبة عوض "دبلوم سياحة"، الآنسة لورا عوض "محامية"، الآنسة
فيرونيكا نعمان "طبيبة نسائية".
تحية من القلب تبعثها
الرابطة إلى شبيبة المخيم، راجيةً استعادة أمثال هذا اللقاء الشبابي.
ومن زوارنا أيضاً:
ـ وفد من تشيلي:
من كافة القطاعات
الاقتصادية والسياحية من أصول عربية وتشيلانية برئاسة محافظ فالبرئيسو السيد لويس
كوستافينو كوردوفا. أمَّ حمصَ في زيارة مميزة رسمية وودية إبان جولته في سورية
ولبنان وفلسطين والأردن، إذ حمصُ لها مع الهجرةِ إلى تشيلي حكايا وتاريخ.
استقبلتهم المحافظة
ورئاسة المدينة والمؤسسات وبعض الفعاليات ورابطة أصدقاء المغتربين وهناك تعرفوا
بالتطور الاقتصادي الذي تشهده المدينة وبالآثار المكتشفة حديثاً، إضافة إلى ما
عاينوه من روائع التراث في مدينة تدمر التي زاروها أيضاً إبان جولتهم وكانوا بها
معجبين.
دار الحديثُ مع رابطة
أصدقاء المغتربين حول أهداف الرابطة في شد المهاجر إلى وطنه واعتبار المهجر
امتداداً إلى الوطن الأم... كما دار حول شؤون أبناء وطننا في المغتربات عامةً
وتشيلي خاصةً، مطلعةً على أحوال أهلنا هناك وعلى المواقع المهمة التي تبوّؤها
ليكونوا شعلةً تسلط الأضواءَ على وطنهم الأم. توجه الوفد إلى حديقة تشيلي في شارع
تشيلي اللذين منحتهما حمص لهذا البلد المضياف اعترافاً بحسن معاملته لأبنائنا
المهاجرين وتمتيناً لعلاقات الصداقة بين البلدين.
ثم دعتهم المحافظة إلى
مطعم الآغا حيث أقامت لهم سهرةً عربية فلكلورية حول مائدة محبةٍ تجلى فيها الطرب
العربي الأصيل ورقص الدبكة الشرقية إضافةً إلى فلكلور تشيلاني أداه الوفد ايناساً
ولطفاً.
سافروا مودعين بأحلى
الانطباعات وبأصدق الأماني في مضاعفة هذه اللقاءات.
الوفد البرازيلي :
برئاسة
سيادة المطران دامسكينوس منصور وقيادة السيدة ليلى شمعة، حطَّ في فندق سفير حمص
وكان لا بد من التعريج إلى بيتهم الأهلي "بيت المغترب" ينشقون منه شميم الأهل
والذكريات.
مع الوفد القاضي
الكبير الدكتور روبنسو الخوري وقرينته وهي من أصل أنطاكي من عائلة دبدوب. كان
لروبنسو مع بيت الأهل في حمص يومٌ مشهودٌ أستحضر فيه الجد والجدة، الآباء والأمهات،
وبكى كثيراً.. قبّل الجدران وجثمَ على الأرض اعترافاً بروعةِ هؤلاء الجدود الذين
أوصلوه إلى قمم النجاح في مهجره البرازيلي، ولا غروَ فهو من سلالة قسطنطين الخوري
فرع سليمان الخوري شقيق داود، حملَ روبنسو صور البيت إلى من أئتمنه بزيارته, وكان
أكثر من ظافرٍ محظوظ بهذه الزيارة التي ـ من عجيب الأمر ـ أن أبنه قد شجعه عليها
عندما قُدر لهذا الأخير أن يزورَ سوريا في مهمة وأن يحبها هذه المحبة.
وبرفقة الوفد أيضاً
صاحب الرئاستين: رئاسة النادي السوري ورئاسة الاستشاريين للكاتدرائية الأرثوذوكسية
في سان باولو الأستاذ روبيرتو كاباريتي برفقة قرينته وهما فعاليتان عربيتان
مرموقتان في المهجر البرازيلي.
نذكر أيضاً ووتر عبود
وقرينته، جورج البنات وقرينته، السيدة سميرة مسوح شكور أرملة المرحوم البيرتو شكور
والسيد روزيلي ميتري حنون، والسيدة العيدي طرابلسي فركوح (وكان سرورها كبيراً
بالتقاء أقربائها أبناء المرحوم اليان طرابلسي)، السيد كلاوديس كاباس، السيدة سميرة
فارا خير الله، السيد جيربوس الديب وقرينته، السيد نوري حداد وعائلته، السيد جورج
عبدوشي وقرينته، السيد جورج سليمان.. وألخ.
دحضت هذه الباقة من
العائدين كل من يتجنى على المغتربين المتحدرين خلال أربعة أجيال، فيتهمهم بالنسيان
واللامبالاة بجذورهم وبمسقط رأس آبائهم وباللغة العربية إذ كل هذه الفروع كانت تفهم
العربية، وبعضهم كان يتقن الحديث بها مئة بالمئة كسيادة القاضي الكبير روبنسو
الخوري الذي أفادنا بأن جدته لم تكن تسمح لابنتها أن تحدثَ الأولاد إلا
بالعربية...!
لكنهم مع الأسف لم
يستطيعوا التعبير عن انطباعاتهم عندما التقوا وجهاً لوجه مع أرض الآباء، وإنما كانت
دموعهم هي الحروف الفصيحة التي عبرت عن مشاعرهم.. ونعمَ هذه اللغة التي وحدها تتسعُ
لمخبآت القلب ومخزنات الروح والأشواق.
هذا.. وناهيكم عن
أحبابٍ جاءوا فرادى ينهلون ماء الوطن الحنون..وهم:
ـ عائلة كبا من
أستراليا ( سري كبا وقرينته وولداه وأبنته..)، (بسام كبا من نيجيريا) وهو العضو
العامل في "رابطة أصدقاء المغتربين"، ( السيدة سميرة كبا وزوجها روي من إنكلترا )،
(السيد سمير كبا من بلجيكا).
توافدت هذه العائلة
لتصنع فرحها على أرض الوطن انتماءً ووفاءً إذ في هذه المناسبة تم قران ولدهم "شفيق"
على "عروس حمصية " هي "الآنسة جاكلين بيطار" لمضاعفة عوامل الشد إلى وطن الجدود،
وكأن هذه العائلة بحاجة إلى الشد... وفي قلوبها ما فيها من أجيج الأشواق إليه !!.
ـ السيدة نهاد ختن
خزامي من أميركا الشمالية التي عودتنا إطلالتها على بلدٍ لا تنساه ولا ينساها
بأهله وبأصدقائه الكثر وبالأرض التي ليست وحدها ـ في عقيدتها ـ هي الوطن، وإنما
الإنسان عليها أيضاً.
ـ رجل الأعمال
الحمصي الأستاذ نيكولا أنطاكلي من أميركا الشمالية المتجذر في قلب حمص عملاً
وشوقاً، الحادب أبداً مع رابطتها "رابطة أصدقاء المغتربين" على وطنه الأم العامل
على شد المهاجر إلى هذا الوطن.
ـ السيد خير الله
قرنفلي وقرينته السيدة صباح نحاس من أستراليا... وهل ينسيــان حمصهمـا التي لا
تنساهم.
ـ آل بندقي ومنهم
السيد عيسى بندقي وشقيقتاه السيدة سعاد بندقي قرنفلي والسيدة رجاء بندقي مرقص
الذين لا ينسون موعدهم الأيلولي مع حمص أمهم الأولى.
ـ الشاعر الدكتور
أياد قحوش من كندا النطاسي النابغ يأسو القلوب وشرايينها بمسباره كما يأسو
الروح بمسبار شعره غاسلاً مكنوناتها من كل شوكٍ وغبارٍ وغربة .
ـ الشاعر حنا خوري
من الأرجنتين المولود في صيدنايا التي منها هاجر عام 1948 ، نهلَ من مدارسها
أيامَ طفولته ويفاعته، وراحَ يتعمق بقراءة جبران خليل جبران متأثراً جاعلاً شعاره
الدائــم ( يا رب يا رب شدد الأجنحة المتكسرة) ناهجاً في حياته نهج التوازن
بين الفرح والألم.
له مجموعات غير مطبوعة
حصلنا على عددٍ منها (عُد إلى ص 105).
ـ المغترب سرجيو
خلف إسكندر من تشيلي وهو أبن بديع أبن خلف نمور، هاجر والده إلى تشيلي من بيته
الكائن في حمص "رأس المسطاح" عام 1917 تخلصاً من حكم العثمانيين، وهناك أفتتح
مصنعاً للنسيج في تشيلي بعد طول معاناة.
السيد سرجيو يزور
سوريا لأول مرة بحثاً عن جذوره. له نشاطات عربية مرموقة إذ كان رئيساً للنادي
السوري هناك. وُلد في تشيلي، وهو اليوم مسرورٌ جداً برؤية الأهل. عضوٌ في الجمعية
الفلسطينية وله اليد الطولى في تأسيس فيياراب. وهو معجبٌ برابطة أصدقاء المغتربين
وأبعاد بيت المغترب. جاء برفقة أبنه أنطونيو خلف الذي يعيش في أسبانيا ـ ماربيلا
ويحمل شهادة اقتصاد.
على الرحب والسعة أيها
القادمون، "بيت المغترب في حمص" يوسع لكم في ردهاته وقلبه وذاكرته.
نهاد شبوع
|
|
WEBMASTER : AA-ALSAAD
|
This Web Site Programmed and
Written By ABD ALMASSIH JAMIL ALSAAD
..... Copyright 2003 (C) SCOPNET All
Rights Reserved
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق