مجلة السنونو (
العدد الأول ) -
شعر من الوطن المقيم
|
|||
يوسف الحاج
|
|||
شعر من الوطن المقيم
Poésie
du pays de résidence
تحـــولات راعــــوث
لريتا خلايا انشطارٍ
سريعِ
وريتا دماء الربيعِ
حضورُ الجمال الوديعِ
وللورد فيها صفاء
المرايا
كفجر الرعاة ودربِ
الحليبِ
وريتا تواعدُ ريتا
لحمل الصليبِ
على ثغرها البرعميِّ
النبيلِ
وُعودٌ لدربِ الجليلِ
صباها اليواقيتُ
شعَّتْ على كفِّ مريمْ
وشقَّتْ على الوجهِ
مبسمْ
منارةَ ليلٍ طويلِ
وريتا تحاورُ ريتا أما
من دليلِ
الينابيع ظُهراً
لأحملَ مائي وأروي غليلي؟
وأقرأ في الكفِّ
خطَّاً يؤدِّي إلى المستحيلِ
فبعد قليلٍ يحينُ
الغيابُ لأحيا شموسَ الأُفولِ!
لريتا شعاعٌ هو
الذاكره
شراعُ جنوبٍ إلى
الناصره
قميصٌ يميسُ على
الخاصره
نسيجٌ من البرتقال
الشفيفِ
يغطِّي ربا البرتقالِ
العفيفِ
ويُبدي ثلوجَ الجبالِ
وفيها من البحرِ عمقُ
من الريمِ عنقُ
ومغزلُ نجمِ الزمانْ
ورمحٌ أضاءَ المكانْ
وعشرُ شموعٍ من
الأقحوان
لريتا اخضرارُ
السنابلْ
وميلادُ بابلْ
مخاضٌ لتوتِ الشرابِ
دمٌ من مخاضٍ لتوتْ
هي العشتروتْ
فسبِّحْ "خلاصَ"
الجَمالِ
وطفلَ الجمالِ الذي لا
يموتْ
" تقرَّبْ " بكسرةِ
خبزٍ وجرعةِ خمرٍ
وحفنةِ تمرٍ لأمِّ
البرايا البتولِ
فريتا تصالحُ ريتا
وتعطي خيوطَ الحليبِ
لثغرِ الرسول ِالحبيبِ
وتصنعُ غيمَ البحار
دثاراً لطفلِ المطر
وتُطلقُ نحو السماءِ
طيورَ القدرْ
وفي العينِ منها لآلي
دموعِ الوجعْ
وفي الصدرِ ماءٌ يمورُ
البجعْ
وفي الحضنِ بعضُ
البقايا ليومِ الحصادْ
وكنعانُ يحيا ازدياد
َالجرادْ
على أرضِ ريتا...
وريتا تُباد
وترجعُ قمحاً لعمقِ
الترابِ
تموتُ وتحيا مع
السنبلة!
نذرتُ لريتا " ثمارَ "
الشجرْ
أريجَ البخورِ لوقتِ
الضجرْ
وحوَّلتُ شدوَ الرعاةِ
لنايٍ
فبعدَ الغيابِ إيابٌ
لبدرِ المساءِ
وقلتُ لريتا استعدِّي
لنار القِرى
فعمَّا قليلٍ يجيءُ
جياعُ القُرى
وعمَّا قليلٍ يُفَكُّ
"الحصارُ"
عن البحر فيكِ.. وفيكِ
انتصارْ
لحيفا ويافا وعكَّا
ومنكِ اندحارُ
ففيكِ تآخى النهارُ
مع الليلِ آناً...
وآناً مع البرتقال ِالعنيفِ
فشدِّي الحَلَقْ
عن القنبلهْ
وهاتي الحياةَ مع
السنبلهْ
فمجدُ الترابِ رديفٌ
لمجدِ الحرابِ
وسِفرُ السلام انختمْ...!
وريتا تخاطبُ ريتا..
وعبر زجاجِ المرايا الصقيلِ
دماهمْ دمايَ
ولوحُ الوصايا اختفى
في الدمارْ
على أيِّ لوحٍ يكونُ
الحوارُ الخطابُ
ومن أيِّ نهدٍ يُبَاحُ
الشرابُ
وفي أيِّ شرعٍ يطولُ
العذابُ؟
وريتا تضمِّد ريتا
وتنـزع منها الشظايا
تلفُّ الجراحَ بثلجِ
الهطولِ
وتحيا انتظاراً لطيرِ
النـزولِ
تمدُّ اليدينِ لماء
ِالسماءِ
فقد جفَّ صدرٌ وغاضَ
الحليبُ
وفي الحضنِ بعض بقايا
البلاد... الرمادْ
ويخفقُ في الصدر ِطيرٌ
حبيبُ
أتيتُ إليكِ بقوسِ
السحاب ِ
وتحت صليبي يمرُّ
البشرْ...!
لريتا هلالُ البدورِ
نقاءُ البذورِ
صمودُ الجذورِ
وفاءُ النذورِ
ومن صدرِ ريتا حليبُ
الوفاءِ
يفيضُ ليروي سهولَ
الخليلِ
لتطلَُِعَ ورداً من
العنفوانْ
وكنعانُ يُصغي لهوجِ
الرياح ونفضِ الغبارْ
ويسألُ ريتا على أيِّ
سمتٍ يكونُ المسارْ؟
على سمتِ نهرٍ ونبعِ
دماءٍ يؤدِّي لأقصى الشمالِ
دمٌ.. جدولٌ لا يجفُّ
وثلجٌ يكلِّلُ هامَ
الشآمْ
هوىً والتزامْ
إذا جفَّ ثديٌ سيعطي
النظيرُ الحنينَ الحنانْ
هما مغزلانِ لفتلِ
الرجالِ الطِّوالِ
يجيدون حرثَ الترابِ
ونثرَ البذارْ
وللشمسِ صنعُ
السحابِ...
وللبحرِ فضلُ
المطرْ...
وتبقى من الحبِّ ريَّا
عطورِ الغرامْ!!
|
|||
WEBMASTER : AA-ALSAAD
|
|||
This Web Site Programmed and
Written By ABD ALMASSIH JAMIL ALSAAD
..... Copyright 2003 (C) SCOPNET All
Rights Reserved
|
رابطة اصدقاء المغتربين تأسست عام 1973 وكانت رأيستها الاديبة الراحلة نهاد شبوع وتم اصدار 12 عدد فقط في بيت المغترب في حمص .
الجمعة، 30 أكتوبر 2015
مجلة السنونو ( العدد الأول ) - شعر من الوطن المقيم - يوسف الحاج
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق