الأحد، 15 نوفمبر 2015

مجلة السنونو ( العدد السابع ) - شعر محلي - مرايا الغياب ( فرج بيرقدار )

مجلة السنونو ( العدد السابع ) - شعر محلي
مرايا الغياب ( فرج بيرقدار )
 
مرايـــا الغيـــاب
فرج بيرقدار
لستُ مظلما ً
 ألا ترون ؟ !
 هاأنذا أضيء الماضي و المستقبل
 على خلفيةٍ
 من حاضر أسود .
***

 كان جسدي
مليئا بالسنونو و القبرات
بالورور و مالك الحزين
بالقطا
       و النورس
                    و العقبان
ولكنني
كلما اجتزتُ ممرّا ً
سقط منيّ طائر
و هاأنذا على الجرف الأخير
و ليس معي
طائر واحد .
***    
 أفكرُ أحيانا ً
أن ما تكتبه النجوم
في دفتر الليل
وما تضمره الأشجار
من ظلال
وما تبوح به وردة لا نراها
يكفي .
لماذا اذن
لا توقظ جهاتك
في السادسة من نداوة الياسمين
أو في الثانية بعد منتصف الليلك
 لتحتفي بالمرأة التي تحب
وهي تستحم بغيمة بيضاء
ترتعش بين جناحيك .
***     
بدلا من المقبرة
سأقترح غابة
لنحفر
على جذوع أشجارها
أسماء قتلانا .
***    

لن تستطيعوا تكفيري
كل ما في داخلي يصلي
مؤمنا ً أنني
يوما ً ما
سأشرب الحرية
 حتى الثمالة
***   
ما من دليل
و لا يقين
فالقصيدة خارجة علي
و خارجة عليكم
و خارجة ٌ
حتى على نفسها .
***  

مرايا سوداء
لا ترى .
مرايا بيضاء
لا تتذكر .
مرايا ناصعة
بلون الحياد
أيتها المرأة التي
         من مطر
ليت قلبي
من بازلت .
*** 
اغراءات الحرية
تثير ريبتي
و أنا
كمن لا بد لهُ
أن يصلي قليلا ً
على نّية العدم .
*** 
أربع سجائر
بودي لو أدخنها الآن
دفعة واحدة :
الولادة
        و الحب
                 والحرية
                          و الموت .
أيها السجان الطيب
تعال ندخن
و نكمل حديثنا .
*** 
منذ قليل
عصرت برتقالة ً
تشبه قلبي .
أضفت إلى العصير 
كحولا حارقا
يشبه الماضي .
 تنفَّستُ بعمق
 أشعلت سيجارة طويلة رشيقة
يشبه دخانها
ذكرى امرأة لا أعرفها
ثم ابتسمت
لكي أفاجئ نفسي .
مساء الخير أيتها الحياة
مساء الخير أيها الأصدقاء
مساء الخير يا أنا
دعوتكم هذه الليلة
لافتتاح السنة الخائنة َ عشرة َ
                       لاعتقالي
فمن منكم
سيقصّ هذا الشريط الحديدي
الشائك ؟
لا تأخذوني بحزني
لست حزينا علي
و ربما لست حزينا ً حتى .
أنى أتأمل فقط .
ما أكثر من يولدون الآن
و بودي
أن أرفع نخبهم جميعا ً
و أبكي
        على نحوٍ
                  يشبه الحنين .
***
ثمة مكان
اسمه اللامكان
أخذتني إليه
تلك المرأة الشاهقة
و قالت لي :
يليق بك التيه .
*** 
كان الطريق وعرا ً
                     و طويلا ً
                             و متعرجا ً
وقد مشيته إلى آخره ِ
غير أنني
لم أصل .
***
لست أعمى القلب
فما من حوار
تضيء بروقُهُ
و تنهمر أمطارُه ُ
كما بين جسدين .
*** 
أعيريني بعض ظلالك
و اسمعيني يا أختاه .
الدموع مالحة .
و الابتسامة زلال .
فاصفحي عن الأولى
و اغسلي وجهك بالثانية .
 
 
WEBMASTER : AA-ALSAAD
This Web Site Programmed and Written By ABD ALMASSIH JAMIL ALSAAD ..... Copyright 2003 (C) SCOPNET  All Rights Reserved 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق