مجلة السنونو (
العدد الأول ) -
شعر من الوطن المقيم
|
|||
أغنية الحب الآتي ( عيسى فرج )
|
|||
تأتينَ عَبْرَ الدمعِ أغنيةً نبيذاًمثلَ طعمِ القبلةِ الأولى
كزيتٍ من عصيرِ الشمسِ
كالصبحِ الذي يبقى
يلوّنُ حبةَ القمحِ الصغيرةَ
يستردُّ منارةَ اللهبِ المقدّسِ
شكلَ أشجارِ الصنوبرِ
لحنَ أحزانِ السواقي
والمواويلِ التي ترتاحُ فوقَ العشبِ
والطَلِّ الذي ينسابُ مثلَ الشوقِ
في فرحِ الربيعْ
***
تأتينَ عبرَ الريحِ ألحاناً وخبزاً
غيمةً خضراءَ ، وهجاً من غبارِ الطَّلْعِ
بَوحَ حمامةٍ
ولعاً من الحبِ ، اشتياقاً ، رعشةً
سفراً إلى المجهولِ
أفراحاً وحزناً
دفقةَ الأملِ المخبَّإِ في بقايا الفجرِ
ألوانَ العذارى
رِحلةَ النسيانِ .. أوجاعَ الهوى
أنغامَ رائحةِ المطرْ
***
تأتينَ عبرَ القلبِ عاشقةً
وتنهارُ الحواجزُ .. تلتقي الأيدي
ويحترقُ الصقيعُ على الشفاهِ
وتزهرُ القبلُ الجميلةُ
يختفي الوحلُ المذلُ
ويستفيقُ الدفءُ .. ترتعشُ الحياةُ
يصفّقُ الزمنُ الذي يأتي
رحيقاً .. قبلةً بيضاءَ
عاريةً من الزيفِ المد نَّسِ
والرياءْ
***
تأتينَ عبرَ الموجِ حافيةً
ملوّحةً بنورِ الفجرِ
تنتشرينَ في رحِمِ الصخورِ
تنظّفينَ الشاطىءَ المملوءَ بالأقذارِ
تلتقطينَ أوجاعَ الرمالِ
وكفُّكِ الممدودةُ الملأى بحُبِّ البحرِ
تمسحُ أدْمُعَ الباكينَ
تزرعُ حبةَ الملحِ الندية في العيونِ
تطهرُ الضعفاءَ
تقتلعُ الطحالبَ ، من صدورِ الخائفينْ
***
عودي إلينا ، دوحةً في الجردِ
عرسَ سنابلٍ خضراءَ
تملأُ بيتنا ، فرحاً ودفئاً
لقحّي أزهارنا الصفراءَ
ردّي لونَها
مدّي يديكِ إلى الجذورِ
وعمِّديها ، واسكبي ماءَ الحياةِ
وطمئني النحلاتِ
أنّ رحيقَها المسروقَ ، أتٍ
علّميها كيف تحمي شَهْدَها
وتصيحُ في وجهِ اللصوصِ
تثورُ ، تطلقُ نصلَها المسمومَ
أيامَ الحصادْ
***
|
ردّي الجَناحَ
إلى الفراشاتِ التي غابتْ
طويلاً
وامسحي الجُرحَ المندّى
فوقَ هامتِها
فشَقُّ النورِ يُقبلُ من بعيدٍ
والخفافيشُ التي اختبأتْ
ستظهرُ
ترتمي هلعاً
ويحرِقُها الضياءْ
***
محبوبتي ، قلبي ولوني
لحنَ أوتاري ، وذاكرتي
صباحي عندما يأتي المساءُ المرُّ
صوتي حينَ تُقتلعُ الحناجرُ
خَمرتي يومَ الكروم ِ تضيعُ
في بطنِ الثعالبِ ، والنواطيرِ الذئابِ
وينبتُ الصبّارُ في حقلي
ويختنقُ الغناءْ
***
يا حبِّي الآتي وصحوي
عندما أغفو على ريشِ النعامِ
وأنتشي
وأطيرُ، يحملني بساطُ الريحِ
أنسى
أنني طينٌ جُبلتُ من الترابْ
***
عودي إلينا حبيبتي
عودي هواءً ينعشُ الأنفاسَ
أو عودي لهيباً .. شوكةً صمّاءَ
تغرزُ في الجباهِ
لَعلَّنا
نتذكّرُ الآلامَ في أفراحِنا
والقيدَ في تَرحالِنا
والجوعَ
في الترفِ المكدَّسِ
في موائدنا
***
عودي إلينا علقماً
فأساً تمزِّقُ جلدَنا
حجراً يحطِّمُ عظمَنا
فلربما ، قد نستحي
نَحْني رؤوسَ الذُلِّ
نخجلُ
نطردُ الأشباحَ من أجسادِنا ، نصحوُ
نصيرُ مقالعاً ، غضباً
سهاماً مرّةً
نبني قِلاعاً من كرامتِنا
ونحمي خبزَنا المسروقَ
نَحملُ سوطَنا المصنوعَ من وترِ القلوبِ
من المحبةِ
من دموع ِ الصامدينْ
***
يا حلوتي
عودي إلينا
قد نسينا الحُبَّ والأشواقَ
عودي علمينا
واتركينا في بحارِ الملحِ ، نغرقُ
ندفنُ الصدأَ المعمَّرَ في حنايانا
ونَبرأُ
ثم عودي
واعشقينا
|
||
WEBMASTER : AA-ALSAAD
|
|||
This Web Site Programmed and
Written By ABD ALMASSIH JAMIL ALSAAD
..... Copyright 2003 (C) SCOPNET All
Rights Reserved
|
رابطة اصدقاء المغتربين تأسست عام 1973 وكانت رأيستها الاديبة الراحلة نهاد شبوع وتم اصدار 12 عدد فقط في بيت المغترب في حمص .
الجمعة، 30 أكتوبر 2015
مجلة السنونو ( العدد الأول ) - شعر من الوطن المقيم - أغنية الحب الآتي ( عيسى فرج )
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق